ترأس وزير دولة أحمد بن علي محمد الصايغ، وفد الإمارات في اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية الـ 160، الذي انعقد الأربعاء الماضي في مقر الجامعة العربية.

وأكد الصايغ في كلمته أمام المجلس، دعم الدولة للجهود الحثيثة لترسيخ السلم والأمن العالميين، مشيراً إلى القرار التاريخي في مجلس رقم 2686 في2023 عن التسامح والسلم والأمن الدوليين، والذي اشتركت في صياغته الإمارات، والمملكة المتحدة والذي يُقر للمرة الأولى، بأن خطاب الكراهية، وأعمال التطرف مرتبط ارتباطاً مباشراً بانتشار النزاعات، وتفاقمها، وتكرارها، والذي يعد قرار تاريخياً يضاف إلى عمل دولة الإمارات الدؤوب وقيمها الراسخة في دعم الجهود لتعزيز التنمية والتسامح والتعايش بين الشعوب.

مكافحة الكراهية الدينية 

ورحب الصايغ باعتماد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قرار مكافحة الكراهية الدينية في13 يوليو(تموز)  2023، وأكد على التزام الدولة بصفتها عضواً في مجلس حقوق الإنسان بين 2022و2024 وعضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي بين 2022و2023، بدعم التفاهم المشترك وتعزيز جسور التواصل والحوار بما يساهم في الاستقرار والازدهار إقليمياً ودولياً، وسعيها إلى تجسيد الأخوة الإنسانية واحترام حرية المعتقد الديني، ومواصلتها تعزيز كافة الجهود الداعمة للتسامح والاعتدال، ورفضها لنشر خطاب الكراهية والتطرف.

انقسام دولي 

وأشار إلى أن دولة الإمارات تعبر عن قلقها من زيادة حدة الاستقطاب والانقسام في النظام الدولي، وتداعيات هذا الوضع على السلام والأمن والاستقرار  إقليمياً ودوليا، وأنها تشدد على ما نؤمن به من أهمية التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والعمل متعدد الأطراف، واحترام مبدأ تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول واستقلالها ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، وضرورة إعلاء الحلول الدبلوماسية للنزاعات واستباق التحديات، ودعم استخدام الحوار والمفاوضات لمعالجة الصراعات القائمة إقليمياً ودولياً، وأكد  أن الدولة تركز على نهج تعزيز جسور التواصل واعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية في حل الخلافات بين الدول.
ولفت إلى التحديات التي تتطلب عملاً عربياً مشتركاً جاداً ومعالجات عقلانية مبتكرة، أبرزها أزمة الغذاء التي يواجهها العالم، وتداعياتها السلبية على الدول العربية، والتغير المناخي، وشح المياه، وتحقيق الأمن، والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب.

ولفت إلى أن هناك تحديات تتطلب عملاً عربياً مشتركاً جاداً، ومعالجات عقلانية مبتكرة، أبرزها أزمة الغذاء التي يواجهها العالم وتداعياتها السلبية على الدول العربية، والتغير المناخي وشح المياه، وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب.
وأضاف  "ندرك أن مجرد المحافظة على ما أُنجز في مكافحة جائحة كورونا، في حد ذاته ليس حلا، وأنه لا بد من الاستمرار في بناء القدرات الصحية التي تؤمن تحصين دولنا لمواجهة التحديات المستقبلية لأي جوائح أو أوبئة والتغلب عليها”.

