تفاصيل عودة أبو نضال إلى العراق ومقتله بعد طرده من قبل صدام حسين
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
السومرية نيوز – محليات
كشف سفير العراق في ليبيا سابقا علي سبتي الحديثي كيف عاد القيادي الفلسطيني (أبو نضال) إلى العراق متخفيا بعد أن طرد منه. وأضاف السفير الحديثي في "برنامج قصارى القول"، أن أبو نضال عاد إلى العراق بعد أن طرد من أراضيه عام 1983، متخفيا ومتسللا بجواز سفر يمني وعبر الحدود الإيرانية.
وبخصوص عملية مقتل أبو نضال التي لا تزال غامضة، لفت السفير إلى "أن أبو نضال قتل في شقة في العراق، حيث توجهت القوات الأمنية العراقية للقبض عليه".
ولفت السفير إلى أن سبب عودة أبو نضال هو "جزمه بأن العراق سيحتل وبالتالي يبحث عن دور له في الأراضي العراقية في ظل القوى المحتلة".
الى ذلك، كشف الحديثي تفاصيل طرد صدام حسين للقيادي الفلسطيني أبو نضال من بغداد بعدما كان اليد الطولى له بإجراء عمليات ضد حكم حافظ الأسد.
وقال الحديثي إن "أبو نضال (صبري البنا) تواجد في العراق حينما كانت العلاقات متميزة بين العراق والمنظمات الفلسطينية آنذاك وكان ممثل فتح بالعراق حينها.. ولاحقا عندما اشتدت الخلافات بين القادة الفلسطينيين انشق أبو نضال عن حركة فتح، وأعلن تشكيل الحرس الثوري، وحصل على دعم حزب البعث في العراق الذي كان يدعم الخط الذي يقول إن فلسطين من النهر للبحر".
وأضاف السفير، أنه "في سنوات قبل عام 1983 كان أبو نضال "اليد الطولى" للقيادة العراقية ضد حكم حافظ الأسد في سوريا، حيث نفذ العديد من الاغتيالات فيها بأوامر من القيادة العراقية التي كانت ضد نظام الأسد، إلا أنه عقب عام 1983 طرد أبو نضال من العراق بسبب مواقفه ضد حرب العراق مع إيران وهذا لم يعجب القيادة العراقية، فأبلغ بقرار الطرد من قبل طارق عزيز (المسؤول البارز في عهد صدام) وفكك معسكره".
ولفت السفير العراقي الحديثي إلى أن "أبو نضال بعد طرده من العراق توجه إلى سوريا، وأنشأ معسكرات هناك، وأسس لعلاقاته مع لبنان ومن ثم ليبيا التي انتقل اليها لاحقا".
ولفت السفير إلى أن وجوده في سوريا كان بتنسيق من المخابرات السورية معه والتي وطدت أموره هناك، فأسس معسكرات تابعة له في سوريا كانت تنقل السلاح إلى جنوب لبنان حيث أصبح عنصرا بارزا، "أبو نضال هو بندقية للإيجار في العراق ودمشق".
كذلك روى سفير العراق في ليبيا سابقا قصة مسدس القيادي الفلسطيني (أبو نضال) ذي الطلقة الواحدة وحقده على طارق عزيز الذي أبلغه بقرار طرده من العراق.
وقال السفير علي سبتي الحديثي إن "أبو نضال (القيادي الفلسطيني صبري البنا) طرد من العراق عام 1983 وأبلغه قرار الطرد طارق عزيز (المسؤول العراقي البارز في عهد صدام حسين)، الأمر الذي اعتبره أبو نضال مهينا بحقه، واشتكى بعدها برسالة إلى صدام في 1989 بعثها مع السفير الحديثي".
ولفت السفير إلى الحقد الكبير الذي كنه أبو نضال تجاه طارق عزيز "حيث كان يتعامل معه بفوقية وأنه ساهم وسعى لطرده بحسب تعبير أبو نضال".
وفي تفاصيل لقاء السفير مع أبو نضال، حاول الأخير إرهاب السفير الحديثي بطريقة التهديد وسرد بطولاته وقصصه مع بعض المبالغة والخيال.
وأضاف أبو نضال، مشيرا إلى مسدس أمريكي كان بجانبه فيه طلقة واحدة، قائلا: "إن كان شامير (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) وكان عرفات الآن، فعلى من يجب إطلاق النار، فرد السفير عليه بالطبع شامير فرد أبو نضال طبعا برأس عرفات منوها بأن "على صدام أن يفعل المثل مع طارق عزيز".
