كشفت وسائل إعلام كينية، عن سبب غياب بعض القادة الأفارقة عن قمة أفريقيا للمناخ التي استضافتها العاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر الجاري.

وانعقدت قمة المناخ الأفريقية الأولى على الإطلاق في نيروبي بكينيا، في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر، بحضور 17 رئيس دولة من القارة السمراء، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ونشرت صحيفة "نيشن" الكينية تقريرا كشفت فيه أسباب عدم حضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني والرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قمة المناخ في نيروبي بكينيا.

وفي حالة موسيفيني، قالت "نيشن" أن ثلاثة مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الكينية أكدوا أن الزعيم الأوغندي رفض "الخضوع لمحاضرات من المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، الذي ينحدر من دولة شمالية عالمية تعد من بين أكبر الملوثين في العالم" وذكرت الصحيفة أن موقف الرئيس الأوغندي تم توضيحه في رسالته إلى القيادة الكينية.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر: "وفقًا للرئيس موسيفيني، كان من غير المحترم للغاية الجلوس في غرفة وإلقاء محاضرات حول تغير المناخ من قبل الأشخاص أنفسهم الذين أغرقوا إفريقيا والجنوب العالمي في هذه الأزمة المدمرة".

بالإضافة إلى ذلك، تردد أن الرئيس الأوغندي كان مترددًا في التعامل مع قيادة الولايات المتحدة، التي أدانت قانون مكافحة المثلية الجنسية في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، والذي تم سنه في مايو بسبب "انتهاكات حقوق الإنسان" وفرضت قيودًا على السفر ضد مسؤولي البلاد، وهددت بعقوبات أخرى. .

وقال مصدر لوسائل إعلام محلية "في رسالته التي رفض فيها حضور المؤتمر، أوضح الرئيس موسيفيني أن أفريقيا ليست عبد لأحد وتحتفظ بالحق في إدارة شؤونها الخاصة بالشكل الذي تراه مناسبا".

وأوضح المصدر سبب غياب الزعيم النيجيري وهي أنه لم يكن مستعدا للاستماع إلى نصائح وتوجيهات الدول الغربية، التي تعتبر من أكبر الملوثين للبيئة.

وعلى نحو مماثل، أفادت التقارير أن رئيس جنوب أفريقيا رامافوسا غاب عن القمة لأن حكومته تحتج على "الضغوط التي يمارسها بعض الشركاء الأوروبيين" للشروع في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والابتعاد عن الفحم، الذي يمثل 80% من طاقة البلاد.

وأضافت "إنهم ببساطة لا يريدون أن يتلقوا محاضرات وأن يكونوا في نفس الغرفة مع الشركاء الأوروبيين من الغرب الذين هم قادة العالم في مجال التلوث ولكنهم يخططون لفرض رسوم على بعض الواردات كثيفة الكربون من جنوب أفريقيا".

وفقا للأمم المتحدة، فإن أفريقيا ليست مصدرا هاما لانبعاثات الغازات الدفيئة، حيث تمثل 2-3٪ فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم من مصادر الطاقة والصناعة.

ونظمت مفوضية الاتحاد الأفريقي مؤتمر ACS 2023 بالشراكة مع كينيا تحت شعار "قيادة النمو الأخضر وحلول تمويل المناخ لأفريقيا والعالم".

وفي نهاية المطاف، اعتمدت القمة إعلان نيروبي، الذي دعا إلى "بنية مالية جديدة تستجيب لاحتياجات القارة" وشهدت تعهدات بتمويل بقيمة 23 مليار دولار "لجهود النمو الأخضر والتخفيف والتكيف".

وخلال القمة، حث الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريس أعضاء مجموعة العشرين، المسؤولين عن حوالي 80٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، على تحمل مسؤولياتهم في معالجة تغير المناخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قمة إفريقيا للمناخ كينيا القارة السمراء جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة رئيسة المفوضية الأوروبية بولا تينوبو الرئيس النيجيري سيريل رامافوزا قمة المناخ الرئیس الأوغندی

إقرأ أيضاً:

مشاريع سكك الحديد في أفريقيا وجه جديد لصراع النفوذ بين الصين وأميركا

تظهر حدة التنافس بين الصين والولايات المتحدة في القارة الأفريقية من خلال مشاريع البنية التحتية، حيث تسعى بكين لإحياء "سكة الحرية"، بينما تدعم واشنطن مشروع ممر لوبيتو.

وتقول الكاتبة مونيكا مارك في تقرير بصحيفة "فايننشال تايمز" إن الصين شيّدت "سكة الحرية" التي تربط بين زامبيا وتنزانيا قبل عدة عقود، وتحديدا في عهد الزعيم ماو، حيث قدمت قروضا دون فائدة بقيمة مليار يوان، وعمل فيها آلاف العمال الصينيين جنبا إلى جنب مع السكان المحليين، وكانت في ذروتها تنقل أكثر من مليون طن من النحاس والسلع الاستهلاكية والركاب سنويًا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقارير استخباراتية أميركية: بوتين لن يتنازل عن السيطرة على أوكرانياlist 2 of 2صحف عالمية: التجويع المتعمد للمدنيين في غزة جريمة حربend of list

وأضافت الكاتبة أنه بسبب نقص التمويل وسوء الإدارة أصبحت العربات مهملة والقضبان متهالكة، لكن زامبيا وتنزانيا تجريان حاليا مفاوضات مع تحالف تقوده شركة صينية لإعادة تأهيل وتشغيل السكة الحديدية بصفقة قيمتها مليار دولار، مما قد ينعش طريق تصدير إستراتيجي يعزز نفوذ بكين في المنطقة.

