الجزيرة:
2025-04-01@08:08:29 GMT

لماذا يسعى مودي وحزبه لتغيير اسم الهند إلى بهارت؟

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

لماذا يسعى مودي وحزبه لتغيير اسم الهند إلى بهارت؟

نيودلهى- تغيير الأسماء الإسلامية للمدن والقرى والأحياء والشوارع، وحتى محطات القطارات أمر محبّب إلى قلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وزعماء حزبه، ولم يكن ليخطر ببال أحد قبل هذا الأسبوع أن اسم الهند الرسمي "إنديا" India سيتم تغييره هو الآخر.

فمنذ وصول مودي للحكم في مايو/أيار 2014، غُيّرت مئات أسماء المعالم الإسلامية، كما غُيّرت مناهج التاريخ في المدارس والكليات الهندية، وجرى حذف أبواب فصول تتناول عهد المسلمين بالجملة، كون أن العهد الإسلامي في الهند كان استعمارا، ولذلك لا بد من تصحيح التاريخ وإزالة آثار الاستعمار.

ووصفت الأستاذة الأميركية أودريه ترشك، هذه السياسات المتكررة للحكومة الهندية ورغبتها بإزالة أي معلم يشير إلى إسهامات الحكّام المسلمين بالنهوض بالهند خلال قرون حكمهم الطويل، بأنها عملية "إبادة للماضي"، ستؤدي لنشوء أجيال جديدة لا تعرف للمسلمين دورا في رقي الهند وتطورها.

شرارة البداية

ما دفع مودي إلى التفكير بتغيير اسم الهند هو اجتماع ضم زعماء 26 حزبا معارضا، حيث أطلقوا كلمة "إنديا" على تحالفهم الجديد، وهو اختصار يجمع الأحرف الأولى باللغة الإنجليزية من اسم اتحادهم "التحالف الهندي القومي للتطوير الشامل" (India National Development Inclusive Alliance).

وما إن خرجت أحزاب المعارضة بإعلان هذا الاسم لتكتلها في 16 يوليو/تموز الماضي، حتى بدأ زعماء حزب الشعب -وعلى رأسهم مودي- يسخرون من أحزاب المعارضة، بأنها لم تجد إلا اسما "استعماريا" لتكتلها، مؤكدين أن حزب الشعب الهندي يفضل اسم "بَهارَتْ" القديم الأصيل، ومعدّين أن أحزاب المعارضة تعاني من آثار الاستعمار، وأن ما تقوم به هو خدمة لأعداء الهند.

وخلال فترة تراشق الاتهامات بين الجانبين، خرجت صورة لبطاقة دعوة من رئيسة جمهورية الهند، دروبادي مورمو، لزعماء قمة مجموعة العشرين G20، كُتب فيها باللغة الإنجليزية أنها موجّهة من "رئيسة بهارت" بدلا من "رئيسة إنديا"، كما جرت العادة في الوثائق المكتوبة باللغة الإنجليزية، ثم تبع ذلك ورقة رسمية وُزّعت بمناسبة زيارة مودي هذا الأسبوع لإندونيسيا، تصفه بأنه "رئيس وزراء بهارت".

التفكير بتغيير اسم البلد يعدّ سابقة في تاريخ الهند على المستوى الرسمي، التي مر على استقلالها 75 عاما، وعلى الرغم من أنه لم يتغير الاسم بشكل رسمي حتى اليوم، فإن هناك تكهنات أن مودي سيطرح الفكرة رسميا من خلال تمرير قانون عبر البرلمان، حين انعقاده لمدة 5 أيام، ابتداء من 18 سبتمبر/أيلول القادم.

"بروتوكولات" التسمية

للهند ثلاثة أسماء؛ هي: إنديا وبهارت وهندوستان، وقد استخدم الدستور الهندي كلا من "إنديا" و"بهارت" اسمين رسميين للهند، ويُستخدم اسم "بهارت" في الوثائق الصادرة باللغة الهندية، بينما يُستخدم اسم "إنديا" في الوثائق الصادرة بالإنجليزية.

لم يفرض الإنجليز اسم "إنديا" على الهند، بل كان مستخدما قبل مجيئهم إليها، حيث إن اليونانيين أطلقوا هذا الاسم لأول مرة حين غزوا الهند قبل ألفي سنة، تأثرا باسم نهر "إندوس" الذي يجري في شمال الهند (باكستان الآن).

أما الاسم الثاني "بهارت" Bharat فقد ظل الهندوس يستخدمونه منذ أكثر من ألفي سنة، ويقال إنه يعود لحاكم هندوسي في قديم الزمان.

وعندما أراد مؤسس باكستان، محمد علي جناح الاستقلال، دعا أن تسمي الهند نفسها "بَهارَت"، وأن يكون "إنديا" اسما عاما يشمل الهند وباكستان معا، وهو الأمر الذي رفضته الهند بشده في ذلك الوقت.

أما الاسم الثالث "هندوستان" فاستخدمه الفرس، ثم الحكام المسلمون عبر الحكم الإسلامي الطويل، ولا يزال مسلمو الهند يستخدمونه، كما يستخدمه الإيرانيون والأتراك.

