” يمضغ القات باستمرار” ..تقرير يكشف حياة الرئيس هادي بعد تركه للسلطة
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
حيروت ـ الجزيرة
سلط تقرير نشره موقع ” الجزيرة نت ” الضوء على حياة الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض، منذ اندلاع الحرب في اليمن مطلع 2015.
ونشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً استقصائياً استعرض فيه آثار 4 رؤساء عرب اختفوا عن الأنظار، بينهم الرئيس عبدربه منصور هادي، وفق مقربين منه، فإن الرئيس هادي شخص انطوائي إلى حد ما، مما يفسر جانبا من عدم تواصله حاليا مع الفاعلين في الشأن اليمني ومع مواطنيه في الاغتراب.
وروى الصحفي اليمني مختار الرحبي للجزيرة نت – والذي عمل سكرتيرا صحفيا في الرئاسة طيلة 6 سنوات – أسبابا أخرى تفسر غياب هادي كليا عن المشهد اليمني وعدم تواصله مع الإعلاميين والدبلوماسيين وحتى المغتربين. وهو على علم بحيثيات تركه لمنصبه وظروف إقامته في السعودية وكيف يقضي وقته في أحد القصور الفخمة في العاصمة السعودية الرياض.
هادي المولود عام 1945، تدرج في الرتب العسكرية من ضابط ملازم إلى فريق وتقلد العديد من المناصب السامية، من أبرزها توليه حقيبة وزارة الدفاع وشغله لمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد أن لعب دورا محوريا في حرب 1994 بين الشمال والجنوب.
ورغم أهمية هذه الأدوار، فإن خريج مدرسة “محمية جيش عدن” المنحدر من قرية ذكين بمحافظة أبين، ظل بعيدا عن الأنظار، ولم يسجل حضورا لافتا في وسائل الإعلام إلى أن دفعت به المبادرة الخليجية إلى الواجهة عام 2011 في خضم الثورة على الرئيس حينها علي عبد الله صالح.
القيادة عن بعد
وأبدى محرر التقرير في “الجزيرة نت” استغرابه – عندما كان يحرر الأخبار اليمنية – من كثرة كنت القرارات والمراسيم والتوجيهات والتحذيرات التي يصدرها ويطلقها هادي من خارج البلاد، وقال “كان هادي يقيل باستمرار المحافظين ويعين آخرين مكانهم ويجري تغييرات باستمرار على قادة الجيش، بينما تشتعل المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي جماعة الحوثي في العديد من الجبهات”.
ففي 24 أبريل/نيسان 2017، أقال هادي محافظ عدن عيدروس الزبيدي وعين مكانه عبد الحميد المفلحي، وأجرى تعديلا وزاريا شمل حقائب العدل والأشغال وحقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية. وفي 15 من أكتوبر/تشرين الأول 2018، أقال هادي رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وأحاله للتحقيق على خلفية “الإهمال الذي رافق أداء الحكومة في المجالات الاقتصادية”، وعين مكانه معين عبد الملك.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته أقال هادي من الرياض محافظ تعز أمين أحمد محمود وعين مكانه نبيل عبده شمسان القدسي، وفي اليوم ذاته، أقال قائد محور تعز اللواء الركن خالد قاسم فاضل، وعين مكانه اللواء الركن عبد الله الصبري.
لقد كان هادي بعيدا عن جبهات القتال، ولكنه كان حاضرا بقوة في الإعلام من خلال قرارات التعيين والإقالة ولقاءاته المتكررة مع الموفدين الدوليين، وعبر رسائل التهنئة والتعزية التي يبعثها إلى زعماء العالم.
وفي السابع من أبريل/ نيسان 2022، سلم هادي السلطة لمجلس قيادي مكون من 8 أعضاء يرأسهم رشاد العليمي. وعلى الفور، اختفى هادي كليا عن الأنظار، فأين هو حاليا وما سبب غيابه الكلي عن المشهد السياسي اليمني؟
القصر والمستشفى
يروي مختار الرحبي أن هادي يقيم في قصر الملك فيصل بالناصرية في مدينة الرياض مع العديد من أفراد أسرته، من أبرزهم ابناه جلال وناصر الذي يحمل رتبة عميد، إلى جانب العديد من حفدته وأقاربه.
لقد خبر هادي الإقامة في مقرات القيادة العسكرية عندما كان قائدا لألوية وكتائب طيلة مساره العسكري، كما سكن القصور في صنعاء، مما يعني أن سقف طموحه يتجاوز العيش في رفاهية، لكن صفقات وضغوطا حتمت عليه الرضا بهذا القدر والخروج من المشهد السياسي كليا، وفق الرحبي الذي تحدث لقنوات عالمية عما يسميه الانقلاب على الرئيس الشرعي لليمن.
ولا يزال هادي يحظى بمعاملة رئيس في السعودية، لكن مقربين منه أكدوا للجزيرة نت أنه كان ينوي السفر للولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، فحالت دون ذلك مقتضيات صفقة نقل السلطة حيث تقتضي عدم سفره للخارج.
