الإذاعة الأمريكية: سلطان النيادي رائد فضاء عربي صنع التاريخ
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
سلطت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية الضوء على إنجاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وعودته إلى الأرض في كسبولة "سبيس إكس"، بعد ستة أشهر قضاها على متن محطة الفضاء الدولية، في أطول مهمة فضائية لرائد فضاء عربي، مشيرة إلى أنه أصبح أول شرق أوسطي يسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
يعكس برنامج الفضاء الإماراتي الناشئ نسبياً طموحات الدولة الأوسع
وقالت الإذاعة الأمريكية في تقرير أعدته آية بطراوي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة بلد ذو طموحات كبيرة، ويتجلى ذلك بوضوح في برنامجها الفضائي الذي أرسل بالفعل رائدين إلى الفضاء، وقمرها الاصطناعي الذي يتقصى الغلاف الجوي لكوكب المريخ.
ويعكس برنامج الفضاء الإماراتي الناشئ نسبياً طموحات الدولة الأوسع لاحتلال مكانة على الساحة العالمية، إلى جانب القوى الكبرى كالولايات المتحدة والصين اللتين تملكان برامج فضاء متقدمة، وأقماراً اصطناعية وتقنية مراقبة متطورة.
وكان النيادي البالغ من العمر 42 عاماً جزءاً من مهمة ناسا كرو-6 التي قوامها 4 أشخاص، وانطلقت في مارس (آذار) الماضي ثم عادت إلى الأرض بعد 186 يوماً في الفضاء.
وقال النيادي في مؤتمر عبر الفيديو قبل أيام من مغادرته محطة الفضاء الدولية: "كانت تجربة مذهلة حقاً، خاصةً بالنسبة للمنطقة التي أنتمي إليها.. لقد شعرت بأنني مسؤول ومُلزم بإظهار ما يحدث على متن المحطة.. وأعتقد أن هذه دفعة بسيطة لبث روح الحماس في منطقتنا".
بطل قوميولد النيادي ونشأ وترعرع في إمارة أبوظبي.. وهو أب لستة أطفال ومهندس عسكري يحظى بالثناء بوصفه بطلاً قومياً في الإمارات منذ عودته إلى الأرض.
وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى رائد الفضاء بوصفه "ولدي" في منشور هنأه فيه على إنجازه.
وكتبَ نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد أن رحلة النيادي تظهر "أننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية".
An Arab astronaut made history in #space. Now his country has its sights on #Mars, by Aya Batrawy (@ayaelb) for @NPR https://t.co/t0qEzgzfJ0 #SpaceExploration #UAE
— Middle East Space Monitor (@MidEast_Space) September 8, 2023وشهدَ مركز محمد بن راشد للفضاء الواقع في دبي وتأسس في عام 2006 بخمسة مهندسين، توسعات كبرى حتى بات يضم 250 مهندساً وعالماً حالياً.. ويدور مسبار الأمل الإماراتي حول المريخ منذ عام 2021، ويجمع نتائج جديدة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وتوسّع المركز بفضل الشراكة مع بلدان لديها خبرة في مجال الفضاء والدراسات المتقدمة، كالولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية.
وقالت حصة المطروشي، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مقابلة سابقة العام الجاري إنها انضمت إلى البرنامج مهندسة كهربائية شابة، وكانت قادرة على التركيز على تحليل البيانات والبحث العلمي بمساعدة خبراء أمريكيين.. وأضافت أن المركز أقام شراكة مع مجموعة من الجامعات، مثل جامعة شمال أريزونا وجامعة بيركلي بكاليفورنيا.
وأضافت حصة: "لقد تتلمذنا على يد موجهين"، مشيرة إلى أن أستاذها كان خبيراً في جامعة كولورادو بولدر متخصصاً في تحليل البيانات في الغلاف الجوي العلوي للمريخ، "وبقينا في هذا البرنامج التوجيهي حتى أمسيت رائدة علمية في نهاية عام 2020".
حزام الكويكباتوأعلنت دولة الإمارات العام الجاري عن مهمتها إلى حزام الكويكبات، وهو مشروع ممتد لسنوات سيفضي إلى إنشاء العديد من شركات العلوم والتكنولوجيا الإماراتية الخاصة بغية استكشاف سبعة كويكبات، وتدريب الشباب الإماراتي على توجيه رحلات الفضاء السحيق.
