بعد مرور 20 يوما على الاحتجاجات في مدينة السويداء السورية يدخل الحراك الشعبي "مرحلة جديدة" بحسب ما يقول نشطاء ومنظمون لموقع "الحرة"، واتضحت أولى معالمها في "ساحة الكرامة" يوم الجمعة، بعدما هتف منها الآلاف ضد النظام السوري، مطالبين بإسقاطه ورحيل رئيسه بشار الأسد.

ورغم أن المظاهرات لم تنقطع على مدى الأيام الماضية وستتواصل في الأيام المقبلة، سيكون زخمها الأكبر مرتبطا بموعد يوم الجمعة، كونه يوم عطلة، ويتاح فيه للسكان التفرغ للنزول إلى الشارع، والتأكيد على مطالبهم المعيشية والسياسية التي تتصدر الصيحات على نحو أكبر.

ونشرت شبكات إخبارية محلية منذ صباح الجمعة تسجيلات مصورة أظهرت آلاف المحتجين في "ساحة الكرامة" يهتفون برحيل الأسد ونظامه، وقال مدير شبكة "السويداء 24"، ريان معروف لموقع "الحرة" إن ناشطين من محافظة درعا شاركوا في الاحتجاجات، كما شارك وفد من عشائر السويداء.

"نحن بدنا حرية.. غصب عنك يا بشار رح نحصل ع الحرية".. من الهتافات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، اليوم الجمعة.#مظاهرات_السويداء pic.twitter.com/gwKQH6Q5H2

— السويداء 24 (@suwayda24) September 8, 2023

و"يؤكد هذا المشهد على التلاحم الوطني بين المكونات السوريّة المختلفة، حسب تعبير الصحفي معروف، مضيفا أن "الحراك الشعبي سيستمر، وقت ثبّت المحتجون يوم الجمعة كموعد أسبوعي للتظاهرات الحاشدة، على أن يتواصل الحراك في باقي أيام الأسبوع بمظاهرات متفرقة".

ولم يتوقف السكان في السويداء عن المناداة برحيل الأسد وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل السياسي في سوريا، على رأسها قرار مجلس الأمن 2254. وفي وقت لم يصدر أي تعليق من جانب النظام السوري، سلك المحتجون مسارا جديدا، اتضحت صورته قبل أسبوع.

إذ أقدموا على نزع صور بشار الأسد من الطرقات والساحات العامة والموضوعة على واجهة المباني الحكومية، وأظهرت تسجيلات مصورة كيف اتجه آخرون إلى تحطيم عدة تماثيل لأبيه الرئيس السابق حافظ الأسد، وإغلاق مقار "حزب البعث" و"شبيبة الثورة"، و"الاتحاد العام للفلاحين"، يوم الجمعة.

"أساس تنظيمي"

وفي الأيام الأولى من الاحتجاجات، وهي الأكبر من نوعها منذ عام 2011 وتخرج من محافظة محسوبة على سيطرة النظام السوري، كانت الأصوات التي تعلو ضد الأسد فردية رغم أن أعداد المتظاهرين كانوا بالمئات. 

لكن في الوقت الحالي ومع دخول الحراك "مرحلة جديدة"، يوضح الناشط السياسي مروان حمزة أن "المظاهرات التي زحفت إلى السويداء يوم الجمعة بات لها أساس تنظيمي ورابط من الشباب".

ويقول لموقع "الحرة": "الشباب هم من استدعوا الباصات لنقل المتظاهرين من القرى والبلدات الواقعة في الأرياف إلى ساحة الكرامة وسط المدينة. هذه مسألة مهمة جدا".

ويتحدث حمزة بينما كانت أصوات الهتافات ضد الأسد تعلو من حوله أن "الشعارات التي ينادي بها المحتجون لم تتغير منذ 20 يوما. الناس لم يعد يعنيهم أي شيء إلا إسقاط النظام السوري والعيش بكرامة وحرية". 

"يكفينا ذل ويكفي الشعب ما أصابه من ويلات نصف قرن. الشعب يعاني الأمرين من حكم آل الأسد"، وتابع حمزة: "الصيحات التي تعلو واضحة: حرية للأبد والشعب يريد إسقاطك يا أسد".

ويلتزم النظام السوري منذ 13 يوما سياسة تقوم على عدم التعليق والصمت و"برودة الأعصاب" كما وصفها أحد المحللين عبر شاشة التلفزيون الرسمي، الأسبوع الماضي.

وفي المقابل كان قد أرسل شخصيات مقربة منه إلى المحافظة، من أجل التهدئة، على رأسها عضوي "مجلس الشعب السوري" نواف عبد العزيز طراد الملحم ونشأت الأطرش.

والتقى هذان الشخصان شيوخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، من بينهم الشيخ حكمت الهجري، فيما لم يتردد أي معلومات عن القضايا التي بحثوها، وما إذا كانوا قد تطرقوا إلى المطالب التي ينادي بها الشارع.

وتشير الناشطة المشاركة في الاحتجاجات، لبنى الباسط أن "الاحتجاجات باتت تأخذ نوعا من التنظيم"، وأنه "هذه الحالة فرضها الشارع".

وتقول لموقع "الحرة": "التنظيم يبدأ من الدعوات للمظاهرة الحاشدة يوم الجمعة في ساحة الكرامة والتنسيق بين أرياف السويداء للمشاركة وسط المدينة".

ويأتي انتقال الحراك إلى مرحلة جديدة، "ليظهر صوت المحتجين بوضوح أكبر بأن السويداء بقراها وبلداتها كلها تحمل الشعارات ذاتها والمطالب الأساسية، وهي رحيل النظام السوري قاتل شعبه"، وفق الباسط.

