سلطت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية الضوء على إنجاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وعودته إلى الأرض في كسبولة "سبيس إكس"، بعد ستة أشهر قضاها على متن محطة الفضاء الدولية، في أطول مهمة فضائية لرائد فضاء عربي، مشيرة إلى أنه أصبح أول شرق أوسطي يسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.

يعكس برنامج الفضاء الإماراتي الناشئ نسبياً طموحات الدولة الأوسع

وقالت الإذاعة الأمريكية في تقرير أعدته آية بطراوي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة بلد ذو طموحات كبيرة، ويتجلى ذلك بوضوح في برنامجها الفضائي الذي أرسل بالفعل رائدين إلى الفضاء، وقمرها الاصطناعي الذي يتقصى الغلاف الجوي لكوكب المريخ.

. واعتبرت أن الوقت الذي قضاه النيادي على متن محطة الفضاء الدولية، يسلط الضوء على التفوق الإقليمي للدولة الخليجية في استكشاف الفضاء.

مكانة عالمية

ويعكس برنامج الفضاء الإماراتي الناشئ نسبياً طموحات الدولة الأوسع لاحتلال مكانة على الساحة العالمية، إلى جانب القوى الكبرى كالولايات المتحدة والصين اللتين تملكان برامج فضاء متقدمة، وأقماراً اصطناعية وتقنية مراقبة متطورة. 

وكان النيادي البالغ من العمر 42 عاماً جزءاً من مهمة ناسا كرو-6 التي قوامها 4 أشخاص، وانطلقت في مارس (آذار) الماضي ثم عادت إلى الأرض بعد 186 يوماً في الفضاء.

وقال النيادي في مؤتمر عبر الفيديو قبل أيام من مغادرته محطة الفضاء الدولية: "كانت تجربة مذهلة حقاً، خاصةً بالنسبة للمنطقة التي أنتمي إليها.. لقد شعرت بأنني مسؤول ومُلزم بإظهار ما يحدث على متن المحطة.. وأعتقد أن هذه دفعة بسيطة لبث روح الحماس في منطقتنا".

بطل قومي

ولد النيادي ونشأ وترعرع في إمارة أبوظبي.. وهو أب لستة أطفال ومهندس عسكري يحظى بالثناء بوصفه بطلاً قومياً في الإمارات منذ عودته إلى الأرض.

وأشار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى رائد الفضاء بوصفه "ولدي" في منشور هنأه فيه على إنجازه.

وكتبَ نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد أن رحلة النيادي تظهر "أننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية". 

An Arab astronaut made history in #space. Now his country has its sights on #Mars, by Aya Batrawy (@ayaelb) for @NPR https://t.co/t0qEzgzfJ0 #SpaceExploration #UAE

— Middle East Space Monitor (@MidEast_Space) September 8, 2023

وشهدَ مركز محمد بن راشد للفضاء الواقع في دبي وتأسس في عام 2006 بخمسة مهندسين، توسعات كبرى حتى بات يضم 250 مهندساً وعالماً حالياً.. ويدور مسبار الأمل الإماراتي حول المريخ منذ عام 2021، ويجمع نتائج جديدة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

وتوسّع المركز بفضل الشراكة مع بلدان لديها خبرة في مجال الفضاء والدراسات المتقدمة، كالولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية.

وقالت حصة المطروشي، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مقابلة سابقة العام الجاري إنها انضمت إلى البرنامج مهندسة كهربائية شابة، وكانت قادرة على التركيز على تحليل البيانات والبحث العلمي بمساعدة خبراء أمريكيين.. وأضافت أن المركز أقام شراكة مع مجموعة من الجامعات، مثل جامعة شمال أريزونا وجامعة بيركلي بكاليفورنيا.

وأضافت حصة: "لقد تتلمذنا على يد موجهين"، مشيرة إلى أن أستاذها كان خبيراً في جامعة كولورادو بولدر متخصصاً في تحليل البيانات في الغلاف الجوي العلوي للمريخ، "وبقينا في هذا البرنامج التوجيهي حتى أمسيت رائدة علمية في نهاية عام 2020".

حزام الكويكبات

وأعلنت دولة الإمارات العام الجاري عن مهمتها إلى حزام الكويكبات، وهو مشروع ممتد لسنوات سيفضي إلى إنشاء العديد من شركات العلوم والتكنولوجيا الإماراتية الخاصة بغية استكشاف سبعة كويكبات، وتدريب الشباب الإماراتي على توجيه رحلات الفضاء السحيق. 

