الموقع بوست:
2024-12-24@16:57:42 GMT

هل يقترب عالم "غوغل" من الانهيار؟

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

هل يقترب عالم 'غوغل' من الانهيار؟

عام 1998 بات "غوغل" نجم شبكة الإنترنت. محرك البحث الذي قدّم تجربة ثورية للمستخدمين، تحوّل في أشهر قليلة إلى ركن من أركان الشبكة وسلوك مستخدميها وثقافتهم. وطيلة ربع قرن، رسم محرّك البحث هذا، معالم حقبة جديدة، قوامها الأساسي الوصول إلى المعلومات بسهولة.

 

لكن "غوغل" الذي تضخّم كثيراً، ليصبح إمبراطورية عظمى في عالم التكنولوجيا، بدأ انحداره التدريجي، بحسب ورقة تحليلية من موقع ذا فيردج التقني.

 

في العقد الأول من القرن 21، ابتلعت مواقع التواصل الاجتماعي الويب، وبدأت بالتزامن الانتقادات تطاول "غوغل" على اعتبار أن دقته تراجعت في عرض الأخبار، إلى جانب اتهامات بالانحياز في نتائج البحث التي يعرضها.

 

أما في العقد الثاني من هذا القرن، فبات الفيديو هو نموذج المحتوى المفضّل عند المستهلكين، بداية مع "يوتيوب" وصولاً إلى "تيك توك" الصيني الذي أربك سيليكون فالي وباغتها.

 

"غوغل" والسيطرة المطلقة

 

على مدى عقدين من الزمن، كان بحث "غوغل" هو القوة غير المرئية التي رسمت إلى حد كبير مصير المحتوى عبر الإنترنت. لكن الآن، ولأول مرة منذ إطلاق محرك البحث هذا، يبدو أن العالم من دونه ممكن بالفعل.

 

وكان "غوغل" في أواخر التسعينيات اسماً متداولاً كبديل أفضل لـ"ألتافيستا"، الذي لم يكن أكبر محرك بحث في ذلك العصر، ولكنه كان يعتبر الأفضل. ومع مرور السنوات تبدّل شكل الشبكة، وظهرت محركات بحث كثيرة، لكن "غوغل" بقي في الصدارة، مقدما تطويراً متواصلاً لنتائجه وخدماته.

 

هكذا توسّع "غوغل" مع السنوات من محرّك بحث إلى شبكة من الخدمات، التي بدأت بمجموعات "غوغل"، وتقويم "غوغل"، وأخبار "غوغل"، وإجابات "غوغل"، واستحواذها على "بلوغر".

 

وينقل "ذا فيردج" عن عالِم التكنولوجيا، آندي بايو، قوله إن" كل شيء نُفّذ بذكاء شديد، وبشكل نظيف للغاية، وسهل الاستخدام للغاية، ومتطور للغاية".

 

وشعر المدونون بأن كل ما تفعله "غوغل" كان هدفه تحسين الإنترنت. كانت الأدوات التي استمرت في إطلاقها الشركة المالكة لمحرك البحث (حملت اسم مجموعة ألفابيت لاحقاً) مرتبطة بمهمة جمع المعلومات حول العالم ومساعدة الأشخاص على إضافة المزيد من المحتوى إلى الويب.

 

"غوغل"... لعنة المال؟

 

يقول المدون أنيل داش إن الأمور بدأت تسوء في "غوغل" منذ 2003، عندما أضافت الشركة برنامج "أد سينس" لتقاسم أرباح الإعلانات مع صانعي المحتوى. فبحسب داش أدوات "غوغل" الإعلانية أعطت الروابط قيمة مالية، ما أدى إلى قتل التفاصيل العفوية في المنصة. منذ تلك اللحظة، اهتمت "غوغل" بشبكتها أكثر من سلامة الإنترنت على نطاق أوسع.

