دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع بداية فصل الربيع بدأ الحديث عن "الغزاة". وعلى طول ساحل البحر الأدرياتيكي الشمالي لإيطاليا وفي مزارع الأسماك بإقليم توسكانا، كان الصيادون يسحبون شباكهم ليجدوا محصولهم ناقصًا.

ثم بدأوا باكتشاف أن رؤوس ثعابين المياه (الأنقليس) كانت مقطوعة الرأس، بينما لحوم المحار وبلح البحر كانت قد أُكلت.

والجاني الأكبر، سرطان البحر الأزرق الأطلسي، والذي يهدد راهنًا أرباح المحار السنوية التي توازي ملايين الدولارات، وأدخل لأول مرة في المياه الآسنة للسفن التجارية والسفن السياحية الأجنبية، منذ سنوات عدّة.

وخلال بضع سنوات فقط، تكاثرت هذه الكائنات، التي تُنتج مليوني بيضة سنويًا، ولا يوجد أي مفترسات طبيعية لها في إيطاليا، الأمر الذي قضى على محصول بعض الصيادين من المحار وبلح البحر.

وقدّرت مجموعة الصناعات الزراعية "FedagriPesca" أن أكثر من نصف المحار وبلح البحر في البلاد تناولها السلطعون الأزرق هذا الصيف.

حلول الطهي صياد يضع محصول صيده من السلطعون الأزرق في بحيرة سكاردوفاري، جنوب مدينة البندقية، إيطاليا، في 11 أغسطس/ آب 2023.Credit: Piero Cruciatti/AFP/Getty Images

بداية، أوصت الحكومة باصطياد وقتل السلاطيع، التي تُعتبر من الأطباق الشهية في أجزاء أخرى من العالم.

ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تمكن بعض الصيادين، الذين كانت شباكهم محملة بالوحوش الصغيرة، من تحقيق دخلهم وسط هذه الفوضى.

الآن يُحوّل الإيطاليون القشريات القاتلة إلى وجبة طعام شهية، ويضمّنوها في أطباق الريزوتو، والمعكرونة، وحتى السلطات.

ونصحت مجموعة المزارعين الإيطاليين "كولديريتي" بتقديم السلطعون الأزرق مع إكليل الجبل في السلطة، أو مع الثوم المقلي فوق السباغيتي.

وأفادت المجموعة في بيان داعم لحصاد وبيع السلاطيع الغازية: "هذه بعضٌ من الأطباق التي يوصي بها الطهاة والصيادون والمزارعون في كولديريتي، لمواجهة الغزو القاتل الذي يدمر السواحل الوطنية، ويلحق أضرارًا بملايين الدولارات".

وتابع البيان أنّ "الهدف هو المساعدة على احتواء الانتشار المفرط للسلطعون الأزرق الذي يسيطر على قاع البحر في سواحلنا، الأمر الذي يُحدّد الفرص الاقتصادية للمناطق المتضررة بشدة".

وقال علماء الأحياء البحرية إن ارتفاع مياه البحر الدافئة ودرجات الحرارة الأعلى من المتوسط يترجم بأنّ السرطانات ستتكاثر وتتولى زمام الأمور.

ولقد تم العثور عليها بالفعل على طول الساحل الإيطالي الشاسع وحتى في دلتا بو، الموقع التراثي التابع لليونسكو والمعروف بتنوع المحار "vongole veraci" التي فُقدت إلى حد كبير هذا الصيف.

وقال إنريدكا فرانشي، عالم الأحياء البحرية والباحث في جامعة سيينا: "بالعادة، عندما تنخفض درجات حرارة الماء إلى أقل من 10 درجات مئوية (50 درجة فهرنهايت)، لا يتمكن هذا النوع من السلاطيع من البقاء على قيد الحياة. لكن الآن يجد السلطعون درجة الحرارة المثالية لمدة 12 شهرًا في السنة".

"كارثة طبيعية" السلاطيع الزرقاء تأكل المحار.. Credit: Piero Cruciatti/AFP/Getty Images

وخصصت الحكومة الإيطالية مبلغ 2.9 مليون يورو للمساعدة على دعم الصيادين ومحاربة الغزو في البلاد التي تُعد أكبر منتج للمحار في أوروبا.

ورغم أنّ السلاطيع تبدو كأنها تفضل القشريات مثل البطلينوس، وبلح البحر، والمحار، إلا أنها تهدد أيضًا أرباح صيد ثعابين البحر والدنيس في توسكانا.

وتعتقد مجموعة كولديريتي أن هذه "الكارثة الطبيعية" تشكل تهديدا لصناعة صيد الأسماك في كل إيطاليا، محذرة من أنّ غزو السلطعون الأزرق أدى بالفعل إلى فقدان الوظائف، وإخراج الصيادين الذين يعتمدون على المحار وبلح البحر من العمل هذا العام.

واقترح حزب "إخوة إيطاليا" الحاكم التابع للحكومة الإيطالية إمكانية تحويل مصانع التونة وغيرها من مصانع تعليب الأسماك إلى مصانع معالجة السلاطيع كوسيلة "لصيد الأسماك" المفترسة على أمل الحد من وجودها.

ولم يتمكن السلطعون الأزرق، الذي تبلغ قيمته السوقية ما يقارب الـ80 دولار للكيلوغرام الواحد في الولايات المتحدة وآسيا، من ضخّ الكثير من المال في السوق الإيطالي، حيث حدد اتحاد الصيد سعر البيع القانوني له بما يقارب الـ10 دولارات للكيلوغرام الواحد.

