المشهد اليمني:
2025-04-28@16:19:22 GMT

“محور الممانعة” .. التسمية والأهداف

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

“محور الممانعة” .. التسمية والأهداف

يطلق نظام الولي الفقيه الحاكم في إيران ومعه أذرعه في المنطقة العربية، على نفسه “محور الممانعة”، وككل صاحب مشروع، فقد اختار النظام الإيراني لمشروعه هذه التسمية لتعبر عن طبيعة المشروع، وتدل على وظيفته وأهدافه..

ولكي نتعرف على حقيقة هذا المشروع وطبيعته يلزمنا التوقف عند التسمية ودراسة لفظ/ مفردة “الممانعة” وبحث معانيها ودلالاتها واستعمالاتها في اللغة العربية، ثم نقارنها بالممارسات ونرى مدى التقارب بين التسمية والممارسة، وهكذا سنتبين ما إذا كان النظام الإيراني وأذرعه يشكل محور “ممانعة” بالفعل، أم أن التسمية في واد والممارسات على الواقع في وادٍ آخر.

رجعتُ للقرآن الكريم (أقوى المصادر فيما يتعلق باللغة العربية ومفرداتها واستخداماتها) لبحث وتأمل معنى ودلالة واستعمالات مادة “مَ نَ عَ” واشتقاقاتها، فعثرت على 16 نتيجة/ آية ورد فيها لفظ “مَنَعَ” أو أحد اشتقاقاتها، وهي على النحو الآتي:

1. “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن (مَّنَعَ) مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.

اقرأ أيضاً أول ظهور للناشط العماني ‘‘حارث الشريفي’’ بعد الإفراج عنه من قبل السلطات الأمنية بمارب (فيديو) قناة حوثية: انتشار عسكري لمؤتمر صنعاء في مربعات العاصمة واستعداد للانقضاض على الحوثيين.. وخبير عسكري يوجه دعوة لقبائل بكيل شاهد: نساء يمنيات تتصدى لحملة عسكرية حوثية بصعدة ويجبرن الحوثيين على الهروب ”فيديو” البيض يحذر من عواقب وخيمة مع دخول حرب اليمن عامها العاشر وينصح الانتقالي والحوثي والشرعية بـ5 أمور شباب اليمن يكسرون الحظر الحوثي ويطلقون مبادرات للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر في صنعاء وإب.. تعرف عليها طلاب العلوم السياسية بجامعة صنعاء يضربون عن الدراسة احتجاجا على إستبدال الأكاديميين بسلاليين شاهد .. جماعة الحوثي تحول ذكرى المولد النبوي للنهب وتشويه صورة الإسلام (وثائق) إضراب في جامعة صنعاء احتجاجًا على تعسفات الحوثيين ماهي الصفعة التي وجهها الشيخ صادق أبوراس لمهدي المشاط عندما التقى به بحضور محمد الحوثي وكيف كانت ردة فعل الأخير؟ أصنام تُعبد من دون الله.. شاهد كيف تم نصب ”تمثال” لـ”عبدالملك الحوثي” بجانب ”قيادات إيرانية” مصرع مشرف في المليشيا بنيران نجل شقيقه وسط اليمن مصدر حكومي يكشف إلى أين وصلت المفاوضات مع الحوثيين لاسيما الملفات الإنسانية والاقتصادية

البقرة – 114

بالنظر إلى كلمة (منع) في الآية الكريمة، أين وردت، وعلام دلت،وموضوع الآية وسياقه..والممارسات المشار إليها التي لا تصدر إلا من عصابات إجرامية عدوانية فاجرة ومنفلتة!!

ثم لنقارن ذلك بممارسات مليشيا الحوثي تجاه المساجد وانتهاكاتها بهذا الخصوص، والحوثي بالطبع واحد من تشكيلات “محور الممانعة” التي تنتهج جميعها الأسلوب نفسه وإن بدرجات متفاوتة!!

2. “الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ (وَنَمْنَعْكُم) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” النساء – 141

الآية الكريمة تتناول المنافقين كفئة تعمل من داخل المجتمع المسلم وباسم الإسلام لإلحاق أشد الأذى بهم وهدمهم من الداخل والتآمر مع أعدائهم خلافا لما تعلنه في الظاهر، بل و(تمنعهم) من المؤمنين..

