فيفا تسرد قصة ياسين بونو .. بطل خارق و أسطورة خالدة
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
نشر الموقع الرسمي للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بورتريها مطولا لحارس المنتخب الوطني ياسين بونو.
الفيفا عنونت البورتريه بـ”ياسين بونو: قصة الرجل الذي غامر بكل شيء ليكون بطلًا خارقًا”.
و جاء في تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم :”لم يكُن يتخيل مغربيٌ واحد، أن ذلك الفتى الذي غادرَ فريق الوداد في عامِ 2012 بعد وصوله لنهائي دوري أبطال إفريقيا سيكون هو ذاتُ الحارس الذي سيُتوَجُ بزامورا كأفضل حارس في الدوري الإسباني في موسم 2021/2022، وهو الذي سيقود منتخب المغرب نحو الإنجاز الأسطوري في كأس العالم FIFA قطر 2022″.
لكن هذه القصة لها بدايةٌ قديمة، أقدم من ذلك بكثير.
البداية كانت في كندا، حيث هاجرت أسرة ياسين بونو إلى هناك بحثًا على الرزق، ليُولد ياسين في مدينة مونتريال ويحصل على الجنسية الكندية، لكن أسرته عادت إلى المغربِ بعد ذلك لتبدأ قصة بونو مع كُرة القدم في الدارِ البيضاء.
بدأ بونو مسيرته مع فريق الوداد عام 1999، ليتم تصعيده إلى الفريق الأول عندما بلغ عامه الـ 19، شارك بونو في نهائي دوري أبطال إفريقيا مع الوداد عام 2011، وبدأ اللعب بشكل منتظم مع الفريق، كما تدرج في صفوف مختلف المنتخبات السنية للمغرب، قبل أن يخوض أول لقاء رسمي رفقة المنتخب الأول ضد منتخب بوركينا فاسو في 2013. يومها اطمأن المغاربةُ أن عرينهم سيكونُ في مأمنٍ في حمى ذاك الأسدِ الذي يُسمى ياسين بونو.
لكن يومًا بعينه، استيقظ فيه مشجعو الوداد على خبرِ رحيلِ حامي العرينِ الشاب.
وإلى أين؟ ـ كانت الوجهةُ مفاجئة جدًا للجميع: الفريقِ الثاني في أتلتيكو مدريد والذي يلعب في الدرجة الثالثة للدوري الإسباني. ياسين اختار الطريق الصعب والرجوع إلى نقطة الصفر طمعًا في شيء أكبر، والبداية كانت معقدة جدًا ـ فرصه معدومة مع الفريق الأول لأتلتيكو مدريد رغم تألقه مع الفريق الثاني، ما جعله يقوم بخطوة صعبة أخرى:
انتقل بونو إلى سرقسطة في دوري الدرجة الثانية حيث أظهر نفسه للعالم بشكل مميز قبل أن ينتقل لجيرونا الذي منحه فرصة اللعب في الدرجة الأولى أخيرًا….ياسين في مواجهة كريستيانو وميسي وأكبر نجوم العالم ويبدو أن المغامرة الكبيرة التي أخذها في طريقها للنجاح.
لكن المصاعب عادت لتصادف ياسين من جديد بعد أن هبط جيرونا للدرجة الثانية مع نهاية موسم 2018/2019، فما العمل يا ترى؟ ياسين قبل تحدي اللعب كاحتياطي وانتقل معارًا لنادي إشبيلية في الصيف الموالي، ما جعله يعود إلى مقاعد الاحتياط ولا يحصل على فرص كثيرة، لكن مثابرته آتت أكلها: الحارس الأساسي لإشبيلية فاتشليك يصاب في الفترة الحاسمة من الموسم وبونو ينقض على فرصة العمر كالأسد الجائع.
قدمَ ياسين مستوى مميزًا قاد به فريقه للفوز بلقب الدوري الأوروبي مع نهاية الموسم وجعل كل من شاهدوه يتساءلون: كيف لهذا السد المنيع أن يقضي موسمًا كاملًا في الاحتياط؟ بونو بات منذ ذلك الحين حارس مرمى إشبيلية الأساسي ولم يتوقف عن الإبهار حتى تحول اليوم إلى واحد من أبرز حراس المرمى في القارة العجوز،
لكن قصة الصعود لم تنته هنا، فياسين واصل تحدي نفسه حتى حصل على جائزةِ زامورا كأفضل حارسٍ في الدوري الإسباني في موسم 2021/2022 وهو إنجازٌ لم يسبق لأي عربيٍ أو إفريقي أن حققه، ما مكنه من مواصلة كتابة أسطورته بأحرف من ذهب.
