سلطت صحيفة "إيكونوميست" الضوء على إنشاء خط سكة حديد جديد يربط بين مدينة البصرة العراقية وشلامجة) الإيرانية، مشيرة إلى أهمية المشروع بالنظر إلى أن العوائق الجغرافية والسياسية التي تحول دون إنشائه بدت أمراً لا يمكن التغلب عليه لأكثر من قرن من الزمان.

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن النظرة لاستحالة المشروع تعود إلى تقسيم شط العرب، الممر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، لحدود إيران والعراق، التي تمثل أيضًا خط صدع ثقافي بين العالمين العربي والفارسي، ولطالما كانت مصدرًا للصراع على مدى آلاف السنين.

ولذا فضلت القوى العظمى، التي قامت ببناء خطوط السكك الحديدية إلى العراق في أوائل القرن العشرين، قطع جبال طوروس في تركيا، وعبور النيل في مصر، وعبور الصحاري السورية بدلاً من مواجهة أي طرق عبر إيران.

لكن خط السكة الحديد الجديد لن يكون بكل هذا الطول، وهذه هي قوة الجذب التي تتمتع بها إيران، حيث وعد العراق بسد الفجوة البالغة 32 كيلومتراً التي تفصل بين خطوط السكك الحديدية بحلول عام 2025 لإتمام المشروع.

وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، وضع رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، ونائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، حجر الأساس لخط السكك الحديدية، في البصر، جنوبي العراق، وفي غضون 18 شهراً، سيستخدم الخط 3 ملايين شخص.

 ومن خلال امتداده على الحدود، من المتوقع أن يوفر الخط طريقًا سريعًا إلى المواقع السياحية الرائدة في العراق، والمقامات الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف، وأن يسهل التجارة في آسيا الوسطى ثم إلى الصين من خلال إعادة ربط العراق بطريق الحرير الذي قطعه الحكم البعثي عنه.

وسيستفيد الإيرانيون أيضا من المشروع، إذ ستقوم حكومتهم بتوسيع خطوط النقل إلى جيرانها السبعة من أجل تجاوز العقوبات والعزلة الغربية.

اقرأ أيضاً

العراق يضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي مع إيران

وفي يوليو/تموز الماضي، أعادت إيران فتح خط السكة الحديد إلى أفغانستان، وهناك خط آخر يربط إيران بالصين عبر تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان.

وتعمل إيران أيضًا على إنشاء خط بطول 164 كيلومترًا إلى الحدود مع أذربيجان، وبمجرد اكتماله يمكنها أن تكون بمثابة جسر روسيا إلى المحيط الهندي عبر ميناء بندر عباس.

 ومن شأن الامتداد الجديد إلى العراق أن يعزز التجارة الثنائية، التي يعتقد المسؤولون الإيرانيون أنها ستصل إلى 12 مليار دولار هذا العام، ويوفر رابطًا إلى اللاذقية، الميناء الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في سوريا.

لكن المشروع ليس سعيدا لكل الأطراف، فالتجار العراقيون يشعرون بالقلق من توقف حكومتهم عن تطوير ميناء الفاو، وأن تستخدم ميناءً إيرانياً بدلاً منه، وهو ما عبر عنه عامر عبدالجابر إسماعيل، وزير النقل العراقي السابق، بقوله: "يجب أن نعيد فتح خطوط السكك الحديدية من البصرة إلى تركيا وأوروبا. نحن فقط نخدم أجندة إيرانية وسورية بدلا من ذلك".

فيما يخشى العرب من أن يؤدي خط السكة الحديد إلى دفع العراق إلى المزيد من الارتماء في أحضان إيران، وترفضه الكويت، التي اقترحت ربط السكك الحديدية من العراق بموانئها، منذ فترة طويلة.

كما فتح السعوديون خط سكك حديدية قريبا من الحدود العراقية، العام الماضي، وينتظرون العراقيين لبناء امتداده على أراضيهم.

