توقع تقرير نشرته المؤسسة البحثية الأميركية "المجلس الأطلسي" على موقعها الإلكتروني أن تستمر الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء السورية حتى يتغير نظام الرئيس بشار الأسد.

وتطالب الاحتجاجات الجماهيرية، التي تواصلت على مدار الأسبوعين الماضيين في المحافظة الواقعة جنوبي البلاد، بتنحي الأسد والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254)، الذي وضع خريطة طريق لعملية سلام في سوريا تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات.

وجاء في تقرير المجلس الأطلسي -وهو مؤسسة بحثية أميركية- أن النظام السوري تبنى سياسات اقتصادية "فاشلة"، وعجز عن تأمين احتياجات مواطنيه. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الشعب السوري أن النظام الحاكم غير مهتم بإنفاذ حل سياسي يفضي إلى واقع جديد للسوريين، "واقع يسمح بإعادة الإعمار ورفع العقوبات".

وتعززت هذه القناعة بعدما تبين أن النظام يمنح عقودا تتيح لروسيا وإيران الوصول إلى موارد البلاد، في حين أن الشعب السوري يعاني.


 

أموال منهوبة

ووفقا لتقرير المؤسسة البحثية، فإن نظام الأسد والطبقة الحاكمة "غارقون في الأموال المنهوبة من الشعب من خلال شبكة عميقة من الفساد، الذي زاد طينه بلة تدمير البنى التحتية منذ اندلاع القمع العسكري الشديد في 2011".

وأعاد التقرير إلى الأذهان ممارسات النظام تجاه شعبه، مشيرا بوجه خاص إلى تهجيره ما يقرب من نصف سكان البلاد، وقتله مئات الآلاف، واعتقاله أكثر من 100 ألف.

ووقعت احتجاجات مماثلة في أجزاء أخرى من سوريا، لا سيما في درعا وإدلب والرقة ودير الزور وحلب. بل إن أصوات المعارضة من الساحل السوري -معقل النظام الرئيسي- تتعالى وتطالب علنا بالتغيير ورحيل الأسد.


تحريض

وأوضح المجلس الأطلسي في تقريره أن انتفاضة السويداء -التي ظلت تحت سيطرة الحكومة طوال سنوات ما بعد الثورة- قوبلت بتحريض من إعلام النظام على أهالي المحافظة، واتهامهم بالخيانة والتربح، "واستخدم النظام هذا التحريض على المتظاهرين لغرس الفرقة بين السوريين، وخلق ذريعة لاعتقالهم وربما الاعتداء عليهم مستقبلا".

وحسب التقرير، يخشى أهالي السويداء من أن يستخدم النظام المليشيات أو الجماعات التابعة له -مثل حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني- لقمع حركة الاحتجاجات مثلما فعلت سابقا في محافظات أخرى.

وتأتي الاحتجاجات الحالية في السويداء في مرحلة حساسة وحرجة بعد أن تبددت آمال السوريين في الغرب والدول العربية في إيجاد مخرج من الأزمة، بحيث من الواضح أن الأسد لم يبد اهتماما بالانخراط في المبادرة العربية أو أي حل سياسي، على الرغم من تطبيع علاقاته مع دول عربية مايو/أيار الماضي.


النظام غير مكترث

ولم يتخذ النظام أي خطوات لبناء الثقة، ولم يكترث لتداعيات قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولم يلتزم بالعملية السياسية. بل على العكس من ذلك -في مقابلته الأخيرة مع سكاي نيوز عربية في التاسع من أغسطس/آب- بدا الأسد غير مبال بالسياسات المتهورة التي أدت بالبلاد إلى التفكك والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

ويمضي التقرير إلى القول إن الدول العربية تتحمل اليوم مسؤولية تاريخية لإعادة النظر في حساباتها، "كما عليها أن تتذكر أن دعم النظام السوري لن يجلب استقرارا للمنطقة، بل بالعكس ستستمر الأزمة وسيدفع الشعب السوري الثمن من دمه ورزقه".

وانتقد المجلس الأميركي المجتمع الدولي وحمّله مسؤولية الوضع الراهن في سوريا، لافتا إلى أنه لم يتعامل بجدية مع جرائم النظام، ولم ينجح في فرض حل سياسي أو وضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ.

واعتبر الاحتجاجات "آخر بارقة أمل" للشعب السوري، و"اختبارا أخلاقيا للعالم".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كل ما تريد معرفته عن نظام دوري أبطال أوروبا بالتفصيل

لا يخفى على أحد أن مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هي أهم بطولات الأندية على الإطلاق في العالم وأكثرها شعبية ومتابعة، لكن تعديل نظامها بشكل جذري هذا الموسم جعلها مربكة بعض الشيء لمتابعي المستديرة.

كل ما تريد معرفته عن نظام دوري أبطال أوروبا بالتفصيل

منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1955 تحت مسمى كأس الأندية الأوروبية البطلة، مرورًا بتغيير التسمية اعتبارًا من 1992 لتصبح دوري أبطال أوروبا، دأب الاتحاد الأوروبي للعبة  على إجراء تعديلات على أنظمتها بهدف تكييف المسابقة كي تواكب التغييرات الأوسع في اللعبة.
وهذا الأسبوع، تنطلق حقبة جديدة مع توسيع المشاركة من 32 فريقًا إلى 36، بنظام مجموعة واحدة يخوض فيها كل فريق ثماني مباريات مع ثماني فرق مختلفة، بواقع أربع على أرضه ومثلها خارج الديار.

