حيروت ـ الجزيرة

سلط تقرير نشره موقع ” الجزيرة نت ” الضوء على حياة الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض، منذ اندلاع الحرب في اليمن مطلع 2015.

 

ونشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً استقصائياً استعرض فيه آثار 4 رؤساء عرب اختفوا عن الأنظار، بينهم الرئيس عبدربه منصور هادي، وفق مقربين منه، فإن الرئيس هادي شخص انطوائي إلى حد ما، مما يفسر جانبا من عدم تواصله حاليا مع الفاعلين في الشأن اليمني ومع مواطنيه في الاغتراب.

 

وروى الصحفي اليمني مختار الرحبي للجزيرة نت – والذي عمل سكرتيرا صحفيا في الرئاسة طيلة 6 سنوات – أسبابا أخرى تفسر غياب هادي كليا عن المشهد اليمني وعدم تواصله مع الإعلاميين والدبلوماسيين وحتى المغتربين. وهو على علم بحيثيات تركه لمنصبه وظروف إقامته في السعودية وكيف يقضي وقته في أحد القصور الفخمة في العاصمة السعودية الرياض.

 

هادي المولود عام 1945، تدرج في الرتب العسكرية من ضابط ملازم إلى فريق وتقلد العديد من المناصب السامية، من أبرزها توليه حقيبة وزارة الدفاع وشغله لمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد أن لعب دورا محوريا في حرب 1994 بين الشمال والجنوب.

 

ورغم أهمية هذه الأدوار، فإن خريج مدرسة “محمية جيش عدن” المنحدر من قرية ذكين بمحافظة أبين، ظل بعيدا عن الأنظار، ولم يسجل حضورا لافتا في وسائل الإعلام إلى أن دفعت به المبادرة الخليجية إلى الواجهة عام 2011 في خضم الثورة على الرئيس حينها علي عبد الله صالح.

القيادة عن بعد

 

وأبدى محرر التقرير في “الجزيرة نت” استغرابه – عندما كان يحرر الأخبار اليمنية – من كثرة كنت القرارات والمراسيم والتوجيهات والتحذيرات التي يصدرها ويطلقها هادي من خارج البلاد، وقال “كان هادي يقيل باستمرار المحافظين ويعين آخرين مكانهم ويجري تغييرات باستمرار على قادة الجيش، بينما تشتعل المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي جماعة الحوثي في العديد من الجبهات”.

 

ففي 24 أبريل/نيسان 2017، أقال هادي محافظ عدن عيدروس الزبيدي وعين مكانه عبد الحميد المفلحي، وأجرى تعديلا وزاريا شمل حقائب العدل والأشغال وحقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية. وفي 15 من أكتوبر/تشرين الأول 2018، أقال هادي رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وأحاله للتحقيق على خلفية “الإهمال الذي رافق أداء الحكومة في المجالات الاقتصادية”، وعين مكانه معين عبد الملك.

 

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته أقال هادي من الرياض محافظ تعز أمين أحمد محمود وعين مكانه نبيل عبده شمسان القدسي، وفي اليوم ذاته، أقال قائد محور تعز اللواء الركن خالد قاسم فاضل، وعين مكانه اللواء الركن عبد الله الصبري.

 

لقد كان هادي بعيدا عن جبهات القتال، ولكنه كان حاضرا بقوة في الإعلام من خلال قرارات التعيين والإقالة ولقاءاته المتكررة مع الموفدين الدوليين، وعبر رسائل التهنئة والتعزية التي يبعثها إلى زعماء العالم.

 

وفي السابع من أبريل/ نيسان 2022، سلم هادي السلطة لمجلس قيادي مكون من 8 أعضاء يرأسهم رشاد العليمي. وعلى الفور، اختفى هادي كليا عن الأنظار، فأين هو حاليا وما سبب غيابه الكلي عن المشهد السياسي اليمني؟

 

القصر والمستشفى

 

يروي مختار الرحبي أن هادي يقيم في قصر الملك فيصل بالناصرية في مدينة الرياض مع العديد من أفراد أسرته، من أبرزهم ابناه جلال وناصر الذي يحمل رتبة عميد، إلى جانب العديد من حفدته وأقاربه.

 

لقد خبر هادي الإقامة في مقرات القيادة العسكرية عندما كان قائدا لألوية وكتائب طيلة مساره العسكري، كما سكن القصور في صنعاء، مما يعني أن سقف طموحه يتجاوز العيش في رفاهية، لكن صفقات وضغوطا حتمت عليه الرضا بهذا القدر والخروج من المشهد السياسي كليا، وفق الرحبي الذي تحدث لقنوات عالمية عما يسميه الانقلاب على الرئيس الشرعي لليمن.

 

ولا يزال هادي يحظى بمعاملة رئيس في السعودية، لكن مقربين منه أكدوا للجزيرة نت أنه كان ينوي السفر للولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، فحالت دون ذلك مقتضيات صفقة نقل السلطة حيث تقتضي عدم سفره للخارج.

 

يتلقى هادي العلاج في مستشفى الملك فهد التخصصي ويمارس الرياضة داخل القصر الذي يقيم فيه، ولا يشارك في أي نقاشات أو ترتيبات سياسية حول الوضع في اليمن.

 

ويعود آخر ظهور لعبد ربه منصور هادي في رمضان الماضي، عندما استقبل وفدا من الحكومة هنأه بمناسبة إطلاق سراح شقيقه من سجون الحوثيين ضمن صفقة تبادل سجناء شملت المئات من الطرفين.