كشف سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله عن تفاصيل مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات والتي تعتبر أول مهمة في العالم لدراسة 7 كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي وتُعد أكبر وأصعب مهمة فضائية على مستوى المنطقة والعالم العربي. ستستغرق المهمة بأكملها 13 عاماً،… pic.twitter.com/USzQxIX1Mc

— Sarah Al Amiri (@SarahAmiri1) May 29, 2023

وفي وقت سابق من العام الجاري، حاولت الإمارات الانضمام إلى نادي نخبة القوى العالمية الذي يضم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين، ومؤخراً الهند التي أرسلت مركبة جوالة إلى القمر.. غير أن مهمة مركبة الهبوط اليابانية Ispace المشتركة بينها وبين اليابان باءت بالفشل، وأعلنت دولة الإمارات على الفور عن أنها تعكف على بناء مركبة قمرية جديدة.

وقال المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري: "إننا نأمل أن تقودنا هذه الأحداث إلى الهبوط مستقبلاً على سطح المريخ، وستساعدنا  بالطبع على إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر".

وأضاف: "في المجتمع القبلي المتماسك في الإمارات، تجلت الإثارة التي صاحبت عودة النيادي إلى الأرض على البنايات والجسور التي حملت صورته أو أضاءت احتفالاً بهذه المناسبة، وفي الصحف المحلية التي هيمنت عليها أخبار مهمته".

فضلاً عن ذلك، لفتت منشورات النيادي على وسائل التواصل الاجتماعي بالعربية والإنكليزية الانتباه خلال فترة وجوده في الفضاء.. وشملت صوره على متن محطة الفضاء الدولية مناظر للقدس ودمشق وسواحل بيروت ودبي بطبيعة الحال.. وأرسل أيضاً النيادي تهنئة بحلول شهر رمضان المعظم من الفضاء مصحوبة بلقطة للهلال الذي يمثل بداية الشهر.

رائدا فضاء سعوديان

وفي لحظة حاسمة أخرى، انضم رائدا فضاء سعوديان إليه لعدة أيام في مايو (أيار) على متن محطة الفضاء الدولية، ألا وهما علي القرني وريانة برناوي التي تعد أول رائدة فضاء عربية مسلمة تنطلق إلى الفضاء.

وتفوق النيادي الحاصل على الدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات على آلاف المرشحين في الإمارات، واجتاز العديد من الاختبارات البدنية والنفسية لضمان قدرته على تحمل الضغوط النفسية المرهقة، ومتطلبات اللياقة البدنية المضنية في الفضاء.. وبعد ذلك تدرب في روسيا والولايات المتحدة ليصبح رائد فضاء.

وفي واحدة من أواخر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب النيادي ما مفاده: "أيها الفضاء الشاسع، لن أقول وداعاً بل إلى اللقاء بمهمة جديدة في محطة الفضاء الدولية، أو في وجهة أبعد".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولیة دولة الإمارات محمد بن راشد إلى الأرض فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ!

روسيا – دخلت محطة “مير” الفضائية السوفيتية التاريخ باعتبارها أول محطة مدارية تم بناؤها وفقا للمبدأ المعياري، وأول “قاعدة” مأهولة بشكل دائم تقريبا خارج الأرض.

من بين الرحلات العديدة إلى محطة “مير” الفضائية واحدة جرت في 13 مارس 1986، تميزت بأنها كانت أول رحلة استكشافية طويلة الأمد. الرحلة انطلقت من قاعدة بايكونور الفضائية بواسطة المركبة الفضائية المأهولة “سويوز تي-15” وحملت رائدي الفضاء ليونيد كيزيم وفلاديمير سولوفيوف في مهمة إلى “مير” استمرت 125 يوما.

بدأ الإعداد لهذا المشروع غير المسبوق في عام 1976، وانطلقت أعمال البناء النشطة في عام 1979، إلا أنها توقفت في عام 1984، نتيجة لتركيز جميع مؤسسات الصناعات الفضائية على مشروع صنع مكوك الفضاء السوفيتي المُسير “بوران”.

لاحقا جرى إطلاق الوحدة الأساسية لمحطة “مير” الفضائية إلى المدار في 20 فبراير 1986 باستخدام مركبة إطلاق بروتون، وكانت تزن 20 طنا. منذ ذلك اليوم، بدأ تاريخ محطة مير الفضائية للبحث العلمي المأهولة الوحيدة في ذلك الحين.

