سام برس:
2025-05-01@18:09:00 GMT

اخلاقنا المفقودة !!

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

اخلاقنا المفقودة !!

بقلم/ يحيى يحيى السريحي
ذوبان المبادئ والقيم والاخلاق وانصهار الفضيلة في بوتقة المال يجرد الإنسان من ثوب العفة والعفاف ويفقده قيمته ، ويبقى الإنسان مجرد مسخ بشري مقرف نتن لا يطاق النظر أليه أو الاقتراب منه ، هذا هو حال بعض الناس اليوم في بعض المجتمعات العربية والاسلامية ومنها المجتمع اليمني ، وتحول أولئك  اللاأخلاقي وعيشهم في مستنقع الانحطاط والدونية والرذيلة سببه البيئة السيئة التي ترعرع أولئك الناس فيها منذ النشئ وهو سبب داخلي ، وهناك سبب خارجي يتعلل به ضعاف النفوس وهي الحروب التي تنشأ في مجتمعاتهم سواء كانت حربا داخلية أو خارجية ، والإنسان قد خلق على فطرة الاخلاق بصرف النظر عن الدين والجنس واللون ، حتى في العصر الجاهلي كان العرب في ذلك الزمان على خلق يقول رسولنا الأعظم :

انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق " ، وتقول السيدة «عائشة» أم المؤمنين – رضي الله عنها – حينما سئلت عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن ، ويقول الله عز وجل واصفا نبيه الكريم محمد خاتم الانبياء والمرسلين وأحب الخلق الى الله اجمعين : 

﴿وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة القلم الآية: 4) ، وبالرغم ان العرب والمسلمين في القرن الحادي والعشرين يعيشون عصر النهضة والثورة العلمية والفكرية والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي إلا أنهم يعيشون العصور الحجرية الاولى لا عصر الجاهلية الأولى من الناحية الاخلاقية والقيمية ؟!

فآيات القرآن الكريم  ٦٢٣٦ آية ، وآيات العبادات في القرآن لا تزيد عن ١٣٠ آية فقط أي بنسبة ٢٪؜ من القرآن ، في حين أن آيات الأخلاق ١٥٠٤ آية ، أي ما نسبته ٢٤٪؜ من القرآن تقريبا أو ربع القرآن ، ومع ذلك ركز عدد كبير من المسلمين على العبادات سيما الدعاة وتركوا الجزء الأكبر من القرآن الكريم والعمل به والمتمثل في المعاملات وحُسن الخلق !! قال إبن القيّم الجوزية :

الدين كله خُلق ، فمن فاقَك في الخلق ،   فاقَك في الدّين .

. وما يوجع القلب أن نكتشف من ضنناه موسى إذا به فرعون ، وهامان ، وطاغوت من طواغيت الشر ، بل قد يكون ابليس بجانبه ضعيف هزيل مسكين لا يقارن بذلك المتلون الإنسي ؟! والانهيار الاخلاقي بات الصورة النمطية التي يتمتع بها بعض المسلمين اليوم ( وبعض هنا كثير ) في اغلب المجتمعات العربية والاسلامية .

فالسلوكيات للافراد وتعامل المسلمين مع بعضهم البعض في الاسرة الواحدة والمجتمع الواحد القائم على الكذب ، والغش ، والسب ، وهتك العرض ، والتطاول بالقذف والاستنقاص والحط من قدر الاخرين ، والتبرم في وجه الآخرين ، والتعالي والاستكبار بالمنصب والجاه والسلطان والمال ، واحتقار الضعيف والمسكين ، والانتهازية والاستغلال ، وأكل حقوق الناس.

والتخلق بخلق الشوارع والملقطين والغوغائيين ، كل تلك السلوكيات وغيرها أفقد المسلمين القيمة الحقيقية للإسلام وعكس صورة سلبية عن الاسلام فوظف اعداء الاسلام ذلك لخدمتهم وديانتهم الأخرى ، وصارت المجتمعات الاسلامية أو البعض منها تعاني التفكك ، والتشرذم ، والتمزق ، ولم يعد المسلمين كما قال عنهم الحبيب محمد ﷺ: ) مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )..