COP28

وفي مواجهة تحديات التغير المناخي، أكد أهمية العمل لمواجهة التحديات العالمية بسبب تغير المناخ ودعم التنمية المستدامة والالتزام ببذل كافة الجهود لمعالجة هذه القضية الملحة، وأشار إلى أن الإمارات تستضيف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 بمدينة إكسبو دبي في نوفمبر(تشرين الثاني)  المقبل، حيث تواصل الاستعداد والتحضير له بنشاط وزخم كبيرين، لتسريع انتقال منظم وملموس وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي.
كما أكد أن COP28 يشكل فرصة عالمية مهمة للتوافق على العودة إلى المسار الصحيح لمواصلة الالتزام بأهداف اتفاق باريس، ولضمان العمل المشترك لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة تؤدي إلى نتائج تحقق تطوراً جوهرياً في العمل المناخي، بما في ذلك معالجة نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ التزامات اتفاق باريس، والتغلب على التداعيات، ومعالجة تحديات إجراءات التكيف، والوفاء بمتطلبات مسائل الخسائر والأضرار.
وأعرب عن تطلعه إلى مشاركة وإسهامات الأشقاء في الدول العربية في إنجاح أعمال مؤتمر COP28 بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة، والتغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة.
وأضاف أن دولة الإمارات مصممة على تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 بالاستراتيجية الوطنية الطموحة، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية، ومد جسور التعاون الدولي، انطلاقا ًمن رؤية قيادتها التي تؤكد أن العمل المناخي فرصة لتنمية الاقتصاد وتنويعه عبر مختلف القطاعات.
وقال: "منذ الدورة 159 لمجلسنا الموقر وحتى الآن تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيداً مقلقاً يهدد بتقويض حل الدولتين، وسد طريق عملية السلام. لذلك نرى أهمية أن يولي المجتمع الدولي أولوية عالية للدفع بمسار سياسي، وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوضع حد لكل ما يهدد إحياء عملية السلام، ووقف كافة الممارسات غير الشرعية ضد الفلسطينيين ومدنهم ،وقراهم”.

القدس وجدد الصايغ بالمناسبة إدانة الإمارات للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وشدد على توفير الحماية الكاملة له، واحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في مدينة القدس، بموجب القانون الدولي، والتزام كافة الأطراف بالوضع التاريخي والقانوني، لمدينة القدس.
وأكد مجدداً موقف دولة الإمارات الداعم لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران)1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وخلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، مثمناً دور  مصر  و الأردن  في هذا الصدد.   اليمن والسعودية                وفي الشأن اليمني، أكد الصايغ دعم دولة الإمارات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وللدور المحوري للمملكة العربية السعودية الشقيقة في الوصول إلى عملية سياسية يمنية لحل الأزمة، بما يحقق مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وكذلك الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن لإيجاد آلية لوقف دائم وشامل لإطلاق النار وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني الشقيق. سوريا والسودان وليبيا
أما عن الوضع في سوريا، فرحب بنتائج اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين السوري، في القاهرة في 15 أغسطس (آب) الماضي، والتوافق على منهجية عمل اللجنة مع الحكومة السورية باعتباره أحد المحاور الرئيسية على طريق إنهاء الأزمة وتحقيق التسوية السياسية والمصالحة الوطنية في سوريا. وفي هذا الصدد، أكد أهمية إبقاء هذا الزخم من التضامن العربي لإنهاء الأزمة السورية، وتحقيق كل ما يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق، ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.


وعن السودان، أكد أن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ تطورات الأزمة في السودان الشقيق، وتدعو كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة، وضبط النفس، وخفض التصعيد، والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية.كما أكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والمنشآت المدنية والعاملين في الإغاثة الإنسانية وتيسير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المتضررة، والتوصل إلى توافق وطني يجنب الشعب السوداني المزيد من المعاناة وصولاً إلى الاستقرار والازدهار المنشود في السودان.