أوليس هذا ما نعانيه ونعيشه في بلداننا العراق، اليمن، سوريا، لبنان على يد إيران وأذرعها تحت عنوان “محور الممانعة”؟!

3. “قَالَ مَا (مَنَعَكَ) أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ” الأعراف – 12

4. “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا (مَنَعَكَ) أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ”

(ص – 75)

وفي الآيتين ورد لفظ المنع في وصف عصيان إبليس وتمرده على الخالق سبحانه، ثم إن ما (منعه) هو استكباره واستعلاؤه وادعاؤه الأفضلية..

وإذن فالممانعة هنا جاءت في وصف عصيان وتمرد إبليس، واستعلائه وادعائه الأفضلية..

وهذا ما يتجسد تماما مع سلوك “محور الممانعة”، عصيان وفجور.. وتعال واستكبار واستعباد وعنصرية سلالية وادعاء للأفضلية بسبب العرق والنطفة “آل البيت”!!

وهكذا في بقية الشواهد القرآنية، والسياقات والموضوعات التي وردت فيها مفردة “منع” أو مشتقاتها، وحتى لا أطيل سأكتفي بإيراد بقية الآيات الكريمة على التوالي، ثم التعليق عليها إجمالا..

5. “وَمَا (مَنَعَهُمْ) أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ” التوبة – 54

6. “فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا (مُنِعَ) مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” يوسف – 63

7. “وَمَا (مَنَعَنَا) أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا”

الإسراء -59

8. “وَمَا (مَنَعَ) النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا”

الإسراء -94

9. “وَمَا (مَنَعَ) النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا” الكهف – 55

10. “قَالَ يَا هَارُونُ مَا (مَنَعَكَ) إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا” طه – 92

11. “أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ (تَمْنَعُهُم) مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ” الأنبياء – 43

12. “وَ(يَمْنَعُونَ) الْمَاعُونَ” الماعون – 7

13. “لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا (مَمْنُوعَةٍ)” الواقعة 33

14. “وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ 10 هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ 11 (مَّنَّاعٍ) لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ 12 عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ 13” القلم: 10-13

15. “أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ 24 (مَّنَّاعٍ) لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ 25 الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ26” ق: 24-26

16. “هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم (مَّانِعَتُهُمْ) حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ” الحشر – 2.

وإذن؛

لم ترد مفردة “منع” أو أي من اشتقاقاتها ولا مرة واحدة في كتاب الله، لتدل على مواجهة شر أو رذيلة أو لنشر فضيلة أو قيمة إيجابية من أي نوع، ولا جاءت في سياق يتناول فردا أو فئة أو جماعة سوية أو صاحبة رسالة سامية أو تحمل مثلا عليا أو يرجى منها خير لنفسها أو لغيرها..

أوَليس “محور الممانعة” كما نشهده عيانا على أرض الواقع في إيران، العراق، سوريا، لبنان، اليمن.. هو بالضبط التجسيد الأبشع لكل ما هو نقيض لقيم الخير والحق والعدل والصدق؟

أليس “محور الممانعة” تجسيدا لكل من هو وما هو شر، باطل، كفر، شرك، نفاق، معصية، كيد، غدر، خيانة،احتيال، تآمر، جُبن، وهروب، عدوان، أنانية، لؤم، حرمان، إفساد، انحراف، غي، ضلال، وتضليل، استعلاء، استعباد، عنصرية، تزييف، تدليس، هدم، وتخريب..

وكما لاحظنا فقد ارتبط استخدام المفردة مع كل ما هو ومن هو عدو لله وللمسلمين وللحق وللقيم الإنسانية السوية وللمثل العليا..

فهل نستطيع القول بأن إطلاق نظام دولة الولي الفقية في إيران وأذرعها في بلاد العرب والمسلمين على كيانها هذا اسم “محور الممانعة” جاء معبرا تمامًا ومطابقا لحقيقة مشروعها ووظيفتها وأهدافها وممارساتها على الواقع، وبشهادة القرآن الكريم؟

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: محور الممانعة

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة "جي. بوست" العبرية إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه معضلةً بشأن جماعة الحوثي في اليمن التي تشن هجمات على السفن الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، كما تنفذ هجمات بين الفينة والأخرى على إسرائيل.

