لماذا تفاوض واشنطن طهران في ذورة عزلتها؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
رأى الباحثان بهروز أياز، مُحلل سياسي إيراني مُتخصص في السياسة الخارجية لإيران، ود. جوليان سبنسر تشرشل، أستاذ مشارك في العلاقات الدولية في جامعة كونكورديا (مونتريال)، أنه من الحكمة أن تختار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدقة التوقيت الذي ترغب فيه بالتعامل مع إيران، وذلك من أجل أن تتمكن من الاستفادة من العزلة الاستراتيجية التي تعانيها.
ليس في مصلحة الولايات المتحدة أن تشهد أسعار النفط ارتفاعات حادة
وأشار الكاتبان في مقال مشترك بموقع "ريل كلير ديفينس" إلى أن هذه العزلة قائمة على الرغم من تزويد إيران لروسيا بالأسلحة في حربها ضد أوكرانيا، وتوقيع اتفاق استراتيجي مع بكين في مارس (آذار) 2023، والتقارب مع المملكة العربية السعودية بفضل الوساطة الصينية.
ولفت الكاتبان خصوصاً إلى إشارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيس أثناء زيارته لبكين إلى ضعف الاستثمارات الصينية على نحو مخيب للآمال. تضخيم علاقة طهران بموسكو وبكين
ووفق الباحثين، يميل منتقدو إيران إلى التقليل من شأن تراجع التصرفات العدائية التي دأبت عليها ولا يعطون هذا التراجع حقه ، في حين يبالغون في تضخيم علاقات طهران مع موسكو وبكين. وبدلاً من أن يحض هؤلاء على استغلال فرص توازن القوى الإقليمي الذي تحقق مؤخراً، فإنهم يركزون على القضايا الأيديولوجية التي هي أيضاً قضايا يعاني منها الغرب مع بلدان أخرى في الشرق الأوسط.
وأوضح الباحثان أن التناقضات المتأصلة في الدبلوماسية الروسية والصينية في الشرق الأوسط تقوِّض متانة علاقاتهما الدبلوماسية مع دول المنطقة، وهو ما يجعل تفاعل الولايات المتحدة مع إيران أمراً مفيداً.
U.S. foreign policy must permanently seek engagement with Iran, recognizing its historic position, and maneuver it towards liberal governance.https://t.co/7eYUwP0tL3
— Julian Spencer-Churchill (@Ju_Sp_Churchill) September 4, 2023
وأضاف الكاتبان: "بصرف النظر عن المخاوف بشأن تطوير إيران للأسلحة النوويةا، يمكن القلق الأمني الأساسي حيال علاقتها بالصين من أن تغلق طهران مضيق هرمز أو تُضيق الخناق على السفن الغربية في حال تحويل البحرية الأمريكية مسارها، إذا شنّت الصين هجوماً على تايوان مثلاً".
ورأى الباحثان أن السيناريو الأسوأ لواشنطن هو محاولة إيران إغلاق المضيق بالطائرات والصواريخ والألغام والسفن. فعلى سبيل المثال، إذا ما أخذنا في الحسبان استيراد اليابان لما نسبته 75% من نفطها من الخليج العربي، واحتمال تدخل طوكيو حالة نشوب حرب على تايوان، فمن المتوقع أن تساعد إيران الصين على إلحاق ضرر اقتصاديّ بحلفاء الولايات المتحدة كطوكيو.
ووفقاً لبيانات عام 2022، يمر عبر الخليج العربي ومضيق هرمز نحو 50% من الشحنات التجارية لدول منطقة الخليج العربي، وثُلث الغاز الطبيعي المُسال في العالم تقريباً، و90% من صادرات النفط، أي نحو 25% من صادرات النفط العالمية،.
وليس في مصلحة الولايات المتحدة أن تشهد أسعار النفط ارتفاعات حادة تنجم عن انعدام أمن حركة المرور في مضيق هرمز. ومن المتوقع في حال إغلاق إيران للمضيق أن ترسل الولايات المتحدة قواتها البحرية لإعادة فتحه، ومن الممكن أيضاَ أن تُحيل الولايات المتحدة هذه المسؤولية إلى حلفائها الأوروبيين.
وإلى ذلك، فإن إغلاق المضيق سيُعطِّل ورادات الصين من النفط التي يمر نصفها عبر الخليج العربي، ومن شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تدهورٍ كبير في علاقات إيران بالهند للسبب نفسه على الرغم من وجود مصالح تجارية وإستراتيجية وتاريخية مشتركة تجمع بين نيودلهي وطهران.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة الخلیج العربی
إقرأ أيضاً:
"القاهرة الإخبارية" : واشنطن وطهران في مواجهة جديدة وتصعيد حول الملف النووي الإيراني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
إلى اى طريق تسير العلاقات الإيرانية الأميركية بعد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم السماح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية؟
قال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية إنه لا يريد الإضرار بإيران وشعبها الذي وصفه بالعظيم.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "واشنطن وطهران في مواجهة جديدة.. تصعيد متبادل حول الملف النووي الإيراني"، فقد أكد الرئيس الأميركي أنه يريد إبرام اتفاق مع طهران كأحد خيارين، لكنه هدد بأنه في حال التدخل العسكري سيكون الأمر مروعا، حسب قوله.
ولم يمض وقت طويل حتى صرح المرشد الإيراني علي خامنئي بأن طهران لن تقبل أبدا مطلب كبح برنامجها الصاروخي، مشيرا إلى أن بعض الدول تمارس البلطجة، حسب قوله، وتصر على المحادثات لفرض مطالبها وليس لحل القضايا.
وكررت إيران نفس المعنى، ولكن بلهجة أكثر دبلوماسية، حيث قالت بعثتها لدى الأمم المتحدة إنها ستدرس إجراء محادثات مع واشنطن لمعالجة المخاوف بشأن أي استخدام محتمل للبرنامج النووي الإيراني عسكريا، ولكن ليس لتفكيك البرنامج النووي السلمي الإيراني.
بالنسبة لطهران، لن تكون هذه المفاوضات معقدة أبدا. وتأتي التصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران على خلفية إجراءات اتخذتها الولايات المتحدة بعد تجديد العقوبات القائمة وإضافة عقوبات جديدة ومتابعتها.
وقد يكون تطبيقها من قبل إدارة ترامب وعرض الإدارة الأميركية خيارين على إيران بمثابة اختبار من واشنطن لقدرات طهران التي تلقت خلال الأشهر الماضية ضربات مؤلمة من إسرائيل ودعم أميركي طالت أذرعها في الشرق الأوسط، ما خلق واقعاً جديداً يجعل واشنطن وطهران تعيدان حساباتهما للاختيار بين مسارين، من دون خيار ثالث.