تبطئ الهجوم وتهدد المستقبل.. أوكرانيا أمام تحديات تطهير ثلث أراضيها من الألغام
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تسير عمليات إزالة الألغام الكثيفة من الأراضي الأوكرانية بـ"بطئ شديد"، حيث يتطلب تطهير قطعة أرض زراعية لا تتجاوز مساحتها حوالي نصف مساحة ملعب كرة قدم، أكثر من شهر، مما يعرقل جهود الهجوم الأوكراني المضاد، ويهدد حياة السكان في المدن والقرى التي استعادتها قوات كييف.
وتوضح هذه الوتيرة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" حجم التحديات التي تواجه أوكرانيا في تخليص أراضيها من مخلفات الحرب، مبرزة أنه "يتعين عليها إزالة الألغام التي تعيق هجومها المضاد، وأيضا تطهير المتفجرات من أي أرض تستعيدها".
وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الخميس، خلال زيارة لموقع تشيرنيهيف، القريب من الحدود مع بيلاروسيا، حيث تتناثر قطع من العتاد الحربي وتسير عمليات إزالة حقول المتفجرات، إن "ما يصل إلى ثلث أراضي أوكرانيا بحاجة للتخلص من الألغام".
وزرعت القوات الروسية الألغام في مساحات شاسعة من خطوط المواجهة، لإبطاء تقدم القوات الأوكرانية وتوجيه الجنود نحو مواقع، حيث يمكن للطائرات والمدفعية والمسيرات أن تهاجمهم.
وعندما شنت كييف هجومها المضاد في يونيو، اضطرت القوات الأوكرانية التي تحاول استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا إلى التنقل عبر حقول مليئة بالألغام، حتى قبل أن تصل إلى خط الدفاع الروسي الرئيسي. وقُتل العديد منهم أو شوهوا بسبب المتفجرات المخبأة في هذه العملية.
وأوضح عدد من المسؤولين الأوكران أن العقبة الرئيسية التي كانت تعرقل تقدم القوات الأوكرانية هي "عمق حقول الألغام" التي أقامها الجيش الروسي خلال أشهر، والتي تراوحت من "أربعة إلى ستة عشر كيلومترا".
وبعد انسحاب القوات الروسية من المناطق المحيطة بكييف في الأيام الأولى من الحرب، قال المزارعون في شمال أوكرانيا إنهم وجدوا حقولهم المليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة والحفر الكبيرة، مما يجعل العودة الفورية إلى الزراعة مستحيلة.
سنوات ومليارات الدولاراتويقول خبراء إن إزالة الألغام واستعادة الحالة الطبيعية للأراضي قد تستغرق سنوات، وسط تقديرات بأن هذه العمليات ستكلف كييف مليارات الدولارات وعددا كبيرا من الأرواح.
وتقدر أوكرانيا أن حوالي 67 ألف ميل مربع من البلاد - أو أقل بقليل من ثلث إجمالي مساحتها- قد تحتوي على مخاطر متفجرة، ومن بينها حوالي 9600 ميل مربع عبارة عن أراضٍ زراعية.
ونقلت مجلة "نيوزويك" عن مايك نيوتن، المسؤول بمنظمة "هالو تراست - HALO Trust" غير الحكومية المتخصصة في إزالة الألغام، قوله إن خلال العام الماضي تم إجراء مقارنات بالوضع أثناء الأزمات في البوسنة والهرسك وكرواتيا في غرب البلقان "لكن بلا شك اتضح أن هذا الوضع هو الأسوأ في أوروبا وربما في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".
ويتعرض المدنيون الذين يعيشون في مواقع مثلا تشيرنيهيف للأخطار الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة، والتي تناثرت بالبلدة بعد قصف مبنى مزرعة استحوذت عليه روسيا ليكون مستودعا للأسلحة في الأيام الأولى من الحرب.
تقول ناتاليا سوشينكو، رئيسة فريق مؤسسة إزالة الألغام السويسرية، وهي منظمة غير حكومية تعمل على تأمين أراضي المنطقة، التي كانت حقولا للذرة خلال سنوات ما قبل الحرب.
وتضيف أنها أخبرت بلينكن، الخميس، أن المزارعين طلبوا منهم تطهير الأرض "بشكل أسرع قليلاً".
وأعلن بلينكن، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تقليل التأثيرات الطويلة المدى للحرب على أوكرانيا، ستقدم 90 مليون دولار إضافية كمساعدات لإزالة الألغام، وتمويل عمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل في هذا المجال بالبلاد.
ويقترب الرقم الذي أعلن عنه المسؤول الروسي من مضاعفة المبلغ المخصص لإزالة الألغام في أوكرانيا، منذ أن تعرضت البلاد للعدوان الروسي في عام 2014، وفقا لوول ستريت جورنال.
"تعقيدات العملية"وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن التحدي لا يزال كبيرا بالنظر لحجم المهمة وتوقيت العملية، موضحة أن أوكرانيا تتوفر على 3 آلاف شخص مؤهل للمشاركة في جهود إزالة الألغام، إضافة إلى 26 مركبة مخصصة للقيام بهذا الغرض، وفقا لأرقام وزارة الاقتصاد الصادرة في يوليو الماضي.
وبالإضافة إلى ضعف الموارد البشرية والمعدات، فإن عدم القدرة على الوصول إلى الأراضي المحتلة وتهديدات الهجمات الروسية المستمرة، "تزيد العملية تعقيدا".
