التنافس الجيوسياسي في قمة مجموعة العشرين
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تلقي المنافسات العالمية العميقة بظلالها على اجتماع أكبر الاقتصادات في العالم هذا الأسبوع في الهند، حيث بتغيب قادة الصين وروسيا وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات مع الهند في مواجهة بكين.
وبحسب وول ستريت جورنال، من المقرر أن يصل الرئيس جو بايدن يوم الجمعة إلى قمة مجموعة العشرين، التي تتألف من 19 دولة اقتصادياً متقدمة ونامية والاتحاد الأوروبي.
The leaders of China and Russia won’t be attending this week’s G-20 summit, where growing U.S.-India ties will be on display https://t.co/Us2OLVIeXu
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 8, 2023مع احتمال تصاعد التوترات الدولية، من المرجح أن يصعب إصدار إعلان مشترك أكثر من العام الماضي، ودعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الوحدة قبل الاجتماع وقال مودي لوكالة الأنباء الهندية برس ترست في مقابلة نشرت يوم الأحد: "لقد أكدنا مرارًا وتكرارًا أن العالم المنقسم سيجد صعوبة في مواجهة التحديات المشتركة". أضاف أن بايدن يتطلع لاستقبال الاتحاد الأفريقي كعضو دائم، خطوة دعمتها الهند كبلد مضيف.
توفر استضافة مجموعة العشرين فرصة للهند لرفع مكانتها العالمية وتأكيد دورها كصوت رئيسي للاقتصادات الناشئة، وسط تصاعد الصراعات حول الهيمنة في الجنوب العالمي.
STORY | PM Modi to have more than 15 bilateral meetings with world leaders over three days
READ: https://t.co/jwtua5gGrl#G20SummitDelhi #G20Summit pic.twitter.com/A9kPoDAMAe
اتفق تحالف "بريكس"، وهو مجموعة من الدول الناشئة تضم (الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا)، وينظر إليها على أنها موازنة للغرب، في اجتماع عُقد في أغسطس(آب) على التوسع واستخدمت الصين وروسيا الاجتماع للشكوى من الغرب وتتخوف الهند في المقابل من أن يتحول المنتدى إلى منصة مضادة للولايات المتحدة تحت سيطرة بكين.
على الرغم من عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين في القمة، سيكون تأثيرهما ملموساً فيما يحاول بايدن إدارة العلاقة المتوترة مع الصين بينما يواصل الضغط من أجل الوحدة (عالمياً) ضد روسيا في حرب أوكرانيا وفي الوقت نفسه، تقترب روسيا من الصين، فيما تندلع التوترات بين الهند والصين.
شارك شي في جميع اجتماعات قمة مجموعة العشرين منذ أن أصبح رئيساً للصين في عام 2013، وعلى الرغم من جائحة كورونا إلا انه كان حاضراً في روما في اجتماع عام 2021 افتراضياً، وبشأن خطط شي عدم الحضور، قال بايدن: "أنا خائب الأمل، لكني سأحصل على فرصة لرؤيته". يمكن أن يكون لديهما فرصة أخرى في نوفمبر(تشرين الثاني) في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو، إذا حضر شي شخصياً وسيؤدي غياب شي وبوتين عن القمة إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والهند.
Putin’s War Rhetoric Rallies Russian Border Towns, but Nerves Fray https://t.co/NRGGERajRJ via @WSJ
— Nino Brodin (@Orgetorix) March 1, 2023 انقساماتتسبّب الانقسامات بين أعضاء مجموعة العشرين في زيادة الشكوك حول إمكانية اعتماد بيان مشترك يتضمن موقفاً بشأن الحرب في أوكرانيا.
وكان البيان الذي خرج من اجتماع العام الماضي في بالي مركزاً على تكلفة الحرب الاقتصادية، وفي هذا العام، كانت الهند تكافح من أجل تقريب وجهات النظر، وقال سوليفان إن بايدن سيدعو إلى "سلام عادل ودائم".
