واشنطن- يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في أعمال قمة "مجموعة العشرين" المنعقدة في الهند، ويغيب عنها الرئيسان الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين. وستمتد زيارة بايدن لتشمل فيتنام في خطوة مهمة لمواجهة نفوذ بكين المتصاعد.

ورغم وجود بعض دول الجنوب (Global South) التي لا تشاطر الولايات المتحدة الكثير من مواقفها في قضايا متعددة -مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والأرجنتين والهند والسعودية وتركيا- يأمل بايدن إقناع قادة هذه الدول بأن واشنطن شريك قوي وموثوق فيه ولديه الكثير من الإمكانيات مقارنة بمنافسيه الكبار.

من أهم القضايا، التي سيستعرضها بايدن في القمة، دعم البنك وصندوق النقد الدوليين لمساعي الولايات المتحدة، وإظهار الوحدة الغربية بشأن أوكرانيا، والضغط للتطبيع بين إسرائيل والسعودية.

دعم البنك وصندوق النقد الدوليين

يخطط بايدن لاستخدام قمة العشرين في محاولة تعزيز مؤسستي البنك وصندوق النقد الدوليين لدعم جهودهما في تقديم القروض والمنح للبلدان النامية، وذلك بعد أن اختار أجاي بانغا، الأميركي من أصول هندية، رئيسا للبنك الدولي في يونيو/حزيران الماضي.

وينظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتعزيز بدائل لبرامج الإقراض الصينية، بما في ذلك مبادرة "الحزام والطريق" التي أثقلت كاهل بعض الدول في آسيا وأفريقيا بديون لا يمكنها سدادها.

وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قبل مغادرته واشنطن، بضرورة مواجهة إستراتيجية الصين إغراق الدول الفقيرة بالديون. وقال "بالنظر لحجم الحاجة، والإقراض القسري وغير المستدام لجمهورية الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، نحتاج إلى ضمان وجود حلول عملية مالية للتحديات التي تواجهها البلدان الفقيرة".

وكان البيت الأبيض طلب من الكونغرس في وقت سابق 3.3 مليارات دولار كتمويل إضافي للبنك الدولي، والذي يقول مسؤولو الإدارة الأميركية "إنه سيولد 25 مليار دولار من قدرة الإقراض الإضافية، فضلا عن مليار دولار في شكل منح لمواجهة أزمات أفقر البلدان، ومليار دولار لتمويل البنية التحتية العالمية".

ووفق سوليفان "يعول البيت الأبيض على مليارات أخرى من بقية شركاء واشنطن ضمن مجموعة العشرين" متوقعا أن تلتزم الدول الأخرى بزيادة التمويل للبنك، وضخ ما مجموعه 100 مليار دولار من قدرات الإقراض الجديدة. وأضاف "إصلاحات البنك الدولي ليست ضد الصين" مشيرا إلى أن بكين مساهم كبير بالبنك.

وسيركز بايدن، والوفد المرافق له، على إيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الاقتصادية العالمية الأكبر، وأن التحالف العالمي الذي تقوده واشنطن هو الأذكى والأفضل لأي حليف محتمل، وأن الصين تبدو كشريك أقل ثقة به للبلدان النامية، خاصة في ضوء تقارير تشير إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات البطالة في بكين.

رسالة بايدن: الولايات المتحدة ما تزال القوة الاقتصادية العالمية الأكبر (رويترز) إظهار الوحدة الغربية بشأن أوكرانيا

وفي ظل غياب الرئيس بوتين عن القمة، سيعمل بايدن على استغلال الموقف لجعل دول مجموعة العشرين تدين علنا وبصوت عال حرب روسيا على أوكرانيا.

وفي حين هيمنت الحرب في أوكرانيا والانقسامات بين أعضاء المجموعة حول كيفية الرد على روسيا على قمة العام الماضي في إندونيسيا، يعتزم بايدن تسليط الضوء على آثار الأزمة على البلدان النامية من خلال قضايا أمن الغذاء والطاقة وغير ذلك من الآثار السلبية للحرب الروسية.

ويقول سوليفان "لقد حاولنا التأكد من أن لدينا قصة رائعة حقا نرويها عن طموحنا بشأن بنود أخرى حتى مع استمرارنا في محاسبة روسيا على ما فعلته".