وأشار السفير الحديثي إلى رفضه نقل أي رسائل شفوية مشينة واتهامات قبيحة وطالب أبو نضال برسالة خطية حيث قام بإرسالها لاحقا عبر وسطاء إلى السفير موجهة للقيادة العراقية. من هو أبو نضال؟ سياسي وحركي فلسطيني، انضم إلى حركة فتح بزعامة ياسر عرفات عام 1967 ثم انشق عنها، تنقل بين العديد من العواصم العربية، بقيت تفاصيل نهايته غامضة كما العديد من تفاصيل حياته.
المولد والنشأة
ولد صبري البنا (أبو نضال) يوم 16 مايو/أيار 1937 في مدينة يافا بفلسطين، ينحدر من أسرة غنية تعمل في تجارة الموالح، غادر وهو ابن الـ11 يافا إلى عسقلان أثناء الزحف الصهيوني على فلسطين، ثم إلى غزة وأخيرا إلى نابلس، توفي والده عام 1945، وعاد ليقيم في غزة عام 1948.
الوظائف والمسؤوليات
سافر للعمل في السعودية عام 1958.
التجربة السياسية
انضم أبو نضال إلى حزب البعث عام 1955 وانخرط في الأنشطة القومية الفلسطينية، ثم كون جماعته الخاصة في أواسط الستينيات، ثم انضم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة ياسر عرفات عام 1967 عند عودته إلى الأردن.
تولى أمر الأمن الإقليمي في الأردن في يونيو/حزيران 1968، وأصبح بعدها مندوب فتح في السودان عام 1969، ثم في بغداد عام 1970، وبعد ذلك أيضا رئيس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك.
أقام أبو نضال علاقات وطيدة مع المخابرات العراقية منذ عام 1971 وانضم إلى جماعات الرفض لتشكيل اللجنة السياسية للفلسطينيين في العراق في بداية عام 1974، والتي انتقدت بشدة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ونددت بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي جعل أبو نضال يستولي على مرافق حركة فتح في العراق، مما أدى إلى طرده من الحركة وحكم عليه بالإعدام بعد الاشتباه فيه بالتورط في محاولة اغتيال أبو مازن.
انشقت حركة فتح المجلس الثوري بقيادة أبو نضال عن حركة فتح لعدم ارتياحها للأسلوب القيادي الذي اعتبرته غير ثوري بالدرجة الكافية.
اضطر أبو نضال لمغادرة العراق عام 1983 حين طرده صدام حسين في سبيل إصلاح علاقاته مع الولايات المتحدة التي كافأته بعد سنة بالتحديد بإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدولتين.
وانتقل أبو نضال إلى سوريا ولكنه أجبر على غلق معسكراته هناك عام 1986 بضغط من الولايات المتحدة، حيث توجه بعدها إلى بولندا ثم إلى ليبيا في أواخر الثمانينيات.
وبعد حرب الخليج وجد أبو نضال فرصة لكسب ود صدام حسين، واتهم في يناير/كانون الثاني 1991 باغتيال قيادييْ منظمة التحرير الفلسطينية صلاح خلف المعروف بـ"أبو إياد"، وهايل عبد الحميد المعروف بـ"أبو الهول" في تونس.
وفي أبريل/نيسان 1998 تخلصت السلطات الليبية من أبو نضال وسلمته للسلطات الأمنية المصرية، حيث مكث للعلاج من مرض سرطان الدم في القاهرة مقابل ما وصفتها دوائر بأنها صفقة لتنفيذ بعض العمليات ضد بعض الجماعات الإسلامية المصرية المعارضة.
وانتقل بعد أشهر إلى بغداد تحت ضغوط دولية على مصر. حكم عليه بالإعدام غيابيا لاغتيال السكرتير الأول بالسفارة الأردنية في لبنان عام 2001.
الاغتيال
اغتيل أبو نضال في بغداد يوم 19 أغسطس/آب 2002، وأعلنت السلطات العراقية أنها وجدته صريعا في شقته ببغداد وأنه مات منتحرا بعد أن أطلق على نفسه رصاصة واحدة اخترقت فمه وخرجت من مؤخرة رأسه.
وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات العراقية طاهر جليل حبوش وقتها أن أبو نضال انتحر بإطلاق رصاصة في فمه قبل أن يقتاده رجال الأمن إلى الاستجواب لدخوله العراق بطريقة غير قانونية وبجواز سفر يمني مزور.
