قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه لم توجد أمة من أمم أهل الأرض بغير دين ، بل إن حاجة الإنسان إلى الدين ترتبط بسر الوجود هل يكون في نظر العاقل أن هذه الحياة ليست إلا أرحاماً تدفع، وأرضاً تبلع، والمصير التراب.

لم توجد أمة بغير دين

وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن جوهر الدين ثابت في النفوس لأنه مرتبط بجوهر الطبيعة البشرية، مشيوًا إلى أنه يقول فيلسوف ملحد: تشير المعابد، والكنائس، والمساجد في جميع الأعصار والأمصار، تشير ببنيانها وعظمتها وبهائها إلى أن حاجة الإنسان للدين حاجة قوية راسخة، ويقول ملحد آخر: لقد وُجِدت في التاريخ مدناً بلا حصون، وَوُجِدت مدناً بلا قصور، ووجدت مدناً بلا مدارس، ولكن لم توجد مدناً بلا دور للعبادة.

وأكد أن الدين فطرة مستقرة في قلوب كل البشر ، لا تحتاج في إثباتها إلى كبير جدل ، أو طويل حوار ، لأنها من البدهيات، فالإنسان مفطور على العبادة، والاعتقاد ، والإيمان: ( كل مولود يولد على فطرة ) ، حتى الملحد يبحث عن اليقين ، والطمأنينة ، ويبحث عن الغايات العليا .

ونبه إلى أن هذا كله لا يكون إلا في العقيدة الصحيحة ، والدين الحق ، والإيمان الصادق، وأن الدين الحق - بفضل الله - ومنته هو الذي يمنح القوة عند الضعف ، والأمل حين اليأس ، والرجاء وقت الخوف ، والطمأنينة عند القلق ،  والصبر في البأساء والضراء وحين البأس، منوهًا بأن هذه الدار خداعة غرارة، والنفسَ بالسوء أمارة، والشيطانَ يأمر بالسوء والفحشاء، ويدعو إلى الخسارة.

أمل ابن آدم

وأشار إلى أن أمل ابن آدم في هذه الدنيا طويل، وعمره فيها قصير، ومن تم أجله انقطع عمله، وأسلمه إلى الله أهله، وانقطعت عنه المعاذير، وأن الأعمال جزاء، فاحذروا العواقب، والدهر تارات فكونوا على حذر، من لم يكن يومه خيراً من أمسه فهو مغبون، ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان".

وأضاف أن الإنسان بفطرته التي فطره الله عليها، وبخلقه من الروح والجسد لا يقنعه علم، ولا يكفيه متعة، بل فيه قلق، واضطراب، وخوف، وفيه حاجة إلى الطمأنينةِ بعد القلق، والسكنِ بعد الاضطراب، والأمنِ بعد الخوف الإنسان وحده من بين جميع المخلوقات يحتاج إلى سند يعتمد عليه إذا ألمت به شدة، أو حلت به كارثه ، أو واجه ما يكره ، أو خاب ما يرجو ، أو وقع ما يحذر.

وأفاد بأن الإنسان وحده هو الذي يفكر في المبدأ ، ويتأمل في المصير ، وينظر في الكون ، ويعلل الأحداث، الإنسان وحده هو الذي يتخذ مواقف بحسب هذه النظرات والمدركات، والأسباب والمسببات ، هذه هي الغريزة الدينية المشتركة بين كل أجناس البشر مهما كان تعليمهم ، ومهما كانت أُمّيتهم" ، وجوهر الدين ثابت في النفوس لأنه مرتبط بجوهر الطبيعة البشرية، ف لا يكون للحياة طعم، ولا يكون فيها أهداف سامية إذا كان في القلب فراغ روحي.

ولفت إلى أن الدين الصحيح هو مصدر القيم ، والأخلاقِ ، والمثلِ العليا ، والحياةِ المطمئنة، وحيرة بعض العقول في الإيمان بالخالق ليس عن برهان، ولا علم ، بل هذه الحيرة - كما يقول أهل التحقيق والنظر-: هي عرض مرضي ، ووسوسة نفسية ، وليست ظاهرة فكرية علمية فالحيرة عند هذه العقول آفة نفسية وليست شبهة عقلية" .

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام إلى أن

إقرأ أيضاً:

معزب: متفائلون بتعيين «تيتيه» مبعوثة أممية

أعرب عضو مجلس الدولة، محمد معزب، عن تفائله بتعيين هانا سيروا تيتيه، كمبعوثة أممية.

وقال معزب في تصريحات لـ«فواصل»: “يجب على تيتيه، الاستمرار على خُطى ستيفاني خوري في مبادرتها بتعديل القوانين الانتخابية، لأنها تعتبر نقطة أساسية لإجراء الانتخابات”.

وأضاف “وجود البعثة الأممية في العملية السياسية الليبية مُهم جدًا، لأنه لا توجد ثقة بين الأطراف الليبية، ولا توجد رؤية يتفقون عليها، وطالما أن الأطراف السياسية الليبية المتنازعة غير مستعدة للتفاهم مع بعضها، لإلا يوجد أي حل آخر غير أن تواصل البعثة مهمتها”.

الوسومالبعثة الأممية تيتيه ليبيا

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الحكومة عايزة تعمل مع القطاع الخاص حاجة كويسة للمواطن.. ووزير الخارجية: المراجعة الدورية لملف حقوق الإنسان بمصر تمت بنجاح| أخبار التوك شو
  • وزير الخارجية: تعزيز الحق في حرية الدين لترسيخ قيم المواطنة والتعايش
  • "القومي لحقوق الإنسان" يدين محاولة تهجير الشعب الفلسطيني
  • بلمهدي يستقبل خطيب المسجد الأقصى المبارك
  • واقع أجنبية بغير رضاها.. تأجيل استئناف أحمد ياسر المحمدي على حكم السجن المشدد
  • رصد نداءات غامضة في الفضاء.. هل توجد كائنات خارج الأرض؟
  • أماكن تطعيمات الحج والعمرة 2025 بالقاهرة والمحافظات
  • في ذكرى الإسراء والمعراج.. الله يسري بنبيه محمد من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. دروس مستفادة من المعجزة الإلهية
  • نقيب الأشراف مهنئًا بالإسراء والمعراج: معجزة ربطت بين المسجدين الحرام والأقصى
  • معزب: متفائلون بتعيين «تيتيه» مبعوثة أممية