الخوف من تجمع المعارضة

تحرك أحزاب المعارضة واجتماعها في تحالف واحد يثير قلق مودي وحزبه بشكل كبير، حيث يراهنون على تمزيق صفوف المعارضة للتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة بسهولة، التي تنتشر شائعات حول موعد عقدها المتوقع في ديسمبر/كانون الأول القادم، كما يجري الحديث عن عقد انتخابات البرلمان المركزي، ومجالس الولايات التشريعية في وقت واحد؛ لأن هذا سيفيد حزب الشعب الهندي الحاكم.

ولم يكتف مودي وزعماء حزبه بمهاجمة اسم تكتل المعارضة "إنديا"، بل اتهموهم -أيضا- بحب السلطة، معدّين أنه السبب الرئيس في تجمعهم، وأنهم لا يلتقون مع بعضهم بشيء آخر.

يعتمد حزب مودي بشكل أساس في نجاحاته الانتخابية -حتى الآن- على تفرق أحزاب المعارضة، حيث يواجه مرشح حزب الشعب (الحاكم) 10 أو 15 مرشحا لمختلف الأحزاب في دائرة انتخابية واحدة، ومن ثم تتوزع الأصوات على عدد كبير من المرشحين، بينما يصوّت معظم الهندوس لمرشح واحد من حزب الشعب الهندي، ولهذا يفوز هذا المرشح حتى لو أحرز نسبة تتراوح بين 10 و20% فقط من أصوات الدائرة.

وهذا ما يفسر نجاح مودي في انتخابات 2014، حيث حصل على مجموع 31% من مجموع الأصوات فقط، وفي  2019 حيث حصل على 39% فقط من مجموع الأصوات، بينما تبددت الأصوات الأخرى –وهي الأكثرية– بين عدد كبير من المرشحين، حيث لم يحصل أي واحد منهم على أصوات أكثر، مما حصل عليه مرشح حزب الشعب الهندي على حدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أحزاب المعارضة

إقرأ أيضاً:

بسبب الزلزال..إغلاق المطار الرئيسي في ميانمار بعد انهيار برج المراقبة

أعلنت مصادر محلية إغلاق المطار الرئيسي في نايبيداو، عاصمة ميانمار، بعد انهيار برج مراقبة حركة الطيران، ما تسبب في 6 قتلى على الأقل، في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب البلاد، وتسبب في أكثر من ألف قتيل.

وقالت صحيفة"ميانمار ناو"، اليوم السبت، إن الزلزال تسبب أيضاً في إغلاق المطار في ماندالاي، وسط تقارير عن أضرار بمعدات الطيران.

Naypyidaw Airport has suffered extensive damage from today’s powerful earthquake, with runways severely cracked and unusable, forcing the airport to shut down.

Additionally, the airport’s air traffic control tower collapsed, killing at least five staff members. pic.twitter.com/gy7gJb9TML

— Heung Min Son (@heungburma) March 28, 2025

وأعلن رئيس الحكومة العسكرية في ميانمار، الجنرال مين أونغ هلاينغ، حالة الطوارئ في جميع المناطق المتضررة من الزلزال. وأشار إلى فتح كافة القنوات الممكنة لاستقبال المساعدات الدولية.

وأضاف أن الهند عرضت إرسال مساعدات إغاثية، ودعا جميع الدول والمنظمات إلى تقديم المساعدات لمواطني ميانمار المحتاجين. وناشد هلاينغ مواطنيه أيضاً تقديم المساعدة والدعم جهود الإنقاذ للتغلب على آثار الزلزال.

???????? dispatches first tranche of urgent humanitarian aid for the people of Myanmar. @IAF_MCC C-130 is carrying blankets, tarpaulin, hygiene kits, sleeping bags, solar lamps, food packets and kitchen set. A search & rescue team and medical team is also accompanying this flight.… https://t.co/ONzOsHFSp2 pic.twitter.com/0p3OtTIlj5

— Dr. S. Jaishankar (@DrSJaishankar) March 29, 2025

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا الرسمية، أن فريقاً من 37 عضواً من إقليم يونان الصيني، وصل إلى مدينة يانغون اليوم السبت. فيما أرسلت وزارة الطوارئ الروسية طائرتين تحملان 120 رجل إنقاذ وإمدادات، وفق وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس".

وبدورها، أرسلت الهند فريقاً للبحث والإنقاذ وفريقاً طبياً، بالإضافة إلى بطانيات وأقمشة عازلة ومستلزمات نظافة وأكياس نوم ومصابيح طاقة شمسية وعبوات طعام، حسب قول وزير الخارجية الهندي عبر إكس.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة التركية يدعو إلى مسيرات أسبوعية ومقاطعة اقتصادية أكبر
  • تجليس مفريان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الجديد في الهند مار باسيليوس جوزيف
  • مُخطط لتغيير مهامها.. هل تتحوّل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان إلى قوة اندوف؟
  • زعيم المعارضة التركية يندّد بـ”الانقلاب المدني” ويوجه تحية لأكرم إمام أوغلو في المعتقل
  • الهلال يسعى لضم صانع ألعاب إنتر ميلان
  • الآلاف يتظاهرون في إسطنبول احتجاجا على سجن أكرم إمام أوغلو
  • بعد سجن إمام أوغلو.. هل يعيد أردوغان تشكيل المشهد السياسي في تركيا؟
  • باكستان ترفض ادعاءات الهند عن حقوق الأقليات
  • بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة..مقتل 16 متمرداً ماوياً في الهند
  • بسبب الزلزال..إغلاق المطار الرئيسي في ميانمار بعد انهيار برج المراقبة