بينما كشفت حركة معارضة عراقية (حركة الوفاق الوطني العراقي) في المنفى أن رئيس النظام السابق صدام حسين أصدر قرارا بالتخلص من الزعيم أبو نضال لأنه كان يملك معلومات حيوية.
واتهمت حركة فتح المجلس الثوري بغداد بـ"اغتيال" زعيمها أبو نضال، وجاء في بيان صدر ببيروت في أغسطس/آب 2002 أن "الرواية التي أوردها رئيس المخابرات العراقية غير صحيحة".
وأوضح البيان أن صدام حسين أمر بنقل أبو نضال إلى المستشفى المخصص للمسؤولين العراقيين لمعالجته من مرض السرطان، ولكن بعد شجار عنيف بين صبري البنا ومسؤولي المخابرات العراقية أمر صدام بالتخلص منه.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: السفیر الحدیثی أبو نضال إلى السفیر إلى من العراق طارق عزیز فی العراق صدام حسین حرکة فتح طرده من طرد من
إقرأ أيضاً:
بعد مضي عقدين.. التخويف المتكرر من عودة البعث إلى العراق.. هل له أساس؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
لأن قوات الاحتلال الامريكي اعتقلت قبل نحو 20 عاما كثيرا من الرعيل الأول والقيادات في "حزب البعث" وعلى رأسهم المتنفذين في السلطة، واختفى آخرون، ولأن العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب المحظور، هم بعثيون غير مؤثرين ربما.
إذا فما الذي يجعل الخوف من عودة "البعث" يدب في عقول وصدور ونفوس أحزاب السلطة في العراق وأخذتهم إلى التحذير بين فينة وأخرى من مساعي المخربين البعثيين؟
المحلل السياسي مجاشع التميمي، يؤشر الأسباب الحقيقية وراء التحذيرات المتكررة بشأن عودة "البعث" من قبل بعض الأطراف السياسية العراقية.
وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، اليوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024)، إنه "نحتاج هذه الفترة تعريفا إجرائيا لمفهوم البعث لأنه حسب الفترة الزمنية نعتقد أن عمر الرفيق البعثي قد انتهى ولكن ربما المقصود بعودة البعث هو كل من ينتقد ويعارض قادة العملية السياسية في العراق خاصة وأنها تمر بأزمة سياسية خطيرة جدا تتعلق بعوامل داخلية وخارجية".
وأضاف: "يسعى القادة السياسيون إلى التذكير بخطورة الإطاحة بالعملية السياسية والنظام السياسي بصورة اجمع لان الخلافات موجودة مع غياب المجاز الذي يرضي الجميع خاصة بعد بيان المرجعية الدينية".
واختتم التميمي حديثه بالإشارة الى، أن "التحذير من عودة البعث قد يكون لحالة القلق على النظام السياسي في العراق من السقوط واقتراب انتهاء الدورة البرلمانية الخامسة وقرب الانتخابات التي نتوقع انها ستكون الأسوأ في نسب المشاركة الجماهيرية".
يشار إلى أنه قبل 20 عاما انهار نظام صدام، بعد ثلاثة عقود من السيطرة على حكم العراق عبر حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اجتياح أمريكي ثم احتلالاً كلفا دماراً كبيراً في الوطن والمواطنين وحروباً ومجاعة وخلافات مع معظم دول العالم.
وعمليا، فإن العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب، هم بعثيون غير مؤثرين ربما، وظيفتهم الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين في كل عام، يقول مراقبون.
والأحزاب لا تستغل أي مناسبة دينية أو وطنية أو سياسية، وأحياناً حتى المؤتمرات التي تتحدث عن مناسبات اجتماعية، لتخويف العراقيين من عودة حزب البعث، الذي لا يملك أي تأثير على أرض الواقع، فحسب، بل بمعدل شهري، تظهر تعليقات لقادة أحزاب وكتل سياسية، وتتصدر مواقع التواصل، مخلفّة وراءها موجة تندّر واستنكار وتفاعل.
فيما يرى مراقبون أن التخويف بـ"حزب البعث" لا يعدو كونه تغطية على فشل تلك الأحزاب في ملفات الخدمات والبنى التحتية ومعالجة المشاكل السياسية.
وأُقر قانون "اجتثاث البعث" عام 2005، ونص عليه الدستور العراقي، وترتبت على أثره إقالة عشرات الآلاف من وظائفهم، ومصادرة أملاك آلاف آخرين وإحالة قسم منهم إلى القضاء.