الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى؟!
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
بدأنا على مدار الأسابيع الماضية فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالاً وبحثاً من جريدة «الوفد» عن الحقيقة بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ، والحكم له فى النهاية.
حقق فى الجريمة ـ أحمد شرباش:
جريمة عائلية على العشاء
واقعة هذا الأسبوع شهدت عليها منطقة أوسيم، بعد أن تخلص سائق من زوجته بالخنق مستخدمًا «فوطة»، وحاول إخفاء جريمته، وكشفت الجريمة طفلته المعاقة، تابعت «الوفد» سير التحقيقات مع أطراف القضية للوقوف على تفاصيل الحادث، وما تم حتى إلقاء القبض على المتهم، فإلى التفاصيل:
زوج يخنق زوجته بـ«فوطة»
حياة بائسة عاشتها «حنان حسين» صاحبة الـ 37 عامًا مع زوجها حسن، لانقطاعه عن العمل، وعدم توفيره نفقات المنزل وبناته الثلاث، واستمرت المشكلات بينهما حتى انتهت بجثة على فراش الزوجية.
تركت حنان الزوجة البائسة أسرتها التى تقيم فى أسيوط وانتقلت لبدء حياة جديدة والعيش برفقة زوجها التى ارتضته ليكون شريكا لحياتها، واستأجر شقة لتكون عشا للزوجية فى منطقة أوسيم.
16 عاما عاشتها الزوجة برفقة زوجها لم تعرف طعما للراحة أو السعادة فكانت الخلافات الزوجية ضيفًا دائمًا بصورة شبه يومية فى منزل الأسرة، وكانت أغلب تلك الخلافات لانقطاع الزوج عن العمل كسائق والجلوس فى المنزل، وترك أسرته دون نفقات، والتسبب فى تدهور الحالة الاقتصادية لأفراد عائلته.
سنوات الزواج أنجبا الزوجان خلالهما 3 بنات هن «نعمة 15 عاما، ريتاج 10 سنوات، شيماء 9 سنوات»، والفتاة الأخيرة تعانى من مرض عقلى لكونها من ذوى الهمم، عانين مع الأم الحالة الاقتصادية الصعبة التى تسبب فيها الأب بعدم تحمله المسؤولية.
أمام تصرفات الأب الصبيانية وتهربه من مسؤولية الإنفاق على أسرته وتوفير طلباتهن، حملت الأم على كاهلها مهمة تلبية طلبات بناتها الثلاث، وعدم حرمانهن من أى شيء، مما اضطرها إلى النزول للعمل فى محل حلويات للحصول على أجر يومى لا يتحاوز الـ100 جنيه، أو العمل فى المنازل ومساعدة أصحاب الشقق فى النظافة والطهى، ولم يراع الأب كل تلك التصرفات لزوجته ليكتب نهاية مأساوية للأم.
بالعودة ليوم الجريمة، كانت الأحداث تسير طبيعية، لا شيء جديدا على الأسرة الصغيرة، الأم كانت بصحبة بناتها فى محل بقالة صغير لسيدة تدعى أم حمادة، يقع أسفل العقار التى تقطن به الضحية وأسرتها، لكنها فجأة شعرت بالجوع، فطلبت من بناتها الصعود معها لتناول العشاء سويا برفقة الأب.
رفضت الفتيات الثلاث الصعود بصحبة والدتهن «احنا مش هناكل دلوقتي»، لتغادر الأم قاصدة شقتها، ولم تكن تعلم بأنها الخطوات الأخيرة لها فى تلك الحياة قبل أن يغدر بها الزوج فى لحظة غضب، وصلت السيدة الثلاثينية إلى شقتها وفتحت الباب ودار بينها وبين زوجها حديث قصير انتهى بمشادة كلامية.
تلك المشادة عكرت مزاج الضحية وسدت شهيتها عن الطعام وقررت النزول مرة أخرى للجلوس برفقة بناتها لدى جارتها، فطلب منها الزوج تحضير العشاء لكنها رفضت وحاولت مغادرة الشقة لكن الزوج الثائر هجم عليها كالذئب المفترس فكتم أنفاسها بفوطة حتى خارت قواها ورحلت عن الدنيا تاركة فتياتها الثلاث دون سند فى تلك الحياة.
بعد فترة قصيرة من صعود الأم شعرت الطفلة الصغيرة «شيماء» بالعطش فصعدت لإحضار زجاجة مياه ففتح لها الأب الباب، وطلبت الطفلة من أمها أن تحضر لها المياه وراحت تنادى عليها «يا ماما يا ماما»، لكنها لم تجب عليها ووجدتها مغطاة الوجه فأسرعت إلى جارتهم أم حمادة لتخبرها «حسن ضرب ماما ومش بترد عليا»، أسرعت السيدة إلى منزل جارتها للتأكد من صحة كلام الطفلة، ففتح لها الزوج الباب وطلبت منه أن ترى «الضحية حنان»» قائلة «هى فين حنان عايزة أشوفها»، فشعر الزوج القاتل بالخوف وترك المنزل وفر هاربا.
هرولت السيدة إلى الداخل لتجد صديقة العمر مغطاة الوجه، فاستنجدت بالجيران الذين تجمعوا على صوت صراخها «حسن قتل حنان وجرى على برا» أسرع شباب المنطقة نحوه ونجحوا فى إفشال هروبه، واخطر المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث أوسيم، اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بالواقعة وانتقل لضبط الجانى، وتم اصطحابه إلى ديوان قسم شرطة أوسيم.