بمرور الوقت، تم جمع محطة مير من سبعة مكونات رئيسة، وكانت أول محطة مدارية يتم بناؤها وفقا للمبدأ المعياري الذي يعني ربط العناصر الأخرى اللازمة لأداء وظائف معينة بالوحدة الأساسية.

في البداية كان من المخطط أن يستمر عمل محطة “مير” الفضائية خمس سنوات فقط وأن يتم استبدالها بمرفق محطة “مير -2″، ومع ذلك، استمرت المحطة الفضائية في الخدمة لمدة خمسة عشر عاما. خلال هذه السنوات، نقلت المحطة إلى الأرض حوالي 1.7 تيرابايت من المعلومات العلمية، وبلغ إجمالي وزن التجهيزات التي أعيدت إلى الأرض حوالي 5 أطنان.

خلال عمل محطة “مير” زارها 104 رواد فضاء من 12 دولة في إطار 28 رحلة فضائية استكشافية، وأجريت فيها تجارب علمية عديدة كما سجلت بها العديد من الأرقام القياسية.

يّذكر أن أول رائد فضاء أجنبي زار محطة “مير الفضائية” كان السوري محمد فارس في عام 1987. لاحقا زار هذه المحطة الفضائية الأولى في العالم، رواد فضاء من أفغانستان وبلغاريا وفرنسا وألمانيا واليابان والنمسا وبريطانيا وكندا وسلوفاكيا، لكن العدد الأكبر من رواد الفضاء الأجانب كان من الولايات المتحدة الأمريكية. في المجموع زار محطة “مير الفضائية” 34 رائد فضاء أمريكي.

يقدر وقت الإقامة البشرية في المحطة طيلة 15 عاما، بـ 3642 يوما، من 5 سبتمبر 1989 إلى 26 أغسطس 1999، أي حوالي 10 سنوات. هذا الرقم تجاوزته محطة الفضاء الدولية فقط في عام 2010.

من بين الإنجازات الكبرى التي تحققت في محطة “مير” الفضائية، إجراء أكثر من 23000 تجربة علمية، علاوة على تحقيق رائد الفضاء فاليري بولياكوف رقما قياسيا تاريخيا لا يزال قائما حتى الآن في مدة الإقامة في الفضاء بقضائه 438 يوما متواصلا هناك، من 8 يناير 1994 إلى 22 مارس 1995.

سُجل في هذه المحطة الفضائية الأولى من نوعها في العالم أيضا رقما قياسيا مماثلا للنساء، حيت مكثت رائدة الفضاء الأمريكية والعالمة في مجال الكيمياء الحيوية شانون لوسيد في الفضاء الخارجي 188 يوما في عام 1996. هذا الرقم تحطم لاحقا في محطة الفضاء الدولية.

بنهاية المطاف، بعد 15 عاما من العمل، تحدد مصر محطة “مير” الفضائية التي قدمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء في يناير 2001، وتقرر إنهاء عملها وإغراقها في المحيط.  في 23 مارس 2001، تم إسقاط محطة “مير” في المحيط الهادئ، حيث غرقت في منطقة تسمى “مقبرة السفن الفضائية”.

المصدر: RT

Previous تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين Related Posts تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين علوم وتكنولوجيا 13 مارس، 2025 في روسيا FAW تطرح سيارة كهربائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي علوم وتكنولوجيا 13 مارس، 2025 أحدث المقالات بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ! تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين في روسيا FAW تطرح سيارة كهربائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مستشعر داخل الكرة يكشف حقيقة “ركلة الترجيح الغريبة” في لقاء ريال مدريد وأتلتيكو الاتحاد الدولي للتزلج يعاقب لاعبي القفز على الجليد النرويجيين بسبب “خيط مدعم”

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • ناسا وسبيس إكس تطلقان مهمة جديدة لاستبدال رائديْ فضاء عالقيْن في المحطة الدولية
  • انطلاق مهمة إعادة رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية
  • ناسا تطلق مهمة لإعادة رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية
  • ناسا وسبيس إكس تستعدان لإعادة رائدي الفضاء العالقين
  • وزيرة التربية والتعليم: الإمارات نموذج عالمي رائد في رعاية الطفولة
  • بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ!
  • تأجيل رحلة "سبيس إكس" إلى محطة الفضاء الدولية لإعادة العالقين
  • سلطان النيادي: نسعى لبناء نموذج مستدام لتمكين الشباب
  • تأجيل جديد يُطيل معاناة رائدي فضاء عالقين منذ 9 أشهر
  • إرجاء إطلاق مهمة لإعادة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية