يكثر الحديث هذه الأيام حول موجة الحرارة المرتفعة التي تضرب جميع دول العالم بلا استثناء ، فقد شهدت مناطق كثيرة درجات حرارة قياسية، خاصة بداية من شهر يوليو 2023 .

الأكثر حرارة على كوكب الأرض

 

أفاد العلماء أن هذا الصيف كان الأكثر سخونة على الإطلاق وبهامش كبير، وكانت الفترة من يونيو إلى أغسطس هي الفترة الأكثر دفئًا على كوكب الأرض منذ بدء السجلات العام 1940، وفقًا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

وبلغ متوسط ​​درجة الحرارة العالمية هذا الصيف 16.77 درجة مئوية (62.19 فهرنهايت)، وفقًا لكوبرنيكوس، وهو ما يزيد بمقدار 0.66 درجة مئوية عن متوسط ​​الفترة من 1990 إلى 2020 - متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في أغسطس 2019، بنحو 0.3 درجة مئوية.

عادةً ما يتم كسر هذه السجلات، التي تتتبع متوسط ​​درجة حرارة الهواء في جميع أنحاء العالم، بمقدار أجزاء من المئات من الدرجة.

وهذه هي المجموعة الأولى من البيانات العلمية التي تؤكد ما كان يعتقد الكثيرون أنه أمر لا مفر منه حيث لقد كان صيفًا حارًا للغاية بالنسبة لأجزاء من نصف الكرة الشمالي - بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان - مع موجات حر قاتلة ومحطمة للأرقام القياسية ودرجات حرارة غير مسبوقة في المحيطات.

ويشار إلى أن كوكب الأرض شهد أكثر الشهور حرارة في يونيو على الإطلاق، تلاه شهر يوليو الأكثر سخونة وكلاهما حطم الأرقام القياسية السابقة بهوامش كبيرة.

دول مهددة

كان قد قال صندوق النقد الدولي في تقرير نُشر مؤخراً : إن تغير المناخ يهدد بتفاقم النزاعات في الدول الهشة في جميع أنحاء العالم وبزيادة الوفيات، وإنه في حين أن الصدمات المناخية وحدها قد لا تؤدي إلى اضطرابات جديدة، إلا أنها "تؤدي إلى تفاقم النزاعات بشكل كبير، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم عوامل الهشاشة" مثل الجوع والفقر والنزوح.

وتوقع التقرير أن بحلول عام 2060، قد تزيد الوفيات الناجمة عن النزاعات بنسبة 8.5% من السكان في ما يسمى بالدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات، وبنسبة تصل إلى 14% في تلك الدول التي تواجه ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة.

وحذر صندوق النقد الدولي من أن أكثر من 50 مليون شخص في هذه البلدان قد يقعون فريسة الجوع بحلول عام 2060 بسبب انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع الأسعار.

ويصنف البنك الدولي 39 دولة تضم ما يقرب من مليار شخص و43 % من فقراء العالم على أنها بلدان هشة ومتأثرة بالنزاعات، وأكثر من نصف هذه الدول التي تتحمل أعباء تغير المناخ بشكل غير متناسب، تقع في إفريقيا.

وقال صندوق النقد الدولي، إنه بحلول عام 2040، قد تواجه هذه الدول 61 يومًا في السنة تبلغ فيها درجات الحرارة أعلى من 35 درجة مئوية في المتوسط، أي أربع مرات أكثر من الدول الأخرى.

وأضاف "إن الحرارة الشديدة، إلى جانب الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر تواتراً التي تصاحبها، ستعرض صحة الإنسان للخطر وتضر بالإنتاجية والوظائف في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والبناء". 

وقاية للإنسان من الحرارة

قال ستيفان ويت طبيب الطوارئ في كلية الطب بجامعة واشنطن، إن جسد الإنسان مذهل، يمكنه التكيف مع الحرارة في ظل ظروف معينة، لافتاً إلى أن هذا التكيف يستغرق وقتا ولا يكون عبر الخروج والتعرض للحرارة الشديدة بشكل مفاجئ وسريع، حتى لا يتعرض الشخص لتداعيات صحية، وذلك وفقا لاستعراض طرق آمنة لتمرين الجسم على التعامل بشكل أفضل مع ارتفاع درجات الحرارة.

