في عالم حيث الحياة نفسها مرادفة للاستهلاك، أصبحت الشهية العالمية للسلع والخدمات لا تشبع. على مدار الساعة، نستنشق الهواء، نرشف الماء، ونتغذى بالطعام. وبعيداً عن هذه الاحتياجات الأساسية، يمتد استهلاكنا الشره إلى مجموعة متزايدة التوسع من المنتجات والخدمات، التي تشمل كل شيء من السيارات والمنازل إلى الأدوات والكتب والسفر والترفيه.

 

 

وفقا لتقرير بعنوان صعود الاستهلاك العالمي، نشره موقع وورلد سينتريك، فإن السوق الأميركية، وهي القوة الدافعة وراء هذه الظاهرة العالمية، تعتمد على إدامة الاستهلاك وتصاعده، مما يؤجج رغباتنا باستمرار، ويغرينا بشراء الموارد وتطويرها وتلويثها وإهدارها بإهمال.

 

العواقب البيئية: تكلفة الاستهلاك الجامح

أكد التقرير أن الاستهلاك غير الخاضع للرقابة يأتي بتكلفة باهظة. كل منتج نستهلكه يأتي من العالم الطبيعي، سواء كان مستخرجًا أو مزروعًا أو محصودًا. وتتحمل الموارد المحدودة لكوكبنا وطأة هذا الاستهلاك المتواصل. بينما نستنفد هذه الموارد بلا هوادة في سعينا الدؤوب لتحقيق حياة "مريحة"، فإن كوكبنا يدفع الثمن.

 

تنهار النظم البيئية، وتختفي الموائل، وتواجه الأنواع خطر الانقراض مع استمرارنا في الإفراط في استغلال الموارد مثل الغابات والأسماك والتربة والمعادن والمياه. إن مسار فائضنا يتميز بالتلوث والنفايات، التي تلوث العناصر الأساسية للحياة: الهواء والأرض والماء، وتحولها إلى مستنقعات سامة.

 

العواقب الاجتماعية: عالم خارج التوازن

تؤدي أنماط الاستهلاك غير المتناسبة إلى تدفق الموارد الحيوية من الجنوب العالمي إلى الشمال، حيث يتم تسخيرها لإنتاج السلع والخدمات في المقام الأول لهذه الأقلية المتميزة. وفي الوقت نفسه فإن الضروريات الأساسية ـ الغذاء والماء والصحة والصرف الصحي ـ تظل بعيدة المنال بالنسبة لقطاعات كبيرة من سكان العالم.

 

علاوة على ذلك، فبينما يتم تحويل الموارد الثمينة نحو أهواء الأثرياء، يُترك الفقراء في حالة من العجز. غالبًا ما تغتصب العناصر الفاخرة والبذخ الزائد عن الحاجة الموارد التي كان من الممكن استخدامها لرفع مستوى المحرومين. الأغنياء يستهلكون بإسراف، بينما الفقراء يعانون من الندرة.

 

في خضم هذه الزيادة في الاستهلاك العالمي، يصبح من الضروري أن ندرك مدى الضرر الذي يلحقه هذا الارتفاع ببيئتنا ومجتمعنا على حد سواء. ويجب التخفيف من الجوع الجامح للمزيد من خلال الوعي بالعواقب - العواقب التي تمتد إلى ما هو أبعد من الاختيارات الشخصية لتشمل مستقبل كوكبنا ذاته والتوزيع العادل للموارد. قد يكون تحقيق التوازن بين الاستهلاك والحفظ والإنصاف هو الطريق إلى عالم مستدام ومتناغم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتياجات

إقرأ أيضاً:

محمد عبد الجليل: كولر يدمر الأهلي قبل رحيله

قال محمد عبدالجليل، لاعب الأهلي السابق، إن السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي يدمر الفريق قبل رحيله.

وأضاف عبدالجليل، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة  "etc":" كولر لم يكن معروف قبل تعاقد الأهلي معه، وحقق البطولات مع الفريق، وفي حالة رحيله سيكون مثل جوزيه وموسيماني".

وتابع:" كابتن الخطيب ذكي، ويتابع كل ما يحدث وهدفه في الوقت الحالي تهدئة الجماهير، ولكن يجب متابعة الفريق، وما يحدث، وكولر يحرق الأرض قبل رحيله مثل موسيماني".

وأردف: "كنا ننتقد أن الزمالك، يتعاقد مع لاعبين من إنبي على سبيل الإعارة، والأهلي قام بضم العش من زد على سبيل الإعارة في واقعة غريبة وكان يجب الاعتماد على اللاعبين الشباب بدلا من استعارة العش".

مقالات مشابهة

  • احذر.. تناول هذه الأطعمة مع اللبن الرائب يدمر الأمعاء
  • وقفة تضامنية في محافظة إدلب بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب السوري للمطالبة برفع العقوبات التي فرضت على النظام البائد
  • وزير التعليم مهنئا المعلمين بيومهم العالمي: أعتز بجهودكم في بناء الأجيال
  • شهيد لقمة العيش.. القصة الكاملة لمصرع شاب في حادث مأساوي
  • محمد عبد الجليل: كولر يدمر الأهلي قبل رحيله
  • «صحة أبوظبي» ومنتدى الاقتصاد العالمي يعززان التحول الرقمي للنظم الصحية العالمية
  • منظمة التجارة العالمية: رسوم ترامب الجمركية "كارثية" العواقب
  • منظمة التجارة العالمية: رسوم ترامب الجمركية "كارثية" العواقب
  • نحن والسودان.. كيف فشلنا وأفشلناه؟
  • طفل عراقي يؤلف كتابًا لنشر الثقافة البيئية باللغتين العربية والإنجليزية