الوزر والعقاب لمن يخالفه.. خطيب المسجد النبوي: حسن العشرة عبادة وحق أوجبه الله
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
قال الدكتور عبدالله البعيجان ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن هناك عبادة وقربة وحق أوجبه الله تعالى على المسلمين، ورتب عليه الأجر والثواب، وعلى مخالفته الوزر والعقاب، وهي الصلة والمودة، وحسن العشرة والمحبة، والعهد والوفاء والأخوة.
الوزر والعقاب لمن يخالفهوأوضح " البعيجان " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن هذه القربة تبدأ ببر الوالدين، وحق الزوجين، إلى صلة الرحم والأقرباء، إلى حقوق الجيران والأصدقاء، إلى حقوق المسلمين الغرباء، فقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
واستشهد بما قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "، منوهًا بأن من أولى الناس بهذا التواد والتراحم والتعاطف هم الأقربون ومن يجمعهم رحم واحد، فقد حرص الإسلام على وحدهم وألفتهم ولم شملهم.
ودلل بما قال تعالى: (فَـاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ والْمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)؛ وقال صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه )، منوهًا بأن الخلاف والشقاق والتنافر، والتقاطع والهجر والتدابر، والحقد والحسد والشحناء، والعداوة والبغضاء، وكل ما يوغر الصدور من ضغائن وأحقاد، يعتبر أساس الخراب والفساد.
وأضاف أن به تقطع صلة الأرحام والأقرباء، ويفرق بين الزوجين والأحباء، وتفسد مودة الإخوان، والأصدقاء والجيران، وإن ما يندى له الجبين، ويتفطر له القلب، ما يرى ويسمع من تقاطع وهجر بين أفراد الأسرة الواحدة، دخل الشيطان بينهم فشتت شملهم، وفرق وحدتهم، و«ما من ذنب أحرى أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم.
الزهد في التواصلوأشار إلى أن الزهد في التواصل وتجديد العهد قطيعة تفسد الألفة والمودة، وتؤثر في تربية الناشئة، فجددوا العهد عباد الله، وبادروا بالتواصل والتزاور، وترك التقاطع وأحيوا مشاعر المحبة والمودة، منبهًا إلى أن الصفح والعفو عن الناس، وكظم الغيظ وتحمل الأذى منهم، من أعظم القربات إلى الله، وأحق الناس بذلك الأقرباء، فأطنوا أنفسكم على الصفح والعفو، واحتسبوا الأجر، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين .
وأفاد بأن الصلح خير، ومن أعظم العبادات، فكم عصم الله به من أرواح وأموال وأعراض، وكم عصم به من فتن، وكم فصل به من خصومة، وكم أنهى به من مقاطعة ومشاحنة؛ ولقد أمركم الله بإصلاح ذات البين، بإخماد نيران الفتن والخصام والمنازعات، ورأب الصدع ودفن الأحقاد والضغائن والمشاحنات، فأعظم الأجر والقربات، وأزكى الأعمال والصدقات، إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين ».
ونبه إلى أنه بإصلاح ذات البين تتم وحدة الأمة وتماسكها، وتصفو النفوس، ويؤلف الله بين القلوب، وبه يدفع الله عنها شر الافتراق والنزاع والتفكك، وما ينتابها من الخطوب، وبه تكون الأمة كالبنيان المرصوص، والجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فاتقوا الله وأدوا الحقوق إلى أهلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء»؛ فحاسبوا أنفسكم عباد الله قبل أن تحاسبوا، وأبرئوا ذممكم قبل الموت، وتحللوا من أصحاب الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها، وآتوا كل ذي حق حقه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي صلى الله علیه وسلم ذات البین
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف: القرآن الكريم أمرنا بإعمال العقل
قال الشيخ محمد عوض، من علماء الأزهر الشريف، إنه ما أقبح أن يعطل الإنسان ويغيب عقله ويدخل نفسه في دوامة المرضى ويهدم بنيان الرب ويخرج نفسه عن دائرة الآدميين.
وأضاف عوض، في خطبة الجمعة من مسجد العباسي بمحافظة بورسعيد، متحدثا عن موضوع "المخدرات ضياع للإنسان"، أن القرآن الكريم ذكر آيات كريمة في ضرورة إعمال العقل.
وذكر أن من هذه الآيات ما يلي:
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
(وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)
(يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
كما ذكرت السنة النبوية مجموعة من الأحاديث النبوية عن الحذر والتنفير من كل ما يعطل العقول، فقال رسول الله (لعن الله الخمر وشاربها وعاصرها والمعصورة له وحاملها والمحمولة إليها وبائعها ومبتاعها).
وأشار إلى أن كثيرا من العقلاء نفروا عن تناول المسكرات من قبل أن ينزل تحريمها منهم: قيس بن عاصم، وأبو بكر الصديق، كانوا يقولون (نصون عنها أعراضنا ونحفظ عنها مروءتنا ولا نتناول الجهل بأيدينا فنجعله في أجوافنا).