موضوع خطبة الجمعة اليوم.. الأئمة يتحدثون عن حال النبي مع ربه
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم والذي جاء بعنوان «حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه»، كما أكدت الوزارة أنه من المقرر أن تتناول خطب الجمعة خلال شهر سبتمبر صفات مختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بمناسبة اقتراب حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
خطبة الجمعة اليومووفقا لوزارة الأوقاف، فتُفتتح خطبة الجمعة اليوم بـ: «الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم): "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن المتأمل في حال خاتم أنبياء الله ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مع ربه سبحانه يدرك أنه عليه الصلاة والسلام كان أشد الناس حبا لربه سبحانه وأكثرهم خشيةً له، وأعظمهم رجاء فيه، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (أَمَا - والله - إني لأحْشَاكُمْ اللَّهِ وَأَنْقَاكُمْ لَهُ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إنِّي لأعْلَمُكُمْ بِاللهِ، وَأَشَدُكُمْ لَهُ خَشْيَة)».
ولفتت خطبة الجمعة اليوم إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأنس بعبادة الله وكذلك أشارت إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعبد في غار حراء، حيث ورد في نص الخطبة: «وكان عليه الصلاة والسلام) يأنس بمناجاة ربه سبحانه ويهناً بقربه (عز وجل)، حتى أنه (صلى الله عليه وسلم قبل بعثته كان يتعبد في غار حراء الليالي ذوات العدد، ولما اصطفاه ربه سبحانه وأرسله رحمة للعالمين كانت قرة عينه وراحة نفسه في عبادة ربه جل وعلا)، حيث يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (جُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ)، ويقول(صلى الله عليه وسلم) لبلال (رضي الله عنه: (أرحنا بها - أي: بالصلاة يا بلال). وكان (صلى الله عليه وسلم) يواظب على قيام الليل، حبا لربه، وأنسًا بمناجاته، وشكرا على نعمائه وامتثالا لأمره سبحانه، حيث يقول: {يَا أَيُّهَا الْمُزْمَلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتْلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ، ولما كان عليه الصلاة والسلام) يقوم الليل حتى تورمت قدماه الشریفتان وقيل له : يا رسول الله، قد غفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر؟ قال (صلى الله عليه وسلم): (أفلا أكون عبدًا شكورا؟!)».
خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقافكما توجهت خطبة الجمعة اليوم إلى صيام النبي صلى الله عليه وسلم للنوافل: «وكان (صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام النوافل، ويحث عليه حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ومن ذلك أنه صلوات ربي وسلامه عليه صام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيس، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ، ويقول سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: (أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى ونوم على وتر)».
هذا بالإضافة إلى الذكر والاستغفار الذي كان صلى الله عليه وسلم يواظب عليه، حيث تقول خطبة الجمعة اليوم: «كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم دائم الذكر والاستغفار لربه سبحانه، امتثالا لأمره (عز وجل) حيث يقول: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا، ويقول سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ، ويقول (جل وعلا): {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا، فكان نبينا صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ، ويقول سيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما): (إنْ) كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ يَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وكان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه) يقول: (واللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَومِ أَكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً)».
رضا النبي بقضاء الله في خطبة الجمعة اليومكما أشارت خطبة الجمعة اليوم إلى رضا النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الله سبحانه وتعالى: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.إن من أحوال نبينا صلى الله عليه وسلم مع ربه عز وجل) حال الرضا بقضائه سبحانه، فحينما رأى (صلى الله عليه وسلم) ولدَه إِبْرَاهِيمَ يجود بنفسه، جَعَلَتْ عَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تَدْرِفَانِ الدموع رحمةً بولده، ثم قال (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) : (إِنَّ العَيْنَ تَسْمَعُ والقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)».
وتُختتم خطبة الجمعة اليوم بـ: «وكان صلوات ربي وسلامه عليه يتدبر القرآن، ويحبُّ أن يسمعه من غيره، يقول سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "كان (صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بآيةِ خوف تعود، و إذا مر بآيةِ رَحمةٍ سألَ ، وإذا مرَّ بآيةٍ فيها تَنزيهُ اللهِ سُبَّحَ " ، وعن سيدنا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزِل ؟ فقال: نعم، فإني أُحِبُّ أن أسمعه من غيري، قال ابن مسعود رضي الله عنه فافتتحت سورة النساء، فلما بلغت: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ، قال صلى الله عليه وسلم): (حسبُكَ الآن)فالتفت إليه فإذا عيناه صلى الله عليه وسلم تذرفان [تسيل دموعهما].اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله و وصحبه وسلمواحفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة وزارة الأوقاف الاوقاف المصرية النبی صلى الله علیه وسلم نبینا صلى الله علیه وسلم علیه الصلاة والسلام خطبة الجمعة الیوم رضی الله عنه مع ربه
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء» تكشف معنى «مقام الإحسان» وكيفية الوصول إليه.. ماذا قال عنه النبي؟
أجابت دار الإفتاء عن سؤال يستفسر عن معنى مقام الإحسان وكيفية الوصول إليه، مؤكدة أن أغلب الفقهاء أنَّ يتحدَّثون عن بدايات الدخول في مقام الإحسان الذي هو مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان، إذ أن الإسلام يشمل الإيمانَ والإحسانَ.
نهاياتِ مقام الإيمان هي بدايات الإحسانواستشهدت دار الإفتاء بقول حارثة رضي الله عنه: «أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا»، إنما هو تعبيرٌ عن بداية الدخول في مقام الإحسان؛ ذلك أنَّ نهاياتِ مقام الإيمان هي بدايات الإحسان، وقوله: «مُؤْمِنًا حَقًّا» إيذانٌ باستكمال الإيمان ومن ثم بداية الطريق إلى الإحسان.
توضيح مقام الإحسانوأوضحت دار الإفتاء في توضيح مقام الإحسان: «هنا أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يستيقن من وصوله إلى تلك المرتبة العُليا من الإيمان، فسأله عن حقيقة إيمانه، وعندما أجابه بالدلائل التي تدل على الوصول إلى تلك الدرجة قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عرفت فَالْزَمْ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ».
مقام الإحسان في الدينوتابعت: «أنَّ الإيمان قد تمكَّنَ منه ووصل منه إلى القلب، فكان مستعدًّا وقابلًا للارتفاع إلى درجة الإحسان، وهذه المقامات الثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان يشملُها اسمُ الدِّين؛ فمن استقام عَلَى الإسلام إلى موته عصمه الإسلام من الخلود فِي النار، وإن دخلها بذنوبه، ومن استقام عَلَى الإحسان إلى الموت وَصَلَ إلى الله عز وجل؛ قَالَ تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26]، وَقَدْ فسّر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الزيادة بالنَّظر إلى وجه الله».