في قمة العشرين.. الهند تبحث عن دور أكبر وأقوى
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تلقي الصراعات الجيوسياسية ثقلها على وقائع وأحداث قمة العشرين، وفي ظل غياب الزعيمين الكبيرين فلاديمير بوتين وشي جينبينغ عن لقاء المجموعة المهيمنة على الاقتصاد العالمي في نسخته الـ18، وتصبح الفرصة سانحة للولايات المتحدة لتعزيز علاقتها بشكل أوثق بالدولة المُضيفة لكسب حليف آخر إلى صفها في صراعها الاقتصادي مع الصعود الصيني الكبير، لكن الهند تتمسك بالحفاظ على استقلالها وتعزيز روابطها مع الجميع دون استثناء.
وستركز القمة التي ستعقد على مدار اليومين المقبلين في العاصمة الهندية نيودلهي على تغير المناخ والقضايا الاقتصادية والحرب في أوكرانيا، وإجراء تغييرات في المؤسسات المالية الدولية لخدمة البلدان النامية بشكل أفضل.
ما هي مجموعة العشرين؟ومجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين دول وجهات ومنظمات دولية تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في العالم، وتجتمع سنوياً في إحدى الدول الأعضاء، لمناقشة خطط الاقتصاد العالمي.
وتمثل دول مجموعة العشرين 85% من الناتج الاقتصادي العالمي، و75% من التجارة العالمية، ويمثل مجموع سكان هذه الدول ثلثي سكان الكرة الأرضية.الدول الأعضاء هي الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة و الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إسبانيا كضيف دائم.
انقسام حادوفي ظل الانقسام الحاد بين أعضاء المجموعة واتهام روسيا للدول الغربية بممارسة ضغوط كبيرة على الهند لحرفها عن حيادها في الحرب، يصبح ختام القمة بإعلان مشترك موحد أكثر صعوبة من العام الماضي.
ويتعزز الانقسام بين أعضاء المجموعة، بسبب أزمة الحبوب العالمية، فكثير من الدول النامية باتت تهتم أكثر بأسعار الحبوب أكثر من الإدانات الدبلوماسية لموسكو.
وخلال الاجتماعات الوزارية التي سبقت القمة، فشلت جهود مودي في دفع زعماء مجموعة العشرين إلى تجنب انقساماتهم لمعالجة قضايا عالمية حاسمة، بما فيها إعادة هيكلة الديون العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
فرصة كبيرة للهندوبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن قمة العشرين تعد فرصة كبيرة للهند لرفع مكانتها على الساحة العالمية، وتأكيد دورها بين القوى الكبرى، باعتبارها الناطق باسم الاقتصادات الناشئة، مع احتدام الصدامات حول الهيمنة في دول الجنوب العالمي.
يقول تانفي مادان من معهد بروكينغز: "بطريقة ما، أراد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن يجعل (مجموعة العشرين) مناسبة كبرى، يحتفل فيها بحلول الهند على الساحة الدولية، كقوة كبرى ذات صوت مستقل وهو مقتنع بأن وقته قد حان".وتنظر الولايات المتحدة إلى أكبر ديموقراطية في العالم باعتبارها حليفاً طبيعياً قادراً على مواجهة دور الصين الذي يتزايد قوة، وبين الطرفين نزاع حدودي طويل الأمد.
لكن الهند أثارت استياء واشنطن برفضها عزل روسيا بعد غزو أوكرانيا، في ظل العلاقات التاريخية الوثيقة بين نيودلهي وموسكو.
وتؤكد أليسا أيريس من جامعة جورج واشنطن، إنه ليس من المفاجئ أن تبقى الهند التي كانت على رأس حركة دول عدم الانحياز خلال الحرب الباردة، "مستقلة جداً".
جسروأضافت، أن الهند لا ترى أي تناقض في "اللعب على كل الجبهات"، مؤكدة على سبيل المثال أن نيودلهي تسعى إلى جعل رئاستها لمجموعة العشرين، "جسراً بين الاقتصادات العالمية الكبرى واقتصادات الجنوب".
وأشادت إدارة بايدن بشكل متكرر بقيادة مودي وقالت، إنها تعتزم العمل معه لضمان بقاء مجموعة العشرين المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي العالمي.
وعلى الرغم من غياب بوتين وشي عن القمة، فإن تأثيرهما سوف يكون محسوساً.. وقال أستاذ العلاقات الدولية في "كينغز كوليدج" بلندن هارش بانت، إن غياب شي وبوتين عن القمة سيضع العلاقات الأمريكية الهندية -والتحول في علاقات نيودلهي مع الغرب- في مركز الاهتمام.
وأضاف، "لديك هذه المجموعة القوية للغاية من الولايات المتحدة والدول الغربية الحاضرة على مستوى القيادة العليا، في حين أن الصينيين والروس غائبين".
وفي إطار جهوده لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، سعى بايدن إلى تعزيز العلاقات مع الهند، الدولة المضيفة، حيث رحب بمودي في زيارة دولة للولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي، وأعلن عن سلسلة من الصفقات الدفاعية المشتركة.. كما امتنعت إدارة بايدن إلى حد كبير عن الانتقاد العلني لما تقول جماعات حقوق الإنسان إنه تعصب متزايد تجاه الأقليات الدينية في الهند، وقمع المعارضة في ظل الحكومة القومية الهندوسية.
