شهدت الحياة السياسية، انتعاشة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، بالتزامن مع انطلاق الحوار الوطني، الذي دعى إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في أبريل من 2022، تحديدا في حفل إفطار الأسرة المصرية، ودعا من خلاله كافة القوى السياسية المختلفة للمشاركة والتعبير عن أرائها دون خطوط حمراء. 

وعلى مدار عام، تمكن الحوار الوطني من تحقيق الفارق في الحياة السياسية والحزبية كذلك، وأدى إلى أن تستعيد بعضا من نشاطها، وخلق حالة من الحراك.

الحوار الوطني والحياة الحزبية

وأوضحت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الحوار الوطني ساهم بشكل كبير في عودة الحياة الحزبية مجددا للساحة المصرية، وأدى إلى تشكيل حياة حزبية حقيقية، كما أنه أدى إلى أن تستعيد الأحزاب نشاطها من جديد وتقديم مقترحات مستندة لخبراتتها.

وأكدت رئيس حزب مصر اكتوبر، أن الحوار الوطني مشاركة حقيقة لكافة أطياف المجتمع المصري، وهو عبارة عن فرصة تاريخية وجدية، لإثراء الحياة السياسية والحزبية، وكذلك المساهمة في إرساء قواعد الجمهورية الجديدة، بسواعد جميع أبناء الوطن، الذين تجمعهم راية واحدة وهي المصلحة العامة للوطن.

الجيل: الحوار الوطني حول الأحزاب لخلية نحل 

وفي سياق متصل، قال الدكتور ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، في تصريحات لـ«الوطن» أن الحوار الوطني أثر تأثيرا كبيرا ومباشرا على الحياة الحزبية المصرية، موضحا أنه حول الأحزاب الجادة إلى خلية نحل، وجعل اللجان النوعية داخل الأحزاب السياسية في حال انعقاد دائم لبلورة وجهات نظر تلك الأحزاب في قضايا الحوار المختلفة.

وأكد أن الحوار الوطني منح الأحزاب السياسىة الأمل في القادم، مشيرا كما أنه جعلها تفكر بصوت عالى يصل إلى المواطنين فى كل أرجاء البلاد، مما عاد بالإيجاب على الحياة الحزبية وكذلك السياسية في مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحوار الوطني الحياة الحزبية حزب الجيل حزب مصر اكتوبر الحیاة السیاسیة الحیاة الحزبیة الحوار الوطنی

إقرأ أيضاً:

