مع غياب بوتين وشي.. بايدن يوسّع قائمة أهدافه في قمة العشرين
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
واشنطن- يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في أعمال قمة "مجموعة العشرين" المنعقدة في الهند، ويغيب عنها الرئيسان الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين. وستمتد زيارة بايدن لتشمل فيتنام في خطوة مهمة لمواجهة نفوذ بكين المتصاعد.
ورغم وجود بعض دول الجنوب (Global South) التي لا تشاطر الولايات المتحدة الكثير من مواقفها في قضايا متعددة -مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والأرجنتين والهند والسعودية وتركيا- يأمل بايدن إقناع قادة هذه الدول بأن واشنطن شريك قوي وموثوق فيه ولديه الكثير من الإمكانيات مقارنة بمنافسيه الكبار.
من أهم القضايا، التي سيستعرضها بايدن في القمة، دعم البنك وصندوق النقد الدوليين لمساعي الولايات المتحدة، وإظهار الوحدة الغربية بشأن أوكرانيا، والضغط للتطبيع بين إسرائيل والسعودية.
دعم البنك وصندوق النقد الدوليينيخطط بايدن لاستخدام قمة العشرين في محاولة تعزيز مؤسستي البنك وصندوق النقد الدوليين لدعم جهودهما في تقديم القروض والمنح للبلدان النامية، وذلك بعد أن اختار أجاي بانغا، الأميركي من أصول هندية، رئيسا للبنك الدولي في يونيو/حزيران الماضي.
وينظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتعزيز بدائل لبرامج الإقراض الصينية، بما في ذلك مبادرة "الحزام والطريق" التي أثقلت كاهل بعض الدول في آسيا وأفريقيا بديون لا يمكنها سدادها.
وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قبل مغادرته واشنطن، بضرورة مواجهة إستراتيجية الصين إغراق الدول الفقيرة بالديون. وقال "بالنظر لحجم الحاجة، والإقراض القسري وغير المستدام لجمهورية الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، نحتاج إلى ضمان وجود حلول عملية مالية للتحديات التي تواجهها البلدان الفقيرة".
وكان البيت الأبيض طلب من الكونغرس في وقت سابق 3.3 مليارات دولار كتمويل إضافي للبنك الدولي، والذي يقول مسؤولو الإدارة الأميركية "إنه سيولد 25 مليار دولار من قدرة الإقراض الإضافية، فضلا عن مليار دولار في شكل منح لمواجهة أزمات أفقر البلدان، ومليار دولار لتمويل البنية التحتية العالمية".
ووفق سوليفان "يعول البيت الأبيض على مليارات أخرى من بقية شركاء واشنطن ضمن مجموعة العشرين" متوقعا أن تلتزم الدول الأخرى بزيادة التمويل للبنك، وضخ ما مجموعه 100 مليار دولار من قدرات الإقراض الجديدة. وأضاف "إصلاحات البنك الدولي ليست ضد الصين" مشيرا إلى أن بكين مساهم كبير بالبنك.
وسيركز بايدن، والوفد المرافق له، على إيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الاقتصادية العالمية الأكبر، وأن التحالف العالمي الذي تقوده واشنطن هو الأذكى والأفضل لأي حليف محتمل، وأن الصين تبدو كشريك أقل ثقة به للبلدان النامية، خاصة في ضوء تقارير تشير إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات البطالة في بكين.
رسالة بايدن: الولايات المتحدة ما تزال القوة الاقتصادية العالمية الأكبر (رويترز) إظهار الوحدة الغربية بشأن أوكرانياوفي ظل غياب الرئيس بوتين عن القمة، سيعمل بايدن على استغلال الموقف لجعل دول مجموعة العشرين تدين علنا وبصوت عال حرب روسيا على أوكرانيا.
وفي حين هيمنت الحرب في أوكرانيا والانقسامات بين أعضاء المجموعة حول كيفية الرد على روسيا على قمة العام الماضي في إندونيسيا، يعتزم بايدن تسليط الضوء على آثار الأزمة على البلدان النامية من خلال قضايا أمن الغذاء والطاقة وغير ذلك من الآثار السلبية للحرب الروسية.
ويقول سوليفان "لقد حاولنا التأكد من أن لدينا قصة رائعة حقا نرويها عن طموحنا بشأن بنود أخرى حتى مع استمرارنا في محاسبة روسيا على ما فعلته".
بايدن يدعم مسار تطبيع العلاقة بين السعودية وإسرائيل ويسعى لإحداث اختراق فيه (الأناضول) ملف التطبيع وجولة في فيتناموسيلتقي بايدن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث جملة من الملفات، وعلى رأسها دعم مسار تطبيع العلاقة بين الرياض وتل أبيب، والذي عملت عليه الإدارة الأميركية على مدار أشهر طويلة لتقريب وجهات النظر، ووضعته كهدف على رأس قائمة أهدافها بالشرق الأوسط. ومن شأن هذا الاجتماع أن يلقي بظلاله كذلك على أسعار وأسواق الطاقة في العالم.
