تستمر معاناة الأسر في اليمن وسط اختلال أنظمتها الغذائية مع تخلي نسبة كبير منها عن قائمة طويلة من الأطعمة أو تقليص استهلاكها، والتي لم تعد تتوقف عند حدود اللحوم والدواجن وأصبحت تشمل الخضروات والفاكهة والبقوليات والأرز ومختلف منتجات الألبان.

 

ويعاني اليمن من انعدام الأمن الغذائي الذي لا يزال عند مستويات عالية للغاية مع توسع نسبة الأسر غير القادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية والتي يقدرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بما يقارب 50%، ناهيك عن ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من عدم كفاية استهلاك الغذاء إلى أكثر من 55%.

 

يقول المواطن صابر الشوافي، من سكان صنعاء لـ"العربي الجديد"، إن التقشف أصبح مفروضا بشكل تلقائي وإجباري لدى أسرته المكونة من 6 أفراد، يكافح من يستطيع العمل منهم على توفير الاحتياجات الضرورية اليومية كالخبز والدواء وفواتير الخدمات العامة وإيجار المسكن.

 

في حين يؤكد المواطن جلال فيصل أن تركيز أسرته ينصب على توفير وجبة واحدة جماعية في اليوم وهي وجبة الغداء التي لا تخرج عن نطاق "العصيد" بشكل يومي لسهولة إعدادها وتكاليفها المناسبة، حيث تتكون من الطحين وخلطة بالماء المغلي حتى ينضج وتناولها مع "الزبادي"، بينما تعتمد بقية الوجبات على قدرة كل فرد في الأسرة على توفيرها.

 

وحسب مراقبين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فقد توسعت سياسة التقشف في اليمن لتشمل نسبة كبيرة من الأسر تتجاوز 70%، إضافة إلى انخفاض معدل انتشار الاستهلاك الغذائي وعدم كفايته بين الأسر في معظم المناطق اليمنية مع تغير أنماط الاستهلاك وتأثيره على تراجع استهلاك الغذاء، وتقلص عدد الوجبات اليومية. ويلاحظ توقف كثير من اليمنيين عن تناول الوجبات والأطعمة المرتفعة أسعارها، أو التي تتطلب عملية إعدادها تكاليف إضافية.

 

ويرجع الباحث الاقتصادي منير القواس، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أسباب ذلك إلى انعدام السيولة لدى اليمنيين مع توقف صرف رواتب الموظفين المدنيين التي كانت تشكل شريان حياة لأسر الموظفين والأسواق والقطاعات الخدمية من كهرباء ومياه واتصالات.

 

بالرغم من ذلك، تحافظ أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية على سقفها المرتفع كما يلاحظ ذلك في أسعار مختلف السلع الغذائية، إذ يتراوح سعر الدقيق (50 كيلوغراما) في عدن ومناطق الحكومة المعترف بها دولياً بين 25 و33 ألف ريال وأكثر من 16 ألف ريال في صنعاء وجزء من مناطق نفوذ الحوثيين. ويصل سعر كيس الأرز (50 كيلوغراما) إلى أكثر من 50 ألف ريال في عدن وحوالي 35 ألف ريال في صنعاء، ويتجاوز سعر السكر 38 ألف ريال في مناطق الحكومة اليمنية ونحو 22 ألف ريال في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

ويقدر الباحث الاقتصادي جمال راوح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، نسبة اليمنيين الذين لم يعودوا يتناولون اللحوم بأكثر من 75% والذي يشمل المدن والمناطق الريفية التي لم تعد منتجة للدواجن، التي اعتادت كثير من الأسر تربيتها في منازلها خلال أوقات سابقة، في حين تعتمد المدن والمناطق الساحلية على الأسماك كوجبة رئيسية يتم تفضيلها على الدواجن واللحوم، والتي بدورها تشهد انخفاضا في عملية استهلاكها.

