خط البصرة شلامجة.. مصلحة استراتيجية لإيران وتهديد للسعودية والكويت وميناء الفاو
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
سلطت صحيفة "إيكونوميست" الضوء على إنشاء خط سكة حديد جديد يربط بين مدينة البصرة العراقية وشلامجة) الإيرانية، مشيرة إلى أهمية المشروع بالنظر إلى أن العوائق الجغرافية والسياسية التي تحول دون إنشائه بدت أمراً لا يمكن التغلب عليه لأكثر من قرن من الزمان.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النظرة لاستحالة المشروع تعود إلى تقسيم شط العرب، الممر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، لحدود إيران والعراق، التي تمثل أيضًا خط صدع ثقافي بين العالمين العربي والفارسي، ولطالما كانت مصدرًا للصراع على مدى آلاف السنين.
ولذا فضلت القوى العظمى، التي قامت ببناء خطوط السكك الحديدية إلى العراق في أوائل القرن العشرين، قطع جبال طوروس في تركيا، وعبور النيل في مصر، وعبور الصحاري السورية بدلاً من مواجهة أي طرق عبر إيران.
لكن خط السكة الحديد الجديد لن يكون بكل هذا الطول، وهذه هي قوة الجذب التي تتمتع بها إيران، حيث وعد العراق بسد الفجوة البالغة 32 كيلومتراً التي تفصل بين خطوط السكك الحديدية بحلول عام 2025 لإتمام المشروع.
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، وضع رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، ونائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، حجر الأساس لخط السكك الحديدية، في البصر، جنوبي العراق، وفي غضون 18 شهراً، سيستخدم الخط 3 ملايين شخص.
ومن خلال امتداده على الحدود، من المتوقع أن يوفر الخط طريقًا سريعًا إلى المواقع السياحية الرائدة في العراق، والمقامات الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف، وأن يسهل التجارة في آسيا الوسطى ثم إلى الصين من خلال إعادة ربط العراق بطريق الحرير الذي قطعه الحكم البعثي عنه.
وسيستفيد الإيرانيون أيضا من المشروع، إذ ستقوم حكومتهم بتوسيع خطوط النقل إلى جيرانها السبعة من أجل تجاوز العقوبات والعزلة الغربية.
اقرأ أيضاً
العراق يضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي مع إيران
وفي يوليو/تموز الماضي، أعادت إيران فتح خط السكة الحديد إلى أفغانستان، وهناك خط آخر يربط إيران بالصين عبر تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان.
وتعمل إيران أيضًا على إنشاء خط بطول 164 كيلومترًا إلى الحدود مع أذربيجان، وبمجرد اكتماله يمكنها أن تكون بمثابة جسر روسيا إلى المحيط الهندي عبر ميناء بندر عباس.
ومن شأن الامتداد الجديد إلى العراق أن يعزز التجارة الثنائية، التي يعتقد المسؤولون الإيرانيون أنها ستصل إلى 12 مليار دولار هذا العام، ويوفر رابطًا إلى اللاذقية، الميناء الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا.
لكن المشروع ليس سعيدا لكل الأطراف، فالتجار العراقيون يشعرون بالقلق من توقف حكومتهم عن تطوير ميناء الفاو، وأن تستخدم ميناءً إيرانياً بدلاً منه، وهو ما عبر عنه عامر عبدالجابر إسماعيل، وزير النقل العراقي السابق، بقوله: "يجب أن نعيد فتح خطوط السكك الحديدية من البصرة إلى تركيا وأوروبا. نحن فقط نخدم أجندة إيرانية وسورية بدلا من ذلك".
فيما يخشى العرب من أن يؤدي خط السكة الحديد إلى دفع العراق إلى المزيد من الارتماء في أحضان إيران، وترفضه الكويت، التي اقترحت ربط السكك الحديدية من العراق بموانئها، منذ فترة طويلة.
كما فتح السعوديون خط سكك حديدية قريبا من الحدود العراقية، العام الماضي، وينتظرون العراقيين لبناء امتداده على أراضيهم.
اقرأ أيضاً
تحليل: صفقات مبادلة الطاقة تعزز استراتيجية العلاقات بين إيران والعراق
المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العراق إيران محمد شياع السوداني دجلة الفرات السکک الحدیدیة
إقرأ أيضاً:
العراق يطلق سلسلة مشاريع عملاقة لتأمين الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية
الجديد برس|
أطلقت الحكومة العراقية سلسلة مشاريع نفطية وغازية عملاقة لتأمين الوقود لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد في الصيف المقبل.
وذكر بيان للحكومة العراقية أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استمع لايجاز قدمه وزيرا الكهرباء والنفط لتأمين الطاقة الكهربائية في الصيف المقبل والخطة المعدة لعمل محطات الوقود وخطة وزارة النفط لتزويد محطات الكهرباء بالوقود والكميات المتفق عليها.
وأوضح البيان أن المجتمعين اتفقوا على المباشرة بإكمال الخط الناقل لاستيراد الغاز من محطات توليد الطاقة في البصرة إلى المنصة المتحركة، وتوقيع العقود المقدمة من الشركات للعمل على إكمال المنصة بأسرع وقت ممكن وكمية زيت الغاز المطلوبة للمحطات والكلف المالية والمخازن وكل ما يرتبط بعملية استيراد الوقود.
كما تم الاتفاق على مد خط أنبوب غاز جديد لنقل الغاز من قضاء المحمودية جنوبي بغداد إلى مدينة بسماية شرقي بغداد بطول 40 كيلومترا لإيصال الغاز من أجل تشغيل محطة بسماية خلال الصيف بكامل قدرتها.
وذكر البيان أن الاجتماع شهد مناقشة سير العمل للمشاريع الاستراتيجية لوزارة النفط غير المرتبطة بالبرنامج الحكومي وهي مشاريع جولة التراخيص الخامسة والسادسة ومشروع أنبوب نقل النفط “بصرة- حديثة” ونسب الإنجاز المخطط له في العام الحالي ومشروع أنابيب ماء البحر المشترك في شركة نفط البصرة. وتم بحث تنفيذ مشروع محطة معالجة مياه البحر المشتركة ومشروع الأنبوب البحري الرابع والخامس ومشروع الأنبوب البحري الثالث ومشروع استكمال تنفيذ المرحلة الثانية في مجمع غاز حقل أرطاوي في محافظة البصرة وتطوير حقول المنصورية في محافظة ديالى وعكاز في محافظة الأنبار والفيحاء في محافظة البصرة .