نهج صيني مختلف

وحسب الكاتبة، فإن الاهتمام بالسكك الحديدية يعد نموذجا لنهج متجدد وأكثر مرونة ضمن الإستراتيجية الصينية للتنمية في الخارج، ويتزامن مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقليص ميزانية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والقرار المماثل الذي اتخذته المملكة المتحدة، مما يثير تساؤلات عن مدى التزام الغرب بالمساعدات الخارجية ومشاريع التنمية عالميا.

إعلان

وأوضحت الكاتبة أن الصين سلكت منذ فترة طويلة نهجا مختلفا عن الدول الغربية، حيث لا تركز على المساعدات الإنسانية بقدر ما تهتم بتمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى، والتي يرى العديد من القادة الأفارقة أنها ضرورية لانتشال بلدانهم من الفقر.

وترى أن "سكة حديد تازارا" أو "سكة الحرية" كما أطلق عليها الصينيون حين تم تشييدها في سبعينيات القرن الماضي، تمثل محاولة جديدة لإنعاش أسهم الشركات الصينية المملوكة للدولة، وذلك بعد تعثر عدد من الدول في سداد القروض الصينية ضمن مبادرة الحزام والطريق، ومنها زامبيا.

الاهتمام بالسكك الحديدية يعد نموذجا لنهج متجدد وأكثر مرونة ضمن الإستراتيجية الصينية للتنمية في الخارج (شترستوك) مشروع أميركي منافس

تقول الكاتبة إن نجاح المشروع الصيني قد يكون له تداعيات كبيرة على صراع النفوذ بين القوى الكبرى في قارة غنية باحتياطيات النحاس والمعادن الأساسية الأخرى الضرورية للتحول العالمي في مجال الطاقة.

وتوضح أن المشروع الصيني يقابله مشروع منافس تدعمه الولايات المتحدة، حيث يجري العمل حاليا على تحديث ممر لوبيتو الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، بهدف نقل موارد زامبيا غربا عبر أنغولا.

وقد تم الاتفاق على هذا المشروع في عهد الرئيس السابق جو بايدن عبر مؤسسة التمويل الدولية، حيث تعهدت واشنطن بتقديم قرض بقيمة 553 مليون دولار وفق نموذج استثماري يجذب مستثمرين من القطاع الخاص.

ورغم أن قرار ترامب بتقليص المساعدات الخارجية الأميركية يثير حالة من عدم اليقين بشأن تمويل ممر لوبيتو، يرى الخبراء أن هذا النوع من المشاريع التجارية والإستراتيجية قد يشكل ملامح النفوذ الأميركي في القارة خلال الفترة القادمة.

ونقلت الكاتبة عن بيتر دويل، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي والباحث في المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، قوله إن رئاسة ترامب تمثل تغييرا جذريا في طريقة إدراك واشنطن لمصالحها في أفريقيا، مضيفا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن نفوذها لصالح الصين.

إعلان نفوذ ناعم

يعتقد كوبوس فان ستادن، المدير التنفيذي لمشروع الصين أفريقيا، أن بكين قد لا تسد فجوة التمويل الإنساني التي خلفتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، إلا أنها قد توسع نفوذها الناعم بطرق أخرى.

وحسب رأيه، فإن هذا النفوذ قد يتعزز من خلال العمل على مشاريع مثل "المزارع النموذجية"، حيث تتعاون الجامعات الصينية والأفريقية في تطوير بذور مقاومة للتغيرات المناخية، مضيفا أن هذه المشاريع "ليست تجارية بالكامل، لكنها أيضا لا تُعتبر مساعدات بالمعنى التقليدي".

ويعتقد عدد من الخبراء -وفقا للكاتبة- أن تتحول المساعدات التنموية الأميركية إلى ما يشبه التوجه الصيني، وهي الإستراتيجية التي تعمل وفقها مؤسسة التمويل الدولية للتنمية، التي أنشأها ترامب خلال ولايته الأولى للاستثمار في الأسواق الناشئة ومنافسة مشاريع البنية التحتية الصينية في الجنوب العالمي.

ونقلت الكاتبة -عن مصادر مطلعة- أن مؤسسة التمويل الدولية للتنمية ما زالت ملتزمة بالمشاركة في مشروع لوبيتو، ومن المقرر أن تصرف جزءا من القرض هذا الشهر.

لكن المؤسسة نفسها تواجه تدقيقا من الإدارة الجديدة بشأن هيكلها وأهدافها، وما إذا كان ينبغي لها التركيز على الاقتصادات الكبرى واتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الدول التي تواصل التعاون مع الصين.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. والأخيرة ترد!
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا.. وبريتوريا: إجراء مؤسف
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا لأنه يكره ترامب.. كيف ردت بريتوريا؟
  • جنوب أفريقيا: طرد واشنطن لـ سفيرنا أمر مؤسف
  • واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتتهمه بـكراهية ترامب
  • سفير جنوب أفريقيا "ليس موضع ترحيب" في أميركا
  • مشاريع سكك الحديد في أفريقيا وجه جديد لصراع النفوذ بين الصين وأميركا
  • أمريكا وإسرائيل تقترحان إعادة توطين سكان غزة في أفريقيا
  • محاضرات السيد القائد الرمضانية.. زاد الإيمان وسلاح الوعي