باليوم الدولي لمحو الأمية.. الأزهر الشريف يستعرض دور الإسلام في رفع مكانة العلم وأهله
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يحل علينا اليوم الدولي لمحو الأمية الموافق 8 سبتمبر 2023، وعليه قد استعرض الأزهر الشريف دور الإسلام في رفع مكانة العلم وأهله كالآتي:-
رفع الإسلام من مكانة العلم وأهله، ودعا إلى التعلُّم والقضاء على الأمية، وكانت أولُ آية أُنزلتْ على النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]، وفي القرآن سورةٌ باسم سورة القلم، قال تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم:1]، كما جعل الإسلام طلبَ العلم طريقًا إلى الجنة، ففي الحديث: «مَن سلَكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهَّلَ الله له به طريقًا إلى الجنَّة» (رواه مسلم).
ونظرًا لأهمية القراءة والكتابة؛ حثَّ الإسلام المسلمين على الكتابة في بعض أمور معاشهم وحياتهم؛ لتستقيم أمورهم مثل كتابة الدَّيْنِ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾ [البقرة: 282]، وأيضًا كتابة الوصية؛ كما في الحديث: «ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيء يُوصِي فيه يَبِيتُ ليلتيْنِ، إلا ووصيَّتُه مكتوبةٌ عندَه» (رواه البخاري).
وتشجيعًا على محو الأمية؛ فقد جعلَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم فِداءَ أسرى بدرٍ أن يُعلِّمُوا بعض أولاد الأنصار القراءةَ والكتابة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان ناسٌ من الأسرى يومَ بدرٍ لم يكن لهم فداءٌ، فجعلَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فداءَهم أن يُعلِّموا أولاد الأنصار الكتابة. (رواه أحمد).
ولما كان العلم هو نور العقول وأحد أسباب رفعة الأمم ونهضتها؛ فإنَّ الأزهر الشريف لا يدخرُ جهدًا في أداء رسالته التعليميَّة في أرجاء العالم، في داخل مصر وخارجها، فيُولي اهتمامًا كبيرًا بتعليم الطلاب الوافدين من أكثر من مئةِ دولة حول العالم، وفي الوقت ذاته يرسل المبعوثين إلى الدول المختلفة لأداءِ مهامهم في التَّعليم ونشر الفكر الوسطي المستنير.
كما يحثُّ الأزهر الشريف الحكومات والمنظمات والهيئات المدنيَّة على مواصلة دورها الفعَّال في محو الأمية بين البشر؛ لتستنيرَ عقولهم، وتزداد معارفهم ومهاراتهم؛ فينتشر السلام وتتحقَّق التنمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: في اليوم العالمي لمحو الأمية الأزهر العلم وأهله رسول الله القراءة والكتابة محو الأمية في القرآن النبي صلى الله عليه يبين تمام ا دورها الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاة الشيخ أحمد هارون.. وكيل الأزهر الشريف وعالم مصر الكبير
في مثل هذا اليوم، السادس عشر من يناير عام 1930م، الموافق السادس عشر من شعبان 1348هـ، رحل عن عالمنا الشيخ العلامة أحمد بن هارون البنجاوي المالكي الحنفي، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، ووكيلاً له في فترة عصيبة من تاريخه، تاركًا خلفه إرثًا علميًا وإداريًا قلَّ نظيره.
نشأته وتعليمهوُلد الشيخ أحمد هارون عام 1289هـ/1873م في قرية بنجا بمحافظة سوهاج، لأسرة عريقة في العلم؛ فوالده الشيخ هارون عبد الرازق كان عضوًا في هيئة كبار العلماء.
نشأ الشيخ أحمد في بيت علم وفضل، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، قبل أن يلتحق بالأزهر الشريف وهو في الرابعة عشرة من عمره. تلقى العلم على يد كبار علماء عصره مثل الشيخ الشمس الأنبابي، والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي، ووالده الشيخ هارون.
تميز الشيخ أحمد بالتفوق والنبوغ، فحصل على شهادة العالمية من الدرجة الأولى بعد اجتياز امتحانها أمام لجنة كان من أعضائها الإمام محمد عبده، الذي أثنى عليه بشدة.
محطات في مسيرته العلمية والوظيفيةبدأ الشيخ أحمد مسيرته المهنية مدرسًا بالأزهر، ثم جمع بين القضاء والتدريس، حيث عُيّن قاضيًا لمركز الجيزة بإشارة من الإمام محمد عبده. ومن هناك، تنقل بين مناصب عدة في القضاء، حيث تولى رئاسة محاكم قنا والزقازيق والقاهرة، وتميز بإصلاحاته الإدارية التي يسَّرت عمل المحاكم وقللت من الشكاوى.
وكالة الأزهر وإصلاحاتهفي عام 1921م، عُيّن الشيخ أحمد وكيلًا للأزهر الشريف، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1929م. خلال هذه الفترة، وضع الشيخ أحمد بصمته على إدارة الأزهر والمعاهد الأزهرية، حيث نظم المناهج الدراسية وطور نظام التعليم، مما عزز مكانة الأزهر كمؤسسة تعليمية ودينية رائدة.
كما كان للشيخ دور بارز في إدارة قسم التخصص بالجامع الأزهر عام 1923م، مما ساهم في تأهيل نخبة من العلماء لخدمة المجتمع المصري والإسلامي.
عضويته في هيئة كبار العلماءفي عام 1926م، اختير الشيخ أحمد هارون عضوًا بهيئة كبار العلماء بعد إجماع الآراء على كفاءته وعلمه الغزير. ومنذ انضمامه، كان له دور فاعل في مناقشة القضايا الشرعية وتقديم الفتاوى التي أثرت الحياة الدينية والاجتماعية في مصر.
وفاته وإرثهبعد حياة حافلة بالعطاء امتدت لما يقارب ستين عامًا، توفي الشيخ أحمد هارون في السادس عشر من شعبان 1348هـ/1930م، تاركًا إرثًا من العلم والإصلاح الإداري، الذي لا يزال محل تقدير واعتزاز في تاريخ الأزهر الشريف.