 

ويومها نقلت وسائل إعلام يمنية أن رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي هنأ الرئيس السابق بحلول العشر الأواخر من رمضان وبالإفراج عن شقيقه اللواء ناصر منصور هادي.

 

ويروي الرحبي -الذي يعمل حاليا مستشارا لوزير الإعلام اليمني- أن هادي يجري اتصالات محدودة ببعض الشخصيات المقربة منه “وهو شخص كبير في العمر وعنده مشاكل في القلب، ولكنه يمارس الرياضة ويخزن القات بعد فترة العصر بانتظام”.

 

وبينما يصدر العليمي قرارات الإقالة والتعيين ويتفقد الأوضاع في عدن من حين لآخر، يصر الرحبي وآخرون على أن هادي لا يزال القائد الشرعي لليمن “لأنه فوضهم سلطاته ولم يتنازل عنها.. وبمجرد عودته للبلاد سيعود للرئاسة”.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الفضيحة الجديدة للسلطة الفلسطينية

فضيحة جديدة تسربت تفاصيلها قبل أيام عبر وثيقة أمريكية نشرتها وسائل الاعلام الغربية وكشفت بأن السلطة الفلسطينية غيرت صيغة كانت مطروحة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ليتبين بأن هذا التغيير كان لصالح اسرائيل، وبفضل هذا التغيير أفلتت اسرائيل من صيغة قرار كان من الممكن أن يؤدي الى محاسبتها. 
السلطة الفلسطينية التزمت الصمت، أو تلتزم الصمت حتى الان، حيث لم تُصدر أي توضيح بشأن هذه المعلومات التي وردت في وثيقة أمريكية مسربة، لكن المرعب هو أن السلطة سبق أن تورطت في عمل مشابه عندما تبين بأنها حجبت "تقرير غولدستون" الذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب في غزة خلال عدوان العام 2008. 
في الفضيحة الجديدة يتبين من الوثيقة أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قام بتغيير صيغة قرار يقضي بــ"إنشاء آلية للتحقيق في الجرائم المرتكبة بالأراضي الفلسطينية"، وبحسب الوثيقة فقد تم شطب عبارة "إنشاء آلية" وتم وضع عبارة بـ"النظر في إنشاء آلية دولية دائمة لجمع الأدلة وملاحقة المسؤولين عن الجرائم"، وهو ما يعني في النهاية أن القرار أصبح بلا معنى ولا مضمون، حيث إن إقراره سيعني مجرد دراسة إنشاء هذه الآلية، وليس إنشاءها بالفعل!
هذه ليست المرة الأولى التي تقوم اسرائيل والولايات المتحدة بالضغط على السلطة الفلسطينية لتتحول الى خدمة الاحتلال بدلا من التصدي له، ففي العام 2011 كشفت جريدة "الغارديان" البريطانية أن السلطة كانت وراء حجب "تقرير غولدستون" الصادر في أواخر 2009 والذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب في غزة، وتبين بأن ما فعلته السلطة قد تم بضغوط أمريكية.
كلما رضخت السلطة لضغوط اسرائيلية وأمريكية كلما اتضح أكثر بأن هذه السلطة كانت فخاً اسرائيلياً منصوباً للفلسطينيين، وإنها منذ تأسيسها في العام 1994 وهي تشكل مادة لابتزاز الفلسطينيين والضغط عليهم، وهذا يتضح جلياً عبر عدم قدرتها على تنفيذ قرار سابق بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعدم قدرتها على التحرك دولياً ودبلوماسياً ضد الاحتلال، وعدم قدرتها على حماية المدنيين في المناطق التي تتواجد فيها من عدوان الاحتلال اليومي.
الفضيحة الجديدة في مجلس حقوق الانسان تؤكد بأن السلطة هي واحدة من أزمات الشعب الفلسطيني ويتوجب التفكير في حل لهذه المعضلة، وهي معضلة اعترف بها الشهيد الراحل ياسر عرفات عندما أمضى الشهور الـ33 الأخيرة من حياته محاصراً داخل المقاطعة ودبابات الاحتلال على بُعد أمتار قليلة من غرفة نومه.

مقالات مشابهة

  • مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة يناقش عبر عشر ملاحظات جوهرية واقعية سيناريو إطلاق عملية عسكرية برية ضد مليشيا الحوثي.. بعد تقرير CNN الأمريكية
  • تقرير لـبي بي سي يكشف شهادات مروعة عن تعذيب فلسطينيين داخل سجون الاحتلال
  • أردول يكشف الثمن الذي دفعه الحلو مقابل تحالفه مع حميدتي
  • تراجع امريكي عن التهديد باستمرار العمليات ضد “الحوثيين”
  • الرئيس اليمني يجتمع بقيادات وزارة الخارجية ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج
  • “الأرصاد اليمني”: طقس حار نهاراً ومعتدل ليلاً بالمناطق الساحلية
  • الفضيحة الجديدة للسلطة الفلسطينية
  • كاريكاتير.. حقيقة الدور الذي تلعبه قناة “الجزيرة” في غزة
  • تقرير يكشف أسباب تفضيل إيران لسلطنة عمان على الإمارات للتفاوض مع واشنطن
  • الرئيس اليمني يدعو إلى “معركة الخلاص” من الحوثيين