سواليف:
2024-10-06@09:01:15 GMT

حرائرُ فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

حرائرُ فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

حرائرُ #فلسطين يستغثن الأمة فهل من معتصمٍ

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

مؤلمةٌ جداً تلك المشاهد التي سجلتها عدسات المصورين، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية، وانتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي، للمرأة الفلسطينية التي تعرضت لاعتداءٍ صارخٍ ومُهينٍ من جنديٍ إسرائيلي لئيمٍ ومَهينٍ، في أحد أزقة مداخل #المسجد_الأقصى المبارك بمدينة #القدس المحتلة، وقد ظهر الجندي وهو يركل #السيدة_الفلسطينية بقدمه بحقدٍ بادٍ ولؤمٍ لا يخفى، إذ واصل ركلها بعنفٍ مقصودٍ على مرأى ومسمعٍ من بقية الجنود والمارة في الزقاق من الفلسطينيين والمستوطنين على السواء، وقد حاول الفلسطينيون الدفاع عنها ورده ومنعه من الاعتداء عليها، في الوقت الذي وقف فيه المستوطنون يتفرجون عليها، يؤيدون الجندي ويشجعونه على النيل منها، وعدم الإصغاء إلى الداعين لوقف الاعتداء عليها وتركها لسبيلها ومواصلة طريقها.

كما آلمتنا مشاهد اعتقال سليلة عائلة البرغوثي المقاومة، وابنتها الثائرة السيدة حنان البرغوثي، الشامخة بكبريائها والعظيمة بثباتها، والقوية بصبرها، التي لم تخف من طوابير الجنود الذين التفوا حولها واقتربوا منها، ولا من الذين اقتحموا بيتها وحاولوا ترويعها، ومضت تمشي بينهم برأسٍ مرفوعٍ وقامةٍ منتصبةٍ وشموخٍ عالٍ، غير مباليةٍ بجموعهم التي تكالبت عليها ككلابٍ ضالةٍ وضباعٍ ضاريةٍ، تريد أن تنهشها وتنال منها، لكنها جبنت وخافت من ثباتها، وتراجعت أمام إقدامها، وخشيت من وقع أقدامها الواثقة ومن نظرات عيونها الثاقبة، وهي المقيدة اليدين المعصوبة العينين.

مقالات ذات صلة الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عندما يبكي الرجال 2023/09/08

كما تؤلمنا كل يومٍ وتحز في نفوسنا وتدمي قلوبنا، قصص أخواتنا الخمس وثلاثين، الأسيرات في سجون العدو، اللاتي يعانين ويقاسين الويلات في المعتقلات الصهيونية، ويواجهن بأجسادهن الضعيفة سياسات بن غفير العنصرية وحكومته اليمينية، ويتحدين بصلابةٍ إرادة السجان، ويقفن كما الرجال في وجوههم، ويرفضن الإنصياع إلى أوامرهم، ويخضن مع إخوانهن الأسرى معارك الإضراب عن الطعام، ويصممن مهما كان الثمن على كسر إرادة العدو، وإجباره على التراجع عن قراراته، وإعادة الامتيازات التي سحبها منهن، والحقوق التي حرمهن منها، وهن اللاتي تركن وراءهن أسرهن وأطفالهن، وتخلين في سبيل وطنهن وشعبهن عن متع الدنيا ونعيم الحياة، وبعضهن حاملاتٌ ومرضعاتٌ، وأخرياتٌ يعانين من أمراض مستعصية ومشاكل صحية مزمنة، ويتعرضن للضرب والأذى، ويشتكين من القمع والبطش، ورغم ذلك فإنهن يقفن بجرأةٍ وبسالةٍ، صفاً واحداً متضامناتٍ في مواجهة سلطات الاحتلال.

ولا ننسى صور الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا كلابهم المفترسة على نسائنا، تنهشهن وتحاول عضهن وتمزيق ثيابهن، وأخرى تتكرر دائماً لجنودٍ آخرين يتهكمون عليهن ويحاولون التحرش بهن وإيذائهن، فضلاً عن عشرات النساء اللاتي قتلن برصاص جنود جيش الاحتلال على المعابر والحواجز الأمنية، وفي الطرقات والشوارع، بحجة الاشتباه بهن وادعاء أنهن يحملن أدواتٍ حادةً ويخططن للقيام بطعن الجنود والاعتداء عليهم، وممن قضين برصاص جنود الاحتلال سيداتٌ مسناتٌ وأُخرُ أمهاتٌ لأطفالٍ صغار، وشاباتٌ وطالبات مدارس، ممن يصادف مرروهن على الحواجز أو قريباً من الدوريات العسكرية.