كشف سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله عن تفاصيل مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات والتي تعتبر أول مهمة في العالم لدراسة 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي وتُعد أكبر وأصعب مهمة فضائية على مستوى المنطقة والعالم العربي. ستستغرق المهمة بأكملها 13 عاماً،… pic.twitter.com/USzQxIX1Mc
— Sarah Al Amiri (@SarahAmiri1) May 29, 2023وفي وقت سابق من العام الجاري، حاولت الإمارات الانضمام إلى نادي نخبة القوى العالمية الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين، ومؤخراً الهند التي أرسلت مركبة جوالة إلى القمر.. غير أن مهمة مركبة الهبوط اليابانية Ispace المشتركة بينها وبين اليابان باءت بالفشل، وأعلنت دولة الإمارات على الفور عن أنها تعكف على بناء مركبة قمرية جديدة.
وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري: "إننا نأمل أن تقودنا هذه الأحداث إلى الهبوط مستقبلاً على سطح المريخ، وستساعدنا بالطبع على إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر".
وأضاف: "في المجتمع القبلي المتماسك في الإمارات، تجلت الإثارة التي صاحبت عودة النيادي إلى الأرض على البنايات والجسور التي حملت صورته أو أضاءت احتفالاً بهذه المناسبة، وفي الصحف المحلية التي هيمنت عليها أخبار مهمته".
فضلاً عن ذلك، لفتت منشورات النيادي على وسائل التواصل الاجتماعي بالعربية والإنكليزية الانتباه خلال فترة وجوده في الفضاء.. وشملت صوره على متن محطة الفضاء الدولية مناظر للقدس ودمشق وسواحل بيروت ودبي بطبيعة الحال.. وأرسل أيضاً النيادي تهنئة بحلول شهر رمضان المعظم من الفضاء مصحوبة بلقطة للهلال الذي يمثل بداية الشهر.
رائدا فضاء سعوديانوفي لحظة حاسمة أخرى، انضم رائدا فضاء سعوديان إليه لعدة أيام في مايو (أيار) على متن محطة الفضاء الدولية، ألا وهما علي القرني وريانة برناوي التي تعد أول رائدة فضاء عربية مسلمة تنطلق إلى الفضاء.
وتفوق النيادي الحاصل على الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات على آلاف المرشحين في الإمارات، واجتاز العديد من الاختبارات البدنية والنفسية لضمان قدرته على تحمل الضغوط النفسية المرهقة، ومتطلبات اللياقة البدنية المضنية في الفضاء.. وبعد ذلك تدرب في روسيا والولايات المتحدة ليصبح رائد فضاء.
وفي واحدة من أواخر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب النيادي ما مفاده: "أيها الفضاء الشاسع، لن أقول وداعاً بل إلى اللقاء بمهمة جديدة في محطة الفضاء الدولية، أو في وجهة أبعد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولیة دولة الإمارات محمد بن راشد إلى الأرض فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يثمّن جهود فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في نجاح إطلاق مهمة «محمد بن زايد سات»
ثمّن سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، الجهود المتميزة التي بذلها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في تحقيق نجاح جديد يضاف إلى سجل الإنجازات الوطنية في مجال تقنيات الفضاء، وذلك بإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات».
وأكد سموّه أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية الطموحة لدولة الإمارات في تعزيز موقعها الريادي ضمن الدول المتقدمة في علوم وتقنيات الفضاء، مشيداً بروح الإبداع والتفاني التي يتميز بها فريق العمل، ومساهمته في ترجمة طموحات القيادة الرشيدة إلى واقع ملموس.
جاء ذلك خلال استقبال سموّه وفدًا من مركز محمد بن راشد للفضاء، بحضور معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، ومعالي الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وسعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة المركز، وسعادة سالم حميد المري، مدير عام المركز، وأعضاء مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، وفريق مهمة القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات».وقال سموّه: «فخور بما قدّمه فريق مركز محمد بن راشد للفضاء من مهارات في تطوير هذا القمر الاصطناعي بأيادٍ إماراتية... تفانيهم وإصرارهم يعكس رؤيتنا الوطنية الهادفة إلى تمكين الكفاءات الإماراتية وتعزيز دورها في رسم مستقبل قطاع الفضاء العالمي».
وأشار سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى الأهداف الطموحة التي يمثلها القمر الاصطناعي قائلاً: «هذه المهمة هي جزء من استراتيجيتنا الطموحة لتعزيز استدامة قطاع الفضاء، وبناء اقتصاد معرفي متقدم. وبدعم قيادتنا الرشيدة، سنواصل العمل على تحقيق المزيد من النجاحات التي تضع الإمارات في صدارة الدول المبتكرة والمستدامة».
وختم سموّه: «هذه المهمة ستتلوها إنجازات جديدة في مجال الفضاء... سنواصل تقديم إسهامات علمية بالتعاون مع المجتمع العلمي العالمي لإثراء معرفة البشرية، وستبقى الإمارات مصدر إشعاع لعلمٍ يخدم البشرية ويبث الأمل بمستقبل أفضل».
