تشير احصاءات منظمة الصحة العالمية الى انّ السرطان يُعد من اهم اسباب وفيات الاطفال على مستوى العالم، وبأنّ 80% من الاطفال المصابين بالسرطان يعيشون في الدول النامية. وفي شهر ايلول من كل عام تتحد جهود العالم للتوعية بخطورة سرطان الاطفال. وفي لبنان، يطلق مركز سرطان الاطفال خلال شهر التوعية العالمي، حملته السنوية، لضمان استمرار عمل المركز الذي يضم حاليا حوالي 500 طفل من حديثي الولادة وحتى عمر 18 سنة.


 
ربما ليس هناك ما هو اجمل من رسم ابتسامة على وجه طفل مريض بالسرطان، يعاني ما يعانيه هو وعائلته في ظل عوامل صحية واقتصادية صعبة، تجعل ظروف العيش قاسية. فكم من طفل يحتاج الى رعاية واهتمام صحي مضاعف، والاهم ضمان استمرار تأمين تكاليف العلاج التي تبدأ برحلة شاقة قد تستمر لسنوات وسنوات.
ومنذ العام 2002، يجهد مركز سرطان الاطفال في لبنان بالقيام بهذه المهمة، وهو مركز إقليمي رائد يعالج الأطفال المصابين بالسرطان من دون أي كلفة على الأهل وذلك بالاعتماد الكلي على التبرعات.    
 
تكاليف العلاج
وبحسب الارقام الصادرة عن المركز، فانّ مدة العلاج غالبا ما تستمر لثلاث سنوات بمعدل كلفة علاج للطفل تبلغ خمسة وخمسين ألف دولار سنوياً حيث تتراوح الكلفة بين أربعين ألف دولار اميركي ومئتي ألف دولار اميركي في بعض الحالات. وبالتالي حاجة المركز السنوية قدرها 15 مليون دولار اميركي.
وفي لغة الارقام ايضا، فانّ المركز يستقبل سنويا حوالي 8,000 حالة دخول مستشفى ولديه 15,500 زيارة إلى العيادات الخارجية. يتم تغطية تكاليف 2,850 جلسة علاج كيميائي، و 1,525 جلسة علاج إشعاعي. منذ عام 2012 تحديداً، غطى المركز 113 عملية زرع نخاع العظم، و 50 عملية جراحية لإنقاذ الأطراف، و 4,047 ثقبًا قطنيًا، و 2,326 سحبًا لنخاع العظام ، و 922 فحصًا للعين تحت التخدير.
 
تكريم الاطفال
وليس هذا العرض بالارقام، سوى للدلالة على خطورة ما يمر بها اطفال لبنان الذين يعانون من السرطان في ظل فاتورة استشفائية باهظة الثمن من جهة، وانقطاع الادوية احيانا من جهة ثانية. من هنا كانت جهود المركز لمتابعة الشهر العالمي للتوعية ضد سرطان الاطفال من خلال نشاطات معينة، تعددها منسقة برنامج جمع التبرعات في مركز سرطان الاطفال في لبنان ريما بيضون في حديث مع "لبنان 24".
والبداية مع "مسار الفرح Path of joy" الاحتفال السنوي لتخريج تلامذة المركز من طلاب الشهادات الرسمية، ممن يتابعون أو أنهوا علاجهم في المركز، والذي سيقام في 14 ايلول في قاعة عصام فارس في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت. وبحسب بيضون: "هو حدث سنوي لتكريم الطلاب الابطال الناجحين في الشهادة المتوسطة والثانوية العامة. وهذا العام كان الطلاب فقط من حاملي الشهادة الثانوية العامة وبلغ عددهم 16 طالبا، جميعهم نجحوا في التقديم الرسمي، على الرغم من كل الصعوبات الصحية والتحديات التي كانوا يواجهونها، ويستحقون اليوم تكريمهم. وجرت الامتحانات من خلال المركز المتعمد من قبل وزارة التربية، وخضع الطلاب للرقابة ونجحوا بنسبة مئة بالمئة. درسوا وأثبتوا طاقاتهم وامكاناتهم وجميعنا سنحتفل بهم في الرابع عشر من الشهر الجاري باحتفالية تليق بهم وبعائلاتهم".    
 
