اليوم الدولي لمحو الأمية.. تعزيز محو الأمية في عالم يمر بمرحلة انتقالية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يعد الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية من أقدم المناسبات الدولية التي يحييها المجتمع الإنساني كله بوتيرة سنوية منذ عام 1967، ويهدف الاحتفال السنوي لتذكير الشعوب بأهمية محو الأمية باعتبارها وسيلة مهمة لنشر العلم ومحاربة الجهل ومسألة تتعلق بالكرامة الإنسانية وحقوق كل البشر، فضلا عن كونها سبيلا مهما للنهوض بالمجتمع بشكل مستدام ليكون أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة التي باتت لا غنى عنها في عالم اليوم الذي يمر بمرحلة انتقالية تحتاج لتضافر الجهود.
وتتلخص أهداف اليوم الدولي لمحو الأمية، في تعزيز رؤية عالم يخلو من الأمية، عبر تحسين المهارات الأساسية للقراءة والكتابة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحق في التعليم الذي يستحقه كل إنسان ويمكنه من فهم كل أمور الحياة وتفسيرها، كما يسهل التواصل والإبداع في عالم يسوده الطابع الرقمي، ومن خلاله يتسنى للجميع المشاركة في المجتمع مشاركة فعالة، وبهذا تتحسن سبل الحياة، فالتعلم يتيح المشاركة في سوق العمل، وتحسين الأحوال الصحية والاقتصادية والحد من الفقر، فضلا عن توفير المزيد من فرص الحياة الكريمة.
ولا تزال التحديات التي تواجه محو الأمية ماثلة بالرغم من التقدم المحرز، إذ لا يزال ما لا يقل عن 771 مليون شخص في العالم من الشباب والكبار غير ملمين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة بحسب الأمم المتحدة، حتى يومنا هذا، مع التذكير أن ثلثي هذا الرقم من النساء، بالإضافة إلى 103 ملايين طفل ليس لهم القدرة على الذهاب إلى المدارس لتعلم هذه المهارات، حسب منظمة /اليونسكو/ التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها عام 2006.
وإذ أدى إغلاق المدارس خلال جائحة كورونا لتعطيل التعليم الأساسي لما يقرب من 62.3 في المائة من التلاميذ في العالم، الذين يبلغ إجمالي عددهم 1.09 مليار تلميذ، فإن فئات محو الأمية كانت أشد ضررا، فنحو 617 مليون طفل ومراهق لا يملكون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والحساب.
كما كشفت الصعوبات التي رافقت الجائحة حجم الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الاتصال بالإنترنت والبنية الأساسية وخصوصا الطاقة الكهربائية التي واجهت وما تزال صعوبات تمنع توفرها الدائم في المنازل لبعض الدول الفقيرة، ما تسبب بمنع ما يقارب 24 مليون متعلم من استئناف (التعليم عن بعد) وبينهم 11 مليون فتاة وشابة بحسب منظمة /اليونسكو/.
وإذ تمحور احتفال العالم أجمع باليوم الدولي لمحو الأمية للعام 2022 حول موضوع /تغيير هياكل التعلم لمحو الأمية/، ووضع تصور جديد للأهمية الأساسية لتعلم القراءة والكتابة، وبناء القدرة على الصمود وضمان تقديم تعليم جيد وعادل وشامل للجميع، فإن احتفال العام 2023 سيكون تحت شعار /تعزيز محو الأمية في عالم يمر بمرحلة انتقالية/، كما يركز على بناء الأساس لمجتمعات مسالمة ومستدامة، في ظل توجه لتكريم البرامج المبتكرة الفائزة بجوائز اليونسكو لمحو الأمية تزامنا مع اليوم العالمي، في مقر المنظمة الدولية في العاصمة الفرنسية باريس.