معادلة الضعف وكيفية الخروج؟

زين العابدين صالح عبد الرحمن

في عام 2008م بعد أول رجوع لي للسودان بعد ثمانية عشر عاما، و في جلسة اجتماعية مع أحد الأصدقاء كان قد تبوأ موقعا رفيعا في أول حكومة للإنقاذ، سألته لماذا بادرت الجبهة الإسلامية في سنتها الأولى أن تصدر الاف قرارات الفصل التعسفي لعاملين في الخدمة المدنية، و أغلبية هؤلاء ليس لهم علاقة بالعمل السياسي؟.. قال بالفعل كان تسرع و خطأ، و الهدف منه كان تأمين السلطة من أي قوة مضادة، و كان خوف الجبهة الإسلامية ليس من السياسيين، و لكن من قيادات العمل النقابي، و لماذا الخوف من النقابيين و ليس من العمل الحزبي؟ قال أن السياسيين الناشطين و الفاعلين معروفين لدينا.. تعتقل السكرتير العام للحزب الشيوعي كل كوادر الحزب تنزل تحت الأرض.. و تعتقل الصادق المهدي و عدد من القيادات الذين حوله تخفت نار المعارضة في حزب الأمة.. الحزب الاتحادي تعتقل عدد من الناشطين الاتحاديين فقط يهدأ الحال.. حزب البعث تترك لهم الحوائط يملأوها شعارات بكره تمسحها.. أما القيادات النقابية عندها قدرة كبيرة على التعبئة و الحشد، و تغيير الأجندة وفقا لمقتضات الأحداث، و هؤلاء قادرين على تحريك الطلاب أكثر من الأحزاب السياسية، و يتدثروا بالشعارات المطلبية دون السياسية، و أغلبية هؤلاء يمارسون المناورة باحترافية عالية..
في 1994م في القاهرة كنت أٌقيم منتدى حوار سياسي ثقافي في الشقة التي كنت اسكن فيها، و كان طلب من الدكتور أمين مكي مدني و البرفيسور فاروق محمد إبراهيم أن أعلن عن ندوة بعنوان " القوى الحديثة" و كان قبل هذه الندوة عقد المنتدى ندوات تحت شعار " الإصلاح في الأحزاب السياسية" تحدثت فيه قيادات " الاتحادي – الأمة – الشيوعي و الحركة الشعبية" في ندوة " القوى الحديثة" تحدث فيها الدكتور أمين مكي و البروف فاروق محمد إبراهيم و طه إبراهيم جربوع " كان حديث هؤلاء أن أي تغيير للنظام الحاكم يجب أن لا تترك الساحة للأحزاب وحدها لأنها تعاني من ضعف تنظيمي و فكري، و لم يحدث فيها أي تغيير رغم تجارب الحكم العديدة التي مر بها السودان، و هي مؤسسات رغم إنها ترفع شعارات الديمقراطية لكنها لا يمارس داخل تنظيماتها بل أصبحت منفرة للأجيال الجديدة، لذلك لابد من خلق مؤسسات منافسة لها بقوة يقع عليها هي عبء عملية التحول الديمقراطي..
في عام 2014م بعد خطاب "الوثبة" للبشير، و الذي كان يدعوا إلي الحوار المباشر بين القوى السياسية حيث حضرت افتتاحية الدعوة للحوار أغلبية الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعي و البعثيين، ذهبت مع محمد على جادين ندوة أقامها عدد من الاتحاديين في منزل الدكتور محمد محجوب عبد الرحمن في منزله بسوق الشجرة.. في تلك الندوة تحدث جادين و قال " أن مساومة الضعفاء" سوف تتم.. النظام بالضعف الذي لا يجعله أن يحلحل مشاكله، أو أن يطمئن للدخول في خيارات أخرى لا يضمن موقفها فيها.. و أحزب سياسية فشلت في اسقاط النظام و عجزت عن تعبئة الشارع لكي يقف مع برنامجها، في هذه الحالة لابد من مساومة سياسية بين الضعفاء..
كانت العديد من القيادات السياسية و الناشطين في قضايا متعلقة بحقوق الانسان و العمل الجماهيري مدركين أن سبب طول مكوث نظام الإنقاذ في السلطة رغم التحديات التي تعرض لها هو ضعف الأحزاب السياسية، و فشلها في تعبئة الجماهير، و هذا الضعف لم يتبين فقط في العمل السياسي، عندما تبنت أن تخوض تجربة العمل المسلح ضد الإنقاذ و سمحت لها القيادة الاريترية أن تقيم معسكراتها، فشلت في استنفار جماهيرها للعمل المسلح فكان أفضل معسكر لا يتجاوز مئاتين، حتى أضطرت الحركة الشعبية أن تحرك ثلاثة ألاف مقاتل إلي جبهة الشرق، الأمر الذي يؤكد أن القيادات السياسية التي كانت، و البعض الذي مايزال على قمة الهرم هي قيادات لا تجد قبولا في الشارع و خاصة عند الأجيال الجديدة، فكان على هذه الأحزاب أن تقيم تجربتها في التجمع الوطني الديمقراطي رغم أنها استطاعت أن تتفق على مشروع سياسي " اتفاق اسمرا للقضايا المصيرية 1995" و رغم أن الحركة كانت تشيد بالاتفاق فهي أول من قذفت به ف مزبلة التاريخ عندما بدأت محادثات "نيفاشا" و أصبحت كل مكونات التجمع الوطني الديمقراطي تحت إمرة الحركة الشعبية..
بعد اندلاع ثورة ديسمبر 2018م ، و التي استمرت قرابة الخمس شهور في صدارم مع نظام الإنقاذ ذو العددية الكبيرة من المؤسسات العسكرية و القمعية، كانت الفترة كافية أن تصل فيها القوى السياسية لمشروع سياسي توافق و لكنها فشلت، و سقط النظام و غاب المشروع السياسي المطلوب أضطر تجمع المهنيين أن يقدم " إعلان الحرية و التغيير" توقيع عليه الأحزاب في يناير 2019م لكي تخرج تتولى قيادة العمل السياسي، و بعد انتصار الثورة بدأت الخلافات بين القوى السياسية. أنهزمت فيه الأحزاب التقليدية و انتصر الناشطين السياسيين، أحزاب جديدة ليس لها أي مرجعية تحاسب وفقها، لا تملك إلا شعارات فشلت حتى أن تنزلها على الأرض. فشلت في إدارة صراعها مع المكون العسكري، و أيضا فشلت أن تحافظ حتى على تماسك الشارع أداة ضغطها على المكون العسكري.. أن انقلاب 25 أكتوبر 2021م قد بين تماما حالة الضعف التي كانت تعاني منها الأحزاب.. عندما حاولت ترجع للشارع رفضها تماما، كان عليها أن تحاول مرة أخرى، و لكنها فضلت أن تلجأ لممثلي الدول الخارجية " الرباعية و الثلاثية و البعثة الأممية" و تتبنى مقترحاتهم و تعمل وفق توصياتهم في اعتقادهم هو المخرج.. و رغم أنهم تبنوا مقترحات الخارج، أرادوا أن يفرضوه على الأخرين بشروطهم، و عندما فشلوا في ذلك كانت الحرب أيضا كخيار حل، و أيضا فشل المبتغى.. أن الشارع السوداني وحده هو مالك زمام التغيير، و هو الذي يمنح مفتاح الضوء الأخضر على المرور... و تعتبر الحرب حدا فاصلا بين الفترات الزمنية و أجنداتها و فشلها و بين فترة ما بعد الحرب التي تتطلب حوارا و توافقا وطنيا بكل كل مكونات المجتمع و مؤسساته المدنية و العسكرية دون فرض أي شروط من أي قوى تحاول أن تجعل من نفسها مرشدا أو استاذا على الآخرين.. نسأل الله حسن التوفيق و البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«الشيوخ»: مخرجات الحوار الوطني تدعم خطط الحكومة المرتقبة في ملف الاقتصاد
  • رئيس حزب الريادة: الحكومة المرتقبة مهمتها الحرص على بناء الإنسان المصري
  • أمين تنظيم «الجيل» يطالب الحكومة المرتقبة بالتعامل بجدية مع مخرجات الحوار الوطني
  • «المستقلين الجدد»: توصيات الحوار الوطني خارطة طريق للحكومة الجديدة
  • «حوارات على حافة الأزمة» يكشف أسرار الحياة السياسية في مصر من 2011 حتى 2013
  • رئيس البرلمان النمساوي: استمرار عمل الائتلاف الحكومي رغم الخلافات السياسية
  • معادلة الضعف وكيفية الخروج؟
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • رئيس كتلة الحوار: 30 يونيو أنقذت مصر من تنظيم حاول نهب ثروات البلاد
  • 66% من الإسرائيليين يرون أن على نتنياهو مغادرة الحياة السياسية