بنات الضحية: أبونا كان يعاملنا بقسوة لأتفه الأسباب
أمام جهات التحقيق وقفن الفتيات الثلاث فى حالة يرثى لها، علامات الحزن تظهر عليهن بعد أن فقدن مصدر الحب والحنان، فقدن الأم التى كانت بمثابة الفانوس السحرى لتلبية طلباتهن والتى يفشل الأب الكسول عن تلبيتها.
وقالت الفتيات بأن والدتهن فى الفترة الأخيرة كانت تحلم بترميم حوائط الشقة ودهنها بألوان حديثة لتكون لائقة لاستقبال من يتقدم لخطبة إحدى الفتيات لتكون واجهة لهن، ودخلت فى جمعية مع إحدى معارفها بقيمة ألف جنيه فى الشهر ولم يمر منها سوا شهران فقط، ورحلت قبل أن تُنهى حلمها.
وأشارت الفتيات إلى أن الأم الضحية كانت مكافحة تعمل من أجل بضع جنيهات لمساعدة الأب، الذى كان يعاملهن جميعا بقسوة ويعتدى عليهن بالضرب لأتفه الأسباب.
وعن يوم الجريمة، قالت الابنة الكبرى، «كنا تحت ما شوفناش حاجة.. بس عرفنا كل حاجة وقت تمثيل الجريمة».
الزوح: زعلان عليها
أدلى الزوج القاتل ويعمل سائقًا عمره 40 سنة، امام اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة، واللواء أحمد الوتيدى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، باعترافات تفصيلية عن جريمته أمام جهات التحقيق، مؤكدا أنه قتل زوجته بفوطه خنقا بعد تهديدها بالقتل، قائلا: «قولتلها لو نزلتى هقتلك.. وهى صممت وكانت نازلة.. محسيتش بنفسى غير وأنا بخنقها».
وأكد الزوج أنه يعانى من ضيق فى الرزق وعدم قدرته على تلبية احتياجات أسرته لعدم انتظامه فى العمل، وأنه يعمل كسائق يتقاضى 100 جنيه أو 120 جنيها فى اليوم ويعمل يومين أو ثلاثة فى الأسبوع، وأوضح أنه يعانى من مشكلات أسرية مع زوجته لاعتقاده أنه تكذب عليه، وأبدى ندمه على جريمته وحرمان أطفاله الثلاثة من والدتهن لعلمه ارتباطهن الوثيق بها، قائلا: زعلان عليها وربنا يغفرلها ويسامحنى.
وفى يوم الجريمة، صعدت المجنى عليها إلى المنزل ونشبت بينهما مشادة كلامية، بسبب رفضها توفير وجبة العشاء له، واستمرارها فى معايرته بعدم توفير نفقات المنزل منذ سنوات، وانها هى التى تصرف عليه هو وابنائه، مما اثار حفيظته، ونفذ جريمته، وترك الجثة داخل غرفة النوم، وجلس بجوارها يفكر فى كيفية إخفاء آثار الجريمة، حتى صعود جارتهم التى اكتشفت انه قتلها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجني عليه مواجهة الجانى وراء الجريمة
إقرأ أيضاً:
أول مول للمنتجات المستوردة من 140 سنة.. قصة عمارة الثلاث خواجات بالإسكندرية
عمارة ديفيز بريان من أشهر الأبنية المميزة والقديمة في عروس البحر الأبيض المتوسط، وتعرف أيضا باسم عمارة الثلاث خواجات ويعود عمرها إلى 140 سنة، وهي أول مول للمنتجات المستوردة وبنيت على الطابع المعماري النمساوي، و لا زالت تحتفظ برونقها الجمالي حتى الآن، وتجذب الأنظار إليها.
يقول محمد السيد مسؤول الوعى الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، إن عمارة ديفيز بريان بناها المهندس اليوناني ديميتريوس فابريسيوس عام 1865 على الطراز النمساوي، وكان يعمل مديرا للقصور في عهد الخديوي إسماعيل، ولذلك عرفت باسم العمارة الخديوية، واشتهرت أيضا باسم «الصالون الأخضر» نسبة إلى محل الصالون الأخضر الشهير الذي كان موجودا أسفلها، وهي مسجلة في قائمة المباني التراثية بالإسكندرية برقم 68، وكانت تضم أول مول للمنتجات الأجنبية المستوردة.
عائلة ديفيز بريانويضيف أن صاحب العمارة يدعى جون ديفيز بريان، وهو الأخ الأكبر لثلاثة إخوة هم روبرت وإدوارد وجوزيف، وتعود أصولهم لمدينة كارنارفون في ويلز التي كانت تابعة لبريطانيا، وانتقلوا إلى مصر عام 1886، بتشجيع من أبن خالتهم صموئيل إيفانز الذي كان يعيش بالإسكندرية، واستقروا في القاهرة، ثم افتتحوا محلا في فندق الكونتنينتال عام 1887، لبيع الأحذية والحقائب المستوردة من أوروبا.
وتابع أنه ذاعت شهرة العائلة والمحلات الخاصة بها، فأرسل جون شقيقيه إدوارد وجوزيف إلى الإسكندرية، لافتتاح فرع آخر لنشاطهم التجاري، وفي عام 1888 تم افتتاح المحل، وشيدت العائلة عمارة ضخمة في القاهرة عرفت باسم ديفيز بريان أو العمارة الحمراء أو عمارة الشوربجي في منطقة وسط البلد بشارع عبد الخالق ثروت، إلى جانب عمارة عروس البحر الأحمر المتوسط.