انهيار النظم البيئية.. العيش في عصر الاستهلاك المتواصل يدمر عالمنا
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
في عالم حيث الحياة نفسها مرادفة للاستهلاك، أصبحت الشهية العالمية للسلع والخدمات لا تشبع. على مدار الساعة، نستنشق الهواء، نرشف الماء، ونتغذى بالطعام. وبعيداً عن هذه الاحتياجات الأساسية، يمتد استهلاكنا الشره إلى مجموعة متزايدة التوسع من المنتجات والخدمات، التي تشمل كل شيء من السيارات والمنازل إلى الأدوات والكتب والسفر والترفيه.
وفقا لتقرير بعنوان صعود الاستهلاك العالمي، نشره موقع وورلد سينتريك، فإن السوق الأميركية، وهي القوة الدافعة وراء هذه الظاهرة العالمية، تعتمد على إدامة الاستهلاك وتصاعده، مما يؤجج رغباتنا باستمرار، ويغرينا بشراء الموارد وتطويرها وتلويثها وإهدارها بإهمال.
العواقب البيئية: تكلفة الاستهلاك الجامح
أكد التقرير أن الاستهلاك غير الخاضع للرقابة يأتي بتكلفة باهظة. كل منتج نستهلكه يأتي من العالم الطبيعي، سواء كان مستخرجًا أو مزروعًا أو محصودًا. وتتحمل الموارد المحدودة لكوكبنا وطأة هذا الاستهلاك المتواصل. بينما نستنفد هذه الموارد بلا هوادة في سعينا الدؤوب لتحقيق حياة "مريحة"، فإن كوكبنا يدفع الثمن.
تنهار النظم البيئية، وتختفي الموائل، وتواجه الأنواع خطر الانقراض مع استمرارنا في الإفراط في استغلال الموارد مثل الغابات والأسماك والتربة والمعادن والمياه. إن مسار فائضنا يتميز بالتلوث والنفايات، التي تلوث العناصر الأساسية للحياة: الهواء والأرض والماء، وتحولها إلى مستنقعات سامة.
العواقب الاجتماعية: عالم خارج التوازن
تؤدي أنماط الاستهلاك غير المتناسبة إلى تدفق الموارد الحيوية من الجنوب العالمي إلى الشمال، حيث يتم تسخيرها لإنتاج السلع والخدمات في المقام الأول لهذه الأقلية المتميزة. وفي الوقت نفسه فإن الضروريات الأساسية ـ الغذاء والماء والصحة والصرف الصحي ـ تظل بعيدة المنال بالنسبة لقطاعات كبيرة من سكان العالم.
علاوة على ذلك، فبينما يتم تحويل الموارد الثمينة نحو أهواء الأثرياء، يُترك الفقراء في حالة من العجز. غالبًا ما تغتصب العناصر الفاخرة والبذخ الزائد عن الحاجة الموارد التي كان من الممكن استخدامها لرفع مستوى المحرومين. الأغنياء يستهلكون بإسراف، بينما الفقراء يعانون من الندرة.
في خضم هذه الزيادة في الاستهلاك العالمي، يصبح من الضروري أن ندرك مدى الضرر الذي يلحقه هذا الارتفاع ببيئتنا ومجتمعنا على حد سواء. ويجب التخفيف من الجوع الجامح للمزيد من خلال الوعي بالعواقب - العواقب التي تمتد إلى ما هو أبعد من الاختيارات الشخصية لتشمل مستقبل كوكبنا ذاته والتوزيع العادل للموارد. قد يكون تحقيق التوازن بين الاستهلاك والحفظ والإنصاف هو الطريق إلى عالم مستدام ومتناغم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتياجات
إقرأ أيضاً:
رئيسة وفد البرلمان الأوروبي من معبر رفح: من حق الفلسطينيين العيش بحرية في بلادهم
قالت إيراتكس جارسيا بيريز رئيس بعثة البرلمان الأوروبي، إنها قررت بدء زيارتها اليوم لمحافظة شمال سيناء من معبر رفح البري باعتباره نقطة الأمل، مقدرة الدور المصري في حماية المدنيين وعلاج المصابين الفلسطينيين على مدار الفترة الماضية وخلال الوقت الحالي.
وتابعت جارسيا، خلال تفقدها معبر رفح البري اليوم السبت: «أردنا أن نرى الوضع الحالي، ونبعث برسالة واضحة أن أوروبا بجوار عملية السلام التي تعتمد على الحوار وعلى هدنة دائمة»، مشيرة إلى أن هذه الهدنة خطوة أولى ولا بد من العمل على مدها إلى السعى إلى حل الدولتين.
وقالت رئيس مجموعة تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي، إن الفلسطينيين لديهم الحق أن يعيشوا في بلادهم بحرية، قائلة: «نحن ملتزمون بالدفاع عن القانون الدولي وعن هذه العملية وأن نحمي جميع المدنيين فهناك الكثير من المعاناة التي يعاني منها الأطفال والمدنيين الفلسطينيين والكثير من المحتاجين ونجدد التزام الاتحاد الأوروبي الذي يجب أن يكون مدافعا عن السلام وعن حل الدولتين».
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يقدر الدور المصري، مشيرة إلى أن الزيارة تستهدف الوقوف على ضمان وصول المساعدات إلى غزة ومتابعة الإجراءات، متابعة: «سوف نستمر ونذهب إلى القدس ونجتمع مع الحكومة الإسرائيلية ومع السلطة الفلسطينية ومنظمات المجتمع المدني وننتهي بزيارة إلى لبنان ونقدم تقريرنا إلى البرلمان الأوروبي».
وتابعت: «سنستمر في عملنا لكي يكون البرلمان الأوروبي له صوت واضح للدفاع عن حل الدولتين وحقوق الإنسان ويجب علينا أن نعمل على أن يكون للفلسطنيين دولتهم وأن يعيشوا فيها بحرية».