في الذكرى الأولى لرحيلها.. قصر باكنغهام ينشر صورة نادرة لـ الملكة إليزابيث
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
البوابة - نشر قصر باكنغهام، الخميس، صورة نادرة لـ الملكة إليزابيث الثانية وذلك بمناسبة مرور عام على وفاتها في قلعة بالمورال مقرها الصيفي الذي كانت تعشقه.
وأرفق الحساب الرسمي لقصر باكنغهام الملكي على موقع "إكس"، تويتر سابقًا، الصورة بكلماتٍ كان قد سجّلها ابنها الملك تشارلز الثالث في الذكرى الأولى لوفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية.
وقال الملك في رسالة صوتية نشرتها الصفحة الرسمية للعائلة الملكية على منصات التواصل الاجتماعي جاء فيها ما معناه: "بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة جلالتها واعتلائي العرش، نتذكّر بمزيد من الحب حياتها الطويلة وخدمتها المخلصة وكل ما كانت تعنيه لكثير منّا. إنّني ممتنّ للغاية أيضًا للحب والدعم الذي غُمرَت به زوجتي وأنا خلال هذا العام فيما نبذل قصارى جهدنا لخدمتكم جميعًا".
في ذكرى وافتها.. صورة نادرة لـ الملكة إليزابيثفي ذكرى وافتها.. صورة نادرة لـ الملكة إليزابيث
ووفقًا للتقارير الملكية، فإن الصورة النادرة لـ الملكة الراحلة كانت بعدسة الكاتب والرسام والمصوّر البريطاني الشهير سيسيل بيوتون.
وذكرت هذه التقارير إلى أن الصورة النادرة كانت قد التقطت للملكة الراحلة في أكتوبر 1968، إي أنها كانت في الثاني والأربعين من عمرها.
وظهرت الملكة الراحلة في الصورة مرتدية الشعارات الملكية الكاملة، بما في ذلك الرأس المخملي وتاج فلاديمير، إذ يتميز الإكليل بدوائر متقاطعة مرصعة بالماس اللامع ولآلئ معلقة على شكل مخالب.
تم عرض الصورة لأول مرة لفترة وجيزة في معرض لصور بيتون في معرض الصور الوطني في نوفمبر 1968.
سيسيل بيوتون
وبعد انتهاء العرض في مارس 1969، عادت الصورة إلى الأرشيف ولم يتم عرضها مرة أخرى حتى الآن.
تحمل الصورة أيضًا تأثيرًا ثقافيًا كبيرًا، إذ كان بيتون أهم مؤرخ للعائلة المالكة البريطانية، حيث عاش في وندسور من الثلاثينيات وحتى السبعينيات، وقام بالتقاط صور للملكة إليزابيث لأول مرة عام 1942 بمناسبة عيد ميلادها السادس عشر.
اقرأ ايضاًفي 8 سبتمبر 2022، توفيت الملكة إليزابيث الثانية - أطول الملوك حكمًا في تاريخ المملكة المتحدة - عن عمر يناهز 96 عامًا.
كانت وفاة الملكة إليزابيث الثانية واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنسى في القرن الحادي والعشرين، إذ ظهرت أخبارها عبر شارات التلفزيون
ومحطات الراديو في جميع أنحاء العالم وملأت صورها منصات التواصل الاجتماعي.
كما تدفقت التعازي من زعماء عالميين مثل باراك أوباما وجاستن ترودو، ودخلت المملكة المتحدة فترة حداد رسمية مدتها عشرة أيام، في حين اصطف الناس خارج كنيسة وستمنستر لمدة تصل إلى 24 ساعة لوداع ملكتهم الراحلة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الملكة إليزابيث الملكة إليزابيث الثانية الملك تشارلز الملکة إلیزابیث الثانیة
إقرأ أيضاً:
حكايات المكبِّرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة المعركة الأولى (الحلقة الثانية)
يمانيون../
في قلب صنعاء القديمة، حَيثُ يتشابك عَبَقُ التاريخ مع نبض الحاضر، يقف الجامعُ الكبير شاهدًا على أحداث جِسام؛ ففي بدايات العَقدِ الأول من الألفية الثالثة، وبينما كانت رياحُ الغزو الأمريكي تهبُّ على المنطقة، كان هذا الصرحُ الروحاني العريق مسرحًا لانطلاق صرخة إيمانية مدوية، لم تكن مُجَـرّدَ كلمات عابرة، بل كانت شرارةً لمعركة طويلة الأمد.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/01.mp4
جعفر المرهبي، مجاهدٌ من أبناء صعدة، وجد نفسَه منجذبًا إلى صوتِ الحق الذي كان يصدحُ به الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوانُ الله عليه” في تلك المرحلة التي كانت اليمنُ ترزحُ تحتَ نفوذ السفارة الأمريكية، وقراراتُها السيادية تتشكَّلُ في دهاليزها، لكن في المقابل، كانت هناك قلوبٌ شابَّةٌ مؤمنة، ترى في التحَرّك الأمريكي تهديدًا واضحًا، وتستشعرُ نداءَ الواجب الديني والوطني لمواجهة هذا الخطر.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/02.mp4
في السابِعِ والعشرينَ من مارس عام 2003م، وبعد أَيَّـام قليلة من الغزو الأمريكي للعراق، قرّر المرهبي ورفاقُه التوجُّـهَ إلى الجامع الكبير، حَيثُ لم تكن لديهم قوةٌ مادية أَو دعمٌ لوجستي، بل كان دافعُهم إيمانًا خالصًا بالله، وشعورًا بالمسؤولية تجاه دينِهم ووطنهم.