يتلقى هادي العلاج في مستشفى الملك فهد التخصصي ويمارس الرياضة داخل القصر الذي يقيم فيه، ولا يشارك في أي نقاشات أو ترتيبات سياسية حول الوضع في اليمن.
ويعود آخر ظهور لعبد ربه منصور هادي في رمضان الماضي، عندما استقبل وفدا من الحكومة هنأه بمناسبة إطلاق سراح شقيقه من سجون الحوثيين ضمن صفقة تبادل سجناء شملت المئات من الطرفين.
ويومها نقلت وسائل إعلام يمنية أن رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي هنأ الرئيس السابق بحلول العشر الأواخر من رمضان وبالإفراج عن شقيقه اللواء ناصر منصور هادي.
ويروي الرحبي -الذي يعمل حاليا مستشارا لوزير الإعلام اليمني- أن هادي يجري اتصالات محدودة ببعض الشخصيات المقربة منه “وهو شخص كبير في العمر وعنده مشاكل في القلب، ولكنه يمارس الرياضة ويخزن القات بعد فترة العصر بانتظام”.
وبينما يصدر العليمي قرارات الإقالة والتعيين ويتفقد الأوضاع في عدن من حين لآخر، يصر الرحبي وآخرون على أن هادي لا يزال القائد الشرعي لليمن “لأنه فوضهم سلطاته ولم يتنازل عنها.. وبمجرد عودته للبلاد سيعود للرئاسة”.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
بين مرشحين مؤيدين لإسرائيل بشكل عام يتسابقان للوصول إلى البيت الأبيض، تلعب حربا غزة ولبنان دورا مهما في تقرير الرئيس الأميركي المقبل، كما تحدد تفضيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخليفة جو بايدن.
الناخبون الأمريكيون بالأراضى المحتلة يطالبون الفائز بإنهاء حرب غزة مدير برنامج الأغذية العالمي يحذر من أزمة إنسانية في قطاع غزةفي مناسبات سابقة، صرح نتنياهو أن الإدارات الأميركية الديمقراطية، بما في ذلك الإدارة الحالية، عملت خلف الكواليس لإسقاطه، فهناك دائما توترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحلفائه المقربين من جهة والحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى.
وعلى هذا الأساس يأمل نتنياهو عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة، وذلك وفقا لتحليل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ومع ذلك، ورغم أمل نتنياهو في فوز ترامب، فقد يتعين عليه توخي الحذر بشأن ما يتمناه، فالرئيس الأميركي السابق شخصية لا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يسبب لنتنياهو المتاعب أكثر من منافسته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكتب ترامب على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "نحن نبني أكبر وأوسع تحالف في التاريخ السياسي الأميركي. هذا يشمل أعدادا قياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان الذين يريدون السلام. إنهم يعرفون أن كامالا وحكومتها المحرضة على الحرب ستغزو الشرق الأوسط، وستتسبب في مقتل الملايين من المسلمين، وستبدأ الحرب العالمية الثالثة. صوتوا لترامب، وأعيدوا السلام!".
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه "إذا تم انتخاب ترامب فستكون هذه ولايته الثانية والأخيرة كرئيس، مما يعني أنه لن يحتاج إلى التفكير في الآخرين وسيعمل فقط لصالحه"، في تلميح إلى أنه قد يسلك مسارا مغايرا لما يريده نتنياهو.
فقد يحاول ترامب إحياء "صفقة القرن" التي تركز على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو وائتلافه بشكل قاطع، مقابل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية.
وفي الصفقة المقترحة، ستوجد دولتان جنبا إلى جنب، مع 70 بالمئة من الضفة الغربية و100 بالمئة من غزة تحت الحكم الفلسطيني.
وسبق أن قال كل من ترامب وهاريس بالفعل إنهما سيدفعان لإنهاء الحرب وتأمين عودة الرهائن.
ضغوط وعقوبات
أما إذا انتخبت هاريس، فسوف تتعرض لضغوط متعاكسة في ولايتها الأولى، بين مطالبات بوقف حربي غزة ولبنان من جهة، وأخرى لدعم إسرائيل من جهة أخرى.
وتقول "يديعوت أحرونوت" إن المنظمات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة قد تتحد للضغط على المرشحة الديمقراطية من أجل الاستمرار في دعم إسرائيل، لكن من المتوقع أن تكون هاريس أقل دعما من بايدن.
ومن المرجح أن تضغط الإدارة الديمقراطية على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، سواء من خلال الترويج لحل الدولتين أو الدفع نحو تحقيق اختراقات دبلوماسية تسمح بدرجة معينة من الانفصال، وهو ما سيثير غضب نتنياهو.
وبشكل عام، من المتوقع أن تتخذ هاريس وحزبها موقفا أكثر تأييدا للفلسطينيين، والعمل على تنشيط السلطة وتوليها إدارة غزة بعد الحرب.
وكما تخشى الحكومة الإسرائيلية تشديد العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين العنيفين في ظل إدارة هاريس، كما تتوقع أن تتخذ الرئيسة إجراءات ضد البؤر الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية، بل قد تفكر في فرض عقوبات على الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.