 

ونتيجة لهذا البحث المطرد عن الأرباح أُغلق "غوغل أنسرز" في 2006، و"غوغل ريدر" في 2013، في إعلان واضح لانتهاء عالم التدوين بشكله الأول.

 

"غوغل"... علامات التراجع

 

لا يزال تطبيق "بلوغر" يعمل، ولكن من دون "غوغل ريدر" كمركز لتجميع المحتوى، كما بدأ أغلب الناشرين في إنشاء محتوى أصلي على منصات مثل "فيسبوك" و"إنستغرام"، وأخيراً "تيك توك".

 

وبحسب "ذا فيردج"، تراجعت مكانة "غوغل" في التسلسل الهرمي لشركات التكنولوجيا الكبرى.

 

وكشفت احتجاجات "ريديت" الأخيرة عن تراجع شعبية "غوغل" كمحرك بحث، أمام الإقبال والاتكال الكبير على "ريديت"، تماماً كما نجح تطبيق "بينترست" بابتلاع جزء كبير من شعبية "صور غوغل" في نتائج البحث.

 

حتى إن البعض يعترف بأن خرائط "آبل" تستحق إعطاءها فرصة على حساب خرائط "غوغل"، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره حتى قبل بضع سنوات.

 

إلى جانب ما سبق، نجح روبوت الدردشة ChatGPT، الذي حقق نجاحاً كبيراً، في جرّ "غوغل" إلى سباق ضد "مايكروسوفت" لبناء نوع مختلف تماماً من البحث، نوع يستخدم واجهة روبوت دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

 

هل يواجه "غوغل" مصير "ألتافيستا"؟

 

لسنوات اعتبر "ألتافيستا" أفضل محركات البحث، إلى أن جاء "غوغل" فأزاحه عن عرشه. في البداية أشاد المستخدمون والتقنيون بتقنيات "ألتافيستا" المتطورة، ثم واجه المحرك فجأة تهديداً وجودياً عندما قدّمت  شركة غوغل الشابة طريقة جديدة للعثور على المحتوى.

 

وبدلاً من محاولة تحسين منتجها الأساسي، وإصلاح المشكلات التي يواجهها المستخدمون، أصبحت "ألتفايستا"، بدلاً من ذلك، أشبه ببوابة إلكترونية، مثقلة بالخدمات المتضخمة التي تعمل بشكل أقل جودة.

 

واعترف الرئيس التنفيذي للشركة في 2002 بأنها "حاولت أن تصبح بوابة في وقت متأخر جداً من اللعبة، وفقدت التركيز".

 

وقال في تصريحات لموقع وايرد في ذلك الوقت إن شركة ألتافيستا ستحاول العودة مرة أخرى والتركيز على خدمات البحث مرة أخرى. لكنها لم تستعد الصدارة قط... فهل يكون هذا مصير "غوغل"؟


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم

تبدو العزلة التامة للفرد في بيئة ممتدة لكنها في ذات الوقت مغلقة بمثابة تحد تواجهه الشخصية وهي ترى أن مصيرها مرتبط بالخروج من تلك البيئة الصارمة.

هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما في العديد من الأفلام وذلك من خلال وجود الشخصية الدرامية في العديد من البيئات، فتارة في كهوف جبلية أو صحراء قاحلة مفتوحة أو بحر هائج أو غابات ممتدة تجعل ذلك الامتداد الاستثنائي بمثابة فضاء مفتوح على أشكال شتى من التحديات.

هذه الفرضية يقدمها فيلم "السنة العاشرة" للمخرج بنجامين غودجر الذي يعرض حاليا في صالات العرض في أوروبا والولايات المتحدة ونال أصداءً واهتماما نقديا ملحوظا من منطلق تصنيفه على انه من أفلام الرعب وفي نفس الوقت انتماؤه إلى أفلام نهاية العالم ( ابوكاليبس) التي تم إنتاج الكثير منها وكانت ثيمتها الأساسية ترتكز على من تبقى حيا بعدما ضربت العالم جائحة ما من الأوبئة إلى الحروب الكونية.

