إقامة 3 معارض أهلا مدارس ببورسعيد
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تستعد الأجهزة التنفيذية بـ محافظة بورسعيد للعام الدراسي الجديد، وذلك من خلال عدة إجراءات تستهدف رفع العبء عن كاهل المواطن البسيط، وتوفير كافة متطلبات المواطن في هذه المرحلة.
وصرح محمد عوض مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية بـ محافظة بورسعيد أن المحافظة أقامت 3 معارض لـ أهلا مدارس وذلك في أماكن مختلفة وهي: حي الزهور وحي المناخ ومدينة بورفؤاد، وتقدم المعارض جميع الأدوات المدرسية المكتبية والملابس والأحذية بسعر مخفض بنسبة 30 بالمائة.
وكشف محمد عوض أن هناك 9 مصانع وكيانات كبرى تشارك مع مديرية التموين في توريد انتاجها لـ المعارض، حيث يورد البعض الأحذية المنتجة محليا بسعر الصناعة، كما يورد آخرون الأحذية بتكلفة المصنع، ويورد عددا من المصانع ملابس المدارس والأدوات المكتبية بسعر جملة الجملة، مما يساهم في وصول هذه المنتجات للمواطن باسعار تنافسية للسوق، وأقل 50 بالمائة من سعرها الطبيعي.
وأضاف مدير تموين بورسعيد أن مبادرة أهلا مدارس امتدت إلي أفران العيش الفينو ومحال السوبر ماركت والمتاجر الخاصة، حيث يتم بيع العيش الفينو لمدة أيام بسعر مخفض في 3 أفران، كما تباع أنواع الجبن المختلفة بأقل من سعرها بالسوق، بجانب توفير كميات وعروض للزبائن في أيام دخول المدارس، وذلك حتي لا يشعر المواطنون بازمات في دخول العام الدراسي الجديد.
وأشار عوض، إلى أنه بالرغم من تواجد الـ 3 معارض وتوزيعهم علي مستوي الأماكن المختلفة بالمحافظة، إلا أن المديرية فكرت في توسيع نطاق الأماكن التي تقدم العروض، وقامت بضم عددا كبيرا من المكتبات الكبري والتي تستورد المكتبيات، علي أن تقدم للمواطن منتجاتها بخصم 50 بالمائة، وذلك بعد الإعلان عن أماكنها وتعليق لافتات تعرف المواطنون بإنه ا تتبع مبادرة أهلا مدارس.
وشهدت معارض أهلا مدارس بـ محافظة بورسعيد إقبالا كبيرا وذلك منذ اليوم الأول لافتتاحها، وحرص المواطنون علي شراء المنتجات المخفضة، وسادت حالة من الرضا بين المواطنون بالأسعار وتنوع المنتجات، مؤكدين أن المعارض في هذا العام تضم جميع الأقسام التي يحتاج اليها المواطن.
وأوضح وكيل التموين أن جميع المعارض والمحال والكيانات المشاركة يتم الرقابة عليها من خلال الحملات المختلفة والمنتشرة، وذلك لضمان تقديم الأسعار المتفق عليها للمواطن، ومنع الإستغلال في هذه المرحلة الهامة، هذا بجانب الحملات علي كافة الأسواق ومنافذ البيع، والتي تستهدف حماية المواطن ومنع بيع المنتجات الغير صالحة أو رفع أسعارها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بورسعيد بورفؤاد الأجهزة التنفيذية محافظة بورسعيد وكيل التموين المعارض
إقرأ أيضاً:
القراءة على أساس من القواعد الفكرية
علينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب
ما تزال ثقافتنا المعاصرة تفتقر إلى قُرَّاء حقيقيين يطلعون على المصادر الأولى للمعرفة، ويتشربون أمهات الكتب، فليس من قبيل المصادفة أن الثقافة العربيَّة تعاني من انحسار القراء الجادين، في هذا السياق، هذا رغم هذا الكم التراكمي الإبداعي من الأكاديميين وأرباب الفكر والعلماء، لكن أين هم الشباب من قراءة هذا المنتج الفكري؟ ولمن يورث هذا الميراث العظيم؟ ثم أين هو ذلك القارئ الحصيف القادر على التغيير والتفاعل الخلاق؟.