ورفض البيت الأبيض القول ما إذا كان بايدن سيثير مثل هذه المخاوف مباشرة مع مودي، عندما سيلتقيان، الجمعة، لحضور اجتماع ثنائي قبل القمة.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن بايدن يأمل في تحقيق "تقدم ملموس" في عدد من القضايا خلال اجتماعه مع مودي، بما في ذلك صفقة تصنيع محركات الطائرات المقاتلة من شركة جنرال إلكتريك في الهند، وشراء الهند طائرات من دون طيار متقدمة من طراز (MQ-9B).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قمة العشرين الهند مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: الجمع بين رأيي بايدن وترامب مهم لنا في سوريا
لم تكد طائرة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تهبط في موسكو حتى اندلع جدل داخل أروقة الحكومة الأميركية وجماعات الضغط (اللوبيات) وأجهزة الإعلام حول ما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله في سوريا.
وكتب ستيفن كوك، الباحث في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، في عمود الرأي بمجلة فورين بوليسي، أنه لم يتفاجأ بهذا الجدل الذي بدأ بعد نشر الرئيس المنتخب دونالد ترامب مدونة على وسائل التواصل الاجتماعي أكد فيها أن "سوريا ليست معركتنا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىlist 2 of 2نيويورك تايمز: تجارة المخدرات بأفغانستان تنهار تحت حكم طالبانend of listوتزامن ذلك تقريبا مع تصريح للرئيس الحالي المنتهية ولايته جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها والأطراف المعنية في سوريا لمساعدتها على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر التي تواجهها.
الجمع بين الرأيينومن وجهة نظر كاتب المقال، فإن واشنطن بحاجة إلى الجمع بين وجهتي نظر الرئيسين المنتهية ولايته والمنتخب من أجل وضع إستراتيجية معقولة للشرق الأوسط، خاصة أنهما -بتصريحاتهما تلك- قدما خطوطا تقريبية عريضة لكيفية تعامل الولايات المتحدة "بشكل لائق" مع سوريا.
وما إن ظهرت مدونة ترامب وتصريح بايدن حتى بدأ المعلقون في تحليلهما، إذ رأى بعضهم أن انتهاج سياسة على نحو ما اقترحه الرئيسان قد يضيع "فرصة تاريخية" من واشنطن، لأن التلميحات المبكرة للإدارة الجديدة تشي بأنها ستتوخى "الشمولية والاستقرار" في تعاملها مع الشأن السوري، وفق مقال فورين بوليسي.
إعلانوجادل معلقون آخرون -بحسب كوك- بأن سياسة عدم التدخل الأميركية في الحرب السورية هي التي ساعدت في إطالة أمد معاناة السوريين على مدار 13 سنة.
ويفترض الباحث الأميركي في مقاله أن هذا هو السبب الذي جعل صانعي السياسات يرون أنه من الضروري أن تساعد الولايات المتحدة في ضمان انتقال سلس ومستقر في دمشق.
فكرة حمقاءلكنه يعتقد، مع ذلك، أن الاقتراح بأن يكون للولايات المتحدة دور ما في صياغة نظام جديد في سوريا هي "فكرة حمقاء"، لأنها "لا تستند إلى أي رؤية أو فهم معين لتلك الدولة، بل بالأحرى إلى عادات بعض أفراد مجتمع السياسة الخارجية الذين يجدون صعوبة في تصديق أن أميركا لا تملك حلا لكل مشكلة تقريبا".
فإذا كانت رسالة ترامب بأن سوريا "ليست معركتنا"، تعني -وفق تفسير كوك لها- أن على الولايات المتحدة ألا تتورط في تشكيل السياسة السورية، فإن تصريحه يعد أكثر حكمة مما قد يصدع به منتقدوه.
وحول التقارير الصحفية التي تحدثت عن تصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بشأن الأقليات، وتأكيده أن سوريا لكل السوريين، فقد قال كوك إن الشرع آثر الابتعاد عن تنظيم الدولة وتأسيس هيئة تحرير الشام، التي تجنبت بالفعل بعض أسوأ تجاوزات التنظيم.
خبر سارإن الخبر السار في سوريا -كما يبشر الباحث الأميركي في عموده بفورين بوليسي- هو أن "أسوأ" أتباع بشار الأسد ومموليه قد غادروا إلى روسيا ودول أخرى، ولكن لم يرحل الجميع، وربما لا ينزوي بالضرورة أنصار النظام الأقل شهرة إلى غياهب النسيان في صمت مع تبلور النظام السياسي الجديد.
ومن المهم -برأي كوك- لفت الانتباه إلى أن معظم عمليات الانتقال إلى الديمقراطية تفشل، فإن التنوع العرقي والديني في سوريا يضفي على التحول إلى نظام ديمقراطي قدرا من الصعوبة مما يجعل النتيجة "غير مبشرة كثيرا".
وحسب الكاتب، فإن احتمال أن تنزلق سوريا إلى حالة من عدم الاستقرار مع انتهاز من وصفهم بـ"المتطرفين" حدوث فراغ في السلطة، يجعل مهمة القوات الأميركية في تلك الدولة، والبالغ عددها 900 جندي، "أكثر إلحاحا" مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط.
إعلانويعتقد كوك أن سحبهم الآن، في لحظة عدم الاستقرار القصوى في سوريا، سيكون نوعا من الحماقة.