الصين قد تستعد لغزو تايوان في عهد بايدن
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أثارت القدرات العسكرية الصينية المتزايدة في السنوات الأخيرة، والتي تقترن بتدريبات عسكرية متكررة بالقرب من تايوان، مخاوف بشأن حدوث غزو عسكري للجزيرة.
ويقول الدكتور لورانس فرانكلين مسؤول مكتب شؤون إيران في عهد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، في تقرير نشره معهد غيتستون، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، زعيم الحزب الشيوعي، يقوم بعسكرة بلاده بسرعة وأصدر تعليمات لجيشها "بالاستعداد للحرب" و "القتال والفوز بها".
وقبل بضعة أسابيع فقط ، حذر خبير الشأن الصيني جوردون تشانغ قائلاً "استبدل الحاكم الصيني شي جين بينغ القيادة العليا لقوة الصواريخ الصينية، المسؤولة عن جميع الرؤوس الحربية النووية الصينية البالغ عددها 400 رأس تقريباً. هذه التغييرات في الأفراد هي جزء مما يكاد يكون من المؤكد أنه التطور الأكثر شؤماً في هذا الوقت. يبدو أن شي يفكر في استخدام أو على الأقل التهديد باستخدام أسلحته الأكثر تدميراً. وبعبارة أخرى ، تخطط الصين للذهاب إلى الحرب".
وأضاف: "أقال شي قائد قوة الصواريخ، لي يوي تشاو، ومفوضها السياسي، شو تشونغ بو. ولم يُشاهد أي منهما علناً منذ ذلك الحين. كما اختفى نائب لي، ليو قوانج بين، إلى جانب تشانغ تشين تشونغ، وهو نائب سابق. وفي الوقت نفسه تقريباً، ورد أن وو قوه هوا، نائب قائد قوة الصواريخ، انتحر في أوائل يوليو (تموز) الماضي".
اتخاذ القرارويقول فرانكلين، الذي خدم في الجيش الأمريكي، إنه مما لا شك فيه أن شي يوازن ما بين نسبة المخاطرة إلى الاستفادة في حالة شن عملية عدوانية ضد تايوان خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن. ولا شك أن شي يدرك أن "نافذة الفرصة" الخاصة به قد تغلق في غضون 18 شهراً، مصحوبة بانتخابات رئاسية أمريكية مثيرة للانتباه.
ومن المؤكد أن توقيت أي هجوم صيني على تايوان سيحدده تقييم شي للقوة السياسية المحلية لإدارة بايدن بالإضافة إلى الحاجة المحتملة إلى تحويل قوي عن اقتصاده المنهار.
ومما لا شك فيه أن شي يقيم أيضاً عزم الرئيس الأمريكي على دعم تصريحاته المتكررة بأن القوات الأمريكية سوف تأتي للدفاع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني، في مقابل تراجع وزارة الخارجية الأمريكية الفوري عن هذا الوعد.
وأوضح فرانكلين أنه في غضون العام الماضي أو نحو ذلك، يبدو أن القيادة الأمريكية افترضت أن الموقف الاستفزازي المتزايد من جانب الجيش الصيني في التعامل مع تايوان كان في الأساس نتيجة للزيارات التي قام بها سياسيون أمريكيون بارزون إلى تايوان، فضلا عن الرحلة التي قامت بها الرئيسة التايوانية تساي إنج وين إلى واشنطن العاصمة.
ويقول الحزب الشيوعي الصيني إن الولايات المتحدة تعامل تايوان كدولة مستقلة وأن زيارات كبار الشخصيات هذه تنتهك "سياسة الصين الواحدة".
Straddled between the biggies: US & China, #Taiwan's democracy, lured by absolutely opposite ideologies is an unique political lab.