طريق السعادة
وبالنسبة الى بيضون فهذا النشاط يعكس مهمة اعطاء الامل بالدرجة الاولى، فهو كما اسمه طريق الى السعادة للاطفال من جهة، وخطوة توعوية لتحفيز الطلاب للسنوات المقبلة ايضا واعطائهم الامل بانّه على الرغم من كل الصعاب فانّه يمكن الوصول الى النجاح.
امّا النشاط الثاني الذي سيقوم به المركز خلال شهر التوعية العالمي فسيكون لجمع التبرعات بالدرجة الاولى. تقول بيضون: "هو حدث سنوي ايضا بالشراكة مع سبينس، حيث سيكون سوق الاكل وجميع النشاطات التي ستقام سواء ترفيهية او تجارية، سيعود ريعها للمركز لدعم الاطفال المصابين بالسرطان. وهذا الحدث سيستمر ليومين في 16 و17 ايلول لمن يحب المشاركة، وندعو الجميع لذلك لان الفعاليات ستتضمن ايضا برامج ترفيهية كما سيكون هناك مشاركة لافتة لرياضة المحركات".
 
الفواتير الطبية
وبحسب الارقام ايضا فانّ نسبة التبرعات التي تصل الى المركز في السنوات الاخيرة قد انخفضت بشكل ملحوظ، وتقول بيضون: "الوضع الاقتصادي الصعب من جهة، اضافة الى الارتفاع الجنوني باسعار الادوية والفواتير الطبية من جهة اخرى، كل هذا يؤدي الى مزيد من الصعوبات التي تواجه المركز للاستمرارية، ولكن كما نقول ونؤكد دوما فاننا على أتم الاستعداد لتغطية علاجات كل الاطفال المتواجدين في المركز ونعول على اصحاب الايادي البيضاء لمساعدتنا في هذه المهمة الانسانية. نحن مستمرون ونطلب النجدة دائما والمساعدة ونأمل أن لا نصل الى المكان الاصعب. فاليوم هناك 500 طفل يتابعون علاجهم، وللاسف هناك حوالي 120 حالة جديدة كل سنة يستقبلها المركز".
وللاسف فانّ عوامل عدة تؤدي الى زيادة نسبة معدلات السرطان في لبنان، وللاطفال حصتهم من هذا الألم الكبير.
 
يوغا وفنون تعبيرية
والجدير ذكره انّه حتى اليوم، قدم مركز سرطان الاطفال الدعم في علاج حوالى 5000 طفل. كما يقدم المركز أيضًا حوالى 45 جلسة  Wellness Program شهرياً، وهي تضمن دروس اليوغا والفنون التعبيرية والموسيقى والدراما وغيرها.
كما ينشر المركز التوعية العامة والتثقيف حول المرض ويهدف إلى تأمين الطرق المثلى لمكافحة السرطان على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
 ميقاتي في المركز
يذكر ان جال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كان زار بمشاركة وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، على مركز الامتحانات الرسمية الخاص بمرضى السرطان، والذي اقيم في "مركز سرطان الاطفال" في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت في شهر تموز الفائت.وقال: الزيارة اليوم تكتسب رمزية مضاعفة لأننا نستلهم من ابنائنا واخواننا الموجودين هنا نعمة الصبر على الابتلاء والمثابرة على تخطي الصعوبات والتحديات، وكلها عوامل مساعدة في الشفاء والنجاح".
وشدد على "أننا صبرنا فترة طويلة على معالجة الملف التربوي، وكان الكثيرون يراهنون أن لا امتحانات رسمية، ولكننا ثابرنا على تأمين استمرارية التعليم، رغم الصعوبات الكبيرة، وعلى اجراء الامتحانات الرسمية رغم كل العقبات"، مشيرًا إلى "أننا نتمنى للبنان الشفاء العاجل من ازماته والنجاح للجميع".       المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی المرکز فی لبنان من جهة

إقرأ أيضاً:

سفير جديد لواشنطن تعزيزًا لتطبيق “القرار الأممي”.. لبنان يبدأ طريق الإصلاحات باستحقاق انتخابي