 

ويتجه برنامج الأغذية العالمي لخفض وتقليص نطاق وحجم أنشطته في اليمن بسبب محدودية التمويل، والتي تشمل برنامج تعزيز القدرة على الصمود وسُبل المعيشة. ويتلقى حالياً نحو 13.1 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن حصصاً غذائية عبر برنامج المساعدات الغذائية العامة وتُعادل هذه الحصة حوالي 40%من مكونات السلة الغذائية القياسية. وفي حال عدم الحصول على تمويل جديد، يتوقع البرنامج أن يتأثر قرابة 3 ملايين شخص في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ونحو 1.4 مليون شخص في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: العربی الجدید ألف ریال فی

إقرأ أيضاً:

ضمن «تكافل وكرامة».. بشرى سارة للأسر الأولى بالرعاية بمناسبة العام الدراسي الجديد

أطلقت مؤسسة «فيكم الخير» للتنمية المستدامة بالتعاون مع شركة «AHS»، جروب مبادرة «أولادنا أمانة»، لتقديم مساعدات مالية وعينية لعدد من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً، تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي وتعظيماً لدور المجتمع المدني كشريك في التنمية المجتمعية، بحضور رأفت شفيق، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي للحماية الاجتماعية وبرامج دعم شبكات الأمان الاجتماعي والتمكين الاقتصادى والتنمية البشرية.

وشهدت المبادرة تقديم مساعدات لعدد من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً المستفيدين من برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة"، وذلك لتخفيف الأعباء عن كاهل هذه الأسر بمناسبة قرب العام الدراسي الجديد.

وسلمت مؤسسة «فيكم الخير» مبلغا ماليا بقيمة 2000 جنيه لكل أسرة، بالإضافة إلى الأدوات المدرسية اللازمة، والتي تساعد أبناء هذه الأسر بمراحل التعليم المختلفة على استكمال مشوارهم التعليمي للعام الدراسي الجديد 2024/2025.

وأكد رأفت شفيق، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي للحماية الاجتماعية وبرامج دعم شبكات الأمان الاجتماعي والتمكين الاقتصادى والتنمية البشرية، أن برنامج الدعم النقدي المشروط «تكافل وكرامة» موجه لكل الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا من أهالينا في المجتمع المصري، حيث تستهدف الدولة من خلاله وصول الدعم لمستحقيه.

وقدم شفيق الشكر لمؤسسة «فيكم الخير» للتنمية المستدامة لتنظيم هذه المبادرة والتي تستهدف تقديم الدعم المادي لعدد من الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاً، إضافة لتقديم الحقيبة المدرسية لأبنائهم، مؤكدًا أن الوزارة مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم والرعاية والمساندة للأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا تحقيقا لدورها القائم علي تنفيذه ضمن برنامج عمل الحكومة المصرية.

من جهتها، قدمت ابتسام سعد، رئيس مجلس أمناء الؤسسة، الشكر لوزيرة التضامن الاجتماعي على رعايتها للمبادرة.

وشهد إطلاق المبادرة مشاركة ابتسام سعد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "فيكم الخير" وأيمن حامد سليمان، رئيس مجلس إدارة شركة «AHS» جروب وعدد من ممثلي العمل الأهلي، وذلك بمقر وزارة التضامن الاجتماعي بالعجوزة.

مقالات مشابهة

  • ضمن «تكافل وكرامة».. بشرى سارة للأسر الأولى بالرعاية بمناسبة العام الدراسي الجديد
  • قرن ونصف… ما المدة التي يحتاجها سكان طهران لاقتناء منزل؟
  • اليمنيون يتظاهرون في وهولندا احتجاجًا على قرار تصنيف اليمن ضمن البلدان الآمنة
  • المباريات التي سيغيب عنها أولمو مع ريال مدريد بعد إصابته
  • متى يتم إعفاء المُسن من نفقات الإقامة بمؤسسات الرعاية وفقًا للقانون الجديد؟
  • بسبب الفيضانات.. إخلاء إجباري لبلدة جنوب غرب بولندا
  • اليمن تشارك في المنتدى العربي السادس للمياه في أبو ظبي
  • مختص: الشوكولاتة من بين العناصر الغذائية التي تحفز على الإصابة بالصداع النصفي
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • طبيبة أسنان توضح ما هي المواد الغذائية التي تغير لون الأسنان