أكد وزير الخارجية رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن الدولة تتعامل مع استضافة المؤتمر بمسؤولية، وإدراك لأهمية المواضيع المطروحة، وتحرص على اتباع نهج شامل يضم الجميع عبر مختلف مراحل التخطيط للمؤتمر وتنظيمه لضمان تجربة ميسرة وآمنة ومتكاملة للوفود المشاركة والمعنيين والزائرين.

جاء ذلك خلال ترؤسه الاجتماع الثاني عشر للجنة في الأسبوع الجاري لمناقشة أحدث مستجدات عملها، والخطوات والترتيبات المقبلة وما أنجزته استعداداً لاستضافة المؤتمر. استجابة عاجلة

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "ستركز دولة الإمارات خلال رئاستها لمؤتمر COP28 على دعم جهود توافق الآراء والتوصل إلى إجماع عالمي لتنسيق استجابة عاجلة وشاملة لتداعيات تغير المناخ في هذا العقد الحاسم للعمل المناخي، خاصةً أن المؤتمر سيكون منصة استراتيجية تجمع رؤساء الدول، وقادة الأعمال، والمجتمع المدني، والأكاديميين، والشباب وجميع شرائح المجتمع، لمناقشة التقدم في العمل المناخي العالمي، والإجراءات اللازمة للانتقال من التعهدات إلى الإنجازات العملية بحلول 2030، بما يتماشى مع متطلبات اتفاق باريس".
وخلال الاجتماع، استعرض وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة نائب رئيس اللجنة والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 الدكتور سلطان أحمد الجابر، مستجدات مسارات عمل المؤتمر، موضحاً انتقال رئاسة المؤتمر إلى المرحلة السياسية في التنفيذ، والتي تتطلب مشاركة دبلوماسية مكثفة مع العديد من الأطراف المعنية.

وقال الجابر: "تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة في دولة الإمارات، يركز COP28 على ضرورة احتواء الجميع وضمان تكاتف كافة الأطراف والمعنيين وتضافر جهودهم للوصول إلى أعلى الطموحات المناخية العالمية"، موضحاً أنه "منذ الإعلان عن خطة عمل رئاسة المؤتمر وتوجيه رسالة إلى جميع الأطراف في يوليو (تموز) الماضي، نستمر في إحراز تقدم ملموس في استعداداتنا للاستضافة وترتيباتنا النهائية، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل اللازم إنجازه، وهذا يستدعي تسريع وتكثيف الجهود الآن للوصول إلى النجاح المنشود، خاصة مع تبقي أقل من 90 يوماً على استضافة الإمارات لأكبر مؤتمر دولي متعدد الأطراف في تاريخها، وسعيها إلى أن يشكل COP28 نموذجاً للتعاون الدولي الناجح في مواجهة التحديات العالمية البارزة".
وأضاف: " ستكون نتائج الحصيلة العالمية في صميم عمل COP28، لأنها تمثل أول تقييم رسمي للتقدم الذي أحرزه العالم منذ اتفاق باريس، وسيُظهر التقرير الفني الذي سيصدر في 8 سبتمبر (أيلول)، بوضوح أن العالم بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف الاتفاق. وسيكون إصدار التقرير رسمياً الأساس للانتقال إلى المرحلة السياسية من العمل والتي تكتسب أهمية كبيرة".
تتضمن المرحلة السياسية من COP28 عمل رئاسة المؤتمر مع الأطراف الـ 198 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتنفيذ الاتفاقات التي انتهى التفاوض عليها، وتمثل هذه المرحلة الركن الأساسي لمؤتمرات الأطراف.

المهمة الأساسية

وأوضح الخطوات اللازمة لحشد الزخم المطلوب وتحفيز جهود الشركاء، كشفاً أن المهمة الأساسية لرئاسة COP28 حالياً هي العمل مع كافة الأطراف لبناء توافق سياسي على خريطة طريق طموحة، وتأمين التزام المعنيين بالعمل المطلوب لمعالجة التحديات التي تحددها نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف باريس.
وذكر أنه كلف في يوليو (تموز) الماضي وزيرين معنيين بالمناخ من جنوب إفريقيا والدنمارك، بالعمل مع الأطراف الأخرى على بناء توافق سياسي على الاستجابة المطلوبة لنتائج الحصيلة العالمية، وأنه سيكلّف قريباً 6 وزراء آخرين بالعمل على بناء توافق  الآراء والاتفاق على النصوص خلال المفاوضات في مجالات التخفيف، والتكيف، والتمويل، والتكنولوجيان وبناء القدرات.