بايدن يدعم مسار تطبيع العلاقة بين السعودية وإسرائيل ويسعى لإحداث اختراق فيه (الأناضول) ملف التطبيع وجولة في فيتنام

وسيلتقي بايدن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث جملة من الملفات، وعلى رأسها دعم مسار تطبيع العلاقة بين الرياض وتل أبيب، والذي عملت عليه الإدارة الأميركية على مدار أشهر طويلة لتقريب وجهات النظر، ووضعته كهدف على رأس قائمة أهدافها بالشرق الأوسط. ومن شأن هذا الاجتماع أن يلقي بظلاله كذلك على أسعار وأسواق الطاقة في العالم.

ومن نيودلهي، سيسافر الرئيس الأميركي إلى هانوي لبحث تعميق التعاون الاقتصادي بعد أن أصبحت الولايات المتحدة أكبر سوق مستورد لمنتجات فيتنام التي ارتفعت صادراتها بشكل كبير، وتحولت العديد من الشركات الأميركية إليها بعد فرض الرئيس السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية على الصين.

وأثناء وجوده في هانوي، سيناقش بايدن سبل دعم العلاقات العسكرية بين الدولتين، وإقامة تحالف مشترك لتحقيق التوازن مع الصين، حتى لو كانت فيتنام يحكمها حزب شيوعي لا يشارك اهتمام واشنطن بحقوق الإنسان أو الحريات السياسية.

وبعد اتفاق الدفاع الثلاثي -الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، ومن قبله اتفاقيات دفاعية متعددة مع الفلبين- فإن شراكة أخرى بالمنطقة ستكون ضربة أخرى لقبضة بكين وهيمنتها في المحيط الهادي وبحر جنوب الصين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بوتين يهنئ شي جين بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين

بعث فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، برقية لنظيره الصيني شي جين بينغ هنأه فيها بالذكرى الخامسة والسبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية، وفقًل لـ"روسيا اليوم".

قديروف يكشف عن خطط لإنشاء وحدات احتياطية لصمان أمن روسيا بوريل يدعو دول الاتحاد للسماح لأوكرانيا بضرب روسيا


وورد في البرقية المنشورة على موقع الكرملين "أتمنى أن تتقبلوا أحر تهاني بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وأشار بوتين في البرقية إلى احتفال الصين بهذه الذكرى الهامة في ظل تحقيق إنجازات مثيرة للإعجاب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية.
وأضاف، "بقيادتكم، نجحت جمهورية الصين الشعبية في تعزيز مكانتها على الحلبة الدولية، وتلعب الآن دورا مهما في حل المشكلات الملحة على الأجندة الإقليمية والدولية.
وأكد بوتين أن موسكو تقدر علاقات حسن الجوار الودية مع بكين، وتابع: "رغم الوضع الدولي الصعب إلا أننا تمكنا من تحقيق زيادة نوعية في حجم التجارة البينية وتنفيذ العديد من المشاريع المشتركة في مختلف المجالات".
وشدد على أن التعاون المثمر بين روسيا والصين في إطار الأمم المتحدة ومجموعة "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون" وغيرها من الهياكل الدولية له أهمية كبيرة.
وختم بوتين برقيته: "سنواصل العمل معا على تعزيز الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا والصين لصالح شعبينا".

مقالات مشابهة

  • كيف أحرقت الولايات المتحدة أكثر من 3.3 مليار دولار في مواجهة صنعاء؟
  • السودان يوجه دعوة إلى الولايات المتحدة بعد مصادقة بايدن على رفع قرار عقوبات
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • إضراب عمالي يشل عشرات الموانئ ويوجه “ضربة موجعة” لاقتصاد الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تحذر إيران من عواقب وخيمة إذا هاجمت إسرائيل.. أوستن: واشنطن مستعدة للدفاع عن شركائها وحلفائها بالمنطقة
  • بوتين يهنئ شي جين بالذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين
  • “إن بي سي”: الولايات المتحدة عاجزة والبيت الأبيض محبط ونتنياهو يحدد “أجندة” الشرق الأوسط وليس بايدن
  • بايدن يخلط بين الغارات الإسرائيلية في اليمن وإضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة
  • "إن بي سي": الولايات المتحدة عاجزة ونتنياهو يحدد "أجندة" الشرق الأوسط وليس بايدن
  • واشنطن بوست: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة التخطيط لعملية برية محدودة بلبنان