ويروي المرهبي بصوتِه الهادئ: “كان الكل يلومك، الكل ينتقدك، الكل يحتج، حتى من داخل أسرتك.. لكن شعورنا بعظمة المسؤولية، وواجبنا أمام الله بأن يكون لنا موقف، وهو أن نتحَرّك”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/03.mp4
وصل المرهبي ورفاقُه إلى الجامعِ الكبير متوكِّلين على الله، وعزموا على إطلاق صرختهم، مهما كانت العواقب، ويتذكَّرُ المرهبي تلك اللحظاتِ قائلًا: “أثناءَ الخطبة، وأنت تلاحظُ كُـلَّ العساكر يمرون من حولك في كُـلّ مكان، وفي أياديهم عصي (هراوات)، كنا نستغرب، كيف هذا؟ ونحن في بيت من بيوت الله”، حتى أثناءَ صلاة الجمعة، كانت أعين السلطة تراقبهم، والمخبرون يتجولون بين صفوف المصلين، يتربصون بمن يرفعُ صوتَه بالصرخة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/04.mp4
في الجمعة، التي سبقتهم، اعتُقل ثمانيةُ مكبِّرين؛ بسَببِ الصرخة، وفي الجمعة، التي وصلوا فيها، كان المرهبي واثنانِ من رفاقه على موعدٍ اختاروه بعناية، فكانت توجيهات السيد حسين واضحة: “إذا بدأنا الصرخة في أي جامع، لا تتوقف، وَإذَا تعرضنا للضرب لا نقاوم العسكر”، بل ذهب الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- أبعدَ من ذلك، حَيثُ قال للسلطة حينها: “اتركوا الشبابَ يصرخون وبعد الانتهاء من الصرخة افتحوا لهم أبوابَ السجن وسيتوجّـهون بأنفسِهم إليكم لتحبسوهم”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/05.mp4
وعندما انطلقت الصرخة الأولى في أرجاء الجامع، شعر المرهبي ورفاقُه بسكينة عجيبة تغمر قلوبهم، ويقول المرهبي عن هذا الشعور: “أول ما تُردِّدُ الشعار، تشعُرُ بشيء يربطُ على قلبك، وتشعر بسكينة وطمأنينة، ويذهب عنك كُـلُّ ذلك الخوف والقلق، والإرباك، يذوبُ ويتلاشى”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/06.mp4
لم تكن ردةُ فعل السلطة بطيئةً، الضربُ والاعتقالات أصبحت سمةً ملازمة لمن يرفع هذا الشعار، لكن المرهبي يرى في هذا القمع دليلًا على قوةِ تأثير صرختهم: “لولا أن مشروعَنا مؤثر عليهم، لما ضربونا واعتقلونا وأخذونا إلى السجون، هذه الصرخة مؤثِّرةٌ ومرعبة للأمريكي”.
شاهد عيان:
شهاداتٌ من داخل الجامع الكبير ترسُمُ صورةً حيةً لتلك الأيّام، أحد المصلين يتذكر: “أول ما يسمعون كلمةَ “الله أكبر، الموت لأمريكا” يتحَرّك الكل لضربِ الشخص الذي يصدر صوت الشعار؛ مِن أجلِ ألَّا يُكمِّلَ إطلاق عبارات الصرخة”، حتى أن بعض المصلين كانوا يشاركون الأمن في قمع هؤلاء الشباب، دون أن يدركوا أبعادَ ما يحدث.
شاهد عيان آخر يروي بحسرة عن تدنِّي الوعي الشعبي في ذلك الوقت، وكيف كان المواطنون شركاءَ في ظلم المكبِّرين دون قصد، ويتذكَّر كيف كان الأمنيون ينتظرون بعد صلاة الجمعة، لاعتقالهم، وكيف كان المكبِّرون في بعض الأحيان يرفعون أصواتَهم قبل الصلاة.
في إحدى الجمع، سمع شاهد العيان صوتَ رصاص داخل الجامع، وشاهد الدماء تسيل، والعساكر يخرجون شابًّا مكبِّرًا، بل وصل الأمر بالعساكر إلى اختلاق الأكاذيب لتبرير قمعهم، حَيثُ كانوا يقولون: إن المكبِّرين لصوص يريدون سرقةَ أحذية المصلين.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%20%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D9%86.mp4
لكن رغم كُـلّ هذا القمع، والتشويه، كان عددُ المكبِّرين يتزايدُ مع مرور الأسابيع، وبدأ الإعلام المعارِضُ ينقل الصورةَ الحقيقية لما يحدث، بل وصل إلى نقلِ قلقِ الإدارة الأمريكية وحرص سفارتها في صنعاء على الحصول على مِلفَّات هؤلاء الشباب.
وفي تلك الساحة المقدَّسة، الجامع الكبير، انطلقت صرخةُ الحق الأولى، صرخةٌ هزَّت أركانَ الظلم، وكانت بذرةً لمسيرةٍ طويلة من الصمود والتضحية، مسيرةٍ بدأت بإيمانٍ خالصٍ وشجاعةٍ نادرة في وجه قوىً طاغيةٍ.
منصور البكالي | المسيرة