قد لا يكون جديدًا الحديث عن انقسامات في صفوف نواب "التغيير"، بعدما تبيّن أنّ ما سُمّيت "كتلة تغييرية" بعيد الانتخابات النيابية كانت أبعد ما تكون عن التجانس، ولو استطاعت "الصمود" لبعض الوقت، قبل أن "تهزّها" الاستحقاقات المتتالية، وصولاً إلى انتخابات رئاسة الجمهورية التي "أجهضت" مشروعها عن بكرة أبيه، حتى "تفرّعت" إلى سلسلة أقسام، بين من التحق بالمعارضة، ومن اختار "الوسطية"، التي لم تكن موحّدة هي الأخرى.


 
على الرغم من ذلك، لا يزال السؤال عن موقف نواب "التغيير" يُطرَح مع كلّ استحقاق جديد، إما من باب مواصلة "الاختبار" الذي يخضع له هؤلاء النواب، للتدقيق بمدى "انسجامهم" مع شعارات "ثورة 17 تشرين" التي انطلقوا من رحمها لدخول البرلمان، وإما من باب تسجيل "خرق ما" في صفوفهم، وهو ما يتحقّق إجمالاً، وإما لكون هؤلاء النواب، على تشتّتهم وانقسامهم، يمكن أن يشكّلوا في مكانٍ ما، "بيضة قبان"، متى اشتدّ الانقسام العمودي.
 
اليوم، ومع طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري لمبادرته الحواريّة، التي يفترض أن تعقبها جلسات انتخابية متتالية، ثمّة من يسأل عن مقاربة نواب "التغيير"، علمًا أنّ بينهم من سيقاطعها، بعدما بات جزءًا "أصيلاً" إن جاز التعبير من "جبهة المعارضة"، لكن ماذا عن سائر النواب، ولا سيما من يَبدون "متردّدين" منهم؟ هل يحضر هؤلاء "حوار الأيام السبعة" ولو قاطعه زملاؤهم؟ وهل يعتقدون أنّ هذه المبادرة قد تفضي إلى الحلّ المنشود؟
 
نواب "حسموا أمرهم"
 
بين نواب "التغيير" من حسموا أمرهم من مبادرة رئيس مجلس النواب، وعلى رأس هؤلاء كلّ من مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي، الذين يعتقد كثيرون أنّ "القناع التغييري" قد سقط عنهم، بعدما باتوا أقرب ما يكونون إلى قوى المعارضة، وعلى أتمّ الانسجام والتجانس مع حزبي "القوات" و"الكتائب"، اللذين شملتهما "ثورة 17تشرين"، فيما يعتبر هؤلاء أنّ "تقاطعهم" مع هؤلاء يستند بشكل أساسيّ إلى أولوية "المواجهة" مع "حزب الله".
 
من هنا، فإنّ ضو والصادق والدويهي سيقاطعون الحوار في المبدأ، التزامًا بموقف جبهة المعارضة، التي أضحوا أعضاء فيها، بل جزءًا لا يتجزأ منها، وأحيانًا ناطقين باسمها، وهم يعتبرون أن الحوار لا قيمة دستورية له، وأنّ المطلوب جلسات مفتوحة ومتتالية لانتخاب رئيس للجمهورية بعيدًا عن تكريس أي "بِدَع"، علمًا أنّ هؤلاء لا يخفون "مَيلهم" إلى مقاطعة الجلسة، إن تبيّن أنها قد تفضي لانتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
 وإلى هؤلاء، ثمّة نواب آخرون يبدو أنّهم حسموا أمرهم، كياسين ياسين وإن ميّز موقفه عن زملائه، باعتبار أنّه ينطلق فقط من كون الدستور لم ينصّ على حوار يسبق الانتخاب، وفي المقابل ثمة من حسم موقفه إيجابًا، كالنائب الياس جرادة، الذي كان أول "مؤيّدي" دعوة رئيس مجلس النواب إلى الحوار، بل سبقه في إطلاق المبادرات "الحوارية"، باعتبار أنّ التفاهم وحده يمكن أن يفضي إلى انتخاب رئيس، من ضمن أسماء يتّفَق عليها. 
 
هواجس "مشروعة"
 
في مقابل من حسموا أمرهم، يبدو أنّ نوابًا آخرين لا يزالون "متردّدين"، أو هم بالحدّ الأدنى "يتريّثون" في تحديد موقفهم النهائي، إما من أجل الخروج بموقف "موحّد" قدر الإمكان، بين من تبقّى من كتلة "التغيير"، وإما بانتظار نضوج المواقف وبلورتها بشكل واضح، حتى يفهموا طبيعة الحوار الذي يدعو إليه بري، ومن سيرأسه، فضلاً عن "الضمانات" حول الذهاب إلى جلسات مفتوحة، وألا يتحول الأمر إلى "خديعة" في مكان ما، مع إمكانية تطيير النصاب.
 
وإذا كان هناك بين نواب "التغيير" الذين لم يعلنوا عن موقفهم بعد، من يُعتقَد أنّ موقفه سيكون "سلبيًا"، باعتبار أنّه يرفض أصلاً الجلوس مع قوى "المنظومة" على طاولة واحدة، على غرار النائبة حليمة قعقور المتمسّكة حتى العظم بشعار "كلن يعني كلن"، والتي سبق أن جزمت بأن أيّ حوار من هذا النوع مرفوض شكلاً ومضمونًا، فإنّ آخرين لا يزال موقفهم "ملتبسًا"، بل إنّ بعضهم يميل إلى "استغلال الفرصة"، وبالتالي المشاركة في الحوار.
 