ياسين عقب ذلك حقق ما لم يكن يخطر لا على بال ولا خاطر مع منتخب المغرب: المركز الرابع في كأس العالم FIFA قطر 2022، وهناك أظهر للعالم معدنه، خاصة في حصة ركلات الترجيح أمام إسبانيا حينما أحبط محاولات ثلة من أمهر المسددين في العالم، وقبل ذلك أبهر الجميع بأدائه المميز أمام بلجيكا ثم بعد ذلك أمام البرتغال.
ياسين بونو: مثابرتي أتت بثمارها.. ويمكنني التحدث عن كرة القدم لساعات
تحدث ياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب ونادي إشبيلية عن العديد من الأمور على هامش تواجده في حفل الأفضل The Best FIFA كونه ضمن المرشحين لجائزة أفضل حارس مرمى في العالم
الحكاية استمرت، ولم يأب أن يطوي مسيرته مع إشبيلية سوى بتتويج آخر بالدوري الأوروبي لعب فيه دور البطولة مجددًا بعد أن حسم اللقب بتصدياته الخارقة في المباراة ثم في ركلات الترجيح، ليؤكد للجميع أنه رقم صعب في حراسة المرمى العالمية.
اليوم، بونو هو حامي عرين الهلال السعودي، وكما فعل في كل محطاته السابقة، سيُحاول أن يكتب تاريخًا جديدًا مع واحد من عمالقة الكرة العربية والآسيوية وفي دوري يعرف تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: یاسین بونو
إقرأ أيضاً:
عيد استقلال المغرب.. ذكرى خالدة تجسد تلاحم العرش والشعب وتضحياتهما في سبيل الوطن
بغداد اليوم - متابعة
يخلد الشعب المغربي، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، يوم غد الاثنين (18 تشرين الثاني 2024)، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، الذي جسد أرقى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح للذود عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته.
وتعتبر هذه الذكرى المجيدة محطة راسخة في تاريخ المملكة وفي وجدان كل المغاربة، لما تحمله من دلالات عميقة وقيمة رفيعة، ومناسبة لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث العظيم.
ومن أبرز المحطات التاريخية التي ميزت مسار الكفاح الوطني، الزيارة التاريخية التي قام بها أب الوطنية وبطل التحرير محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 نيسان/ابريل 1947 تأكيدا على تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن ووحدته الترابية وتمسكه بمقوماته وهويته.
ومن روائع الكفاح الوطني، ما قامت به الحركة الوطنية مع مطلع الثلاثينات بالانتقال إلى النضال السياسي والعمل الوطني الهادف بالأساس إلى نشر الوعي الوطني وشحذ العزائم وإذكاء الهمم في صفوف الشباب وداخل أوساط المجتمع المغربي بكل فئاته وطبقاته.
ولم يفلح المستعمر في وقف هذا المد النضالي، على الرغم من نفيه لجلالة محمد الخامس رفقة أسرته إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر، وهو ما تجلى من خلال الانتفاضة العارمة التي شهدتها، في أعقاب ذلك، كل المدن والقرى المغربية.
فقد شهدت كافة ربوع المملكة الكثير من المعارك البطولية والانتفاضات الشعبية التي جسدت مقاومة أبناء الشعب المغربي للوجود الأجنبي وهيمنة الاستعمار، من أبرزها معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي لقن فيها المقاومون للقوات الاستعمارية دروسا بليغة في الصمود والتضحية.
وانطلقت شرارة ثورة الملك والشعب يوم 20 آب/غشت 1953، التي يعد الاحتفاء بها مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من جور الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله.
وانتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم الوطنية المقدسة، ضدا على مخططات المستعمر الذي لم يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، الملك محمد الخامس وأسرته الشريفة، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة والتعجيل بنهاية عهد الحجر والحماية.
وفور عودة الملك محمد الخامس رفقة أسرته الملكية، يوم 18 تشرين الثاني/نونبر 1955 من المنفى إلى أرض الوطن، أعلن عن انتهاء نظام الحماية الفرنسية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر وانتصار ثورة الملك والشعب.
وشكل الاستقلال نصرا مبينا وحدثا تاريخيا حاسما، توج بالمجد مراحل الكفاح المرير الذي تلاحقت أطواره وتعددت صوره وأشكاله في مواجهة الوجود الاستعماري المفروض منذ 30 آذار/مارس سنة 1912.
ودخلت المملكة المغربية في حقبة جديدة، تمثلت في المقولة الشهيرة للملك محمد الخامس "لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".
المصدر: وكالات