إنه ليؤسفني أن قول إن الواقع لا يبشِّر بجيل مثقَّف وجادٍّ وعميق، ولا يبشر بجيل يستطيع أن يرسم مستقبلًا جديدًا للأدب العربي أو للثقافة العربية الحديثة؛ هو بكل المقاييس جيل مختلف عن كل جيل، فالمسؤوليَّة جسيمة على من يقطنون في منتصف العالم- الشرق الأوسط-؛ ليحملوا مشاعل التنوير ويصبحوا رعاة الفكر في منطقة تعتبر مهد الحضارات الإنسانيَّة العريقة، والتي يقوم أساسها على المعرفة، وتعتمد لغتها الحيَّة وآدابها على التراكم الإبداعي والروحي والفكري، وكتابها الكريم يدعو إلى العلم والقراءة والمعرفة.
دعونا نناقش ونتساءل بعمق عن دور «معارض الكتاب» في تفعيل «القراءة العميقة» وعن واقع الحال من عزوف عامٍّ عن فعل القراءة ذات الطابع النقدي والفكري، وتراجعها في العصر الرقمي، وعن مصير النتاج الأدبي الأصيل بعد أن رحل قراءه وابتعدوا عن عالم الضوء، على سبيل المثال: فعند تجوالك بين أروقة معارض الكتب ستلاحظ مدى الانحسار الكبير في الإقبال على حيازة المجلدات العظيمة، ما عدا الأكاديمين وأرباب الفكر والمختصين.
إن هذه الكتب القابعة على الرفوف بين أروقة المعارض، أراها كلما أحضر هذه الفعاليات، فلا أرى ذلك التفاعل مع الروائع التاريخيَّة والحضاريَّة والأدبيَّة، ولا يتعامل القارئ المعاصر مع نتاج مبدعيهم، وخاصة التراثي منه، بالتقدير الذي يليق به، حيث لا تثير في نفوسهم ذلك الفضول المعرفي المرغوب.
أخشى على مجتمعاتنا من المستقبل، وأخاف ألا نستطيع اللحاق بالحضارة ومواكبة التطور؛ فى ظل عزوف الشباب عن مرافقة الكتاب العظيمة، خاصة مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العالم، وسهولة الوصول إلى المعلومة من خلال التقنيات الحديثة، والانتشار السريع للمعلومات، ووفرة الوسائط المعرفية والمعلوماتية وتنوُّعها.
هناك أزمة هوية لغوية تتفاقم لدى الخريجين على كل المحاور، تتمثل في فراغ فكري وثقافي ولغوي، وابتعاد عن ثقافته العربية الأصيلة، مما يدفعه تجاه هوية أخرى يتكيف معها في الشكل والمضمون، مما يؤصل فيه الرفض والتمرُّد على ثقافته، والإذعان لثقافة الآخر، تلك الثقافة المغايرة التي تجلب عاهات من الانحراف السلوكي والقيمي، وقد يكون أحيانًا ضحية الترف والرفاهية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تُصيب العقول بالبلادة والخمول، فهي دوافع قوية للعزوف عن التزود بالقراءة العميقة والمحسوبة.
لا بدَّ أن نقف مع أنفسنا وقفة؛ وعلينا أن نجعل مناهجنا وتعليمنا يصلان بالشباب إلى مستوى ثقافي مناسب؛ ليكون شبابًا مفكرًا يمتلك الأدوات الكاملة التي تعينه على الانخراط في المجتمع العالمي.
ولكي يتحقَّق ذلك لا بدَّ من استخراج الكنوز الثقافيَّة العظيمة بطريقة أو بأخرى، من حيث تفكيك هذا الموروث الحضاري من الكتب والمخطوطات إلى لغة عصرية مبسطة، تحافظ على مكنون التراث بطريقة علمية سليمة، لخلق قارئ حصيف، ولتصحيح المعايير الفكريَّة وضبط المفاهيم الأساسيَّة بكل المجالات الحيوية.