البلاد – بيروت
تسارع الإدارة اللبنانية الجديدة الخطى لبناء دولة المؤسسات، لكسب الثقة إقليمياً ودولياً، والحصول على الدعم المطلوب للخروج من الأزمات المتتالية التي تفاقمت منذ عام 2019، وفي سبيل ذلك، حددت خريطة الانتخابات البلدية والاختيارية، فيما تدفع واشنطن بسفير جديد من أصول لبنانية لدى بيروت، في إطار تعزيز تطبيق القرار الأممي 1701.
وأكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستجرى في موعدها خلال شهر مايو المقبل، محددًا 4 مراحل لإجرائها.
وأوضح أنه سيخصّص (كلّ أحد) من شهر مايو لمحافظة أو محافظتين، تبدأ بالشمال وعكار، ثم جبل لبنان، فبيروت والبقاع، ليخصَّص الأحد الأخير للجنوب والنبطية.
وزار وزير الداخلية أحمد الحجار، كُلًّا من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعرض عليهما التحضيرات الجارية لإنجاز الانتخابات في موعدها. كما كان أبلغ لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية هذا الأسبوع، أنّ التحضيرات لهذ الاستحقاق على قدمٍ وساق، وأنّ الاعتمادات المالية المطلوبة باتت متوافرة وجاهزة، جازمًا بأن الوزارة ستتولى دعوة الهيئات الناخبة قبل الـ 4 من أبريل المقبل، وفقًا لما ينصّ عليه الدستور، الذي يوجب أن تتمّ هذه الدعوة قبل شهر على الأقل من موعد الانتخابات.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع، أشارت قوات “اليونيفيل” في لبنان، إلى أن “حفظة السلام في اليونيفيل، القادمون من حوالي 50 دولة، ملتزمون بالعمل لتحقيق استقرار طويل الامد في جنوب لبنان. نحن ندعم الجيش اللبناني في إعادة انتشاره، ونعمل معه لتسهيل المهام الإنسانية، وإزالة الذخائر غير المنفجرة، ومساعدة النازحين”، في وقت تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها على جنوب لبنان والبقاع.
وأكد “اليونيفيل” في بيان أمس السبت، أنه “بموجب القرار 1701، يدعم حفظة السلام لبنان وإسرائيل في تنفيذ التزاماتهما. نراقب جميع الانتهاكات التي نلاحظها ونبلغ عنها بحيادية، ونتواصل مع الأطراف لمنع سوء الفهم وتجنب التصعيد غير المقصود”.
ويأتي هذا في ظل مستجد جديد بتعيين إدارة الرئيس ترامب سفيرًا أميركيًا جديدًا في لبنان، واعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، أن اختيار ميشال عيسى سفيرًا أميركيًا في بيروت يظهر مدى أهمية لبنان والجالية اللبنانية- الأميركية بالنسبة للرئيس ترامب، خاصة في ظل عقيدته الساعية إلى تحقيق السلام في المنطقة”.
أكد بولس التزام الولايات المتحدة بمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قائلًا: “من المتوقع أن يكون التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ هذا الاتفاق وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كاملًا. وذلك مع الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح وتفكيك البنية التحتية المالية لحزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى”.
ووصف بولس السفير المعيّن بانه “رجل محترم يتمتع بكفاءة عالية في المجال المصرفي وقيادة الأعمال. كما أنه من أشد الداعمين للرئيس ترامب، وسيخدم الولايات المتحدة بشرف وتميّز”.
وتعود جذور عيسى إلى بلدة بسوس في قضاء عاليه. طفولته كانت في بيروت، ثم انتقل إلى باريس ومنها الى نيويورك، وهو الآن يقيم في فلوريدا.
يُشار إلى أن مسعد بولس هو والد مايكل زوج تيفاني ابنة الرئيس الأميركي، وقد اختاره ترامب في منصب كبير مستشاريه للشؤون العربية والشرق أوسطية.

 

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يصدر قانوناً حول محاكم مركز دبي المالي العالمي
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • هكذا أثرت أحداث سوريا على طريق بيروت - دمشق
  • رمضان في لبنان.. تقاليد متوارثة وأجواء روحانية تكافح متغيرات العصر
  • سلاح حزب الله وصل إلى طريق مسدود.. والضغوط الدولية ستزداد
  • منطقة الساحل الأفريقي.. مركز الإرهاب العالمي للعام الثاني على التوالي
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • سفير جديد لواشنطن تعزيزًا لتطبيق “القرار الأممي”.. لبنان يبدأ طريق الإصلاحات باستحقاق انتخابي
  • وزير الاتصالات للمرأة في يومها العالمي: كل عام وأنتِ القوة التي تبني المستقبل
  • غروندبرغ في اليوم العالمي للمرأة: يجب أن يكنّ جزءًا فاعلًا في طريق السلام باليمن