لدى هذه الفئة هواجس قد يعتبر البعض أنّها "مشروعة"، فهم يخشون أن يكون الحديث عن "جلسات مفتوحة ومتتالية" مجرد "مناورة"، علمًا أنّ هذا هو مطلب هؤلاء النواب الأساسي، ومنهم من يعتصم في البرلمان لتحقيقه، وثمّة من يريد "ضمانات" بأنّ معطّلي الجلسات لن يعمدوا إلى تطيير النصاب من جديد، إن لم يأت الحوار "على خاطرهم"، فيما يرى آخرون أنّ المطلوب "تلقّف الكرة" على طريقة "لحاق الكاذب على باب الدار"، لتبيان صدقيته من عدمها.
 
لم يعد الحديث عن انقسامات في صفوف نواب "التغيير" اكتشافًا عظيمًا، ولم يعد التركيز على التباينات بين هؤلاء "اختراعًا للبارود"، إذ إنّ القاصي والداني يدرك أنّ "التشتّت" هو عنوان ما سُمّيت يومًا كتلة "تغييرية"، استبشر بها كثيرون خيرًا. مع ذلك، فإنّ موقف هؤلاء النواب يبقى مثيرًا للاهتمام مع كل استحقاق، حيث يحاول كل فريق "استقطاب" جزء منهم بالحدّ الأدنى، فهل ينجح بري في ذلك، بحوار "الأيام السبعة"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان يكشف تفاصيل لقاء رئيس الوزراء بمسؤولي الحوار الوطني

كتب- حسن مرسي:

أكد الدكتور ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني، أن الحوار لم يتوقف منذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2022، مشيرًا إلى أن هياكل الحوار تشكلت وفق ثلاثة محاور رئيسية، واستمرت في العمل رغم التغيرات الداخلية والخارجية التي لم تؤثر على سير العمل. جاء ذلك خلال مداخلة لرشوان في برنامج "الساعة 6" على قناة "الحياة".

وأوضح رشوان أن الرئيس السيسي دعا إلى توسعة الحوار الوطني لمواكبة التطورات الإقليمية الكبرى، مؤكدًا أن أحداث 7 أكتوبر دفعت إلى وضع الأمن القومي المصري ضمن أولويات أجندة الحوار.

وأضاف أن رئيس الوزراء عقد عدة اجتماعات مع مجلس أمناء الحوار الوطني، الذي يضم أطيافًا مختلفة من المصريين يتفقون جميعًا على مصلحة الوطن.

وأشار رشوان إلى أن الجلسات الثلاثة الأخيرة خصصت بشكل كبير لمناقشة الأمن القومي والسياسة الخارجية، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه الملفات في ظل التحديات الراهنة.

وأكد أن الحوار الوطني يعمل على تعزيز المواقف الموحدة للمصريين حول قضايا الوطن، بالإضافة إلى مناقشة المسائل المتعلقة بالانتخابات ورفع توصيات المحور السياسي للجهات المختصة.

وكشف رشوان عن وجود خطة عاجلة تهدف إلى توضيح المخاطر التي تواجه الأمن القومي وتعزيز المواقف الموحدة للمصريين حول قضايا الوطن.

وأضاف أن هذه الخطة تشمل أيضًا مناقشة المسائل المتعلقة بالانتخابات ورفع توصيات المحور السياسي للجهات المختصة.

واختتم رشوان، أن الحوار الوطني سيستمر في العمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجه مصر، مع التركيز على الأمن القومي والسياسة الخارجية كأولويات رئيسية في أجندة الحوار.

اقرأ أيضًا:

كلف بها الرئيس.. مدبولي يناقش التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

ضياء رشوان مصطفى مدبولي الحوار الوطني

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان

أخبار

ضياء رشوان يكشف تفاصيل لقاء رئيس الوزراء بمسؤولي الحوار الوطني

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك موجة تضخم عالمية.. ترامب يدق طبول الحرب التجارية و"كلنا خاسرون" 22

القاهرة - مصر

22 13 الرطوبة: 31% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • عمل قذر يتجاوز أخلاقيات الصحافة.. غضب واسع إثر نشر صحيفة "الأيام" بعدن صوراً للمرأة التي تعرضت للابتراز
  • ضياء رشوان يكشف تفاصيل لقاء رئيس الوزراء بمسؤولي الحوار الوطني
  • الذكاء الاصطناعي بات يشكل إحدى أهم أدوات التغيير في العالم.. دائرة الحوار العربي في الإسكندرية
  • مجلس النواب يطّلع على المشاكل التي تعيق عمل دار لـ«رعاية المسنين»
  • رئيس الوزراء يلتقي مسئولي "الحوار الوطني"
  • محافظ الفيوم يواصل لقاءاته الدورية مع نواب البرلمان لبحث مطالب المواطنين
  • رئيس البرلمان العربي: الذكاء الاصطناعي بات خياراً حتمياً وأحد أهم أدوات التغيير
  • عبدالمنعم سعيد يكشف أبرز التحديات التي تواجه الحكومة.. وهذه حقيقة مشروع التوريث - (حوار)
  • رئيس هيئة الرقابة الصحية: المبادرات أسهمت في تحسين النظام الصحي (حوار)