 

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحوثيين هم القوة الوحيدة الموالية لإيران التي وجهت هجماتها ليس فقط إلى إسرائيل، بل أيضًا إلى أهداف غربية، بما في ذلك الملاحة الدولية.

 

وأضافت "تُعدّ الساحة اليمنية حاليًا الأكثر نشاطًا من بين جميع الجبهات التي فُتحت في أعقاب مجازر حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على يد عناصر موالية لإيران".

 

وقالت الصحيفة "اختارت الميليشيات التابعة لإيران في لبنان والعراق، والتي تعرضت للضرب، ترك المعركة في الوقت الحالي. لقد دُمّرت منظومة الأسد في سوريا. لم ترد إيران نفسها بعد على الضربات الإسرائيلية المضادة المكثفة التي أعقبت إطلاق إيران للصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تتمسك حماس في غزة بقدراتها المتدهورة بشدة. متظاهرون، معظمهم من أنصار الحوثيين، يحملون أسلحةً إحياءً ليوم القدس السنوي في آخر جمعة من رمضان، في صنعاء، اليمن، 28 مارس/آذار 2025 (المصدر: رويترز/خالد عبد الله). صورة مُكبرة".

 

"الحوثيون، الذين اعتُبروا في السابق مجرد عرض جانبي، هم وحدهم من يبقون منخرطين بكامل قواهم، بقدرات عالية، وعازمين على مواصلة القتال. حسب التقرير فإنهم القوة الوحيدة الموالية لإيران التي لم تُعانِ من انتكاسات خطيرة منذ بدء حملتهم. كما أنهم العضو الوحيد في المحور الموالي لإيران الذي وجّه هجماته ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على أهداف غربية".

 

وتابعت "منذ انتهاء وقف إطلاق النار في غزة في 18 مارس/آذار، أطلق التنظيم حوالي 20 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل. لكن استهداف الحوثيين لإسرائيل رمزيٌّ إلى حدٍّ كبير. فالجزء الأهم من جهودهم، منذ انطلاقها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لم يُوجَّه إلى أهداف إسرائيلية، بل إلى الملاحة الدولية على طول طريق البحر الأحمر/خليج عدن المؤدي إلى قناة السويس. قبل الحرب، كانت 15% من التجارة العالمية المنقولة بحرًا تمر عبر هذا الطريق. أما الآن، فقد أغلقته هجمات الحوثيين تقريبًا".

 

قلق أمريكي إزاء تنامي نفوذ الحوثيين

 

وفقا للصحيفة العبرية تتجاوز مخاوف الولايات المتحدة بشأن الحوثيين السياق اليمني المباشر. فعلى مدار الأشهر الستة الماضية، ظهرت أدلة على وجود صلة متنامية بين أنصار الله وحركة الشباب في الصومال. وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في فبراير/شباط إلى أن أفرادًا من الحركتين اجتمعوا في الصومال في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024.

 

وخلال هذه الاجتماعات، وفقًا للتقرير، التزم الحوثيون بتزويد حركة الشباب بالأسلحة والمساعدة التقنية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض-جو. ويبدو أن احتمال استغلال الحوثيين لعلاقتهم بحركة الشباب لنشر الفوضى والنفوذ الإيراني عبر البحر الأحمر وفي القرن الأفريقي يُسهم في تركيز الأنظار في واشنطن.

 

وقالت "لقد وجهت الحملة الجوية الأمريكية ضربة موجعة للحوثيين. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان حجم الأضرار حتى الآن كافيًا لإقناع الحركة الإسلامية الشيعية اليمنية بوقف هجماتها على السفن الغربية وعلى إسرائيل. وهنا، تواجه الولايات المتحدة معضلةً مماثلةً لتلك التي واجهتها إسرائيل في مواجهة حماس في غزة. ففي كلتا الحالتين، لا يكترث العدو الإسلامي إلى حد كبير بخسائر أرواح شعبه، ومن غير المرجح حتى أن يميل إلى تغيير مساره نتيجةً لخسائر في صفوفه أو معداته".

