أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن تنفيذ التحول العادل لقطاع الطاقة يتطلب وضع إطار عملي يحقق التكامل بين المبادرات وبرامج العمل الدولية والأولويات وظروف العمل في المجتمعات المحلية.

وقال محيي الدين، خلال مشاركته في جلسة "التعاون من أجل التحول العادل لقطاع الطاقة" ضمن فعاليات أسبوع أفريقيا للمناخ الذي تستضيفه العاصمة الكينية نيروبي، إن العمل على تنفيذ التحول العادل لقطاع الطاقة يتم عبر ثلاثة مستويات هي المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، مشددًا على ضرورة التنسيق والتكامل بين الجهود المبذولة على المستويات الثلاثة في هذا الصدد.

ونوه، في هذا السياق، بأهمية النهج الشامل الذي يوحد جهود جميع الأطراف الفاعلة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية من أجل تمويل وتنفيذ مشروعات المناخ بصفة عامة، ومشروعات الطاقة على وجه الخصوص، موضحًا أن التنفيذ الجيد للعمل المناخي على المستوى الدولي يجب أن يكون مرتبطًا بالتنفيذ الجيد على المستوي الإقليمي والمحلي.

وأفاد محيي الدين بأن خطة شرم الشيخ للتنفيذ ناقشت التحول العادل لقطاع الطاقة، وأوجدت مسارات عمل مترابطة تتعلق بمصادر الطاقة والتأثير الاجتماعي والاقتصادي لعملية التحول وكذا أثرها على سوق العمالة وغيرها من الأبعاد، مؤكدًا أن تنفيذ مشروعات الطاقة يجب أن يراعي تأثيرها على المجتمعات ومدى إسهامها في تحقيق أهداف المناخ والبيئة والتنمية.

وأشار إلى أهمية مبادرة الشراكة من أجل التحول العادل لقطاع الطاقة التي تركز على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل وتنفيذ مشروعات الطاقة.

وأوضح محيي الدين أن تحقيق هدف الإبقاء على مستوى الاحترار العالمي عند ١,٥ درجة مئوية يستلزم التنفيذ الفعلي للتحول في قطاع الطاقة، الذي يتطلب بدوره عملًا كبيرًا على مستوى التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات وتحسين البنى التحتية والاستثمار في رأس المال البشري.

وقال إن بعض مشروعات الطاقة، مثل مشروعات الهيدروجين الأخضر تستلزم تعاونًا إقليميًا، مشيدًا في هذا السياق بالتعاون الإقليمي بين عدد من الدول الأفريقية لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، لكنه أوضح أن هذه المشروعات تواجه تحديًا إضافيًا يتعلق باستقرار مستوى الطلب من الأسواق الخارجية المحتملة وخاصةً السوق الأوروبية.

وأكد رائد المناخ أن الغاز الطبيعي يعد مصدرًا انتقاليًا للطاقة يمكن الاعتماد عليه في مرحلة التحول لتوفير الطاقة لحين الانتهاء من تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

في السياق ذاته، قال محيي الدين إن التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر، الذي يضم مصر والمغرب وموريتانيا وكينيا وناميبيا وجنوب أفريقيا، يقود العمل على نحو جيد لتحقيق الريادة الأفريقية في مجال الهيدروجين الأخضر، مضيفًا أن مشروعات الهيدروجين الأخضر من المتوقع أن توفر نحو ٤,٢ مليون فرصة عمل وتساهم في نمو إجمالي الناتج المحلي للدول الستة بما يتراوح بين ٦٪؜ و١٢٪؜ حتى عام ٢٠٥٠.

ونوه، خلال مشاركته في جلسة "استغلال إمكانات أفريقيا في مجال الهيدروجين الأخضر من خلال الدور الريادي للحكومات"، عن وجود تحديات تواجه هذه المشروعات منها تكلفة إنتاج الطاقة من الهيدروجين الأخضر، وتعزيز القدرة التنافسية، وتطبيق التكنولوجيا الأحدث في هذا المجال، وتحسين البنية التحتية ودعم سلسلة الإمداد، إلى جانب حاجة هذه المشروعات للتمويل والتي تتطلب المزج بين مصادر التمويل العامة والخاصة والمحلية والخارجية مع العمل على تخفيض مخاطر التمويل والاستثمار في هذه المشروعات.

وأوضح أن العالم ينفق ما يزيد عن ستة تريليونات دولار سنويًا على مشتقات الوقود الأحفوري، بينما يحتاج العمل التنموي والمناخي إلى ٥,٣ تريليون دولار، ما يعني أن الأموال التي يتم إنفاقها على مصادر "الطاقة القذرة" تغطي تكلفة العمل التنموي والمناخي بالكامل.

