ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول: "واجبات الأمة نحو كاشف الغمة- صلى الله عليه وسلم-".

واجبات الأمة نحو كاشف الغمة

وقال د. ربيع الغفير، إن الله- عزّ وجل- مَنَّ على المؤمنين بأن بعث فيهم النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-، وهذه المنة هي العطاء الأعظم والأكبر ولا توجد منة أعظم من أن يكون في هذه الأمة حبيب الله وسيد الخلق الذي جمع الله له من المواهب والمكارم مالم يمنحه لغيره من العالمين، حيث قال تعالي: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.

"

وأوضح خطيب الجامع الأزهر ، أنه في الأمم السابقة كان إذا كذب القوم رسولهم ورفضوا شرع الله سلط الله عليهم عذاب الاستئصال بحيث لا يدع فيهم أخضر ولا يابس وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم وتمطر عليهم السماء عذاباً، أما هذه الأمة فرحمة الله بها عظيمة رغم أن كبار قريش طلبوا من الله أن ينزل عليهم العذاب، قال تعالي: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ إلا أن جواب الله عزّ وجل جاء رحمة للعالمين، قال تعالي﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾، وكأن الله يقول كيف أعذب أمة فيها حبيبي، فلابد من الوقوف أمام هذه المنة العظمى ونرى حقوقها علينا وواجباتنا نحوها.

الأزهر في اليوم الدولي لمحو الأمية: لن ندخر جهدا لأداء رسالتنا التعليمية شيخ الأزهر يغادر إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي من أجل السلام

وتساءل د. الغفير ، عن واجبات الأمة نحو كاشف الغمة، وأجاب بأن من هذه الواجبات هو معرفته صلي الله عليه وسلم حق المعرفة، حيث أن الأمة جميعها كبارا وصغارا، شيوخا وشبابا، رجالا ونساء تحبه في قلوبها لكن من مقتضيات هذه المحبة أن تعرف هذا الرسول الكريم معرفة الحق ثم تعرف الآخرين به بكل السبل والوسائل الممكنة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي التي يجب استخدامها في التعريف بالنبي- صلى الله عليه وسلم- شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، هذا النبي الذي شهد الأنام بفضله حتي العدا والفضل فيما شهد به الأعداء.

وأشار خطيب الجامع الأزهر ، إلى أن الكتب السماوية السابقة وصفت النبي- صلى الله عليه وسلم- بمثل صفته في القرآن الكريم، فمن الواجب علي المسلمين معرفته حق المعرفة وأن ننزله قدره وأن نحبه صلي الله عليه وسلم لأنه صلي الله عليه وسلم أجدر بذلك فهو الرسول الذي حنَّ له الجذع، وهو الذي بلغ من المنزلة والمكانة عند رب العالمين بأن جعل الله طاعته من طاعته سبحانه قال تعالي: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾.

وتابع د.الغفير: وجعل رضاه ملازماً لرضاه جلَّ في علاه، كما جعل بيعته صلي الله عليه وسلم من بيعته، قال تعالي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، وهو الذي بلغ من مقامه العظيم عند ربه بأن أخبره بالعفو قبل الفعل، قال تعالي: ﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾، وهو الذي آمن به الكثيرون رغم قصر مدة دعوته بخلاف نوح عليه السلام، وموسي عليه السلام الذي تفجر له الحجر؛ النبي صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه، وعيسى عليه السلام أعطاه الله إحياء الموتى؛ أما النبي صلى الله عليه وسلم أنطق الله له الشاة المذبوحة المسمومة فقالت لا تأكلني فإنني مسمومة، الله سخر الريح لسليمان عليه السلام وغدوها شهر ورواحها شهر؛ لكن البراق صعد به صلي الله عليه وسلم إلي السماء السابعة ثم عاد إلى الأرض وصلى في مكة، والله علم سليمان منطق الطير؛ لكن الضب نطق بين يديه صلي الله عليه وسلم.

وأقسم خطيب الجامع الأزهر، بأنه لا كرامة لهذه الأمة ولا نهضة ولا رفعة ولا ذكر ولا تقدم لها إلا إذا أعادت صلتها الصحيحة بالله ورسوله وأدت واجبها نحو هذا النبي الذي تحمل وجاهد وكابد الكثير والكثير في سبيل دعوته، وهذا النبي الذي جاء بالخير والهداية وفهمنا من خلاله دين الله عزّ وجل، هذا النبي الذى فتن به المستشرقون فقضوا الساعات والساعات في دراسة حياته وسيرته العطرة وألفوا الكتب التي توضح حكمته وبلاغته صلي الله عليه وسلم.