كما أوضح الأستاذ في علم وظائف الأعضاء دابليو لاري كيني، أن أفضل طريقة لتأهيل الجسد هو بتعريضه بشكل آمن لفترات قصيرة من الحرارة والرطوبة، وزيادة مدة هذه الفترات بشكل تدريجي، مضيفا أن هذه العملية تُعرَف بـ "التأقلم الحراري"، مضيفاً أن هذا التأقلم يعمل على توسيع حجم البلازما في الجسم وزيادة كميات الدم، ما يعني أن القلب لن يكون مضطرا لبذل جهد مضاعف وأن أجسامنا تحوي المزيد من السوائل التي تعوض عملية التعرّق الضرورية للحفاظ على برودة الجسد.

كما تابع أنه يمكن لمن يعيشون في مناطق تشهد درجات حرارة منخفضة في الظروف العادية، أن تستغرق عملية تعوّد أجسادهم على الحرارة نحو أسبوع أو أسبوعين، داعياً إلى ضرورة العمل على تأهيل الجسد للحرارة قبل وصول الموجات شديدة الحرارة بالفعل، لأن حينها ربما يكون الأوان قد فات لذلك.

و كان قد دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في الاشهر القليلة الماضية، إلى اتخاذ إجراءات جذرية فورية تتعلق بالتغير المناخي، مؤكدا ًأن درجات الحرارة المرتفعة بشكل كبير في يوليو تؤشر إلى بدء "عصر الغليان العالمي".

وقال غوتيريش في نيويورك إن موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالية "مرعبة"، مضيفا "التغير الحراري هنا. وهو مرعب وهذه مجرد البداية.… انتهى عصر الاحتباس الحراري.…حل عصر الغليان العالمي".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غوتيرش قوله "بالنسبة للكوكب بأكمله، فإنها كارثة"، مشيرا الى أنه" باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة ، فإن يوليو 2023 سيحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات".

ووصف غوتيريش الحرارة المرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها "صيف قاس".

 ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع "التوقعات والتحذيرات المتكررة" من قبل العلماء، مضيفا أن "المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير".

ودعا غوتيريش مرة اخرى لاتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة العواقب "المأسوية"، مشيرا مرة اخرى إلى قطاع الوقود الأحفوري.

وأضاف "الهواء غير قابل للتنفس و الحرارة لا تطاق. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول".

 وحث "القادة على القيادة"، مردفا "لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولا".

ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن "الدمار" الذي بدأته الانسانية "يجب ألا يبعث على اليأس بل العمل" محذرا من أنه من أجل منع أسوأ النتائج على الإنسانية "تحويل عام من الحرارة الملتهبة إلى عام من الطموح الملتهب. 

الأرصاد تصدم المواطنين بشأن الطقس الحار.. وطرح مرحلة جديدة من شقق الإسكان لمحدودي الدخل | أخبار التوك شو الزراعة: تغيرات المناخ تؤثر سلبيًا على القطاع والأمن الغذائي داخل أفريقيا|فيديو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرارة درجة الحرارة الصيف تغير المناخ الحرارة الشديدة درجة مئویة

إقرأ أيضاً:

أمطار متفاوتة وانخفاض طفيف في درجات الحرارة بشمال وأواسط السودان

تشير التوقعات إلى أن أعلى درجة حرارة ظهر اليوم تبلغ 45.0 درجة مئوية في دنقلا، بينما تصل أدنى درجة حرارة صباح الغد إلى 21.0 درجة مئوية في رشاد وكادقلي.

بورتسودان: التغيير

توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في السودان، اليوم السبت، انخفاضاً طفيفاً في درجات الحرارة العظمى خلال النهار، يرافقه استمرار الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة الصغرى صباح غدٍ الأحد في شمال وأواسط البلاد، مع استقرار عام في بقية الأقاليم.