وخلال مشاركته في جلسة عن تمويل أنشطة التكيف والصمود في مواجهة التغير المناخي في أفريقيا، أكد محيي الدين أن ما يتراوح بين ١٥٪؜ و٢٥٪؜ فقط من التمويل الذي تقدمه مؤسسات التمويل الدولية والبنوك التنموية متعددة الأطراف للعمل المناخي تذهب لأنشطة التكيف، الأمر الذي يجب أن يتغير.

وقال محيي الدين إن التمويل الذي تقدمه مؤسسات التمويل الدولية والبنوك التنموية متعددة الأطراف لأنشطة التكيف في الدول النامية بصفة عامة، والدول الأفريقية بصفة خاصة، يجب أن يكون تمويلًا ميسرًا ذا معدل فائدة منخفض وفترات سداد وسماح طويلة الأجل، مع إتاحة التمويل الميسر للدول متوسطة الدخل إلى جانب الدول منخفضة الدخل.

وشدد رائد المناخ على ضرورة أن تعكس المساهمات المحددة وطنيًا للدول الأفريقية أولوياتها الحقيقية للعمل المناخي، والتي يأتي التكيف مع تغير المناخ في مقدمتها.

وأفاد بأن أجندة شرم الشيخ للتكيف التي صدرت عن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين قدمت نهجًا عمليًا لتنفيذ أنشطة التكيف من خلال خمس مجالات عمل رئيسية هي الغذاء والزراعة، المياه والطبيعة، السواحل والمحيطات، المستوطنات البشرية، والبنى التحتية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود محيي الدين الأمم المتحدة الطاقة إفريقيا المناخ مشروعات الهیدروجین الأخضر مشروعات الطاقة تنفیذ مشروعات هذه المشروعات محیی الدین فی هذا یجب أن

إقرأ أيضاً:

حصاد البيئة 2024.. حصول مصر على تمويل لـ3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، الجهود الكبيرة التى بذلتها الوزارة للتصدى للتغيرات المناخية على المستويين الوطنى والدولى خلال عام ٢٠٢٤، والتى يعد أهمها حصول مصر وعدد من الدول على تمويل لعدد 3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر حول مشروعات "تخضير الأنظمة المالية وصندوق استثمار الزراعة المرنة الذكية ومرفق توسيع البنية التحتية المرنة للمياه" كأحد ثمار جهود وزارة البيئة في خلق مناخ داعم لتمويل المناخ من خلال شركاء التنمية والقطاع الخاص بحزمة تمويلية تقدر 2.687 مليار دولار أمريكي، جاء ذلك خلال التقرير الذى استعرضته وزيرة البيئة عن إنجازات الوزارة خلال عام ٢٠٢٤.

وأشارت الوزيرة، في بيان لها اليوم، إلى الدور الريادي المصرى في ملف المناخ على المستوى العالمى، بمشاركتها فى مؤتمر المناخ COP29 بباكو في أذربيجان، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية في فعاليات المؤتمر بشقيه الرئاسي والوزاري، حيث تولت وزيرة البيئة مع نظيرها الأسترالى مهمة تسيير مشاورات الوصول لهدف جمعي كمي جديد لتمويل المناخ يتسم بالشفافية والتوازن والقابلية للتطبيق.

وعقدت لقاءات متعددة مع مجموعات الدول النامية والمتقدمة من منطلق الحرص على الاستماع لمختلف الرؤى وشواغل الدول للوصول لتوافق حول هدف يلبي طموح مواجهة آثار تغير المناخ، بالإضافة إلى عقدها عدد من اللقاءات مع وفود كل من المجموعة العربية والاتحاد الأوروبي ومجموعة ٧٧ والصين ومجموعة الدول الأقل نموا، ومجموعة البيئة العالمية، ومجموعات تحالف الدول الجزرية الصغيرة، المفاوضين الأفارقة، التحالف المستقل لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ، الدول النامية ذات التفكير المماثل ، والمجموعة الشاملة  وهي تحالف دول أستراليا وكندا وأيسلندا واليابان ونيوزيلندا وكازاخستان والنرويج وأوكرانيا والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، كما عقدت عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الوزراء ومسئولي المنظمات والجهات الدولية والإقليمية، لبحث سبل دفع ملف المناخ وخاصة تمويل المناخ.

