الجزيرة:
2024-10-03@10:20:06 GMT

لماذا يسعى مودي وحزبه لتغيير اسم الهند إلى بهارت؟

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

لماذا يسعى مودي وحزبه لتغيير اسم الهند إلى بهارت؟

نيودلهى- تغيير الأسماء الإسلامية للمدن والقرى والأحياء والشوارع، وحتى محطات القطارات أمر محبّب إلى قلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وزعماء حزبه، ولم يكن ليخطر ببال أحد قبل هذا الأسبوع أن اسم الهند الرسمي "إنديا" India سيتم تغييره هو الآخر.

فمنذ وصول مودي للحكم في مايو/أيار 2014، غُيّرت مئات أسماء المعالم الإسلامية، كما غُيّرت مناهج التاريخ في المدارس والكليات الهندية، وجرى حذف أبواب فصول تتناول عهد المسلمين بالجملة، كون أن العهد الإسلامي في الهند كان استعمارا، ولذلك لا بد من تصحيح التاريخ وإزالة آثار الاستعمار.

ووصفت الأستاذة الأميركية أودريه ترشك، هذه السياسات المتكررة للحكومة الهندية ورغبتها بإزالة أي معلم يشير إلى إسهامات الحكّام المسلمين بالنهوض بالهند خلال قرون حكمهم الطويل، بأنها عملية "إبادة للماضي"، ستؤدي لنشوء أجيال جديدة لا تعرف للمسلمين دورا في رقي الهند وتطورها.

شرارة البداية

ما دفع مودي إلى التفكير بتغيير اسم الهند هو اجتماع ضم زعماء 26 حزبا معارضا، حيث أطلقوا كلمة "إنديا" على تحالفهم الجديد، وهو اختصار يجمع الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية من اسم اتحادهم "التحالف الهندي القومي للتطوير الشامل" (India National Development Inclusive Alliance).

وما إن خرجت أحزاب المعارضة بإعلان هذا الاسم لتكتلها في 16 يوليو/تموز الماضي، حتى بدأ زعماء حزب الشعب -وعلى رأسهم مودي- يسخرون من أحزاب المعارضة، بأنها لم تجد إلا اسما "استعماريا" لتكتلها، مؤكدين أن حزب الشعب الهندي يفضل اسم "بَهارَتْ" القديم الأصيل، ومعدّين أن أحزاب المعارضة تعاني من آثار الاستعمار، وأن ما تقوم به هو خدمة لأعداء الهند.

وخلال فترة تراشق الاتهامات بين الجانبين، خرجت صورة لبطاقة دعوة من رئيسة جمهورية الهند، دروبادي مورمو، لزعماء قمة مجموعة العشرين G20، كُتب فيها باللغة الإنجليزية أنها موجّهة من "رئيسة بهارت" بدلا من "رئيسة إنديا"، كما جرت العادة في الوثائق المكتوبة باللغة الإنجليزية، ثم تبع ذلك ورقة رسمية وُزّعت بمناسبة زيارة مودي هذا الأسبوع لإندونيسيا، تصفه بأنه "رئيس وزراء بهارت".

التفكير بتغيير اسم البلد يعدّ سابقة في تاريخ الهند على المستوى الرسمي، التي مر على استقلالها 75 عاما، وعلى الرغم من أنه لم يتغير الاسم بشكل رسمي حتى اليوم، فإن هناك تكهنات أن مودي سيطرح الفكرة رسميا من خلال تمرير قانون عبر البرلمان، حين انعقاده لمدة 5 أيام، ابتداء من 18 سبتمبر/أيلول القادم.

"بروتوكولات" التسمية

للهند ثلاثة أسماء؛ هي: إنديا وبهارت وهندوستان، وقد استخدم الدستور الهندي كلا من "إنديا" و"بهارت" اسمين رسميين للهند، ويُستخدم اسم "بهارت" في الوثائق الصادرة باللغة الهندية، بينما يُستخدم اسم "إنديا" في الوثائق الصادرة بالإنجليزية.

لم يفرض الإنجليز اسم "إنديا" على الهند، بل كان مستخدما قبل مجيئهم إليها، حيث إن اليونانيين أطلقوا هذا الاسم لأول مرة حين غزوا الهند قبل ألفي سنة، تأثرا باسم نهر "إندوس" الذي يجري في شمال الهند (باكستان الآن).

أما الاسم الثاني "بهارت" Bharat فقد ظل الهندوس يستخدمونه منذ أكثر من ألفي سنة، ويقال إنه يعود لحاكم هندوسي في قديم الزمان.

وعندما أراد مؤسس باكستان، محمد علي جناح الاستقلال، دعا أن تسمي الهند نفسها "بَهارَت"، وأن يكون "إنديا" اسما عاما يشمل الهند وباكستان معا، وهو الأمر الذي رفضته الهند بشده في ذلك الوقت.