وإلى جانب البنود التي ستكون محل التفاوض خلال COP28، تسعى رئاسة المؤتمر إلى تحقيق مجموعة طموحة من الأهداف من خلال الركائز الأربعة لأجندة عملها التي تتمثل في احتواء الجميع بشكل تام، وتسريع انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، والحفاظ على البشر والطبيعة، وتحسين الحياة وسُبل العيش، وتطوير آليات التمويل المناخي.

خفض الانبعاثات

واستعرض الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال الاجتماع أيضاً، أحدث مستجدات كل هدف على حدة، وقال: "من خلال تنفيذ خطة عملنا، يجب أن نتوصل في COP28 إلى وضع خريطة طريق تؤدي إلى خفض كبير في الانبعاثات بشكل عملي وملموس وقابل للقياس بحلول 2030، وإعادة هيكلة النظام المالي العالمي، مع إعادة ترتيب أولوياته لمعالجة الآثار السلبية القاسية التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ".
وأشار إلى أن دول الجنوب العالمي، تتوقع دعماً كبيراً في مجالَي التكيّف، والخسائر والأضرار، مشدداً على ضرورة إعطائهما الأولوية، وأشاد بجهود أعضاء فريق رئاسة المؤتمر في تعزيز مشاركة المعنيين في التحضيرات لـ COP28، وأوضح الجابر أن فريق رئاسة COP28 يعمل بشكل مكثف لإشراك الأطراف والجهات الفاعلة غير الحكومية وتحفيزها للاستجابة لدعوة رئاسة المؤتمر إلى اتخاذ خطوات ملموسة وإيجابية في قطاعات الصناعات الثقيلة، والنفط، والغاز، والطاقة المتجددة، والهيدروجين، والغذاء، والصحةن والطبيعة، والتمويل وغيرها، كما يتعاون COP28 مع وزارة الخارجية لحشد الدعم الدبلوماسي لضمان المشاركة الفاعلة للأطراف وتأمين الالتزامات الدولية المطلوبة.


وأكد أن الفعاليات المقبلة، بما فيها قمة المناخ الإفريقية، والاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والاجتماعات التمهيدية لمؤتمر الأطراف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ستكون لحظات حاسمة لبناء الزخم اللازم، وقال: "نهدف إلى نقلة نوعية والوصول إلى نتائج وحلول جذرية ملموسة وفعالة تضعنا على مسار جديد للعمل المناخي العالمي، وتتيح لنا وضع حدود جديدة لما يمكن تحقيقه خلال مؤتمرات الأطراف، ما يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل المناخي العالمي، ليمثِّل COP28 علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ مؤتمرات الأطراف".
وأشار إلى أن نجاح تسريع وتعزيز العمل المناخي، يتطلب ضمان استضافة ناجحة لهذا المؤتمر العالمي، وأن: "تحقيق هذه الأهداف الطموحة، يتطلب ضمان احتواء الجميع وإدارة المؤتمر وتنظيمه بشكل جيد من أجل توفير أرضية صلبة لتحقيق النتائج الطموحة، وفي هذا الإطار، تشيد رئاسة المؤتمر بجهود رئيسة اللجنة التنفيذية لترتيبات الاستضافة الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، التي تعمل بكامل طاقتها وتشرف على إنجاز الاستعدادات اللازمة لهذا الحدث العالمي".

وتحدثت الشيخة مريم بنت محمد بن زايد وأعضاء اللجنة التنفيذية لترتيبات الاستضافة عن أحدث مستجدات ترتيبات المؤتمر، بما في ذلك تجربة الزوار.

التخطيط للمستقبل 

واستعرض أعضاء اللجنة التنفيذية سبل تقدم دولة الإمارات في مسارها للترحيب بالعالم، مشيرين إلى أنها تستعد لدعوة جميع الذين يساهمون في تحقيق التقدم الجماعي في العمل المناخي، وأنها ستسلط الضوء على تجربتها في التخطيط للمستقبل وتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد وبناء نموذج للتنمية المستدامة، مؤكدين التزام اللجنة بتركيز COP28 على احتواء الجميع، كما شرحوا خططهم للتصميم الإنشائي واللوجستي لـ COP28. 
واستمعت اللجنة العليا أيضاً إلى وزيرة تنمية المجتمع، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف COP28 شما المزروعي، ورائدة المناخ للمؤتمر رزان المبارك، والرئيس التنفيذي لمكتب COP28 عدنان أمين، عن أحدث مستجدات مسارات العمل ذات الصلة.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني التغير المناخي عام الاستدامة الإمارات عبدالله بن زايد العمل المناخی رئاسة المؤتمر احتواء الجمیع تغیر المناخ الأطراف فی بن زاید إلى أن

