تصريحات متحمسة لإشعال النار.. ماعلاقة تحامل الفتلاوي على كردستان بـالجذور البعثية؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
مع اشتداد حدة البيانات المتبادلة بين بغداد وأربيل، في صراع كلامي انخرط فيه كل من رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني وباقي النواب الكرد من جهة، وبين المتحدثين والمستشارين الحكوميين في حكومة السوداني من جهة أخرى، تصدر أصوات سياسية تدعو للتهدئة وحل الخلاف بالتحاور وتحديد اصل المشكلة، بالمقابل تصدر أصوات مقابلة يرى مراقبون ومهتمون أنها "تصب الزيت على النار" ومتحمسة لتنامي الخلاف بين الإقليم وبغداد.
وبينما تعمل بعض القوى السياسية على حل الخلافات وتدعو إلى الحوار يظهر موقف رئيس حركة إرادة النائب حنان الفتلاوي كأبرز موقف يعمل باتجاه "التصعيد" وتعميق الخلاف بين الطرفين.
وقالت الفتلاوي في تغريدة عبر حسابها بمنصّة "إكس" إن "مشكلة إقليم كردستان لن تُحل إلى قيام الساعة"، مضيفة ان "الإقليم يختلف مع كل رئيس وزراء جديد حتى وأن كان متعاونًا معهم، لإنهم لن يسلموا الواردات أبدًا، فهم لم يسلموها منذ عشرين سنة ولن يسلموها".
الحماس الذي أبدته الفتلاوي، قرأه العديد من المراقبين والمختصين بأنه "حماس مدفوع بمتعلقات وأحقاد قديمة ولاعلاقة له بالفهم الفني لما يحصل".
عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم اعتبر أن "حنان الفتلاوي ستبقى إلى قيام الساعة صوتا يصدح بالطائفية والعنصرية هي وغيرها من الأصوات التي أصبحت أكسباير"، بحسب تعبيره.
وقال كريم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "هذه الأصوات كانت هي السبب الرئيسي في أغلب المشاكل التي كانت بغداد والإقليم كونها أصواتا تحريضية، وهي معروفة بعدائها ضد الكرد من يوما ماكانت عضو في حزب البعث عندما كانت إقليم كردستان يواجه الظلم والدكتاتورية".
وأضاف أن "هذه الأصوات النشاز هي التي تقف عائقا أمام توصل بغداد وأربيل الى اتفاق، وهي تغرد من دون معلومات فنية أو علمية، فقط هي تحمل نفسا عدوانيا لا يريد استقرار العراق والعملية السياسية".
من جانبه يرى السياسي الكردي ريبين سلام، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "هذه الأصوات تعودت على الشوفينية والعنصرية تجاه الكرد، وهي تحمل أفكارا بعثية شمولية تريد العودة للنظام الشمولي الأوحد الذي يريد السيطرة على الإقليم ويجعله تبعا للمركز وهذا لن يحصل في ظل وجود دستور وقانون"، مبينا ان "هذه الأصوات النشاز يجب أن تكف عن هذه التصريحات كونها أصبحت جزءً من الماضي المليئ بالطائفية والعنصرية والتحريض لغرض المنافسة السياسية والانتخابية وعلى الحكومة العراقية أن لا تتأثر بتلك الأصوات".
وفي ذات السياق، اشار المحلل السياسي آرام مصطفى إلى أن "حنان الفتلاوي عُرفت بعدائها للكرد ولكردستان، وهي تستخدم هذا التحريض كجزء من المنافسة السياسية والانتخابية".
وأضاف في حديثه لـ"بغداد اليوم": "اعتقد أن هذه الأصوات ستضر بالاستقرار السياسي الموجود في العراق في الوقت في ظل حكومة محمد شياع السوداني التي تشهد استقرارا امنيا وسياسيا وتحسن في العلاقات بين الاقليم وبغداد والعلاقات مع المحيطين العربي والدولي، لتأتي هذه الأصوات لتحرض على العملية السياسية برمتها وتريد نسف جهود الحكومة".
ويخيم التوتر على العلاقة بين بغداد واربيل، ليس ابتداء من أزمة كركوك وليس انتهاء بتأخر ارسال مستحقات الإقليم من الموازنة، فيما بدأت الرسائل المتوترة المتبادلة تنطلق بين بغداد واربيل، في اجهاض مبكر كما يبدو للاتفاق السياسي بين حكومة السوداني وكردستان، قبل البدء بتنفيذه حتى، وبالفعل بدأت أربيل تتهم بغداد بـ"التنصل" عن الاتفاق السياسي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم هذه الأصوات
إقرأ أيضاً:
«وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».. كيف قضى البابا تواضروس على مخطط الإخوان لإشعال الفتنة؟
اختير البابا تواضروس ليكون على سدة كرسى مارمرقس الرسول فى لحظة استثنائية من عمر الوطن، الذى كان يموج بتحديات واضطرابات كبرى، ومعها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فلم يكد يمضى يوم على رسامته بطريركاً، حتى واجه أول تحدٍّ كبير، وهو طرح «الإخوان» دستوراً جديداً للبلاد، فرّق أكثر مما جمع، مما دفعه ليخرج بشجاعة ليقول كلمته: «الدستور يجب أن يكون شاملاً ويعبر عن كل المصريين».
بدأ عهده بالانحياز إلى الوطن والصدام مع تنظيم الإخوان الذى وصل إلى سدة الحكم فى يونيو 2012، وتعرض الأقباط للتهديد والترهيب، حتى إن البلاد شهدت حدثاً غير مسبوق على مدار التاريخ؛ إذ تم الاعتداء على المقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى أبريل 2013، وعقب هذا الهجوم تحدث البابا فى لقاء تليفزيونى بحزن، مؤكداً أن الأمور وصلت إلى «تعدى الخطوط الحمراء».
وانحاز البابا والكنيسة إلى ثورة المصريين فى 30 يونيو 2013، وكان أحد أضلاع مشهد الثالث من يوليو، ليؤكد أن هذه لحظة فارقة فى تاريخ الوطن، وأن خارطة الطريق تمت بموافقة كل الأطراف. ليواجه الأقباط بعد ذلك نيران كره وعنف طالت أكثر من 90 كنيسة على مستوى الجمهورية، عقب فض اعتصامى الإخوان فى رابعة العدوية ونهضة مصر، حيث أراد أهل الشر بهذا الوطن الفتنة فأخمدها البابا بكلماته الخالدة: «إن أحرقوا كنائسنا سنصلى فى المساجد، وإن أحرقوا المساجد سنصلى فى الشوارع، وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».