تشهد الساحة الاقتصادية الدولية تفاعلات وتطورات واسعة، في سياق جملة المتغيرات التي يشهدها العالم والتي تفضي بمزيدٍ من التحديات على دول العالم، وفي خضم ذلك المشهد فإن عديداً من التحالفات والتجمعات والمنصات الإقليمية والدولية تُعيد تشكيل نفسها من جديد، لمواكبة التطورات الجارية، بما يعزز من ديناميكية تلك التفاعلات وتأثيراتها.

مصر في مجموعة العشرين

 

ومجموعة العشرين ليست ببعيدة عن تلك المتغيرات، وذلك بعد أن دعا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي خلال منتدى "ب 20" التمهيدي، إلى ضم الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة "كعضو دائم"، وهي الخطوة التي وصفها بأنها "متأخرة، ولكنها ستحدث".

يُمكن للاتحاد الأفريقي الذي بلغ حجم ناتجه الإجمالي ثلاثة تريليونات دولار في عام 2022، أن يشكل إضافية قوية للمجموعة، لا سيما في ظل ما تزخر به القارة من ثروات، تجذب أنظار المتنافسين الإقليميين والدوليين.

ومن جانبه، يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى الهند للمشاركة في قمة مجموعة العشرين G20، والتي ستعقد بمدينة نيودلهي.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مشاركة الرئيس بقمة مجموعة العشرين تأتي تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي»، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، وذلك في ضوء أهمية مشاركة مصر في القمة التي تُعقد في ظرف دولي دقيق، وكذا العلاقات الوثيقة التي تربط بين مصر والهند.

ومن المقرر أن يركز الرئيس خلال أعمال القمة على مختلف الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، والأفريقية على وجه الخصوص، لاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمى على نحو متكافئ، على خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا متبادلة تساهم في جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادى والتنمية لجميع الأطراف.

كما سيؤكد الرئيس ضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، في مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة، للعديد من الأزمات العالمية المتلاحقة، فضلًا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار الاتفاقيات والآليات الدولية لمواجهة تغير المناخ، وتمكين الدول النامية من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.

مصر دولة محورية

وأوضح المتحدث الرسمي أن برنامج زيارة الرئيس إلى الهند سيتضمن أيضاً عقد بعض اللقاءات الثنائية على هامش قمة مجموعة العشرين، وذلك للتشاور مع القادة والمسئولين الدوليين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتر طارق فهمي، إن مصر أصبحت دولة محورية في إقليم الشرق الأوسط، تؤدي دورًا في الاستقرار السياسي، وهو ما يترجم على المستوى الاقتصادي، مضيفاً أن الاستقرار السياسي يعطي لمصر قدرة تسويقية كبيرة، فضلًا عن فرص الاستثمار. 

وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الهند ومشاركته في قمة مجموعة العشرين، هدفها وضع مصر على خارطة العالم، لافتاً إلى أن الرئيس يعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين مصر والهند، والعمل على تبادل التعاملات الاقتصادية بين البلدين.

الإحصاء: 21.1% ارتفاعاً في قيمة الصادرات المصرية لدول مجموعة العشرين رئيس المجلس الأوروبي: نريد من مجموعة العشرين توجيه رسالة قوية للعالم

وأشار إلى أن مشاركة مصر في قمة العشرين تزيد من الاستثمارات الهندية بالقاهرة، وستفتح مجالًا اقتصاديًا جديدًا سيؤدى لزيادة الاستثمارات الأجنبية.

وتعد دعوة الاتحاد الإفريقي للانضمام لمجموعة العشرين تأتي في ظل أوضاع مختلفة تشير إلى أن العالم بدأ التحرر من الهيمنة الغربية، كما أصبحت الظروف مواتية لانضمام الاتحاد الإفريقي ومنحه العضوية الدائمة، ويُتوقع أن يعلن عن ذلك بشكل رسمي خلال اجتماع المجموعة المُقبل.

كما تتزامن الدعوة مع انضمام ست دول جديدة إلى مجموعة بريكس بينهم بلدين أفريقيين (مصر وأثيوبيا)، له دلالة مهمة بشأن زيادة أهمية القارة الأفريقية لدى العالم خلال الفترة الأخيرة، وهذا القرار من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز العمل على إصلاح سلاسل التوريد في العالم، إضافة إلى العمل على عقد اتفاقات حقيقية وليست اتفاقات إذعان، وذلك وفقاً لمبدأ مساواة الطرفين في المكاسب.

ومن المتوقع أن يتم استغلال ثروات إفريقيا مستقبلاً بشكل أفضل، في ظل ما تشهده القارة من تحركاَ للتخلص من الهيمنة الغربية، وذلك ظهر جلياً من خلال الانقلابات التي وقعت أخيراً في وسط وغرب القارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجموعة العشرين مصر الاتحاد الافريقي الهند مودي قمة العشرين قمة مجموعة العشرین إلى الهند مصر فی فی قمة

إقرأ أيضاً:

انطلاق اجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس في البرازيل

بوغوتا – انطلق في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، امس الاثنين، اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة بريكس التي تضم أبرز الاقتصادات الناشئة في العالم.

ودعا وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا في كلمته الافتتاحية، إلى تعزيز “الدبلوماسية الوقائية” لمنع الصراعات التي طالت في قطاع غزة وأوكرانيا.

وقال في هذا الصدد: “تعزيز الدبلوماسية الوقائية أمر ضروري لضمان السلام والحد من عدم المساواة والفقر والإقصاء”.

وأشار فييرا إلى أن الوضع في فلسطين مدمر بالكامل، مشددا على الحاجة إلى إصلاح الهيئات العالمية المتعددة الأطراف، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ولفت إلى جهود الصين والبرازيل لإيجاد حل سلمي للحرب بين أوكرانيا وروسيا.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

وأكد فييرا أنه مع توسع مجموعة بريكس، فإن القدرة على الاستجابة للأزمات في جميع أنحاء العالم سوف تزداد، وسوف تصبح الجهود الجماعية أقوى.

وتأسست “بريكس” عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2011، وفي 1 يناير/ كانون الثاني 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات وإندونيسيا أعضاء فيها.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: مصر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لـ أنجولا
  • الرئيس السيسي يؤكد استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء في أنجولا
  • وزير العمل : تطبيق قانون العمل الجديد فور تصديق الرئيس السيسي وإصدار اللائحة التنفيذية.. ولا استثناءات في تطبيق الحد الأدني للأجور
  • انطلاق اجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس في البرازيل
  • نظرة على معاهدة نهر السند التي قد تشعل حربا بين الهند وباكستان
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • عاجل - السيسي يثمن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمجر ويؤكد أهمية التعاون البرلماني والاقتصادي
  • ما هي معاهدة نهر السند بين باكستان والهند التي أعلنت نيودلهي تعليقها