فرانس24:
2025-04-28@00:20:05 GMT

رمال الشواطئ في خطر.. هل انتقلنا من الوفرة إلى الندرة ؟

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق

كل شيء من حولنا يحتوي على الرمل، إذ يعتبر ثاني أكثر مادة يستعملها الإنسان بعد الماء. ويقدر باحثون حجم استهلاكنا للرمل سنويا بخمسين مليار طن سنويا، يدخل الجزء الأكبر منها في مشاريع البناء. لكن، ورغم الوفرة الظاهرة لهذه المادة، إلا أن المختصين يُحذرون من عدم مسايرة الطبيعة لوتيرة استخراجنا لها.

ودقت الأمم المتحدة مؤخرا ناقوس الخطر بشأن عمليات استخراج الرمل مباشرة من البحار والمحيطات عبر بواخر عائمة. فكيف بعثر الإنسان المسار الطبيعي لإنتاج الرمال؟ الجواب مع ربيع أوسبراهيم. 

إعلان

منذ القدم، استغل الإنسان الرمل لما له من خصائص فريدة. فهو "الصخر السائل" كما يوصف. ويُستعمل الجزء الأكبر من الرمال في البناء وذلك بشكل متزايد لمواكبة النمو الديمغرافي في العالم. ويعتبر استغلال الرمال نشاطا اقتصاديا هاما يُذر مليارات الدولارات سنويا ما يخلق منافسة كبيرة. وعُرفت "مافيا الرمال" في عديد الدول كالهند مثلا.

حجم استغلال الرمال © فرانس 24 وتبقى رمال الشواطئ والوديان والمحاجر الأكثر استعمالا لما لها من خصائص هامة في البناء. وقد تبدو كمياتها غير متناهية. لكن وتيرة استغلالنا لها تزعزع التوازنات البيئية المسؤولة عن إنتاجها طبيعيا. لا تقدر الطبيعة حاليا أن تعوض كل الرمال التي نخسرها سنويا.

وفي تقرير لها نُشر هذا الأسبوع، ركزت الأمم المتحدة على مسألة تجريف الرمال من البحار والمحيطات. فبالإضافة إلى استغلال الرمل الظاهر على السطح، في الشواطئ والمحاجر، اخترع الإنسان بواخر متطورة تجرف الرمال وتستخرجها مباشرة من البحر تشبه "المكانس الكهربائية". وتمكنت الأمم المتحدة هذا العام من تقدير حجم الرمال المستخرجة بهذه الطريقة بفضل الذكاء الاصطناعي والنظام الآلي للتعرف إلى السفن والذي يتيح تحديد مواقعها وتحليل تحركاتها وأنشطتها حول العالم. 

استغلال رمال المحيطات © فرانس 24 وأوضح مدير مركز تحليل البيانات التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة باسكال بيدوتسي خلال مؤتمر صحافي أن سفن الاستخراج "تطحن قاع البحر" و"تعقّمه"، ما يتسبب في اختفاء الكائنات الحية الدقيقة في المحيطات، ويعرّض التنوع البيولوجي والموارد السمكية للخطر، بحسب الخبير.

وتأمل الأمم المتحدة في إجراء مناقشات مع الدول والشركات العاملة في هذا القطاع لحملها على احترام البيئة بشكل أكبر من خلال تحسين ممارسات الاستخراج الخاصة بها.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: العراق الغابون النيجر ريبورتاج علوم بيئة اقتصاد الأمم المتحدة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم

كشف تقرير للأمم المتحدة أن الشعوب الأصلية التي لا تمثل سوى 6% من سكان العالم، تحمي 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على كوكب الأرض. ورغم ذلك، لا تحصل إلا على أقل من 1% من التمويل الدولي المخصص لمواجهة تغير المناخ.

ووصف التقرير الوضع الحالي للعمل المناخي بأنه لا يفتقر فقط إلى الإلحاح، بل يعاني أيضا من نقص العدالة. فبينما تعتمد الحلول البيئية بشكل كبير على الأراضي والخبرات التقليدية للشعوب الأصلية، غالبا ما يتم استبعادهم من طاولات صنع القرار، بل وأحيانا يتعرضون للتشريد نتيجة تنفيذ مشاريع "خضراء" دون استشارتهم.

وأصدرت الأمم المتحدة التقرير بعنوان "حالة الشعوب الأصلية في العالم" الخميس الماضي ووصفت نتائجه بأنها "تكشف عن مفارقة صادمة".