My latest on Chinese influence operations before 2024 elections can help understand the underlying geo-politics. ???????? ????️☑️https://t.co/Ea8wCLqdog
والحقيقة على الأرجح، بحسب فرانكلين، هي أن تجاوزات الحزب الشيوعي الصيني المتكررة ضد السيادة الجوية والبحرية لتايوان، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي في أغسطس(آب) 2022 إلى تايوان، هي في الواقع مجرد جزء من تدريبات الغزو العسكري للحزب الشيوعي الصيني في طريقه إلى هجوم شامل. وقد أظهرت "بروفات" الحزب الشيوعي الصيني حتى الآن قدرته المتزايدة في مناورات الإنزال البرمائي والهجمات الجوية وعمليات القصف والمناورات البحرية لدعم قواته البرية.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت قيادة المسرح الشرقي للحزب الشيوعي الصيني مركز قيادة العمليات المشتركة، المسؤول عن تنسيق جميع مراحل الغزو الفعلي لتايوان.
وتضمنت التحركات العسكرية التي توحي بالنوايا العدائية للحزب الشيوعي الصيني تجاه تايوان، عمليات التسليم الأخيرة للمركبات المدرعة ذات العجلات إلى مقاطعة قوانجدونج الساحلية الصينية ، وهي منطقة بها العديد من نقاط الإطلاق الطبيعية لغزو تايوان.
ويقول فرانكلين إنه يمكن رؤية ازدراء الحزب الشيوعي الصيني للقانون الدولي في انتهاكاته المتكررة لسيادة تايوان الجوية والبحرية. وتكرر السلوك العدواني للبلاد في 20-19 أغسطس(آب)، عندما حلقت عدة طائرات حربية تابعة للجيش الصيني بالقرب من تايوان لدرجة أن جيش الجزيرة سارع إلى تفعيل الدفاع الجوي.
وحذر كل من الرئيس الصيني ووزير الخارجية السابق تشين قانج الولايات المتحدة من التدخل فيما تقول الصين إنه مشكلة داخلية، وأضاف شي: "نفذت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة احتواء شاملا وتطويقا وقمعا للصين، مما جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة لتنمية الصين".
وشدد شي على أن "مسألة تايوان هي جوهر المصلحة الأساسية للصين" ووصف أي توقع بأن الصين قد تتنازل عن دمج تايوان في الصين الشيوعية في نهاية المطاف بأنه " مجرد أماني" .
India’s Military Studying Options for Any China War on Taiwan - Bloomberg https://t.co/c6A7NL2iGA
— Guneet Gudh (@gudh) September 8, 2023 فقدان الثقةويرى فرانكلين أن الخطر بالطبع هو أنه إذا فقد شي الثقة في إمكانية اتحاد سلمي مع تايوان، والذي قد يأمل أن يتحقق في 13 يناير (كانون الثاني) 2024 مع انتخاب رئيس جديد أكثر شكوى في تايوان، وإذا استمر اقتصاد الصين في الانهيار، فقد يقرر دمج تايوان بالقوة العسكرية. وسيحتاج بعد ذلك إلى اتخاذ قرار بشأن أنسب وقت للقيام بغزو لتايوان. وبعد مشاهدة تخلي إدارة بايدن عن أفغانستان، سيكون ذلك على الأرجح بينما لا يزال بايدن في السلطة.
ويضيف أنه تم تنفيذ التدريبات الأكثر شمولاً "بروفة الغزو" في أبريل (نيسان) 2023، عندما كانت الرياح والأمواج على ما يبدو مواتية لعمليات برمائية. وسيوفر أوائل أكتوبر (تشرين الأول) طقساً جيداً لغزو أيضاً.
ومع ذلك، ربما تكون التصورات السياسية للوقت المثالي للغزو هي العامل الرئيسي. ومن الواضح أن الغالبية العظمى من سكان تايوان يريدون الحفاظ على الوضع الراهن مع زيادة الدعم لاستقلال الجيل القادم من التايوانيين.