 

"في هذه المرحلة، تواجه الولايات المتحدة خياراتٍ بشأن الحوثيين، تُشبه تلك التي واجهتها إسرائيل بشأن غزة - أي التصعيد أو التنازل فعليًا. إما اتخاذ قرارٍ بتدمير العدو أو إضعافه بشدة، أو التسليم بأن الحوثيين، وإن كان من الممكن إشراكهم في تبادل إطلاق نارٍ مُتبادل يدفعون فيه الثمن الأكبر، لا يُمكن هزيمتهم في الوقت الحالي"، كما جاء في التقرير.

 

في ضوء هذه الخلفية، ينبغي فهم التقارير الأخيرة عن هجومٍ بريٍّ مُحتمل ضد الحوثيين من قِبل الحكومة اليمنية والقوات المُتحالفة معها.

 

وظهرت تقاريرٌ تُشير إلى أن مثل هذا الهجوم قد يكون وشيكًا في وسائل الإعلام الأمريكية والإقليمية الرئيسية خلال الأسبوعين الماضيين. وأشار مقالٌ في صحيفة وول ستريت جورنال في 15 أبريل/نيسان إلى أن فكرة العمل البري جاءت نتيجةً لتصورٍ لدى عناصر الحكومة اليمنية الرسمية بأن حملة القصف الأمريكية قد ألحقت أضرارًا بالغة بقدرات الحوثيين، مما أتاح فرصةً سانحة.

 

ورجحت جي بوست أن يُوجَّه هذا الهجوم، إن وُقِّعَ، ضد المنطقة الساحلية الغربية لليمن. يُعد ميناء الحديدة والمنطقة المحيطة به موقعًا حيويًا لاستقبال واردات الحوثيين. كما يُعد الساحل أساسيًا لمواصلة حملة الحوثيين على الشحن.

 

وأكدت أن الدعم الجوي الأمريكي سيكون حيويًا لأي حملة من هذا القبيل. في الماضي، وتحديدًا في عام 2015، كان أداء القوات المدعومة من السعودية والإمارات ضعيفًا ودون نجاح يُذكر ضد الحوثيين. وقالت "مع ذلك، كانت الولايات المتحدة آنذاك مترددة بشأن الهجوم، وغير مقتنعة بخطر التوسع الإيراني المتمثل في تقدم الحوثيين. أما هذه المرة، فسيكون الوضع مختلفًا، حيث من المرجح أن تلعب الولايات المتحدة دورًا فعالًا في دعم أي هجوم من هذا القبيل".

 

وقالت "ربما لاحظت القوات المرتبطة بالحكومة اليمنية الرسمية النجاح السريع لهيئة تحرير الشام في سوريا، والذي نتج بشكل كبير عن إضعاف إسرائيل السابق لمنظمة حزب الله اللبناني. لولا ذلك، لكان حزب الله قد تدخل لإنقاذ نظام الأسد، وربما أوقف تقدم هيئة تحرير الشام قبل حمص أو حماة. ومع ذلك، سواء أضعفهم القصف الأمريكي أم لا، فإن الحوثيين قوة مختلفة تمامًا عن جيش نظام الأسد الأجوف. ومثل هذا الهجوم، كمثل هذه الأعمال، سيكون بمثابة مغامرة".

 

وخلصت صحيفة جي بوست العبرية إلى القول "بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها المحليين في اليمن، الخيار الآن هو زيادة الرهانات أو الانسحاب".


مقالات مشابهة

  • السعودية تضع خططًا جديدة لمرحلة ما بعد الحوثيين: هل يشهد اليمن تحولًا جذريًا؟
  • عقوبات أمريكية جديدة تستهدف الحوثيين في اليمن
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • غارات أمريكية جديدة على الحوثيين في اليمن.. وإشارات لتصعيد أوسع
  • اليمن: الحوثي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية
  • واشنطن تنسف مزاعم الحوثيين وتكشف عن المواقع التي يتم من خلالها دك مواقع المليشيا وثكناتها المسلحة
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • السفن الحربية تنشر مقاطع نارية من قلب المعركة: بعد تصريحات الحوثي على عرقلة خطط أمريكا في اليمن
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • مقتل جنود حكوميين جراء قصف لجماعة الحوثي شرقي اليمن