وفي الملف الليبي، أعرب عن قلق دولة الإمارات من تطورات الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس، وجدد دعوتها للأطراف كافة إلى خفض التصعيد، ووقف الاقتتال، واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات، والحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس.
وأكد دعم الدولة الكامل لما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، وفق مخرجات خارطة الطريق، وقرارات مجلس الأمن، واتفاقية وقف إطلاق النار، لضمان نجاح الانتخابات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
ومن جهة أخرى أعرب عن سعادته بمشاركة الأشقاء العرب بما حققه "برنامج الإمارات للفضاء" ولا بزال من إنجازات وطنية وعربية، وذلك مع عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من أول مهمة عربية طويلة في الفضاء، مشيرا إلى أن الدولة تستعد لإطلاق القمر الصناعي "محمد بن زايد سات" MBZ-SAT، في 2024، وهو أكبر الأقمار الاصطناعية وأكثرها تقدماً، مؤكدا أنها ستواصل تعزيز إسهاماتها العلمية في الفضاء بالتعاون مع شركائها. بريكس وسلطان النيادي وثمن الصايغ من جهة أخرى قرار مجموعة بريكس بدعوة الإمارات لعضويتها الكاملة، وقدم التهنئة للأشقاء في السعودية ومصر، والدول الصديقة الأخرى، المدعوة للعضوية ابتداءً من 1يناير (كانتون الثاني) 2024، مشيرا إلى تطلع الإمارات إلى العمل مع أعضاء المجموعة من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم.
وأكد حرص الدولة على مواصلة التزامها ببناء اقتصاد معرفي ومتنوع يقوم على التقدم العلمي والتكنولوجي وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية في المنطقة والعالم، والعمل على مواصلة تعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة، ودعم مسارات التعاون الاقتصادي المشترك بين دول العالم، بما يضمن نمو وازدهار الاقتصاد العالمي، ويعمل على تحسين حياة الشعوب، فضلاً عن المبادرات الرائدة للدولة في دعم وتعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية، في ظل البنية التحتية المهيئة والتشريعات والقوانين المرنة التي استحدثتها الدولة مؤخراً في ضوء مستهدفات مشاريع الخمسين ومئوية الإمارات 2071.
ويُذكر أن المجلس الوزاري للجامعة العربية أصدر بياناً هنأ فيه دولة الإمارات قيادة وشعبا بالإنجاز التاريخي لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بعد نجاح أطول مهمة عربية في الفضاء، والتي استمرت 6 أشهر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الإمارات الدول العربیة دولة الإمارات الأمم المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة والرئيس الإندونيسي يشهدان إعلان اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، اليوم، إعلان عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولة الإمارات وإندونيسيا، بهدف توسيع مجالات التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين في ظل العلاقات الإستراتيجية التي تجمعهما، وذلك في إطار زيارة دولة يقوم بها الرئيس الإندونيسي إلى دولة الإمارات.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها الجانبان مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والصحة، والثقافة والسياحة، والتعدين، والبنية التحتية، والتطوير والتحديث الحكومي، بجانب الاستثمارات والشحن الدولي وغيرها من المجالات.
وتبادل المذكرات والاتفاقيات، خلال المراسم التي جرت في قصر الوطن في أبوظبي، من جانب دولة الإمارات، معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، فيما تبادلها من الجانب الإندونيسي، سو كيونو وزير الخارجية.


مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكشف تفاصيل لم شمل الإمارات العربية في دولة متحدة
  • تهنئة لرئيس الدولة وحاكم الشارقة من ولي عهد الشارقة بفوز فريق كرة اليد بنادي الشارقة بالبطولة الآسيوية
  • عادل حمودة يوضح إسهامات الشيخ زايد في دعم القضايا العربية
  • عادل حمودة: عام 1971 شهد ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة
  • عادل حمودة: الشيخ زايد ساند مصر وسوريا في حرب أكتوبر ماليا وسياسا
  • رئيس الدولة والرئيس الإندونيسي يشهدان إعلان اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين
  • الحمرية تتألق بتشكيلات ضوئية ملونة في كافة الميادين
  • الإمارات تُشارك في مؤتمر التصاميم الصناعية بالرياض
  • الإمارات الدولة العربية الوحيدة المشاركة في تأمين قمة العشرين
  • الإمارات تُشارك في المؤتمر الدبلوماسي للتصاميم الصناعية بالرياض