تحل اليوم الجمعة الذكرى الثانية لوفاة الحاج محمود العربي «شهبندر التجار»، الذي غيبه الموت يوم 9 سبتمبر عام 2021، عن عمر يناهز 89 عاما، بعد رحلة طويلة من العطاء والكفاح.

وسطر العربي خلال رحلته، تاريخا كبيرا في مجال الصناعة حتى أصبحت مجموعة العربي التي كان يترأس مجلس إدارتها من أهم الكيانات الاقتصادية على مستوى الجمهورية، وامتدت أعمالها خارج مصر.

كشف جميع أهالي قرية أبورقية مسقط رأس الحاج محمود العربي، أن الفقيد كان لا يتأخر عن خدمة أحد، فجميع أبناء القرية يعملون في «مجموعة العربي»، فضلاً عن الآلاف من أبناء محافظة المنوفية والمحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن الحاج محمود العربي كان يخصص مبالغ شهرية لمساعدة غير القادرين ولا تزال تصرف للمستحقين بعد وفاته حتى الآن.

بصمات العربي كانت واضحة وضوع الشمس في قريته وفي محافظة المنوفية، بالإضافة إلى أن أهالي القرية كانوا يعتبرونه «الأب الروحي» لهم، كما أنه أنشأ أكبر صرح طبي في المنوفية «مستشفى العربي» لخدمة جميع أبناء المحافظة، فضلا عن إنشاء مجمع المعاهد الأزهرية على نفقته الخاصة لخدمة القرية والقرى المجاورة، بالإضافة إلى مشروعات خيرية كثيرة.

وتكفل العربي أيضا، بمصاريف أي أسرة تتعرض لكارثة سواء حريق في منزل أو حادث، فضلًا عن تقديم مساعدات مالية لمساعدة غير القادرين.

وكانت بدايته بسيطة للغاية، فحينما كان عمره 5 سنوات كان يجمع مبلغًا صغيرًا كل سنة، حوالي 30 أو40 قرشًا، ويعطيهم لأخيه الأكبر ليشتري له بضائع من القاهرة قبيل عيد الفطر.

وأول ما تاجر به، كانت الألعاب النارية والبالونات، وكان مكسبه فيها حوالي 15 قرشًا، وعندما بلغ العربي سن العاشرة انتقل إلى القاهرة للعمل بمصنع روائح وعطور، وبعد ذلك انتقل للعمل بمحل بحي الحسين، وكان راتبه 120 قرشًا في الشهر، واستمر في هذا المحل حتى عام 1949 ووصل راتبه إلى 320 قرشًا، وبعد ذلك فضل العمل في محل جملة بدلًا من المحل القطاعي لتنمية خبرته بالتجارة، وكان أول راتب يتقاضاه في المحل الجديد 4 جنيهات، وعمل فيه لمدة 15 عامًا، ارتفع خلالها راتبه إلى 27 جنيهًا، وكان ذلك المبلغ كبيرًا آنذاك.

والعربي نموذجه يحتذى به في عصاميته، وقدوة للأجيال والشباب للاجتهاد في العمل والمثابرة، فبالرغم من أنه بدأ من الصفر، فبعد رحلة كفاح صعبة أصبح نموذجًا مشرفًا لجميع الأجيال المقبلة، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الخيرية والإنسانية، التي قام بها.

ورغم المناصب التي تقلدها كان رجلًا شديد التواضع، لم يغتر بالمناصب التي تقلدها، وبنى قلعة صناعية كبرى وبلغ مكانة اقتصادية رفيعة، دون مساندة من أحد ودون الحصول على قروض من البنوك، فكان خير قدوة لكل طامح في النجاح.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المنوفية الأعمال الخيرية شهبندر التجار محمود العربي صرح طبي محمود العربی

إقرأ أيضاً:

فُرِضَ الحصار وكان وعدُ السيد حقًّا

كوثر العزي

ما بعد تحذير القائد إلا تنفيذٌ على أرض الواقع، البحرُ قيد الحصار، والبحرية على أهبة الاستعداد، وسقف التصعيد قيد الارتفاع، ومساحة البحار على الصهيونية ستضيقُ بعد الاتساع، والاقتصاد حينها سينهار، والدول ستعلن الانحياز، لتبقى حينها “إسرائيل” مع أمريكا في ضياع، تقيم قمماً وتحيك مخطّطات، تبحثُ عن تحالفات بحرية ضد الهجمات الحوثية كما يزعمون، فلا يُسمع الصوت ولا يُلقى الجواب، والانسحاب خير خيار، ففي اليمن قائد أفعاله تسبق الأقوال، وشعبه مُتأهب لجميع الخيارات رجالًا ونساء، تواقون مشتاقون للقتال، أرواحهم على الأكتاف، ما بعد وعيد السيد الحوثي إلا صواريخ ومسيّرات تدُك وتحرق فتغرق لتصبح حينها ترجمة علنية وعبرة لمن لم يعتبر بعد، بالأمس تحذير يكتسيه تهديد، واليوم السُفن الصهيوأمركية محظورة من العبور في الأقاليم البحرية اليمنية، إن استمر التعنت الصهيوني بحق إخواننا في فلسطين، فالحصار البحري سيتبعه قصف بري واقتحامات جوية بسرب من المسيّرات اليمنية، لتتفعل حينها صفارات الإنذار، ويعيش الكيان الغاصب من جديد حالة توتر وانفلات أمني.

