خطيب الجامع الأزهر: يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الإنسانية برسول الرحمة
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول: "واجبات الأمة نحو كاشف الغمة- صلى الله عليه وسلم-".
واجبات الأمة نحو كاشف الغمةوقال د. ربيع الغفير، إن الله- عزّ وجل- مَنَّ على المؤمنين بأن بعث فيهم النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهذه المنة هي العطاء الأعظم والأكبر ولا توجد منة أعظم من أن يكون في هذه الأمة حبيب الله وسيد الخلق الذي جمع الله له من المواهب والمكارم مالم يمنحه لغيره من العالمين، حيث قال تعالي: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر ، أنه في الأمم السابقة كان إذا كذب القوم رسولهم ورفضوا شرع الله سلط الله عليهم عذاب الاستئصال بحيث لا يدع فيهم أخضر ولا يابس وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم وتمطر عليهم السماء عذاباً، أما هذه الأمة فرحمة الله بها عظيمة رغم أن كبار قريش طلبوا من الله أن ينزل عليهم العذاب، قال تعالي: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ إلا أن جواب الله عزّ وجل جاء رحمة للعالمين، قال تعالي﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾، وكأن الله يقول كيف أعذب أمة فيها حبيبي، فلابد من الوقوف أمام هذه المنة العظمى ونرى حقوقها علينا وواجباتنا نحوها.
الأزهر في اليوم الدولي لمحو الأمية: لن ندخر جهدا لأداء رسالتنا التعليمية شيخ الأزهر يغادر إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي من أجل السلاموتساءل د. الغفير ، عن واجبات الأمة نحو كاشف الغمة، وأجاب بأن من هذه الواجبات هو معرفته صلي الله عليه وسلم حق المعرفة، حيث أن الأمة جميعها كبارا وصغارا، شيوخا وشبابا، رجالا ونساء تحبه في قلوبها لكن من مقتضيات هذه المحبة أن تعرف هذا الرسول الكريم معرفة الحق ثم تعرف الآخرين به بكل السبل والوسائل الممكنة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي يجب استخدامها في التعريف بالنبي- صلى الله عليه وسلم- شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، هذا النبي الذي شهد الأنام بفضله حتي العدا والفضل فيما شهد به الأعداء.
وأشار خطيب الجامع الأزهر ، إلى أن الكتب السماوية السابقة وصفت النبي- صلى الله عليه وسلم- بمثل صفته في القرآن الكريم، فمن الواجب علي المسلمين معرفته حق المعرفة وأن ننزله قدره وأن نحبه صلي الله عليه وسلم لأنه صلي الله عليه وسلم أجدر بذلك فهو الرسول الذي حنَّ له الجذع، وهو الذي بلغ من المنزلة والمكانة عند رب العالمين بأن جعل الله طاعته من طاعته سبحانه قال تعالي: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾.
وتابع د.الغفير: وجعل رضاه ملازماً لرضاه جلَّ في علاه، كما جعل بيعته صلي الله عليه وسلم من بيعته، قال تعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، وهو الذي بلغ من مقامه العظيم عند ربه بأن أخبره بالعفو قبل الفعل، قال تعالي: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾، وهو الذي آمن به الكثيرون رغم قصر مدة دعوته بخلاف نوح عليه السلام، وموسي عليه السلام الذي تفجر له الحجر؛ النبي صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه، وعيسى عليه السلام أعطاه الله إحياء الموتى؛ أما النبي صلى الله عليه وسلم أنطق الله له الشاة المذبوحة المسمومة فقالت لا تأكلني فإنني مسمومة، الله سخر الريح لسليمان عليه السلام وغدوها شهر ورواحها شهر؛ لكن البراق صعد به صلي الله عليه وسلم إلي السماء السابعة ثم عاد إلى الأرض وصلى في مكة، والله علم سليمان منطق الطير؛ لكن الضب نطق بين يديه صلي الله عليه وسلم.
وأقسم خطيب الجامع الأزهر، بأنه لا كرامة لهذه الأمة ولا نهضة ولا رفعة ولا ذكر ولا تقدم لها إلا إذا أعادت صلتها الصحيحة بالله ورسوله وأدت واجبها نحو هذا النبي الذي تحمل وجاهد وكابد الكثير والكثير في سبيل دعوته، وهذا النبي الذي جاء بالخير والهداية وفهمنا من خلاله دين الله عزّ وجل، هذا النبي الذى فتن به المستشرقون فقضوا الساعات والساعات في دراسة حياته وسيرته العطرة وألفوا الكتب التي توضح حكمته وبلاغته صلي الله عليه وسلم.