"أكثر وعيا في السياسة"

ولا تقتصر المشاركة في الاحتجاجات التي تشهدها السويداء السورية منذ انطلاقها على فئة دون غيرها بل تميزت بانخراط جميع الفئات، واللافت فيها الدور الذي تلعبه النساء وأصواتهن التي تعلو وتطالب بـ"إسقاط النظام السوري والحرية والكرامة".  

ووثقت تسجيلات مصورة كثيرة كيف تصطف النساء إلى جانب بعضها البعض في المقدمة، وتنادي إلى جانب الرجال بإسقاط النظام السوري وشعار "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".

وتضيف الناشطة الباسط أن "هناك تنظيم يتعلق بالمشاركة النسائية، ويتمثل بقيام نساء الحراك بنشاطات متكررة لتشجيع وإظهار صور المرأة، رغم ما يمارس عليها من قيود وتهديدات من قبل نظام القمع".

واتسم التنظيم مؤخرا باللفتات التي ترفع، والتي تؤكد على مطلب الشعب السوري بتطبيق القرار الأممي 2254، وتوحيد الخطاب السوري الواحد الرافض للحلول الجزئية.

"الجانب الفني في اللافتات بعث برسائل سياسية واضحة"، وتوضح الناشطة أن "المرحلة الحالية التي دخل بها الحراك باتت أكثر وعيا في السياسة".

واعتبرت الناشطة السورية، ريما فليحان أن "لجان تنظيم الحراك تقوم بعمل جبار"، وتقول إن "اللافتات السياسية التي ترفع توجه خطابها للداخل والخارج".

وتؤكد للداخل، حسب ما توضح فليحان أن "هدف الحراك وطني شامل، وللخارج بأن المطلب هو إسقاط بشار الأسد".

"الناس تطالب بمحاسبة مجرمي الحرب ومحاكمة بشار الأسد، وعدم رهن مصالح البلاد ومواردها للاحتلالات في سوريا".

وترى الناشطة فليحان أن "المتظاهرين مصممين على إكمال المسار حتى تحقيق الهدف: الشعب يريد إسقاط النظام".

وفي ذات الوقت "هناك حفاظ على مدنية ورقي المظاهرات وحضاريتها، والاتجاه لترديد هتافات 2011 وأغاني الثائرين في تلك المرحلة"، وتصف الناشطة السويداء بأنها "أصبحت حنجرة سوريا".

من جهتها أوضحت الناشطة لبنى الباسط أن "المرحلة الجديدة نحاول من خلالها الاستمرار أكثر، لأن النظام السوري يعول على ملل الشارع"، وتضيف: "أرى أن التنظيم مهم لإبقاء رخم الشارع الذي يقول لا تراجع قبل إسقاط النظام".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: النظام السوری ساحة الکرامة إسقاط النظام مرحلة جدیدة یوم الجمعة بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية.. مرحلة جديدة في سباق عزل الرئيس يون سيوك يول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا مصورًا بعنوان: «كوريا الجنوبية.. مرحلة جديدة في سباق عزل الرئيس يون سيوك يول».


أشار التقرير إلى أن المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية بدأت مرحلة جديدة من إجراءات عزل الرئيس يون سيوك يول، حيث عقدت أولى جلساتها يوم 27 ديسمبر للنظر في عزله بتهمة التمرد والخيانة. تأتي هذه الاتهامات على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد، وهي محاولة لم تدم طويلًا وانتهت بالفشل.


وأوضح التقرير أن جهات التحقيق أكدت أن الرئيس يون لم يمتثل للاستدعاء الموجه إليه من ممثلي الادعاء، مما دفعهم إلى إصدار استدعاء آخر. كما أصدر رئيس مكتب تحقيقات الفساد أمرًا بمنع الرئيس يون سيوك يول من السفر خارج البلاد، مع تعليق جميع صلاحياته ومهامه الرئاسية حتى تصدر المحكمة الدستورية قرارها النهائي بشأن عزله.


وأشار التقرير إلى أن زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية أعلن استقالته بعد يومين فقط من تمرير البرلمان اقتراحًا بعزل الرئيس. وفي المقابل، دعا زعيم المعارضة المحكمة الدستورية إلى الإسراع في اتخاذ قرار بشأن مصير الرئيس المعزول، مشددًا على ضرورة استعادة البلاد لاستقرارها الوطني بعد الاضطرابات الناتجة عن فرض الأحكام العرفية بشكل مفاجئ.


وأوضح التقرير أن المحكمة الدستورية أمامها مهلة تصل إلى ستة أشهر للتصديق على قرار البرلمان بعزل الرئيس أو رفضه. وفي حال موافقتها على العزل، ستجرى انتخابات رئاسية جديدة خلال شهرين.


 

مقالات مشابهة

  • FT: لن يتعافى المجتمع السوري دون تحقيق العدالة لضحايا الأسد
  • فنون ورسائل.. مثقفون سوريون يستشرفون مستقبل "ما بعد الأسد"
  • رئيسة الوزراء الإيطالية تنفي دعم النظام السوري السابق وتوضح موقف بلادها (شاهد)
  • «الإمارات XRG للدراجات» يدخل «مرحلة جديدة»
  • الائتلاف السوري: ندعم حكومة البشير ونرفض الوصاية الأممية على العملية السياسية
  • وفد فرنسي في دمشق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع سوريا
  • القاهرة الإخبارية: «مرحلة جديدة في سباق عزل رئيس كوريا الجنوبية»
  • كوريا الجنوبية.. مرحلة جديدة في سباق عزل الرئيس يون سيوك يول
  • فاينانشيال تايمز: بشار الأسد نقل 250 مليون دولار من المركزي السوري إلى موسكو
  • وليد جنبلاط يهاتف أحمد الشرع ويهنئ الشعب السوري بالتخلص من الأسد