واختتم د. الغفير ، الخطبة، بتوجيه رسالة إلى الأمة الإسلامية بأن تفيق من غفوتها وأن يشكروا الله علي هذه النعمة وبتوجيه الاعتذار لرسول الله نحو التقصير والتفريط في حقه- صلى الله عليه وسلم- وأن يكون ذكره- صلى الله عليه وسلم- في عقولنا وقلوبنا على مر الدهور والأعوام والأيام، لا أن نتذكره مرة واحدة بالعام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر خطبة الجمعة اليوم جامعة الأزهر خطیب الجامع الأزهر صلى الله علیه وسلم علیه السلام هذا النبی

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. «الأمن السيبراني» يحذر من 5 مخاطر للخصوصية على منصات التواصل

أبوظبي- عماد الدين خليل
حذر مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، من 5 مخاطر محتملة حول إعدادات الخصوصية للأفراد على على منصات التواصل الاجتماعي من خلال الأجهزة والتطبيقات والمنصات الإلكترونية، داعياً الأفراد إلى الحذر والتحقّق جيدًا من التطبيقات قبل تحميلها واستخدامها، والتحكم بإعدادات الخصوصية الخاصة وفهمها لحماية البيانات الشخصية.
وأوضح المجلس أن تلك المخاطر المحتملة على خصوصية الأفراد هي: «الوصول غير المصرح به إلى البيانات الشخصية الحساسة، وكشف المعلومات الشخصية للمخترقين، واختراق الحسابات عبر الانترنت مما يؤدي إلى سرقة الهوية، وزيادة القابلية لهجمات التصيد والاحتيال، وانتهاك الخصوصية».
وأضاف أن إعداد الخصوصية على الأجهزة والتطبيقات والمنصات الإلكترونية تتيح للأفراد التحكم بما تشاركه على منصات التواصل الاجتماعي، مقدماً عدة نصائح لحماية الخصوصية وهي: «الحفاظ على تحديث إعدادات الخصوصية، والحذر فيما يتم مشاركته عبر الإنترنت، ومشاركة الموقع الجغرافي فقط عند الضرورة، واستخدام المصادقة متعددة العوامل، ومراجعة الصلاحيات الممنوحة للتطبيقات وإلغاء غير الضرورية منها».
وأكد أهمية الحرص على حماية البيانات من الوصول غير المصرح به والقيام بتحديد إعدادات الخصوصية على جميع المنصات، وتحديث برامج مكافحة الفيروسات بشكل مستمر وتفعيل التحديثات التلقائية لنظام التشغيل وجميع البرامج، بالإضافة إلى استخدام قنوات آمنة لمشاركة البيانات السرية وتجنب استخدام الشبكات العامة لإجراء المعاملات التي تشمل البيانات الشخصية والمالية.
ودعا مجلس الأمن السيبراني بضرورة تجنب مشاركة المعلومات الشخصية مثل العنوان ورقم الهاتف أو المعلومات المالية في المنتديات العامة أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتجنب الضغط على الروابط المشبوهة أو تنزيل مرفقات غير موثوقة، وعدم استخدام نفس كلمة المرور لحسابات متعددة لتقليل خطر تعرض أي منها للاختراق.

مقالات مشابهة

  • 78% من الأطفال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي.. فما هي الأسباب؟
  • شيخ الأزهر: القرآن نقل الأمة من حالة الضعف والبساطة إلى العالميَّةِ
  • سر كلمات أوصى بها النبي.. «حياتك هتتغير لو حرصت عليها»
  • دعاء دخول المسجد كما ورد عن النبي.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»
  • سنن الجمعة المهجورة.. أعمال مستحبة لها فضل عظيم
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة
  • الإمارات.. «الأمن السيبراني» يحذر من 5 مخاطر للخصوصية على منصات التواصل
  • رأس السنة الهجرية ١٤٤٦.. قصة الهجرة النبوية للأطفال
  • البرازيل تمنع Meta من استخدام منشورات البرازيليين على وسائل التواصل الاجتماعي.. ما القصة؟