إقرأ أيضاً:

COP28 وCOP29 تعقدان حدثًا لمناقشة الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ

استضافت رئاستا مؤتمر الأطراف COP28 وCOP29 حدثًا مهماً على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، شارك فيه أكثر من 30 طرفًا، تمحور الاجتماع حول الدول الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ والتي تواجه نزاعات وأزمات إنسانية.

ويهدف الحدث إلى تسليط الضوء على الخطط الخاصة بـ"الإغاثة والتعافي والسلام" في مؤتمر COP29 المقرر انعقاده في باكو، كما تناول الاجتماع السياسات والإجراءات المالية الميدانية لدعم الدول التي تواجه تحديات مناخية وإنسانية، مع التركيز على زيادة تمويل المشاريع التي تعزز التكيف مع التغيرات المناخية في هذه الدول.
وأكد عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، أن الاستثمار المناخي في الدول الضعيفة يُعتبر فرصة مهمة لتحقيق التنمية والسلام، وقال: "يُعد الاستثمار المناخي في الدول الأكثر ضعفًا أولوية ملحة وفرصة هامة لتحقيق التنمية والإغاثة الإنسانية والسلام، فقد حشد مؤتمر الأطراف COP28، اهتمامًا غير مسبوق وسخر الموارد في هذا الصدد، كما يسر دولة الإمارات التعاون مع أذربيجان لضمان مواصلة الجهود في مجال العمل المناخي الذي يسلط الضوء على المجتمعات التي تحظى بأقل مستويات الدعم، بالإضافة إلى منع الخسائر والأضرار".

وصرح السفير إلشاد إسكنداروف، المستشار الأول لرئاسة مؤتمر الأطراف COP29: "نقدر التعاون المخلص مع دولة الإمارات في متابعة إعلان برنامج التعافي من المناخ التابع لمؤتمر الأطراف COP28، وتسجيل النداء العاجل من أكثر الدول تضرراً بشأن ضرورة تفعيله في مؤتمر الأطراف COP29".

وفي هذا الحدث الذي عُقد في نيويورك – بالتعاون مع تشاد وألمانيا وتيمور الشرقية وأوغندا والمملكة المتحدة - قامت الجهات الرئيسية المانحة للتمويل المناخي بتحديد مجموعة من الإجراءات المتخذة؛ بهدف تسهيل المبادرات المناخية لدى الدول الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي، والتي شملت إعلان الصندوق الأخضر للمناخ عن مجموعة خطط للبرامج المناخية المخصصة للدول الأكثر ضعفاً، للبناء على الاتفاقية التاريخية بين الصندوق والصومال والتي تم إبرامها بعد مؤتمر الأطراف COP28.

كما استعرض البنك الإسلامي للتنمية العملية المطبقة لتسهيل منح التمويل للدول الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ بقيمة مليار دولار، والتي تم إطلاقها في مؤتمر الأطراف COP28، وسلط مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) الضوء على الحصة المتزايدة من الإجراءات الاستباقية لمواجهة التهديدات المناخية في إطار الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ.

مقالات مشابهة

  • سلطان الجابر يدعو لتنفيذ «اتفاق الإمارات» المناخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ اتفاق الإمارات التاريخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • رئاستا مؤتمر الأطراف COP28 وCOP29 تستضيفان حدثاً رفيع المستوى لدعم العمل المناخي
  • الإمارات: الاستثمار المناخي في الدول الأكثر ضعفاً أولوية
  • COP28 وCOP29 تعقدان حدثًا لمناقشة الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ
  • رئاستا «COP28» و«COP29» تستضيفان حدثًا رفيع المستوى لدعم العمل المناخي وتحقيق الأمن والإغاثة والتعافي
  • الإمارات تؤكد التزامها بدعم الابتكارات المفيدة للكوكب
  • COP28 وCOP29 يبحثان سبل دعم الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ
  • آمنة الضحاك: «COP28» وضع ملف الغذاء في صميم أجندة العمل المناخي