من جانبه، قدّم فريق المهمة لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم تفاصيل تطوير القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» بأيادٍ إماراتية، والتحديات التي واجهت توطين الصناعة المحلية وكيفية التغلب عليها عبر التعاون مع الشركات الوطنية.
وقد نجح الفريق في تحقيق المواصفات والمعايير المطلوبة لقطاع الفضاء من خلال شراكات مع شركات محلية مثل ستراتا، وفالكون، وهالكون، والإمارات العالمية للألمنيوم، وركفورد زيليركس، وإي بي آي.
وقد أسفر هذا التعاون عن تصنيع 90% من الهيكل الميكانيكي، ومعظم الوحدات الإلكترونية للقمر الاصطناعي داخل دولة الإمارات.كما استعرض الفريق مراحل الأيام الأخيرة قبل الإطلاق، حيث عمل فريق الإطلاق لمدة 50 يوماً في قاعدة فاندنبرغ الجوية ضمن مرافق شركة «سبيس إكس»، وقاموا بإجراء اختبارات مكثفة للتأكد من جاهزية القمر الاصطناعي للإطلاق.
كما قدم الفريق شرحاً حول تفاصيل عملية الإطلاق بدءًا من انفصال القمر الاصطناعي عن صاروخ «فالكون 9»، وصولاً إلى مرحلة الاختبار والتشغيل، حيث تم التأكد من كفاءة عمل جميع أنظمة القمر الاصطناعي.
قفزة تكنولوجية.
تم إطلاق «محمد بن زايد سات»، القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، في 14 يناير الجاري ليكون علامة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، بفضل قدرته الاستثنائية على توفير صور فائقة الدقة وسرعات قياسية لنقل البيانات إلى المستخدمين حول العالم.
ويمتاز «محمد بن زايد سات» بتفوقه الواضح على الأنظمة الحالية، إذ يحقق دقة مضاعفة في التقاط الصور، وسرعات لنقل البيانات أسرع بأربع مرات، وإنتاجية صور تزيد بمقدار 10 مرات مقارنة بالقدرات التقليدية.
وتعكس هذه المهمة الطموحة رؤية الإمارات في بناء اقتصاد مستدام مدعوم بالابتكار العلمي، مع الالتزام بتحسين جودة الحياة عالميًا عبر توظيف أحدث التقنيات الفضائية.
مصدر فخر.
وقال معالي الفريق طلال حميد بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «نتقدم بجزيل الشكر لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على دعمه اللامحدود لجهود مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي كان له الأثر الكبير في تحقيق هذا الإنجاز الوطني. إن هذا الدعم يعكس رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز ريادة دولة الإمارات في قطاع الفضاء وتمكين الكفاءات الوطنية لتكون جزءاً من هذا المسار الطموح. سنواصل، بفضل هذه الرؤية الملهمة، العمل بجد وإصرار لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز من مكانة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة في علوم وتقنيات الفضاء، وستعمل مهمة «محمد بن زايد سات» على تعزيز جهود برنامج الإمارات الوطني للفضاء، من خلال توفير بيانات وتقنيات تُسهم في خدمة مجالات مختلفة داخل الإمارات وحول العالم».
وقال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «إن لقاء سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم يُعدّ تكريماً لجهود فريق المركز ودعماً كبيراً لمسيرتنا نحو تحقيق المزيد من الإنجازات النوعية في قطاع الفضاء. إن هذه الإنجازات ليست مجرد خطوات تقنية، بل هي تعبير عن رؤية وطنية تسعى إلى تمكين العقول الإماراتية الشابة وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار والاستدامة في علوم الفضاء، ويمثل إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، مرحلة متقدمة في طموحاتنا بمجال تقنيات الفضاء، ويعكس التعاون والتكامل بين مختلف فرق العمل، الذين نفخر بإبداعهم وقدرتهم على تحقيق الأهداف المرسومة بدقة واحترافية، كما أننا ملتزمون بمواصلة البناء على هذه النجاحات لتلبية تطلعات قيادتنا الرشيدة ورؤية الإمارات للمستقبل».
كفاءات وطنية.
من جانبه، قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «نتوجّه بخالص الشكر والامتنان إلى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لدعمه المتواصل واهتمامه الكبير. هذا اللقاء يعكس حرص سموّه على متابعة الإنجازات الوطنية في مجال الفضاء. محمد بن زايد سات هو نتاج عملٍ دؤوب وتفانٍ من الكوادر الوطنية التي تؤمن بأهمية دورها في تحقيق رؤية الإمارات في أن تكون من بين الدول الرائدة في مجال علوم وتقنيات الفضاء. ملتزمون بتطوير المزيد من المشاريع والمهمات الطموحة التي تسهم في تعزيز قدرات الدولة في هذا المجال الحيوي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون العلمي والبحثي مع مختلف الشركاء داخل الدولة وخارجها».