الإمارات فعلاً غير وهذه ليست صفة للتعالي على الآخر وإنما هي صفة تدل على تأكيد التميز
اليوم ونحن ننظر إلى الإمارات، ودورها الريادي على مستوى العالم، نجد أننا أمام دولة تتبوأ مركزها الاستثنائي في عالم يحتاج إلى بلل الحنان، ولمسة الانتماء إلى الحياة، وقيم مبنية على أسس إنسانية حقيقية، نابعة من ضمير ترعرع في بيئة خصبة، تنمو فيها أعشاب الحب كما تنمو الرموش في عيون حور.الإمارات لم تنطلق باتجاه الإنسانية من فراغ، بل هي دولة تأسست على قيم رسخ جذورها المؤسس والباني، ووضع لبناتها قائد عظيم آمن بأن البشرية تسكن تحت سقف خيمة واحدة، وعلينا أن نحمي هذا السقف من الغي والطغيان وعبث العابثين، وسفاهة البلهاء الذين حولوا الحياة البشرية إلى حلبة صراعات لا نهاية لها.
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، انطلق من شريعة التسامح، المنبثقة أساساً من البيئة الإماراتية وتاريخها العريق في هذا المضمار.
فنحن اتحاد نشأ على قيم الناس الأوفياء، والذين يعتبرون التسامح شجرة الظل التي تحمي الرؤوس من اللظى، وهي نخلة الحياة، هي غافة الأحلام الزاهية.
إذاً، عندما تطلق وزارة الخارجية استراتيجيتها للأعوام 2023 - 2026، إنما هي تنطلق من مبادئ عامة كرستها الرؤية الوطنية الشاملة (نحن الإمارات 2031).
ولا يمكن للإنسان أن ينسى الدور الريادي لوزارة الخارجية في بناء جسور المودة مع العالم، على مختلف مشارب دوله، وهذا يدل على أن الإمارات ماضية في طريق السؤود الإنساني، مستمرة في حبك رواية التضامن البشري بكل جدارة، ومكانة لا يشق لها غبار، وليس هذا فقط، فاليوم المواطن الإماراتي أينما يوجه وجهه فثم وجود راسخ وحقيقي لوزارة الخارجية عبر سفاراتها في أنحاء العالم، فأنت فور هبوط طائرتك على أرض أي مطار، تجد العودة الكريمة من سفارتنا في ذلك البلد، تهيب بك بأنها في خدمتك، وعليك فقط الاحتفاظ برقم الهاتف المخصص لهذا الغرض.
عمل إنساني متقدم، ولا مثيل له في العالم، وسلوك حضاري لا يضاهى، وممارسة قيمية وأخلاقية، تشير بالبنان إلى أن الإمارات فعلاً (غير)، وهذه ليست صفة للتعالي على الآخر، وإنما هي صفة تدل على تأكيد التميز، من أجل عمار العالم وصلاحه، وخدمة الرقي الإنساني، والحفاظ على الدور الأخلاقي الذي يجب أن يتبوأه الإنسان، متميزاً على كل المخلوقات.
فهذه هي الإمارات، هذه هي الأرض التي مشى على ترابها الباني والمؤسس، وعلى أثره تتبع القيادة الرشيدة الخطوات المباركة، ومن مآثره تنهل القيادة بكل ما ينفع الإنسان في كل مكان.
حفظ الله بلادنا، وأنعم عليها بخير الحياة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الإمارات
إقرأ أيضاً:
بن سليم: الإمارات عززت مكانتها مركزاً لوجستياً دائماً لـ «بريكس»
دبي: «الخليج»
تناولت جلسة حول التأثير الاستراتيجي لدولة الإمارات في مجموعة بريكس ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، جهود دولة الإمارات التي تستثمر من خلالها عضويتها في مجموعة بريكس لتسريع النمو الاقتصادي العالمي، وتعزيز التجارة عبر الحدود، ودفع عجلة التطوير في البنى التحتية حول العالم. باعتبارها مركزاً لوجستياً حيوياً، تتمتع دولة الإمارات بموقع فريد لتعزيز الربط التجاري بين دول مجموعة بريكس والدول الأخرى، مما يُعزز حركة البضائع والسلع بشكل فعّال ومستدام.
وشارك في الجلسة سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، ومحمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، وأدارتها مذيعة بلومبيرغ، جمانة بيرتشي.
وقال سلطان بن سليّم: «تمثل مجموعة بريكس الآن نحو 40% من سكان العالم و30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وبحلول عام 2026، من المتوقع أن تتجاوز تجارة مجموعة بريكس حجم تجارة مجموعة الدول السبع، ومن خلال الاستفادة من موقعها الاستراتيجي وقدراتها اللوجستية المتقدمة، تعمل دولة الإمارات على تعزيز مرونة سلاسل التوريد وتقوية الممرات التجارية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصادات حول العالم، وقد عززت دولة الإمارات مكانتها كمركز لوجستي دائم لمجموعة بريكس من خلال تطوير ممرات تجارية متعددة الأنماط، تسهم في تقليص أوقات العبور وتوليد فرص النمو».
وفي معرض تأكيده على الاستثمارات المؤثرة التي تحقق تحوّلات كبيرة، قال بن سليّم: «لقد أنشأنا مسارات تجارية جديدة تربط بين باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى، مما أدى إلى تقليص أوقات العبور بشكل كبير، وعلى سبيل المثال، نتمكن من خلال ميناء كراتشي من إيصال البضائع إلى أوزبكستان في غضون 10 أيام فقط - وهو أمرٌ كان مستحيلاً في السابق، ومن خلال الاستثمارات الاستراتيجية، نتعامل مع الاختناقات العالمية وضمان التدفق التجاري السلس».
وأكد محمد السويدي، التزام الإمارات بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام من خلال عضويتها في مجموعة بريكس، وقال: «يمثل انضمام دولة الإمارات إلى بريكس فرصة فريدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، ليس من خلال التعاون الحكومي فحسب، بل من خلال إشراك القطاع الخاص أيضاً».