ولضمان أن يقدم الشكل الجديد الأفضل للأندية واللاعبين والمشجعين، استند الاتحاد الأوروبي في تصميمه على مشاورات مكثفة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجتمع كرة القدم الأوروبي حسب ما كتب في موقعه الرسمي.
تمت الموافقة على الشكل النهائي وقائمة التأهل وروزنامة مسابقات الأندية الأوروبية في 10 مايو (أيار) 2022، بعد قرار "يويفا" الصادر في 19 أبريل (نيسان)  2021 بتقديم نظام مسابقة جديد.
وقال رئيس "يويفا" السلوفيني ألكسندر تشيفيرين "أظهرنا بوضوح أننا ملتزمون تمامًا باحترام القيم الأساسية للرياضة والدفاع عن المبدأ الأساسي للمسابقات المفتوحة، مع التأهل على أساس الجدارة الرياضية، بما يتماشى تمامًا مع نموذج الرياضة الأوروبية القائم على القيم والتضامن".
وتابع حسب ما نقل عنه موقع الاتحاد القاري "أنا سعيد حقًا لأن القرار كان بالإجماع من قبل اللجنة التنفيذية، حيث وافقت رابطة الأندية الأوروبية والدوريات الأوروبية والاتحادات الوطنية على الاقتراح المقدم. دليل آخر على أن كرة القدم الأوروبية أصبحت أكثر اتحادًا من أي وقت مضى".
يروّج الاتحاد القاري لـ "مستقبل جديد ومثير" في القارة، حيث ستلعب المزيد من الفرق عددًا أكبر من المباريات، وسيكون هناك ارتفاع في قيمة الجوائز.
يحتاج "يويفا" إلى توليد الزخم حول النظام الجديد، لأن هناك خطرًا، في البداية على الأقل، أن يجد المشجعون هذا النظام مربكًا مقارنة بالنموذج القديم.
على مدار الـ21 عامًا الماضية، كان دوري أبطال أوروبا يتكوّن من دور مجموعات يضم 32 ناديًا مقسمة إلى ثماني مجموعات من أربعة فرق، يلعب كل فريق ست مباريات ذهابًا وإيابًا. الفريقان الأول والثاني في كل مجموعة يتأهلان إلى الأدوار الإقصائية.

وتضم النسخة الجديدة 36 ناديًا، حيث سيلعب كل فريق ثماني مباريات، ولكن سيتم تجميع جميع الفرق في دوري واحد كبير بدلًا من تقسيمها إلى مجموعات.
وقبل القرعة، وُزّعت الأندية إلى أربعة مستويات تحتوي كل منها على تسعة فرق. كل فريق يلعب مع فريقين من كل مستوى، إذ سيلعب على أرضه أربع مباريات ومثلها خارجها.
أفضل ثمانية فرق في الترتيب النهائي تتأهل إلى دور الـ16، في حين ستتقدم الفرق الـ16 التالية إلى جولة فاصلة وستخرج الفرق الباقية من دون الانتقال إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، خلافًا لما كان يحصل سابقًا.
ولن يلعب أي فريق مع آخر من الدوري عينه في المرحلة الأولى، كما لن يواجه أي فرق أكثر من منافِسَين من دوري واحد.
وقُّدم هذا النظام الجديد في ظل تهديد من أكبر الأندية الأوروبية بالانفصال وتشكيل دوري السوبر الخاص بها.
ويأمل "يويفا" أن يكون هذا النظام حلًا لمشكلة عدم التوازن التنافسي في اللعبة والتي جعلت مرحلة المجموعات أكثر توقعًا.
يقول الاتحاد "النظام الجديد سيقدّم توازنا تنافسيا أفضل بين جميع الفرق، مع إمكانية لكل فريق أن يلعب ضد منافسين على مستوى تنافسي مشابه خلال مرحلة الدوري".
- المكافآت المالية -
ما لن تعالجه التغييرات بالتأكيد هي المخاوف من كثرة المباريات وتأثيرها السلبي على الأداء.
ازدياد عدد المباريات وتسبُّبه بنقص فترات الراحة للاعبين كان من الأسباب التي جعلت العديد من المباريات في كأس أوروبا 2024 مخيبة للآمال.
وسيشمل دوري أبطال أوروبا، في موسم من المقرر أن ينتهي أيضًا بنسخة موسّعة من مونديال الأندية، 144 مباراة في مرحلة المجموعات، أي ما يعني ارتفاعًا من 96 مباراة سابقًا.
وسترتفع المكافآت المالية لتصل إلى قرابة 2.5 مليار يورو (2.79 مليار دولار).
ويُمكن للمتوّج باللقب أن يحصل على أكثر من 86 مليون يورو كجائزة مالية فقط، من دون احتساب المكافآت التي تبلغ 700 ألف يورو عن كل نقطة تُحقق في مرحلة الدوري أو الإيرادات من حقوق البث التلفزيوني.

 

مقالات مشابهة

  • تسجيلات وفيديوهات.. المُتحرّي يكشف تورط نظام الأسد في تجارة الكبتاغون
  • مباحثات بين الأسد وسكرتير مجلس أمن الاتحاد الروسي بدمشق.. هذه محاورها
  • كدم.. وأنظمتها البديعة
  • الرئيس السوري يستقبل أمين مجلس الأمن الروسي في دمشق
  • كل ما تريد معرفته عن نظام دوري أبطال أوروبا بالتفصيل
  • نظام اتصالات بدائي يحمي يحيى السنوار من الاستهداف الإسرائيلي
  • المجلس الصحي يعتمد "القاموس الدوائي" نظامًا موحدًا لترميز الأدوية
  • الرئيس السوري يكلّف وزيرا سابقا بتشكيل حكومة جديدة
  • الأسد يكلف محمد غازي الجلالي بتشكيل حكومة جديدة.. من هو؟
  • سوريا.. الأسد يكلف وزيرا سابقا بتشكيل حكومة جديدة