واختتم د. الغفير ، الخطبة، بتوجيه رسالة إلى الأمة الإسلامية بأن تفيق من غفوتها وأن يشكروا الله علي هذه النعمة وبتوجيه الاعتذار لرسول الله نحو التقصير والتفريط في حقه- صلى الله عليه وسلم- وأن يكون ذكره- صلى الله عليه وسلم- في عقولنا وقلوبنا على مر الدهور والأعوام والأيام، لا أن نتذكره مرة واحدة بالعام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر خطبة الجمعة اليوم جامعة الأزهر خطیب الجامع الأزهر صلى الله علیه وسلم علیه السلام هذا النبی
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر يحذر من الإسراف في الأدوية دون استشارة الأطباء
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، اللقاء الأسبوعي لملتقى الفقه تحت عنوان "الوقاية ومنع انتشار العدوى" وذلك بحضور كل من، الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور حسن صلاح الصغير، مساعد الأمين العام لشئون البحث العلمي بمجمع البحوث الإسلامية وأدار الحوار الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.
وفي بداية الملتقى قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر: إن ملامح الوقاية الصحية ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بحجر صحي للوقاية من انتشار العدوى، ليؤسس بخطوة عملية لمفهوم الوقاية من الأمراض والأوبئة، كما أن الأمر القرآني :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، فيه تأكيد على معنى الوقاية؛ لأن الطيبات فيها نفع للإنسان، على عكس المفسدات، والمتتبع لأحكام الشريعة يجد أن الله سبحانه وتعالى رحيم بالإنسان، وجاءت عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالإنسان، تفسيرًا عمليًا لما جاء في القرآن الكريم، لهذا كان أمره صلى الله عليه وسلم " لا يورد ممرض على مصح"، وذلك تجنبًا لانتشار العدوى، كما في حديثه صلى الله عليه وسلم "لا عدوى"، وهو أمر للإنسان للأخذ بالحيطة والحذر وتجنب الأمراض، لهذا أمرنا الإسلام بتوخي الحذر وألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، لأن الصحة نعمة وعلينا الحفاظ عليها.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، أن زيارة المريض وعيادته، أمر محبب، لما فيها من تخفيف عن المريض، لهذا جاء الحديث القدسي للحق سبحانه وتعالى معاتبًا عباده: قال رسول الله ﷺ: إن الله يقول يوم القيامة "يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده" ولكن رغم هذه المكانة لهذا العمل إلا أننا منهيون عن فعله في حالة تحقق العدوى، لأن القاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، ولهذا كانت الحكمة عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل أحد البلد التي بها الطاعون ولا يخرج منها لكيلا يتنشر هذا المرض الفتاك، ولا ينتقل من مكان إلى مكان.
وأضاف أن هناك الكثير من المواقف العملية التي تؤكد هذه القيمة، فنجد أن أبا عبيدة بن الجراح عندما أصيب بالطاعون وهو في الشام، فعندما أمره سيدنا عمر بن الخطار أن يخرج منها رفض وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سمعتم الطاعونَ بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها"، وكذلك عندما أمر عمرو بن العاص الناس أن يتفرقوا عندما ظهر الطاعون، خوفًا عليهم من انتشار العدوى بينهم.
وبين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن من مظاهر رحمة الحق سبحانه وتعالى بالإنسان، أن جعل لكل عضو من جسد الإنسان دورا يؤديه في حماية الإنسان والحفاظ عليه، فنجد أن الجلد يشكل حاجزًا يمنع وصول الميكروبات، والغدد تفرز مواد حمضية لمنع نمو الجراثيم، كذلك الجهاز المناعي يمثل جيشا دفاعيا لجسم الإنسان، ويتعامل مع الميكروبات التي تدخل إلى جسم الإنسان ويقضي عليها، ولذلك نجد أن شكل كل عضو من أعضاء الإنسان يتوافق مع وظيفة هذا العدو بحيث يؤدي دوره بفعالية، فنجد أن المواد الحمضية التي تفرزها بعض اعضاء الإنسان تؤدي دورا هاما في القضاء على البكتيريا والميكروبات التي تدخل إلى جسم الإنسان سواء عن طريق الطعام أو الهواء أو أي شيء خارجي، ومن الإعجاز في خلق الله سبحانه وتعالى أن جسم الإنسان به بكتيريا من أجل حمايته.
وحذر نائب رئيس جامعة الأزهر من الإسراف في استخدام الأدوية، أو استخدامها دون الحاجة إليها، لأن ذلك يؤدي إلى خلل في الجهاز المناعي وتجعله غير قادر على محاربة الميكروبات، فيكون الإنسان ضعيفا أمام أي مرض، ويخترق جسد الإنسان بسهوله، وكثير من الأدوية مفيدة لكن عدم وجود ضابط بها يؤدي إلى نتيجة عكسية، كما يحدث في المضادات الحيوية او استخدام المسكنات دون الحاجة ودون الرجوع إلى الأطباء المتخصصين، موصيًا المرضى بأمراض معدية بضرورة توخي الحذر في مخالطة الأصحاء أو التواجد في أماكن التجمعات سواء للعبادة أو لأي شيء أخر، لكيلا يكونوا سببًا في انتشار المرض بين الناس.
يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.