وتكمن أهمية جهود محو الأمية والاحتفال السنوي بها في كونها محركا للتنمية المستدامة، فضلا عن أنها جزء متأصل في التعليم وشكل من أشكال التعلم مدى الحياة المبنية على أساس الإنسانية، فالحكومات ومنظمات المجتمع المدني والشركات وكل المنخرطين في النظام التعليمي والتربوي، أمام فرصة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في كيفية تجاوز بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم، فقضية محو الأمية عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
وتولي استراتيجية /اليونسكو/ لمحو أمية الشباب والكبار للفترة (2020 - 2025) اهتماما خاصا بالبلدان في التحالف العالمي لمحو الأمية، وتتمحور حول أربعة مجالات استراتيجية ذات أولوية، فأولها دعم الدول الأعضاء في صياغة سياساتها واستراتيجياتها الوطنية لمحو الأمية وثانيها تلبية احتياجات التعلم لدى الفئات المحرومة، ولا سيما من النساء والفتيات وفي المرحلة الثالثة تسخير التكنولوجيات الرقمية لتوسيع نطاق الانتفاع بالتعلم وتحسين نتائجه، ثم المرحلة الرابعة والأخيرة برصد التقدم المحرز وتقييم مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة وبرامج محو الأمية لمعرفة حجم المنجزات.
وتتضمن الخطط التعليمية المبتكرة والمفاهيم التدريبية السليمة في محو الأمية لتشجيع النهوض بمجتمعات تعلم ذات دينامية وحيوية تواكب التقدم الهائل، أن يتم إعداد دليل لأولياء الأمور حول تشجيع الأطفال على القراءة في المنازل، يشمل أنشطة لتحفيز القراءة والكتابة المنزلية واستخدام الوسائل الحديثة مثل العروض التقديمية والملصقات التي تساعد أولياء الأمور على تشجيع أطفالهم على القراءة وتنفيذ الأوامر والطلبات، بجانب كراريس التدريبات لضبط الإملاء والحروف الهجائية، فضلا عن وسائل تعليمية تدمج الألعاب المحببة للأطفال بشكل معلوماتي لجذبهم.
وكلما زاد عمر الطفل تنوعت الوسائل والأساليب من استخدام البرامج الحديثة بحسب القدرة المادية للعائلة، مثل أجهزة الكومبيوتر التي تتضمن تطبيقات وورد وبوربوينت لتعليم كتابة الحروف والجمل البسيطة وإنتاج الصور والخرائط، دون إغفال البطاقات الملونة والرسوم التعبيرية والقصص التي تزيد رصيد الكلمات ومعانيها واشتقاقاتها في ذاكرة الأطفال، وصولا إلى الكتب الإلكترونية المقروءة والمسموعة التي باتت جزءا أساسيا في المنظومة التعليمية التي دمجت الأجهزة والتطبيقات في الهاتف الشخصي والأجهزة الرقمية الحديثة، مع استصحاب الحذر والمراقبة من الاستخدام السيئ لها أو الإدمان عليها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: اليوم العالمي لمحو الأمية
إقرأ أيضاً:
2.3 مليون زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب خلال 6 أيام
قالت أميرة قمر مراسلة فضائية «إكسترا نيوز»، إنّ مصر هي المنبع الأول الذي ظهرت منه كتابات مدونة في الوقت الذي كانت فيه معظم ممالك العالم تهيم على وجهها في الغابات، موضحة أن هذا الاقتباس العظيم من موسوعة مصر القديمة يعكس الدور الريادي في المجالات الثقافية منذ القدم.
إقبال جماهيري على معرض القاهرة الدوليوأضافت «قمر» خلال رسالة على الهواء، أنّ امتدادا لهذه الريادة يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ56، التي تعد النسخة الأكبر حتى الآن من حيث الحضور، مشيرة إلى أنه على مدار الـ6 أيام الماضية، تجاوز المعرض حاجز 2 مليون و250 ألف زائر خلال 6 أيام متتالية.
المعرض يضم ندوات وفعاليات ثقافيةوتابعت: «اليوم هو السابع على التوالي من أيام معرض القاهرة الدولي، الذي يضم الكثير من الفعاليات والندوات وفقا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وأبرز ندوات اليوم هي ندوة بعنوان دور فاطمة المعدول في نشر كتب الأطفال في مصر، وهي شخصية هذه النسخة لمعرض الطفل، إلى جانب ندوة عن الفنان شكري سرحان بعنوان مئوية ميلاد، فضلا عن ندوة عن مستقبل علوم الصيدلة، وندوة هامة جدا عن لغات الأقليات وهيمنة اللغات الأجنبية».