يمانيون:
2024-10-06@01:15:44 GMT

الاستعداد لميلاد سيد العباد

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

الاستعداد لميلاد سيد العباد

العلامة عدنان الجنيد

• حين يستعد شعبٌ من شعوبِ الإسلام، لإحياء مناسبة ذكرى ميلاد الرسول الأكرم والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لهو شعب شديد الارتباط بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه يعمل على رفع ذكر نبيه ونصرته، امتثالاً لقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف : 157].

• فهذه التجهيزات والتحضيرات والترتيبات  التي تحدث في يمن الإيمان، لاستقبال ذكرى مولد سيد الأكوان صلى الله عليه وآله وسلم، تُعد من مصاديق الآية آنفة الذكر، وكذلك من مصاديق قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}[الشرح :4]..
لأن هذه الترتيبات التي تحدث في يمننا الحبيب، تُلفت أنظار اليمنيين وغيرهم، على اختلاف فئاتهم وانتماءاتهم، إلى أن هناك مناسبة عظيمة قادمة، يجب على الناس -جماعات وأفراداً- أن يتهيأوا لها ويعدوا لها عدتها، وهي مناسبة مرتبطة بسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي فضله عليهم كبير، وهو مِنّةُ الله العظمى عليهم، لقوله تعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}[آل عمران : 164]..

• ولهذا يجب على كل الناس أن يتفاعلوا مع هذه المناسبة، التفاعل الإيجابي الكبير، حتى تعود عليهم بالنفع العظيم والفضل العميم.

• ألا فاستعدوا وارفعوا اللافتات والرايات، وزينوا باللون الأخضر البيوت والمؤسسات والمَحالَّ والسيارات.
وليكن كل فرد منكم مسارعاً إلى تزيين الطرق والشوارع،
اكتبوا على الجدران مرحباً بميلاد سيد الأكوان…

• لا تلتفتوا إلى دُعاةِ التثبيط، وأهل الفرقة والتشتيت، وجادلوهم بالتي هي أحسن، ولا تصطدموا بهم، فهم لا يخرجون عن ثلاثة:
– إما أن يكونوا دعاةَ فتنةٍ لم يستطيعوا الوصول إلى السلطة، فيقومون بمحاولات إفشال وإحباط كل نجاح وكل خطوة لأنصار الله..
– أو انهم مجرد مُضلَّلين، يرددون ما يسمعون، تنقصهم الحكمة في التمحيص بين الغث والسمين، قد أثرت عليهم أزمة التسعِ سنين، فأعمتهم الحاجة والفاقةُ عن معرفة أن الاحتفاء بميلاد خير البشر، ستكون له العواقب العظيمة، والنصر والتمكين والاستقرار والرخاء والنماء، بإذن الله تعالى، أملاً بما عنده جل وعلا، وعملاً بمقتضى كتابه الكريم، وتفعيلاً لما تجيش به الصدور، من حب عميق، وفرحٍ خليقٍ، بمن ينتصر به المؤمنون لربهم العظيم.
– أما الفئة الثالثة، فهم من يختبئون خلف كواليس السياسة، ولن تقابلوهم في الشوارع أو الباصات، لأنهم القادة الأشرار، هم من يديرون الألعاب الدموية عالمياً، ومنهم قتلة الأنبياء والأولياء والقادة الشرفاء، يتبعهم قطيع من قادتنا البلهاء، عبيد المال والجاه، من في سبيلهما ضحّوا بالدين والعقيدة، وبالوطن وثرواته وشعبه وتراثه وحاضره ومستقبله، وارتضوا أن يداسوا بالنعال النفطية والفرنجية، كي يظلوا على كراسيهم، ولو كانوا مجرد وكلاء للمستعمرين الجدد.

• وهؤلاء كلهم يحاجّون بالباطل ليدحضوا به الحق، فحاججوهم بالحق، وأزهقوا باطل نفوسهم، وجهالة قلوبهم، وعمى أعينهم، وارموا بالحجج ولا تنتظروا ردود الأفعال، (فحبل المدى يقطع في الحجر)..
وواصلوا استعدادكم ليوم المولد الشريف، فرحة بحبيبكم الأعظم، صلى الله عليه وآله وسلم..

• فعِّلوا -بكل الوسائل المتاحة- القلوب، حتى يزيد هيجانها شوقاً لذكرى ميلاد النبي المحبوب، الذي ألَّفَ اللهُ به القلوبَ، ونَفَّسَ به الكروبَ، وجعله يوم القيامة كاليعسوب..

• وارفعوا  أصوات الأناشيد والزوامل، ترحيباً بميلاد الإنسان الكامل، الجامع لعلوم الأواخر والأوائل..