حياة أولئك الناجين أو من هم لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الذي نجهل ما هو بالضبط لكن ها نحن مع بضعة أشخاص يتنقلون وسط الغابات باحثين عن الماء والطعام ثم ليصطدموا مع جماعة أخرى تتسم بالوحشية والرغبة في القتل.

والحاصل أن ما يمكن استنتاجه هو وصول ما تبقى من البشر بعد عقد من الانهيار العظيم إلى حافة المجاعة وشح المياه وهو ما يظهر جليا حتى على ملابس أولئك الناجين الرثة والمائلة إلى اللون البني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج بعد مرور الربع الأول من وقت الفيلم لماذا تتحاشى الشخصيات أسماع أصواتها فهي تخشى من الانكشاف لدى جماعات وحشية هائمة على وجوهها وبذلك أعادنا هذا الفيلم إلى أفلام سابقة من أهمها فيلم مكان هادئ بجزئيه وفيلم قفص العصافير وفيلم الصمت وفيلم لا تتنفس وغيرها، وكلها تقريبا كان فيها إسماع الصوت يؤدي إلى هجوم كائنات وحشية أو زومبي لكن في هذا الفيلم تبدو المعالجة مختلفة فهي بمثابة نوع من التحدي.

لقد تم استخدام الصمت أداة فيها كثير من الجرأة، فالشخصيات لا تطلب إحداها من الأخرى الصمت وعدم الكلام ولكن هو أمر تلقائي ولنا أن ننظر بشكل واقعي إلى أحداث فيلمية تمتد إلى أكثر من 90 دقيقة وحتى نهاية الفيلم من دون نطق كلمة واحدة مع عدم فقدان متعة المشاهدة وهو ما يحسب لكاتب السيناريو والمخرج تلك الجرأة في تقديم بناء سردي -صوري متقن ومتكامل من دون حوار.

وفي هذا الصدد يقول الناقد ايلودي ماريوت موقع فيلم هاوندس "يبدأ الفيلم ببناء التوتر بشكل جيد رغم الاستغناء عن الحوار، حيث يصور مشاهد الحركة المروعة باعتبارها بديلا بصريا للحوارات المتبادلة بين الشخصيات. إن صراخ مجموعة من الكلاب المتعطشة للدماء التي تبحث عن شخص ما لتنقض عليه أمر مرعب، ولكن القفز السريع إلى مكان آمن غالبًا ما يقلل من ثقل هذه اللحظات المتوترة. ورغم جودة الصورة والاستغناء عن الحوار، إلا أن أحد عيوب الحوار المحدود أو غير الموجود هو أن المشاهدين قد لا يشعرون بالارتباط الكامل بالشخصيات، مما يحول دون الوصول إلى أفكارهم أو مشاعرهم أو دوافعهم".

أما الناقدة كارينا جونز في موقع هافن هورر فتقول: "عليّ أن أعترف أنه على الرغم من إعجابي بفكرة وقصة الفيلم، إلا أن هناك بعض المشكلات الرئيسية التي برزت. إحدى هذه المشكلات تتعلق بالشخصية الرئيسية في الفيلم، فقد بدا وكأنه لا يستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح أو القيام بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح".

أما من وجهة نظر نقدية مقابلة، فإن تعمد المخرج تقديم الشخصية الرئيسية -الممثل توبي غودجر بهذه الصورة فقد كانت في إطار تلقائية أداء الشخصية، فهو شخصية عادية وليس بطلا خارقا أو استثنائيا ولهذا كان يمكن أن يفشل في مواجهة أولئك الذين يطاردون ضحاياهم وأن يقع ضحية مع أن نمطية أفلام من هذا النوع تقدم شخصية البطل المخادع القادر على إيجاد الحيل المناسبة للفرار.

