روائع سيد درويش في احتفال مسرح 23 يوليو بذكرى مئوية فنان الشعب
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، مساء أمس الخميس، احتفالية خاصة بذكرى مرور 100 عام على رحيل الفنان الراحل سيد درويش، والتي تحل يوم الأحد القادم الموافق 10 سبتمبر.
حيث توافد العديد من أبناء الغربية لمتابعة فعاليات الحفل الغنائي الذي أحيته فرقة كورال أطفال مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى.
في بداية الحفل قدم المخرج هشام القاضي نبذة عن حياة الموسيقار الراحل سيد درويش، مشيراً إلى أن "فنان الشعب" من مواليد مدينة الإسكندرية بحي كوم الدكة في 17 مارس 1892، ويعد واحدا من أبرز الموسيقيين العرب على مدار التاريخ، كما وأوضح "القاضي" أن سيد درويش من أوائل الفنانين التي ارتبطت أعمالهم الفنية بالحياة السياسية والاجتماعية للمواطن البسيط، حيث قدم الراحل مجموعة من الأغاني الوطنية أثناء ثورة 1919، منها: قوم يا مصري، ونشيد بلادي بلادي، والحلوة دي التي تغنى بها فنان الشعب تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع المصري.
هذا وقد قدمت فرقة كورال أطفال مسرح 23 يوليو بقيادة المايسترو الفنان حسام الشريف باقة منوعة من أغاني الموسيقار سيد درويش، منها: أهو ده اللي صار، وزوروني كل سنة مرة، كما وقدم نجوم الفرقة عددا من أغاني عمالقة الطرب الأصيل، ومن بينها: "انت عمري" لسيدة الغناء العربي، و"مستنياك" للفنانة عزيزة جلال، ورائعة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "كامل الأوصاف"، و"كوكب تاني" للنجم مدحت صالح، و"نسم علينا الهوا" لقيثارة الشرق السيدة فيروز، بجانب كوكتيل من أفضل الأغاني الوطنية، استطاعوا من خلالها الاستحواذ على إعجاب وتصفيق الجمهور.
جدير بالذكر أن وائل شاهين، مدير المسرح ولفيف من الحضور قد تفقدوا معرض فني للفنانة الصغيرة ياسمين محمد عبد الستار، والذي ضم عددا من اللوحات الفنية، كما وشهدت الاحتفالية منح شهادة تقدير لمسئولة العلاقات العامة بالمسرح زينب صادق، وذلك لبلوغها السن القانوني للمعاش، حيث تم عرض فيلم تسجيلي قصير لما قدمته طوال فترة عملها بفرع ثقافة الغربية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة روائع سيد درويش سید درویش
إقرأ أيضاً:
تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
الفنانة والملحنة ملك محمدبرز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.
البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهديةبدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.
الانطلاق فى المسرح الغنائىبفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.
ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.
نجاح وتألق وسط كبار الأدباءحظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.
تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائىاستطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.
التعاون مع كبار الممثلين والمخرجينعملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.
إرث فنى خالدعلى مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.