تلك هي مشاهدٌ يوميةٌ تواجهها المرأة الفلسطينية وتعاني منها، وأخرى غيرها كثيرٌ مما يعجز القلم عن وصفها والإحاطة بها، فالعدو ينظر إلى المرأة الفلسطينية بكرهٍ وحقدٍ شديدين، ويتمنى قتلها قبل غيرها، فهو يرى أنها تربي الأجيال الفلسطينية وتنشئهم على حب فلسطين والتضحية في سبيلها، وترضع أطفالها حليب المقاومة والصمود والثبات والإباء، وهي تحرضهم على تنفيذ عملياتٍ عسكرية ضد الاحتلال ومستوطنيه، وتشرف على تدريبهم وتواكب عملهم وتجهزهم بسلاحهم، وتودعهم بلا ضعفٍ، وتستودعهم أمانتها بقين، وتفرح إذا وصلها نبأ استشهاد ابنها ولا تجزع، وتستقبل المهنئين بشهادته وتفرح، وترفع صوتها بالدعاء له والرضا عليه، وتشهد الله عز وجل أنها عنه راضية.

تصبر المرأة الفلسطينية على كل ما تواجه، ولا تشكو ولا تتأفف، ولا تضيق ذرعاً ولا تيأس، ولا تستسلم لعدوها ولا تخضع، ولا تبكي شهداءها ولا تجزع، بل تحتسب عند الله عز وجل كل ما تلاقي، وترتضيه في سبيل وطنها ومن أجل شعبها.

لكنها ترنو بعيونها إلى أمتها وتتطلع إليها، وتأمل منها وترجو أن تنصرها وشعبها، وأن تقف معها وأهلها، وأن تستجيب لها وتدافع عنها، وأن تساند قضيتها وتؤيد حقوقها، وألا تتركها وحدها في مواجهة هذا العدو الغاشم، الذي طغى عليهن وبغى، وقتل أولادهن واعتدى، وأساء إليهن وقسا.

فهل من ناصرٍ ينصرهن، أو معتصمٍ يغار عليهن، أو ثائرٍ يغضب لهن ويهب واقفاً لنجدتهن والثأر لهن، أو غيور تغلي الدماء في عروقه غيرةً عليهن وتضامناً معهن، أو قائدٍ يسمع صراخهن ويسير الجيوش كرامةً لهن، فإنهن والله يستحقن من الأمةٍ نصراً، وينتظرن منها غوثاً، ويأملن فيها خيراً.

بيروت في 8/9/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسطين المسجد الأقصى القدس

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب

نشرت وكالة تسنيم الإيرانية مشاهد قالت إنها “من تحضير الصواريخ الإيرانية التي استخدمت في ضرب مواقع إسرائيلية في الأول من أكتوبر الجاري، خلال عملية أطلقت عليها طهران اسم “الوعد الصادق 2″، وذلك وبالتزامن مع كلمة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بصلاة الجمعة.

وأظهر مقطع الفيديو، “عناصر بالحرس الثوري يقومون بإعداد الصورايخ، ويضعون اللمسات الأخيرة عليها قبيل انطلاقها بالشاحنات المخصصة إلى مكان إطلاقها، وقد كتب على أحدى الصواريخ، باللغة العربية آية قرآنية: “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”.

في السياق، أمّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في خطوة نادرة له، صلاة الجمعة، مسجد الإمام الخميني في طهران، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وعدد من المسؤولين الإيرانيين وحشد كبير من الإيرانيين، حيث ستقام مراسم تأبين للأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله”.

وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، “إن ما قامت به القوات المسلحة الإيرانية هو الحد الأدنى من العقاب مقابل الجرائم الإسرائيلية”.

واعتبر خامنئي أن “خطوة القوات المسلحة الإيرانية في مساندة غزة قبل أيام قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”.