وخلال التقرير استعرضت الوزيرة أهم الجهود التى قامت بها الوزارة فى مجال التغيرات المناخية خلال عام 2024، حيث شاركت فى أسبوع المناخ ضمن فعاليات الدورة الـ٧٩ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والاجتماع الاستثنائي للجنة رؤساء دول وحكومات إفريقيا المعنية بتغير المناخ نيابة عن رئيس الجمهورية، وترأست الوزيرة الاجتماعين الأول والثاني للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ في مصر، بحضور شركاء التنمية وممثلى الوزارات المعنية، كما شاركت فى الإطلاق الرسمي لأول سوق طوعي للكربون في مصر وإفريقيا، وبدء أول عمليات التداول على شهادات خفض الانبعاثات الكربونية.

وأوضحت الوزيرة خلال التقرير المشروعات التى تم إطلاقها  كمشروع إعداد تقارير الشفافية الأول والثاني والإبلاغ الوطني الخامس لمصر والذي تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومشروع "صياغة وتطوير عملية خطط التكيف الوطنية في مصر (NAP) والذي يهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية والبشرية والمؤسسية للتكيف مع التغيرات المناخية وتحديد الأولويات ودمجها فى الموازنة والتخطيط.

ولفتت د. ياسمين فؤاد، إلى أهم مشاركاتها الدولية فى مجال التغيرات المناخية خلال عام 2024، حيث شاركت فى  اجتماعات إنشاء وتوطين مركز التميز الإفريقى للمرونة والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ بالتعاون مع وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (النيباد NEPAD)، الذى يهدف إلى المساهمة في تزويد إفريقيا بالقدرة اللازمة على المرونة والتكيف لتطوير قطاعاتها الإنمائية، كما  شاركت في اجتماعات الهيئات الفرعية، والدورة 60 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ؛ الهيئة الفرعية للتنفيذ والهيئة المعنية بالنواحي العلمية والتكنولوجية، كذلك شاركت الوزارة فى تقييم المكون الأخضر للمشروعات المقدمة في الدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وجلسة الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ رقم 60 و61 للوقوف على الإطار العام للتقرير التجميعي السابع والمزمع إصداره في 2029 وتقاريره الخاصة حول تغير المناخ والمدن وتقرير المنهجية حول الانبعاثات الكربونية قصير الأجل، بالإضافة إلى مشاركتها فى الدورة ١٥ من حوار بيتسبرج للمناخ بألمانيا.

وتناول التقرير أيضاً جهود الوزارة فى التنسيق مع  اللجان المتخصصة بمجلسي الشيوخ والنواب لتعديل قانون البيئة وإدراج بُعد تغير المناخ بمواده، كما لفت إلى قيام الوزارة بعمل المراجعة الوطنية لفصول تقرير الإبلاغ الوطني الرابع لجمهورية مصر العربية، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وممول من مرفق البيئة العالمي، الذى سيمكن مصر من إعداد وتقديم إبلاغها الوطني الرابع إلى مؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وتطرق التقرير إلى مشروع الخريطــة التفاعليــة لمخاطــر ظاهــرة التغيــرات المناخيــة علــى جمهوريـة مصـر العربيـة الجارى الانتهاء من إعدادها بالتعـاون مـع إدارة المسـاحة العسـكرية والهيئــة العامــة للأرصــاد الجويــة ومركــز بحــوث الميــاه التابــع لــوزارة المــوارد المائيــة والــري، وإلى ترأس الوزارة للجنة العلمية لرصد ظاهرة التغير المناخي وارتفاع منسوب سطح البحر المتوسط وإعداد الدراسات التفصيلية للأضرار التي قد تنشأ عن نوبات الطقس الجامحة وتحديد الاحتياجات لتطوير منظومة الإنذار المبكر.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يعقد اجتماعًا موسعًا لمتابعة مشروعات التحول الرقمي ومعرض الكتاب
  • وزيرة البيئة: حصلنا على تمويل 3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر
  • حصاد البيئة 2024.. حصول مصر على تمويل لـ3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر
  • البيئة: حصول مصر وعدد من الدول على تمويل لـ 3 مشروعات من صندوق المناخ الأخضر
  • الاقتصاد الأخضر في عُمان
  • التحضيرات تنطلق لقمة ليبيا للطاقة والاقتصاد
  • المشاط: تعزيز التحول الأخضر والتنمية الاقتصادية على رأس أولويات الحكومة
  • النمسا تكثف اعتمادها على الهيدروجين الأخضر
  • المشاط: 14.5 مليار دولار حزم التمويل التنموي للقطاع الخاص منذ 2020
  • كهرباء مصر: 18.7 مليار جنيه حجم الاستثمارات و 217.46 مليار ك.و.س طاقة مولدة لخدمة 42 مليون مشترك