ويخلص فرانكلين إلى أنه ربما تحسب القيادة الصينية أنه مع اقتراب الأشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 ، ستكون إدارة بايدن مركزة للغاية على الحملة الانتخابية مما يحول دون أن تتصرف بطريقة جادة إزاء أي غزو صيني لتايوان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين تايوان الحزب الشیوعی الصینی
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الصيني.. عام آخر من التحديات مع بوادر لتحفيز محلي
سلطت صحيفة "إيكونوميست" الضوء على توقعات قاتمة للاقتصاد الصيني لعام 2025 في تقرير جديد لها، مع التركيز على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جريئة لتحفيز الطلب المحلي وتجاوز العوائق الاقتصادية.
التقرير، الذي تم إعداده بعد انعقاد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للصين، يشير إلى أن البلاد تواجه تباطؤًا اقتصاديا متزايدا وسط تهديدات جديدة بفرض تعريفات جمركية أميركية تصل إلى 60%.
تحديات قائمة وأخرى وشيكةوفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 3% فقط مقارنة بالعام السابق، مع تضخم محدود عند 0.2%.
تعكس هذه الأرقام -وفق إيكونوميست- التردد المزمن لدى المستهلكين الصينيين الذين لم يستعيدوا ثقتهم منذ أزمة كوفيد-19 عام 2022.
ومع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية إضافية على المنتجات الصينية، تشير تقديرات "سيتي غروب" إلى أن هذه الإجراءات قد تقلّص معدل النمو الاقتصادي في الصين بمقدار 2.4 نقطة مئوية.
مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 3% فقط مقارنة بالعام السابق مع تضخم محدود عند 0.2% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (غيتي) تأثير محدود لتحفيزات سابقةوعلى الرغم من الجهود التحفيزية السابقة مثل خفض أسعار الفائدة ومتطلبات الاحتياطي البنكي، فإن الطلب على الائتمان بقي ضعيفًا، بحسب الصحيفة. وشهدت محاولات الحكومة لدعم السوق العقاري، بما في ذلك قروض مخفضة بقيمة 300 مليار يوان (42 مليار دولار)، إقبالاً محدودا بنسبة لا تتجاوز 15% حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
إعلانوتعود التحديات الحالية جزئيًا إلى الإفراط في التحفيزات السابقة التي أدت إلى ارتفاع الديون وتضخم القطاع العقاري، إذ اعتمدت الصين في عام 2012 سياسات إصلاح هيكلي تركز على تقليل الفائض الصناعي وخفض ديون الشركات، لكنها قيدت أيضًا المرونة المالية خلال التباطؤ الحالي.
وتشير دلائل جديدة إلى تغيير في السياسات الصينية، ففي نوفمبر/تشرين الثاني السابق، أعلنت وزارة المالية عن إصدار سندات إضافية بقيمة 10 تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) لخفض التكاليف على الحكومات المحلية.
ومن المتوقع أن يتم تحرير حوالي 1.2 تريليون يوان (168 مليار دولار) في عام 2025 لدعم النمو الاقتصادي. كما أولى مؤتمر العمل الاقتصادي اهتمامًا خاصا بزيادة الاستهلاك المحلي، متجاوزًا هدف شي جين بينغ الأساسي لتحسين التصنيع.
إجراءات لتحفيز الاستهلاكوأظهرت السياسات التحفيزية بعض النتائج الإيجابية في السوق العقاري، حيث ارتفعت مبيعات العقارات السكنية الجديدة في نوفمبر/تشرين الثاني السابق لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن تواصل الحكومة برامجها لدعم استبدال الأجهزة المنزلية، والتي ساعدت في رفع مبيعات هذه المنتجات بنسبة 22% خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم الحكومة زيادة المعاشات ودعم التأمين الصحي لتشجيع المواطنين على الادخار بدرجة أقل وإنفاق المزيد، حسبما ذكرته الصحيفة.
وفقًا لتقديرات "غولدمان ساكس"، قد يرتفع العجز المالي العام للصين إلى نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025.