وبحسب الصحيفة، تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الإشارة إلى الأزمة الأوكرانية كما في العام الماضي، ووفقاً لمسؤولين أوروبيين كبار قالت روسيا إنها لن توافق على بيان لا يعكس موقفها وسيقود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفد بلاده، في حين سيمثل رئيس الوزراء لي قيانغ العملاق الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وكجزء من جهوده لمواجهة النفوذ المتزايد للصين، سعى بايدن إلى تعزيز العلاقات مع الهند، ورحب بمودي في زيارة دولة في يونيو(حزيران) وأعلن عن سلسلة من الصفقات الدفاعية كما امتنعت إدارة بايدن بشكل كبير عن الانتقاد العلني لما تقوله عنه مجموعات حقوقية إنه تصاعد التعصب تجاه الأقليات الدينية في البلاد، وحملة قمع ضد المعارضة في ظل الحكومة الهندوسية الوطنية.
وامتنع، البيت الأبيض، عن الإفصاح عما إذا كان بايدن سيطرح هذه المخاوف مباشرة على مودي عندما يجتمع الزعيمان، الجمعة، في اجتماع ثنائي.
الاقتصاد والتنمية.. الصينوتزامناً مع ذلك ذكرت إدارة الرئيس الأمريكي بأن بايدن سيُركّز على تغييرات في البنوك التنموية المتعددة، بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مستشهدة بأن بايدن طلب تمويلًا من الكونغرس للمساعدة في توسيع التمويل التنموي، وفي مقابل ذلك قدّمت الصين استثمارات بمليارات الدولارات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال برنامجها للبنية التحتية الحزام والطريق وفي الشهر المقبل، ستستضيف الصين اجتماعًا للحزام والطريق من المرجح ان يحضره الرئيس الروسي بوتين.
واتخذت الولايات المتحدة حركات لتحسين العلاقات التجارية مع الصين مؤخراً وقالت وزيرة التجارة جينا ريموندو، خلال زيارة مؤخراً إن الدولتين ستنشئان قنوات اتصال جديدة لمناقشة القضايا الاقتصادية والتجارية. وساهم استخدام واشنطن المتزايد للإجراءات الاقتصادية في سياسات الأمن القومي في زيادة التوترات.
وتابعت الولايات المتحدة التأكيد على أهمية مجموعة العشرين قبل الاجتماع، لكن الرحلة الهند لا تزال تذكر بأنه في حين نجح بايدن في تعزيز العلاقات مع الزعماء الغربيين، فإن علاقته مع الاقتصادات النامية تبقى أكثر تعقيداً، وكان التحول الجيوسياسي الكبير في إدارة بايدن هو التحالف المتطور مع G-7 بالإضافة إلى مجموعة العشرين التي لم تكن الأولوية على جدول الرئيس بايدن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة تعزیز العلاقات مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
قمة العشرين.. الرئيس السيسي يشارك في جلسة العمل الثالثة حول تحول الطاقة والتنمية المستدامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في جلسة العمل الثالثة، في ثاني أيام قمة مجموعة العشرين، والتي دارت حول تحول الطاقة والتنمية المستدامة.
وقد شهدت القمة أمس انعقاد جلستي عمل حول "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع"، و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية".
وعقب انتهاء جلسة العمل الثالثة تعقد الجلسة الختامية، التي يتم خلالها تمرير رئاسة مجموعة العشرين من البرازيل إلى جنوب إفريقيا.
وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مصر في الجلسة الأولى في قمة مجموعة العشرين، التي تناولت الجهود المصرية للتنمية، والتحديات التي تواجه الدول النامية في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً في ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.
كما ألقى الرئيس الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التي تواجه المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
كما أجرى الرئيس السيسي لقاءات جانبية مع عدد من قادة وزعماء العالم من بينهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس وزراء المملكة المتحدة "كير ستارمر"، ورئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"، والمستشار الألماني "أولاف شولتز"، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي "أورسولا فون ديرلاين"، ورئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل"، ومدير عام صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجييفا"، حيث تمت مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.