أما الاسم الثالث "هندوستان" فاستخدمه الفرس، ثم الحكام المسلمون عبر الحكم الإسلامي الطويل، ولا يزال مسلمو الهند يستخدمونه، كما يستخدمه الإيرانيون والأتراك.

الخوف من تجمع المعارضة

تحرك أحزاب المعارضة واجتماعها في تحالف واحد يثير قلق مودي وحزبه بشكل كبير، حيث يراهنون على تمزيق صفوف المعارضة للتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة بسهولة، التي تنتشر شائعات حول موعد عقدها المتوقع في ديسمبر/كانون الأول القادم، كما يجري الحديث عن عقد انتخابات البرلمان المركزي، ومجالس الولايات التشريعية في وقت واحد؛ لأن هذا سيفيد حزب الشعب الهندي الحاكم.

ولم يكتف مودي وزعماء حزبه بمهاجمة اسم تكتل المعارضة "إنديا"، بل اتهموهم -أيضا- بحب السلطة، معدّين أنه السبب الرئيس في تجمعهم، وأنهم لا يلتقون مع بعضهم بشيء آخر.

يعتمد حزب مودي بشكل أساس في نجاحاته الانتخابية -حتى الآن- على تفرق أحزاب المعارضة، حيث يواجه مرشح حزب الشعب (الحاكم) 10 أو 15 مرشحا لمختلف الأحزاب في دائرة انتخابية واحدة، ومن ثم تتوزع الأصوات على عدد كبير من المرشحين، بينما يصوّت معظم الهندوس لمرشح واحد من حزب الشعب الهندي، ولهذا يفوز هذا المرشح حتى لو أحرز نسبة تتراوح بين 10 و20% فقط من أصوات الدائرة.

وهذا ما يفسر نجاح مودي في انتخابات 2014، حيث حصل على مجموع 31% من مجموع الأصوات فقط، وفي  2019 حيث حصل على 39% فقط من مجموع الأصوات، بينما تبددت الأصوات الأخرى –وهي الأكثرية– بين عدد كبير من المرشحين، حيث لم يحصل أي واحد منهم على أصوات أكثر، مما حصل عليه مرشح حزب الشعب الهندي على حدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أحزاب المعارضة

إقرأ أيضاً:

هبوط أسعار الأرز بعد تخفيف الهند قيود التصدير

هبط سعر الأرز الأبيض التايلندي ذي نسبة كسر 5% (وهو المعيار الرئيسي للسوق في آسيا) بنحو 11% إلى 509 دولارات للطن أمس، وفق جمعية مصدري الأرز في تايلندا.

ويُعد هذا أكبر انخفاض مسجل منذ مايو 2008، ما أدى إلى استمرار التراجع في الأسعار لتبلغ أدنى مستوى منذ أكثر من 15 شهراً.

موضوعات متعلقة وارين بافت يبيع أسهماً في بنك أوف أمريكا بقيمة 338 مليون دولار روسيا وباكستان توقعان اتفاقيات تجارة بالمقايضة لتسهيل عمليات التبادل فالي تعلن الاستثمار في أول صندوق لدعم المعادن الحيوية بالبرازيل صعدت أسعار الأرز العام الماضي بعدما فرضت الهند -وهي أكبر مصدر في العالم- قيوداً على الصادرات للحد من ارتفاع الأسعار المحلية قبل الانتخابات.

وخففت الهند من تلك القيود بعد الانتخابات الوطنية الأخيرة، ما قد يسهم في تقليص الفائض المحلي وتخفيض تكاليف الاستيراد لدول مثل إندونيسيا والسنغال.

يُعد الأرز غذاء أساسياً لمليارات الأشخاص، إذ يُسهم بما يصل إلى 60% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية في أجزاء من جنوب شرق آسيا وأفريقيا. ورغم تراجع أسعار الأرز، فإن تكلفة المواد الغذائية الأساسية الأخرى تواصل الارتفاع نتيجة الأحوال الجوية القاسية التي تهدد المحاصيل عبر كافة أنحاء العالم

مقالات مشابهة

  • هبوط أسعار الأرز بعد تخفيف الهند قيود التصدير
  • كاتب إسرائيلي: فرصة تاريخية لتغيير وجه الشرق الأوسط
  • استعد لتغيير الساعة.. موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2024
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: نؤكد حاجتنا الملحة إلى إعادة المحتجزين لديارهم
  • المعارضة تتمسك بالمحاولة في الرئاسة ولو فشلت
  • فوائد زيت جوز الهند للبشرة: الجمال الطبيعي والعناية الفائقة
  • الحوثيون: استهداف 3 سفن في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي
  • العد التنازلي لتغيير الساعة: التوقيت الشتوي 2024 في مصر
  • حركة التغيير تعلن العودة إلى المعارضة وتتعهد بمراجعة شاملة
  • نعمل وفق التوراة.. نتنياهو يتحدث عن خطة منهجية لتغيير الشرق الأوسط