فالغالب غياب المودة والرحمة والشفقة من قلوب وأفئدة المؤمنين ، ولم يبقى في قلوب المؤمنين سوى التلذذ بمعاناة الناس ، والشماتة بأحوالهم والاحتقار والتحقير منهم !! فحينما تخلى أولئك عن أخلاقهم فقدوا أنسانيتهم ، ومن فقد أنسانيته لا عزا عليه ، ولا أمل فيه ، ولا خير يعول عليه .

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا .

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. فيديو رئيس اندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل الرئيس الإندونيسي السابق، جوكو ويدودو، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقطع فيديو نشره خلال حضور جنازة بابا الفاتيكان الراحل، فرنسيس، وقراءة الفاتحة على نعشه.

View this post on Instagram

A post shared by Joko Widodo (@jokowi)

وكان الرئيس الإندونيسي قد نشر مقطع فيديو على صفحته المعرّفة بمنصة "انستغرام" يظهر ملخصا من حضوره للمراسم ومنها لقطة قراءة الفاتحة على نعش البابا فرانسيس الأمر الذي جدد الجدل حول حكم الترحم على غير المسلمين.

وهناك انقسام حول جواز الترحم والصلاة والدعاء وغيرها من الأمور المتعلقة بالميت إذا كان غير مسلم، فممن قالوا بعدم جواز ذلك هو مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، عبدالعزيز بن باز، الذي قال في إجابة على سؤال منشور على موقعه الرسمي: " ما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركًا للصلاة أو جاحدًا لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم؛ لقول الله: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) [التوبة:113]، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام لكنها ماتت على دين قومها على عبادة الأوثان، فاستأذن ربه فلم يأذن له أن يستغفر لها، فإذا كان امرأة ماتت في الجاهلية على دين الأوثان لم يؤذن له أن يستغفر لها وهي أمه، فكيف بغيرها عليه الصلاة والسلام؟ فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام".

بالمقابل، قال المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة بالمملكة العربية السعودية، عبدالعزيز الغامدي بتصريحات سابقة العام 2021 إنه لا "وجود لأدلة تمنع الترحم على الكافر"، موضحا: "أرى أنه يجوز الترحم على الكافر لأنه ليس استغفارا، وقد فرق الله سبحانه وتعالى، وإنما نهى على الاستغفار ’ ما كان للنبي والذين آمنو أن يستغفروا للمشركين‘ وهذا نهي عن الاستغفار فقط.."

وتابع الغامدي حينها قائلا: "أما الرحمة فهي أوسع، رحمة الله وسعت كل شيء وليس مقتضى الرحمة أن يخرج الكافر من النار أو أنه يدخل الجنة وإنما تكون بالتخفيف من عذابه، كما سُئل النبي صل الله عليه وسلم عن عمه، قال قل نفعت عمك بشيء فقد كان يدافع عنك؟ قال نعم هو في ضحضاح من النار ولولاي لكان في الدرك الأسفل منها"، لافتا إلى أن "الترحم غير الاستغفار والترحم جائز وليس فيه غضاضة بل هو فيه إظهار لعظمة رحمة الله وأنها وسعت كل شيء كما قال جل وعلا.."

وردا على حديث النبي محمد حول طلب الاستغفار لأمه، قال الغامدي في تدوينة نشرت العام 2021: "حديث ان الله لم يأذن للرسول ان يستغفر لامه ضعيف الاسناد منكر المتن فأم رسول الله من أهل الفترة ماتت قبل ان يبعث الرسول، وفي سنده مروان بن معاوية مدلس تكثر روايته عن الضعفاء والمجهولين وفيه يزيد بن كيسان قال أبو حاتم :لا يحتج به، ولينه يحيى القطان قليلا وقال ابن حبان يخطئ ويخالف".

مقالات مشابهة

  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • تكريم الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدرسة جعلان الخاصة
  • بدء التقييم السنوي لمسابقة القرآن الكريم في الظاهرة
  • الفضالي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم بجمعية الشبان العالمية بمطروح
  • ضجة قراءة الفاتحة على البابا فرنسيس.. فيديو رئيس اندونيسيا السابق يجدد جدل الترحم على غير المسلمين
  • انطلاق الامتحانات.. مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية يلتقي وزير التعليم العالي
  • ما هو الشهر الحرام المذكور في القرآن؟ .. وهل يقصد به ذي القعدة؟
  • المفتي يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين تصدر بياناً تستنكر فيه أي إساءة لمقام الرسول الكريم
  • مخالفة صريحة لكتاب الله !؟!