تجاهل الشعوب الأصلية قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية (شترستوك) حلول عريقة تُهمل

وأبرز التقرير أهمية ما تسمى بـ"أنظمة المعرفة الأصلية" التي تطورت عبر آلاف السنين، مشيرا إلى أن هذه المعارف لا ينبغي اعتبارها مجرد تقاليد أو فولكلور، بل أنظمة علمية وتقنية متكاملة.

ففي بيرو، على سبيل المثال، أعادت جماعة كيتشوا في أياكوتشو إحياء ممارسات بذر وحصاد المياه التقليدية للتكيف مع الجفاف وتراجع الأنهار الجليدية. وحاليا، تُنقل هذه التجربة إلى مزارعين في كوستاريكا لتعزيز التعاون المناخي عبر بلدان الجنوب.

وفي الصومال، لا تزال القوانين البيئية تُنقل شفهيا عبر الأجيال، من خلال أمثال وقصص تحظر قطع أنواع معينة من الأشجار أو الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية.

إعلان

كما أظهر التقرير كيف تُشفّر قبائل الكومكا في المكسيك معرفتها البيئية والبحرية داخل لغتها، إذ تحمل أسماء الأماكن معلومات دقيقة عن تجمعات السلاحف أو مواقع تكاثر الطيور، مما يجعلها ضرورية لبقاء المجتمع.

رغم هذا الثراء المعرفي، أشار التقرير إلى أن السياسات المناخية الدولية نادرا ما تستفيد فعليا من هذه الخبرات المحلية. بل في كثير من الأحيان، تُفرض مشاريع كبرى للطاقة المتجددة على أراضي الشعوب الأصلية دون أخذ موافقتهم، مما يؤدي إلى فقدان أراضيهم وسبل عيشهم.

أضرار "المشاريع الخضراء"

وذكر التقرير أنه بينما يُروّج للتحول نحو الطاقة المتجددة كخطوة نحو مستقبل مستدام، فإن هذا التحول قد يهدد الشعوب الأصلية إذا تم دون إشراكهم.

فمن أفريقيا إلى الأميركيتين، أدى الطلب المتزايد على معادن مثل الليثيوم والكوبالت، المستخدمة في تقنيات الطاقة النظيفة، إلى مشاريع استخراجية كبرى غالبا ما تفتقر إلى موافقة المجتمعات المحلية. وفي بعض الحالات، أدت خطط تعويض الكربون إلى استبعاد السكان الأصليين من إدارة أراضيهم أو جني الفوائد الاقتصادية.

وحذر التقرير من أن استمرار تجاهل هذه المجتمعات قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية في الأصل.

الأمم المتحدة طالبت بتمكين الشعوب الأصلية لإدارة وحماية مواردها الطبيعية (شترستوك) دعوة إلى التصحيح

وشدد التقرير على ضرورة تحول جذري في السياسات المناخية العالمية، ليس فقط عبر زيادة التمويل الموجه إلى الشعوب الأصلية، بل من خلال تمكينهم من التحكم الكامل في كيفية إدارة هذا التمويل وتنفيذه.

كما أبرز التقرير أهمية البعد الصحي لتغير المناخ. فارتفاع درجات الحرارة، وتغير مواسم الهجرة الحيوانية، وزيادة الكوارث الطبيعية تؤثر بشكل خاص على صحة النساء والشباب في مجتمعات السكان الأصليين، ما يزيد من هشاشة أمنهم الغذائي والاقتصادي.

إعلان

ويختتم التقرير بتحذير واضح "ما لم يتم إشراك الشعوب الأصلية بوصفهم قادة حقيقيين في العمل المناخي، فإن الجهود الدولية ستظل مهددة بتكرار الأخطاء نفسها التي قادت العالم إلى أزماته الحالية".

مقالات مشابهة

  • الداخلية تنظم دورة تدريبية على عمليات حفظ السلام.. فيديو
  • الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم
  • الأمم المتحدة تحذر: العديد من الفلسطينيين قد يموتون جراء الحصار الإسرائيلي
  • “الداخلية”: انخفاض الأحمال الكهربائية بمنطقة الوفرة السكنية بعد حملة مكافحة تعدين العملات
  • الوزير الشيباني يلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون
  • الأمم المتحدة: الوضع في غزة وصل إلى نقطة الانهيار
  • الأمم المتحدة “قلقة” إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالفاشر
  • باكستان تُجدد التزامها بالميثاق الأممي وتدعو لتحرك دولي لإنهاء معاناة غزة
  • الأمم المتحدة: أكثر من 480 قتيلا شمال دارفور منذ 10 نيسان
  • نيويورك .. رفع العلم السوري أمام مبنى الأمم المتحدة