رئيس سابق للموساد ينتقد "الفصل العنصري" بالضفة ويثير الجدل
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
رحبت السلطة الفلسطينية، اليوم الجمعة، بتصريحات للرئيس السابق لجهاز الموساد تامير باردو اعتبر فيها أن إسرائيل تفرض نظام "فصل عنصري" في الضفة الغربية المحتلة، وهي تعليقات أثارت انتقادات واسعة في إسرائيل.
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية نشرت الأربعاء، قال باردو "ثمة نظام فصل عنصري هنا"، وذلك في معرض حديثه عن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ حرب العام 1967.
وأضاف "عندما يتم التعامل مع شعبين على أرض واحدة وفق نظامين قانونيين مختلفين، فهذا نظام فصل عنصري"، في إشارة إلى أن الفلسطينيين الذين يوقفهم الجيش أو أجهزة الأمن الإسرائيلية يحالون إلى محاكم عسكرية، في حين أن الإسرائيليين سكان المستوطنات المخالفة للقانون الدولي، يُحالون أمام القضاء المدني.
وتعدّ تصريحات باردو، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية بين العامين 2011 و2016، الانتقاد الأكثر وضوحاً من مسؤول إسرائيلي كبير سابق لممارسات حكومته في الضفة الغربية، بعد تصاعد حدّتها في ظل الائتلاف الحالي لبنيامين نتنياهو، والذي يعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
ورحّب المستشار السياسي في وزارة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك بتصريحات باردو، مشيراً إلى أن مواقف مشابهة باتت تصدر عن "عدد متزايد من المسؤولين الإسرائيليين".
وأضاف في حديث مع وكالة "فرانس برس": "نأمل في أن يعكس ذلك بداية صحوة في المجتمع الإسرائيلي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومقرها نيويورك، انضمت في أبريل 2021 الى عدد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية بقرارها استخدام "الفصل العنصري" لوصف السياسات التي تمارسها تل أبيب حيال الفلسطينيين وفلسطينيي الداخل.
وفي العام 2022، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب "الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين ومعاملتهم على أنهم "مجموعة عرقية أدنى".
ورفضت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها في حينه يائير لابيد التقرير، معتبرةً أنه يستشهد بـ"أكاذيب تنشرها منظمات إرهابية"، حسب زعمه.
جنديان إسرائيليان يعتقلان فلسطينياً في الضفة انتقادات داخل إسرائيلوبرز باردو على الساحة السياسية الإسرائيلية في الأشهر الماضية من خلال مواقفه المعارضة لمشروع التعديلات القضائية الذي يدفع به نتنياهو. وأثار المشروع احتجاجات غير مسبوقة في الداخل وانتقادات في الخارج.
وتضاف تصريحات باردو إلى تعليقات شبيهة أدلى بها مسؤولون ودبلوماسيون إسرائيليون في الآونة الأخيرة، حذّروا فيها من أن إسرائيل قد تصبح دولة فصل عنصري في حال واصلت ممارساتها في الضفة الغربية المحتلة.
لكن ما قاله باردو كان الأوضح في معرض انتقاد الإجراءات الإسرائيلية ووسمها بـ"الفصل العنصري"، واستتبع ردود فعل حادة على المستوى السياسي، وأيضاً الهيكل الأمني والعسكري.
واعتبر حزب الليكود بزعامة نتنياهو، أن تصريحات باردو "معيبة وخاطئة". وقال الحزب اليميني في بيان إن "المستشفيات الإسرائيلية تعالج اليهود والعرب، الإسرائيليين والفلسطينيين، بالطريقة ذاتها. العرب واليهود يدرسون ويعملون معاً في إسرائيل".
من جهتهم، اعتبر مسؤولون في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية شاركوا في منتدى الأمن والدفاع عن إسرائيل، أن تصريحات باردو تشكّل "تشويها للواقع".
وأضافوا في بيان مشترك أن المسؤول السابق أقدم على "التشهير بدولة إسرائيل وقواتها الأمنية" عبر مواقف تستند حصراً إلى "آراء سياسية شخصية".
وخارج القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، يقيم نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي يقطنها 2.9 مليون فلسطيني.