• ألبِسوا أولادكم الجديد -قدرَ الاستطاعة-، ونظفوا أفنيتكم وحاراتكم وكل قاعة، وأدخِلوا الفرحة على قلوب الفقراء والمساكين، حتى تزول عنهم الفاقة والمجاعة..

• اجعلوا هذه المناسبة يوم عيد، وواسوا أُسَرَ الجرحى، وكل أسرة ضحت بشهيد..

• تبادلوا التحايا، وتفقدوا المرضى والمعوزين والنازحين، وكل من حلَّت عليهم المصائب والبلايا..

• اجعلوا من أيام هذه المناسبة فرحةً عامرةً يَسعدُ بها الجميع، ولنوصل رسالة للعالم بأننا شعبٌ شغوفٌ برسول الله، مرتبطٌ به وبأخلاقه، قولاً وعملاً، وأننا أنصارُهُ، فكما نصره أجدادنا في الماضي، ها نحن ننصره وسننصره حاضراً ولاحقاً، مادامت عروقنا تنبض وعيوننا تطرف..
وسنوالي أولياءَه، وسنعادي أعداءَه..
من يحبُ الحبيبَ فهو حبيبُ
وعُداةُ الحبيبِ هم أعداءُ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

لماذا سمى الله سيدنا جبريل بالروح القدس في القرآن الكريم؟

تلقت دار الإفتاء سؤال حول سبب تسمية سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس؟ وذلك كما في قوله تعالى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 102].

الزوجة الثالة للنبي.. طلقها الرسول وردها بأمر من جبريل في مساء الجُمعة.. ما معنى يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار؟ ما سبب تسمية سيدنا جبريل بالروح القدس في القرآن الكريم

قالت دار الإفتاء أن سبب تسمية سيدنا جبريل بالروح القدس أنه خُلِق بتكوين الله له روحًا من عنده من غير ولادة والد؛ كما سُمي سيدنا عيسى ابن مريم روحًا للسبب ذاته، وفي ذلك تشريف وتكريم له من الله تعالى، وبيانًا لعلو مرتبته، وأيضًا لأنه ممَّا يحيى الله تعالى به الدين، كما يحيي الجسد بالروح.

وتابعت :[وإنما سمى الله تعالى جبريل "روحًا" وأضافه إلى "القدس"؛ لأنه كان بتكوين الله له روحًا من عنده، من غير ولادة والد ولده، فسماه بذلك "روحًا"، وأضافه إلى "القدس" -و"القدس" هو الطهر- كما سمى عيسى ابن مريم "روحًا" لله من أجل تكوينه له روحًا من عنده من غير ولادة والد ولده].

وقال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب": وإنما سمي بذلك لوجوه:

الأول: أن المراد من روح القدس: الروح المقدسة؛ كما يقال: حاتم الجود، ورجل صدق؛ فوصف جبريل بذلك تشريفًا له وبيانًا لعلو مرتبته عند الله تعالى.

الثاني: سُمِّي جبريل عليه السلام بذلك لأنه يحيا به الدين كما يحيا البدن بالروح؛ فإنه هو المتولي لإنزال الوحي إلى الأنبياء، والمكلفون في ذلك يحيون في دينهم.

الثالث: أن الغالب عليه الروحانية، وكذلك سائر الملائكة، غير أن روحانيته أتم وأكمل.

الرابع: سُمِّي جبريل عليه السلام روحًا؛ لأنه ما ضمته أصلاب الفحول وأرحام الأمهات] 

 

مواضع ذكر لفظ "روح القدس" في القرآن

وورد لفظ "روح القدس" في القرآن الكريم في أربعة مواضع؛ ثلاثة منها جاءت بمعنى أن الله تعالى قد أيَّدَ به سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وهي:

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ﴾ [البقرة: 87]، وقوله تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٍ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ﴾ [البقرة: 253]، وقوله تعالى: ﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ﴾ [المائدة: 110].

وفي موضع أن الله تعالى قد ثبَّت به النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين معه، فقال تعالى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل: 102].

 

مقالات مشابهة

  • لماذا سمى الله سيدنا جبريل بالروح القدس في القرآن الكريم؟
  • في اليوم العالمي للمعلم.. كيف حث الإسلام على العلم؟
  • فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها
  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • كيف أبلغ النبي الصحابة بصيغة الصلاة عليه؟.. الشعراوي يوضح «فيديو»
  • هل يجب قراءة سورة الكهف كل جمعة أم يكفي سماعها ؟
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • علاج الحزن والاكتئاب من آيات الله لرسوله
  • تأملات قرآنية