ومن نيودلهي، سيسافر الرئيس الأميركي إلى هانوي لبحث تعميق التعاون الاقتصادي بعد أن أصبحت الولايات المتحدة أكبر سوق مستورد لمنتجات فيتنام التي ارتفعت صادراتها بشكل كبير، وتحولت العديد من الشركات الأميركية إليها بعد فرض الرئيس السابق دونالد ترامب تعريفات جمركية على الصين.
وأثناء وجوده في هانوي، سيناقش بايدن سبل دعم العلاقات العسكرية بين الدولتين، وإقامة تحالف مشترك لتحقيق التوازن مع الصين، حتى لو كانت فيتنام يحكمها حزب شيوعي لا يشارك اهتمام واشنطن بحقوق الإنسان أو الحريات السياسية.
وبعد اتفاق الدفاع الثلاثي -الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، ومن قبله اتفاقيات دفاعية متعددة مع الفلبين- فإن شراكة أخرى بالمنطقة ستكون ضربة أخرى لقبضة بكين وهيمنتها في المحيط الهادي وبحر جنوب الصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
جرينلاند ليست الأولى.. صفقات عقارية أمريكية لتوسيع حجمها الجغرافي
علقت الإدارة الأمريكية على رغبة الرئيس 47 للولايات المتحدة في السيطرة على جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، فقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن سبب رغبة «واشنطن»، السيطرة على جرينلاند، لأنها تخشى أن تحاول الصين الاستيلاء على المنطقة، في مساعيها لتصبح قوة في القطب الشمالي، وفق لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
روبيو، أوضح عبر برنامج «ميجين كيلي»، فإنه في حال نشوب نزاع يمكن للصين أن ترسل سفنها الحربية إلى جزيرة جرينلاند، وتتصرف من هناك.
وبالعودة إلى الوراء، نجد أن عمليات شراء الأراضي، شكلت جزءا من استراتيجية الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها الجغرافي والاقتصادي، إذ أشارت وسائل إعلام أمريكية في تقرير إلى أنه منذ أوائل القرن التاسع عشر شهدت الولايات المتحدة توسعا هائلا بفضل صفقات شراء، وتسويات دبلوماسية، وأحيانا نزاعات مسلحة.
بداية الصفقات الأمريكية للسيطرة على الأراضي كانت مع إسبانيا في 1803، عندما اشترت «واشنطن» إقليم لويزيانا من نابليون بونابرت التي كانت تسيطر عليه منذ 1762 بـ 15 مليون دولار، وحصلت حينها على أكثر من مليوني كيلومتر من الأراضي، في صفقة اكتسبت سمعة «أعظم الصفقات العقارية في التاريخ».
صفقة فلوريداصفقة أخرى، أبرمتها الولايات المتحدة مع إسبانيا، عقب إبرام معاهدة آدمز أونيس التي كانت تعرف بـ «المعاهدة عبر القارات»، التي توصل إليها وزير الخارجية الأمريكي الراحل، جون كوينسي آدمز تحت رئاسة جيمس مونرو، ووزير خارجية إسبانيا لويس دي أونيس التي نصت على تنازل «مدريد» على ما تبقى من إقليم لوزيانا، وبيع كامل فلوريدا للولايات المتحدة.
وخرجت الولايات المتحدة من هذه المعاهدة متحملة مسؤولية دفع 5 ملايين دولار بدل أضرار تسبب بها مواطنون أمريكيون ضد إسبانيا، فيما لم تتلق «مدريد» أي مقابل بدلا لفلوريدا.
صفقة ثالثة، أبرمتها الولايات المتحدة لتوسيع حجمها الجغرافي مع جارتها المكسيك، واتفقت «واشنطن» مع المكسيك في عام «1853-1854» في معادة عُرفت باسم « معاهدة جادسدن» التي وقعها، السفير الأمريكي لدى المكسيك في ذلك الوقت جيمس جادسدن، وبمقتضاها وافقت الولايات المتحدة على دفع 10 ملايين دولار للمكسيك مقابل أجزاء تابعة لها والتي تعرف حاليا بمناطق جنوب أريزونا وجنوب غرب نيو مكسيكو.
شراء الولايات المتحدة لولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسيةالصفقة الرابعة والأهم التي أبرمته الولايات المتحدة، كانت مع الإمبراطورية الروسية في عام 1867، واشترت «واشنطن»، ولاية ألاسكا بـ 7.2 مليون دولار، بموجب معاهدة وقعها الرئيس الأمريكي الراحل أندرو جونسون، الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة «1865- 1869».
صفقات أخرى، أبرمتها الحكومات الأمريكية المتعاقبة لتوسع حجم الولايات المتحدة، كان من بينها دفع «واشنطن» لـ«مدريد»، 20 مليون دولار مقابل تنازلها على جزر الفلبين عام 1898، إذ استمرت تبعيتها حتى عام 1946، كما اشترت الولايات المتحدة، جزر العذراء في عام 1917 من الدنمارك بمبلغ 25 مليون دولار.