وأشارت نشرة الهيئة إلى أن الطقس سيكون معتدلاً نهاراً ومائلاً للبرودة ليلاً في شمال غرب وغرب البلاد، بينما يسود طقس حار إلى شديد الحرارة خلال النهار ودافئ ليلاً في شمال، شرق ووسط السودان.

أما الرياح، فتوقعت الهيئة أن تكون شمالية غربية خفيفة السرعة في أجزاء من شمال وشمال غرب البلاد، وكذلك في أقصى شمال ولاية البحر الأحمر، بينما تكون جنوبية غربية خفيفة إلى متوسطة السرعة في وسط، جنوب وغرب البلاد، وقد تثير الغبار والأتربة في بعض المناطق، خاصة جنوب البحر الأحمر.

كما توقعت الهيئة هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في جنوب ولايات البحر الأحمر، كسلا، الخرطوم، الجزيرة، القضارف، سنار، النيل الأزرق، النيل الأبيض، شمال كردفان، جنوب ولايتي جنوب وغرب كردفان، إضافة إلى جنوب شرق شمال دارفور، شمال شرق دارفور، جنوب دارفور، ووسط دارفور. كما يُتوقع هطول أمطار غزيرة في شمال جنوب وغرب كردفان، وجنوب شرق ولاية شرق دارفور.

وأوضحت الهيئة أن أهم معالم الطقس خلال الـ 24 ساعة المقبلة تتأثر باستمرار منخفض الهند الموسمي، الذي يغطي معظم أنحاء البلاد، في حين يمتد الفاصل المداري اليوم شمال بورتسودان، عطبرة، جنوب أبو حمد ودنقلا، شمال الأبيض، الفاشر والجنينة.

وبحسب ملخص طقس الأمس، فقد سُجلت أعلى درجة حرارة عند 45.5 درجة مئوية في دنقلا، بينما سُجلت أدنى درجة حرارة صباح اليوم في مدينة رشاد بـ21.0 درجة مئوية.

أما كميات الأمطار المسجلة يوم أمس، فقد بلغت في الدويم 35.0 ملم، وفي سنار 11.5 ملم، وكوستي 8.6 ملم، ورشاد 20.7 ملم، والقضارف 27.0 ملم، كما شهدت كسلا أمطاراً خفيفة.

وتتوقع الهيئة أن تبلغ أعلى درجة حرارة ظهر اليوم 45.0 درجة مئوية في دنقلا، بينما تصل أدنى درجة حرارة صباح الغد إلى 21.0 درجة مئوية في رشاد وكادقلي.

أما على ساحل البحر الأحمر، فتُشير التوقعات إلى ارتفاع في درجات الحرارة العظمى مع استقرار في درجات الحرارة الصغرى، ونشاط للرياح المثيرة للغبار والأتربة، خاصة في الأجزاء الجنوبية من الولاية.

الوسومأحوال الطقس طقس السودان هيئة الأرصاد الجوية السودانية

مقالات مشابهة

  • تحذير علمي: حرارة الصيف تؤثر على الإنجاب
  • «الأرصاد»: وادي الدواسر الأعلى حرارة بـ44 مئوية.. والسودة الأدنى
  • سخونة مياه البحر المتوسط تنذر بأحداث مناخية متطرفة
  • شبورة مائية كثيفة.. الأرصاد تحذر من درجات الحرارة المرتفعة. | ماذا قالت؟
  • شديد الحرارة واضطراب الملاحة وشبورة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الأحد
  • أمطار متفاوتة وانخفاض طفيف في درجات الحرارة بشمال وأواسط السودان
  • «الأرصاد»: الأحساء الأعلى حرارة بـ44 مئوية.. والسودة الأدنى
  • أصوات غريبة تحت البحر الأبيض المتوسط تثير الذعر.. هل لها علاقة بحدوث تسونامي؟
  • الذروة تصل 42 درجة .. بيان عاجل من الأرصاد بشأن طقس غد
  • أسوان تسجل أعلى درجة حرارة في طقس غدٍ السبت