لكن في غالبية المتاجر، يكون السعر المعروض أقل من 6 دولارات للكيلوغرام الواحد، وخاصة أن العرض يفوق الطلب بكثير. وبخلاف ذلك، فإن سرطان البحر الملك، يشكل طبقًا نادرًا في دول البحر الأبيض المتوسط، ويُباع بمبلغ يصل إلى ما يقارب الـ100 دولار للكيلوغرام الواحد.

وأصبح السلطعون الأزرق سريعًا عنصرًا مميزًا بالمطاعم في جميع أنحاء البلاد، في المقام الأول مع صلصة السباغيتي والطماطم الطازجة.

والتُقطت صورة لرئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني مع طبق من السلطعون في صورة شاركها صهرها فرانشيسكو لولوبريجيدا، وهو أيضًا وزير الزراعة الإيطالي.

كما نشر لولوبريغيدا أيضًا مقاطع فيديو على "فيسبوك" حول إبداعاته الخاصة في طهي السلطعون، مصرًّا على أن هذا المفترس يمكن أن يشكل "فرصة اقتصادية للكثيرين".

بيع أسماك "العدو" السلطعون الأزرق طبق شهي قد يجد البعض صعوبة في هضمه.Credit: Piero Cruciatti/AFP/Getty Images

ومع تزايد شعبيتها داخل المطاعم في إيطاليا، يتخذ نشطاء حقوق الحيوان خطوات لحماية السلاطيع، خصوصًا الصغار منها، التي يُزعم أنه يتم صيدها واستخدامها "كألعاب للأطفال".

ونددت غابرييلا جيبين، من مجموعة حماية حقوق الحيوان "Coordinamento Tutela Diritti Animal" التي تتّخذ من روفيغو بإيطاليا مقرًا لها، بسوء معاملة السلطعون الأزرق، زاعمة أنها شاهدت أدلة فوتوغرافية على إساءة معاملة هذه الكائنات.

وكتبت في منشور لها على "فيسبوك": "يتم وضعها في دلاء، وتعذيبها حتى تقطع مخالبها، ثم تُقتل بالعصي".

وأضافت أنها عاينت أدلّة على اصطياد السلاطيع وإطلاقها في مواقف السيارات أو على طول الخنادق من دون إمكانية الوصول إلى المياه. ولكن لم يرحب جميع أصحاب المطاعم بهذه الإضافة الجديدة إلى مشهد الطعام.

وقال ليونيلّو سيرا الذي يدير مطعم "Antica Osteria Cera di Campagna Lupia" الحائز على نجمتي ميشلان، إنه جربه في أطباق مختلفة، لكنه لن يضع السلطعون الأزرق ضمن قائمته في أي وقت قريب.

ولفت في تدوينة حديثة إلى أنه يدمر بحيرتنا، ويمكن القول إنه سيحل قريبا محل السلطعون العنكبوتي.

إيطالياالبندقيةحيوانات بحريةغذاءنشر الجمعة، 08 سبتمبر / ايلول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: البندقية غذاء التی ت

إقرأ أيضاً:

المونتير أحمد حافظ: تراب الماس أقرب الأفلام لقلبي.. والفيل الأزرق تنفيذه صعب

تحدث المونتير أحمد حافظ عن كواليس عمله بمهنة المونتاج خاصة في بداية مشواره الفني، وذلك في جلسة حوارية اليوم بدار الأوبرا المصرية، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45.

وقال «حافظ» خلال الندوة بمهرجان القاهرة السينمائي: «أول محطة في حياتي شاهدني بها المخرج هادي الباجوري وأنا عندي 16 سنة، هو أول واحد شغلني وله الفضل في ذلك واستعان بي وقتها بسبب غياب المونتير الخاص بي».

لا يوجد مخرج سهل تعاملت معه

وأضاف أحمد حافظ: «أقرب فيلم لي ومن قلبي هو فيلم تراب الماس أحببته بشدة، خاصة أنَّ معظم عملي كان مع مخرجين صعبين، فأنا أتمنى العمل مع مخرج سهل، فخلال مشواري الفني لا يوجد أي مخرج سهل اشتغلت معاه، لكن أصعب فيلم بالنسبة لي هو الفيل الأزرق كان صعب في تنفيذه، لأننا كنا نحاول نفهمه في أثناء المونتاج».

العلاقة بين الممثل والمونتير

قال المونتير أحمد حافظ، إنَّ علاقته بالممثل دائمًا يحكمها الشاشة، ولا يمكن أن تتدخل العلاقات الشخصية في مونتاج عمل فني، مستشهدًا بأن ذلك حدث مع زوجته الفنانة جميلة عوض، التي قالت له نصا «إنت بتحذف من مشاهدي ليه؟».

وعلقت الفنانة جميلة عوض على حديثه قائلة خلال الندوة «أنا كنت حاسة إنه مقصوص مشاهدي من فيلم الضيف، وتحدثت معه بشأن ذلك، رغم أننا لم يكن بينا علاقة في ذلك التوقيت، ليرد علي وقتها قائلا السؤال ده بيعصبني».

مقالات مشابهة

  • السودان ... موجات النزوح تستمر بسبب الاقتتال العنيف
  • السودان: توقعات باستقرار درجات الحرارة وأمطار خفيفة على ساحل البحر الأحمر
  • العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • البيت الأبيض: بايدن وماكرون ناقشا تأمين اتفاق لوقف النار في لبنان
  • الدعم السريع يستعيد السيطرة على مناطق بولاية النيل الأزرق
  • الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في “المصحف الأزرق” الشهير
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • المونتير أحمد حافظ: تراب الماس أقرب الأفلام لقلبي.. والفيل الأزرق تنفيذه صعب
  • لحج.. إقرار لجنة لمعالجة الصعوبات التي تواجه المستثمرين