ويضم الائتلاف الحكومي الحالي بزعامة نتنياهو شخصيات وأحزابا سياسية من اليمين واليمين المتشدد تؤيد ضم الضفة الغربية بالكامل ومواصلة سياسة الاستيطان في أراضيها.
العرب والعالم روسيا و أوكرانيا زيلينسكي: بوتين قتل بريغوجين رئيس فاغنروتنتقد العديد من المنظمات الحقوقية القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على حرية التنقل في الضفة الغربية المحتلة بما يشمل القدس الشرقية، والتمييز ضد العرب في إسرائيل.
وقبل نحو أسبوعين، أيّد نتنياهو وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بعد مطالبته بحقوق أكبر لليهود مقارنة بالفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وقال الوزير للقناة 12 الإسرائيلية "حقّي، وكذلك حقّ زوجتي وأولادي، في التنقل على الطرق (في الضفة)، أهم من حرية حركة العرب".
والفصل العنصري أو الأبارتيد (التطور المنفصل للأعراق باللغة الأفريكانية) نظام كرّسه البيض في قوانين جنوب إفريقيا بين العامين 1948 و1991. وهيمنت الأقلية البيضاء على الحياة السياسية حتى أول انتخابات متعددة الأعراق العام 1994 فاز بها نلسون مانديلا الذي تزعم النضال ضد هذا النظام.
وكان مواطنو جنوب إفريقيا يصنّفون منذ الولادة في أربع فئات هي البيض والسود والخلاسيون والهنود حيث يحتلّ البيض المكانة الأعلى ويتمتعون بامتيازات خاصة في حين يقبع السود في أسفل السلم الاجتماعي. وكان الجزء الأكبر (87%) من أراضي جنوب إفريقيا مخصصاً للبيض فيما كان السود يقيمون في أحياء مخصصة لهم.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الضفة إسرائيل الموسادالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الضفة إسرائيل الموساد فی الضفة الغربیة المحتلة الفصل العنصری فصل عنصری
إقرأ أيضاً:
8 شهداء بالضفة والاحتلال يقتحم جنين وسلفيت
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء مدينتي جنين وسلفيت في الضفة الغربية المحتلة، في وقت واصلت فيه عملية عسكرية بدأتها منذ أمس الثلاثاء أسفرت حتى الآن عن استشهاد 8 فلسطينيين.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين شمالي الضفة من حاجز دوتان العسكري، وسط اندلاع مواجهات واشتباكات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة سلفيت وسط الضفة من مدخلها الشمالي فجر اليوم، وسط إطلاق لقنابل الصوت التي بثت الذعر بين المواطنين.
ورافق الاقتحام انتشار واسع لقوات الاحتلال في عدة أحياء رئيسية من المدينة، وداهمت عدة منازل وأجرت تحقيقات ميدانية مع المواطنين، إضافة إلى الاعتداء على بعضهم.
وتأتي هذه الاقتحامات لقوات الاحتلال ضمن سلسلة من عمليات التصعيد في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
شهداء وجرحى برصاص الاحتلال خلال اقتحام قباطية بجنين #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/RcU8ZzhZoZ
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 6, 2024
عملية عسكرية مستمرةوينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أمس الثلاثاء عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة 9 واعتقال العشرات وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، وفق إحصائية أوردتها وكالة الأناضول.
وتتركز العملية العسكرية في جنين، حيث استشهد 6 فلسطينيين، في حين قتلت قوات الاحتلال اثنين آخرين في طوباس، إضافة إلى اقتحام طولكرم ونابلس.
ومنذ فجر أمس الثلاثاء، يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام مدن وبلدات متفرقة بشمال الضفة تركزت في بلدة قباطية، وبلدة طمون جنوبي طوباس، وطولكرم ومخيميها، ومدينة قلقيلية، وبلدتي بورين ومادما جنوبي نابلس.
وإجمالا، ارتفع أمس الثلاثاء عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 777 منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 6300 جريح، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وبالتزامن مع الإبادة المتواصلة في القطاع، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل على قطاع غزة إبادة جماعية بدعم أميركي مطلق خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.