في خطاب السيد القائد ليلة الخميس / الجمعة، والتي أعلن فيها المهلة لفك الحصار على القطاع وإدخَال المساعدات الإنسانية، وواجب الالتزام من قبل دولة الكيان المؤقت بقوانين الهدنة التي وُضعت ما بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين ذلك الكيان اللقيط، ما بعد التنصل وعدم الالتزام وتنفيذ الاتّفاق من قبل “إسرائيل”، ذلك التنصل الذي جاء نتيجة الدعم الأمريكي والتخاذل العربي والإسلامي، كان لا بُـدَّ في تلك المرحلة للعرب قاطبة أن يكون لهم موقف مشرف، موقف حر مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني إلا أن العادة تغلبُ الدهشة، والعرب في صمت كالمعتاد، في غياهب الحياة منغمسون، لا موقف ولا استنكار، لا دخل لهم بالسياسة ولا علاقة لهم بالحروب الدامية، إلا اليمن بقيادته الشريفة كان له موقف حُر، وَضَع المهلة لليوم الرابع وأقام الحجّـة وحذر وأنذر، وما بعد اليوم الرابع، بتوقيت صنعاء، ظهر العميد على منصة الانتصار، يُعلن حينها بأن المهلة انتهت والحصار وضع أوزاره، وأن استئناف حظر العبور لكافة السفن الصهيونية قد بدأ، وبأن أية سفينة تمر غير مبالية بالتحذير ستقصف والحصار بالحصار..

بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية بيانًا كان للسيد القائد حينها وقفة تؤكد بأن قرار حظر الملاحة للعدوّ عبر البحر الأحمر والباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيز التنفيذ، وسيتم استهداف أية سفينة إسرائيلية تعبر في منطقة العمليات المعلنة عنها، كما أكّـد السيد القائد بأن التصعيد اليمني سيرتفع إذَا استمر العدوّ الإسرائيلي في تجويع الشعب الفلسطيني ومنع دخول المساعدات إليه، وبأن الخيارات العملية كلها مطروحة على طاولة معركة إزاء استمرار التجويع للشعب الفلسطيني، خاطب السيد القائد الأُمَّــة العربية قائلًا بأن أمريكا تقف مع العدوّ الإسرائيلي بشراكة تامة في كُـلّ خطواتها التصعيدية والعدوانية وتشارك حتى في التهديد والوعيد بحق الشعب الفلسطيني.

فعلى الأنظمة العربية والشعوب كذلك أن تعي وتدرك بأن خطورة القبول تهجير الشعب الفلسطيني بأنها خطوة عدائية بحق الأُمَّــة قاطبة، وقبول الأنظمة العربية بالتهجير سيحولها إلى أنظمة معتدية وبشكل مباشر على الشعب الفلسطيني وليست فقط على مقاعد التخاذل، فالصمت والجمود الذي يتوسد الموقف العربي تجاه ما يحصل في الساحة الفلسطينية وفرض التهجير القسري بحق الشعب يعتبر خطيئة ووصمة عار وتنصلاً عن حق كبير يريد أن يسلب من الأُمَّــة بأكملها وليس الشعب الفلسطيني فقط، العدوّ يعتبر أن الظروف مهيأة له والوقت في صالحه في إطار الصمت والسكوت العربي المُستمرّ، كما أنه يشجعه على خطوات عدوانية أكثر وأكثر قد تفتك بشبه الجزيرة العربية بأكملها وبناء وتأسيس الدولة الإسرائيلية التي يزعمونها وَبحدودهم التي رسموها وتغيير الشرق الأوسط كما تغنى بها مجرم الحرب بنيامين آنذاك.

يا أُمَّـة المليار يجب أن يكون هنالك تحَرّك جاد، يجب أن تكون هنالك عمليات تصُدُّ الصهيونية من التوغل والتوسع في هذه العالم، يجب أن تزول “إسرائيل” من هذا الوجود، والعاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

  • استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان للمرة الثانية خلال 24 ساعة
  • القوات المسلحة تعلن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة
  • من جلحة بقى نجم الميديا وكان برهب الناس بالقرعة للمدينة القادمة
  • فُرِضَ الحصار وكان وعدُ السيد حقًّا
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • انتصارنا بوحدتنا.. الذكرى الـ 14 للثورة السورية تجمع أبناء سوريا في ساحة الاحتفال بمدينة اللاذقية
  • إلقاء الورود فرحاً بالنصر على حشود المتظاهرين بساحة الأمويين… سلاح الجو في الجيش العربي السوري يشارك باحتفالات الذكرى 14 للثورة
  • سلاح الجو في الجيش العربي السوري يشارك باحتفالات الذكرى الـ 14 لانطلاق الثورة السورية
  • تظاهرات في القامشلي وكوباني شمال شرق سوريا تنديداً بالم,جازر التي ترتكبها عصـ.ابات الجولاني ضد أبناء الطائفة العلوية
  • زين تعود إلى الحاج يوسف