وستكون إزالة الألغام "مسألة حاسمة" أيضا ضمن في مساعي كييف إلى استعادة أراضيها الزراعية للمساهمة في الأمن الغذائي الدولي، وفقاً لنائبة رئيس الوزراء يوليا سفيريدينكو.
ولكن الصحيفة تشير إلى أنه قبل تطهير الأراضي الزراعية، تحتاج طرق حيوية وخطوط الكهرباء ومناطق سكنية وترفيهية أيضا إلى عمليات تطهيرها من الألغام.
وقالت خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا إنها فتشت حوالي 359 ميلا مربعا من الأراضي و29 ميلا مربعا من المياه وعطلت 427 ألف جسم متفجر.
وأضافت المؤسسة الأوكرانية، الخميس، على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "يشارك أكثر من 700 خبير متفجرات في العمل كل يوم ومعهم 200 قطعة من المعدات".
ويكشف مسؤولون أميركيون بأن القذائف الروسية - بما في ذلك ما يسمى بالذخائر العنقودية التي تطلق مجموعة من القنابل الصغيرة، لديها "معدل فشل مرتفع نسبيا"، مما يعني أن القنابل الصغيرة أو غيرها من الذخائر يمكن أن تشكل تهديدا للمدنيين لسنوات قادمة.
وزودت واشنطن أوكرانيا بذخائر عنقودية لمساعدتها في هجومها المضاد المتمركز في جنوب شرق البلاد، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن معدل فشل تلك القنابل الصغيرة أقل، وإن الأوكرانيين مجهزون بشكل أفضل لتحديد الأسلحة التي يحتاجونها لردع موسكو مع تقليل المخاطر التي تهددهم.
وتضمنت حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع أيضا قذائف اليورانيوم المنضب، والتي يستخدمها الجيش الأميركي بانتظام والتي يتوقع أن تكون فعالة للغاية ضد الدبابات الروسية.
ويمكن إطلاق هذه القذائف بسرعة عالية، وستكون قادرة على اختراق الدرع الأمامي للدبابات الروسية من مسافة بعيدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إزالة الألغام
إقرأ أيضاً:
اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
دعا اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشروط متساوية وتنفيذ الاتفاق بالكامل.
تطورات الحرب الروسية الأوكرانيةوجاء في مسودة البيان التي تمت نشر مقتطفات منها: "دعت أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى المقابلة بالموافقة على وقف إطلاق النار بشروط متساوية وتنفيذه بالكامل"، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.
وأضافت: "أكد الأعضاء أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم احترامه، وشددوا على الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان أن تتمكن أوكرانيا من ردع أي أعمال عدوانية جديدة والدفاع ضدها".
ووفقًا لثلاثة مسؤولين من مجموعة دول السبع فإن الدبلوماسيين توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن تغييره للسياسات الغربية في التجارة والأمن والملف الأوكراني.
وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.
واجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، في بلدة لا مالباي السياحية النائية، الواقعة على تلال كيبيك، يومي الخميس والجمعة، في اجتماعات كانت تحظى في السابق بإجماع واسع.
ولكن في الفترة التي سبقت أول اجتماع لمجموعة السبع برئاسة كندا، واجه صياغة بيان ختامي متفق عليه صعوبة بسبب الخلافات حول الصياغة المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط، ورغبة واشنطن في صياغة أكثر صرامة تجاه الصين.
وأمس، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، مبينا أن هذا الموافقة تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة.
وفي في 11 مارس الحالي، جرت مفاوضات بين وفدين أمريكي وأوكراني في مدينة جدة السعودية، وأعربت أوكرانيا في بيان مشترك صدر من قبل الأطراف، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وأن واشنطن سترفع على الفور التوقف عن تقديم المعلومات الاستخباراتية وتستأنف تقديم المساعدة إلى كييف.
الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتملفي هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل في ظل ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أنه تبنى إنهاء هذه الحرب قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لعلاقاته مع الرئيس الروسى بوتين، لكن الأهم في اعتقادى أن روسيا أيضا رغم تحقيقها انتصارات في أرض الميدان وتتفاوض من واقع القوة إلا أنها ترغب في إنهاء هذه الحرب، بما يحقق شروطها، والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب تريد أن تنهى الحرب لكن بمقابل، والمقابل هو صفقة المعادن النادرة التي يحص الرئيس ترامب على عقدها مع أوكرانيا، لكن في الوقت ذاته، هناك اعتبارات سياسية للولايات المتحدة أخرى خاصة أنها ترى ضرورة مواجهة التحالف الاستراتيجيى الكبير الذى عظم بعد هذه الحرب بين الصين وروسيا.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلى له خصوصية خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل وارتباطه باللوبى الصهيونية وبمعتقدات دينية واستعمارية تتجلى منذ بدء هذا الصراع، لكن تسوية في أوكرونيا ستكون بمثابة بادرة لأمل على الأقل لإنهاء الحرب على غزة، من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية.
مصر وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانيةوأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية، أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
وقالت وزارة الخارجية: "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية".
وأضافت الخارجية في بيانها: "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".
وتابعت: "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".
وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.
واختتمت الخارجية بيانها بالقول: "لقد عانت الإنسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".