 وقال خامنئي إن “العدو واحد وأساليبه في مختلف البلدان ربما تختلف” ، مشيرا إلى أن “أعداء الأمة الإسلامية هم أعداء فلسطين ولبنان والعراق ومصر وسوريا واليمن”.

واعتبر أنه “اليوم الأمة الإسلامية أصبحت واعية وبإمكانها أن تتغلب على هذه الخطط لأعداء المسلمين”، لافتا إلى أن “الشعوب إذا أرادت أن لا تبتلى بالحصار يجب أن يفتحوا عيونهم ويكونوا واعين”.

وشدد المرشد الإيراني على أنه “كل شعب لديه الحق ويمتلك الحق أن يدافع عن سيادته ووحدته وأرضه أمام المحتلين وأمام الغاصبين”، مشيرا إلى أن “الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق أن يقف في وجه هؤلاء المحتلين”.

وقال خامنئي إن “الذين يساعدون الشعب الفلسطيني يقومون بواجبهم الديني ولا أحد يمكنه أن يحتج لماذا أنتم تدافعون عن غزة”، وأضاف: “الدفاع المستميت للشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني هو شرعي وقانوني ولا يحق لأي أحد ينتقد دفاعهم الإسنادي عن غزة”.

واعتبر أن “طوفان الأقصى هي حركة منطقية وصحيحة وهي من حق الشعب الفلسطيني”.

وفي شأن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، قال خامنئي: “نحن في أداء هذا الواجب لن نتأخر ولن نقوم بالإنفعال ولن نتسرع ولن نقصر”، مشددا على أن “العملية الإيرانية الأخيرة أيضا شرعية وقانونية”.

وقال خامنئي، “ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران”، وأضاف: “نحن جميعا مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز وإنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة”.

وقال خامنئي إن”نصرالله” كان للمناضلين على طريق الحق سندا ومشجعا وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم والراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين. لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه شخصيته الحقيقة روحه ونهجه وصوته الصادح ستبقى حاضرة فينا أبدا”.

ولفت إلى أن “العدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الاسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله فعمد إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما ما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على العدو”.

واعتبر المرشد الإيراني أن “حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطو خطوةً في سبيل خدمة مصيريا للمنطقة بأكملها”، وأضاف: “كل ضربة تنزل بهذا الكيان إنما هي خدمة للمنطقة بأجمعها بل لكل الإنسانية”.

وقال خامنئ: “العدو هو نفسه، وغرفة القيادة هي نفسها، وهم يتلقون الأوامر.. عدو الشعب الإيراني هو نفس عدو الأمة العراقية، نفس عدو الأمة اللبنانية، نفس عدو الأمة المصرية، عدونا جميعا هو نفسه.. ولا ينبغي للمسلمين اليوم أن يكونوا مهملين بعد الآن”.

وقال: “يجب أن نربط حزام الدفاع والاستقلال في كل بلاد الإسلام من أفغانستان إلى اليمن، فإذا استراح العدو من بلد فإنه يتجه إلى بلد آخر، لا ينبغي للأمم أن تسمح بذلك إذا هاجم العدو دولة ما، فيجب على جميع الدول دعم تلك الدولة، لقد أهملنا ذلك لسنوات ورأينا النتائج، واليوم لا ينبغي أن نهمله بعد الآن”.

هذا وشن الحرس الثوري الإيراني، يوم 1 أكتوبر، هجوما بالصواريخ، على إسرائيل، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس “اسماعيل هنية” والأمين العام لحزب الله “حسن نصرالله”.

مقالات مشابهة

  • دراسة: نصف السعرات الحرارية التي يحصل عليها الأطفال مصدرها الأطعمة المصنعة
  • في ذكرى "طوفان الأقصى".. الفصائل الفلسطينية تؤكد استمرار المقاومة حتى إقامة دولة فلسطين
  • صريح جدا / التابعة والعين .. هذه هي الأشياء التي يملكها الجزائري ويحسده عليها الآخرين !
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • الصرامي: لو الأموال التي حصل عليها النصر من نصيب شرق الدلم لحقق بطولة آسيا .. فيديو
  • بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • اليمن يثبت حضوره في معركة تحرير فلسطين: طوفان الأقصى يكتب التاريخ
  • لاكروا: ما الخطايا السبع التي طلبت الكنيسة المغفرة منها؟