اقرأ أيضاً

تحليل: صفقات مبادلة الطاقة تعزز استراتيجية العلاقات بين إيران والعراق

المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العراق إيران محمد شياع السوداني دجلة الفرات السکک الحدیدیة

إقرأ أيضاً:

مفاوضات إيران.. "خطوط ترامب الحمراء" تقلق نتنياهو

كشف مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يعلم تفاصيل الخطوط الحمراء، التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيما يتعلق بالمفاوضات النووية الجارية مع إيران.

وأعرب المصدر الأمني في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن "قلق أمني عميق" في إسرائيل حيال غموض الموقف الأميركي.

وقال: "القلق الرئيسي هو أننا لا نعرف ما الذي يريده ترامب فعلا، ولا نعلم ما هي خطوطه الحمراء الحقيقية، ونتنياهو أيضا لا يعرف ذلك بدقة".

وأضاف المصدر أن "إسرائيل تخشى من إبرام اتفاق سيئ، يقتصر على وقف تطوير الأسلحة النووية من دون التطرق إلى برنامج إيران الصاروخي أو أذرعها الإقليمية، مثل الحوثيين في اليمن الذين يواصلون استهداف إسرائيل، خاصة وسط التصعيد في قطاع غزة".

وقال إن "اتفاقا ناقصا من هذا النوع سيكبل أيدي إسرائيل"، مضيفا أنه: "في حال تم التوصل إلى اتفاق لا يرضي المصالح الإسرائيلية، فإن إسرائيل لن تكون قادرة على شن أي هجوم ضد إيران. لا خيار ثالث لدينا. إما تفكيك البرنامج باتفاق، أو عمل عسكري مباشر".

وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق أن إيران "قد تتحول إلى دولة عظيمة إذا تخلت عن فكرة الأسلحة النووية"، لكنه لم يوضح ما إذا كان يطالب بتفكيك البرنامج بالكامل، أم الاكتفاء بمنعها من الوصول إلى مرحلة التسلح النووي.

لكن ترامب هدد، الإثنين، بتوجيه ضربات إلى المواقع النووية الإيرانية، متهما طهران بـ"المماطلة" في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وجاءت هذه التصريحات عقب محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران جرت نهاية الأسبوع الماضي في سلطنة عمان، والتي وصفت بأنها "إيجابية وبنّاءة" من كلا الجانبين.

وفي حين تصر إدارة ترامب على منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، تشير تصريحات المبعوث الأميركي للمحادثات، ستيف ويتكوف، إلى أن واشنطن منفتحة على حلول وسط، بما في ذلك السماح لطهران بالاحتفاظ ببرنامج نووي مدني محدود.

من جهته، وصف نتنياهو هذا النهج بـ"النموذج الليبي"، في إشارة إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي، وهو ما تعتبره طهران خطا أحمر لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • بعد مناشدة وزارة النقل.. عقوبة العبث بمرفق السكك الحديدية
  • وزارة النفط: الأنبوب البحري الجديد يربط 3 منافذ تصدير استراتيجية
  • إخوان الأردن: مصلحة المملكة فوق كل اعتبار ولا علاقة لنا بالخلية التي اعتقلتها المخابرات
  • رخروخ: نعمل على تطوير السكك الحديدية على مستوى الجنوب بنمط عصري
  • ما أخر تفاصيل تشغيل ميناء الفاو الكبير؟
  • مشروع ضخم لتصدير نفط وغاز العراق.. تعرف على تفاصيل المقترح التركي
  • من البصرة.. ديلانوي تعرض خدماتها أمام العراق
  • مفاوضات إيران.. "خطوط ترامب الحمراء" تقلق نتنياهو
  • الحكومة توضح حقيقة وقف خدمة حجز التذاكر عبر موقع وتطبيق السكك الحديدية
  • الكسب غير المشروع يتسبب بحكم مدير السكك السابق 5 سنوات