على أن من التحولات الأساسية في الفيلم ومن خلال استخدام الحبكات الثانوية كمثل انتزاع المفتاح من رقبة أحد أشرس الشخصيات التي تلاحق أيا كان بصحبة عصابة شرسة وهو مشهد بدا جريئا وفيه بعض المبالغة إلا انه قادنا إلى حبكات ثانوية أخرى تمثلت في الهجوم على المنزل المتنقل والاستفادة مما يحتويه من مخزون غذائي.

واقعيا نحن أمام ثلاث شخصيات ممثلة في الأب وابنته المريضة والابن الذي سوف يبقى وحيدا بعد مقتل الأب ولهذا يمضي في رحلة البحث عن الطعام وهو يخوض مواجهات شرسة مع خصومه بينما كان هنالك مشهد الكلاب المتوحشة مما يقوي جانبه ويمنحه فرصة الاقتصاص من خصومه.

ولعل مضي الوقت الفيلمي والاقتراب بأحداث الفيلم من النهاية ومع الاستغناء عن الحوار كان بمثابة امتحان حقيقي لجهة توفر الفيلم حتى النهاية على عامل التأثير في المشاهد واجتذابه للمضي في متابعة الأحداث وهي ميزة أثبتت نجاح فكرة الاستغناء عن الحوار وترسيخ أهمية عنصر الصورة.

على أننا لابد أن نشير إلى أن استخدام ثنائية الصورة والحركة والمطاردات وحبس الأنفاس كانت من بين العناصر التي عوضت عن الحوار وأعطت زخما للأحداث كما وفرت قوة للصورة بكونها محملة بكثير من الدلالات والعناصر التعبيرية الغزيرة التي صارت بالتالي بدائل مقنعة لغرض المضي في متابعة الأحداث.

من جانب آخر هنالك الهم الإنساني الذي يحرك الشخصية للمضي في تحمل المخاطر، من خلال محاولة العثور على دواء للشقيقة المريضة التي زاد جرحها صعوبة وتفاقما ولهذا كان اندفاع الشقيق بشكل هستيري متحملا المخاطر قد تكلل بالنجاح جالبا الطعام والدواء من مكان متروك ولكنه وعندما يعود إلى المخبأ لن يعثر على الشقيقة لكن يدا تمتد وسط العتمة وتستقر على كتفه لتعيد إليه الأمل في عثوره عليها.

هذه الكثافة في الأحداث والصراعات في إطار مربع لا يتعدى تلك الغابة التي يختبئ فيها القتلة واللصوص والزومبي تكاملت من خلال التفاعل مع الشخصية الرئيسية وهي تمارس لعبة الكر والفر مع العديد من الخصوم بما أضفى على الفيلم صفة النوع المختلف عن الأشكال والمعالجات المعتادة في هذا النوع من أفلام الانهيار العظيم إذ غالبا ما تحتشد العديد من الشخصيات الناجية في مواجهة خصوم مختلفين وذلك في إطار فكرة الصراع من أجل البقاء.

...

سيناريو وإخراج/ بنجامين غودجر

تمثيل / دونكان لاكروا – الأب، توبي غودجر – الابن، هانا براون – الابنة

إنتاج/ بلو فوكس

مقالات مشابهة

  • إدمان الفيديوهات القصيرة خطر يهدد التركيز والإدراك العقلي| فيديو
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • دراسة حديثة: إدمان الفيديوهات القصيرة خطر يهدد التركيز والإدراك العقلي
  • غوغل تحدث خوارزمياتها لتحسين تجربة المستخدم
  • أوبن إيه آي تُطلق روبوت الدردشة الذكي على واتساب
  • فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
  • أبرزها «باحث جوجل العكسي».. أدوات للتأكد من صحة الصور المنشورة على الإنترنت
  •  بشأن الذكاء الاصطناعي.. منافسة شرسة بين غوغل و"ChatGPT" 
  • أوبن إيه آي تتيح روبوتها الذكي للدردشة عبر تطبيق واتساب
  • أوغندا.. ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصا