الصايغ يترأس وفد الإمارات في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
ترأس معالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية الـ 160، الذي انعقد يوم "الأربعاء” في مقر الجامعة العربية.
وأكد معاليه، في كلمة له أمام المجلس، أن دولة الإمارات تدعم الجهود الحثيثة المبذولة لترسيخ السلم والأمن العالميّيْن، مشيرا إلى القرار التاريخي في مجلس رقم 2686 (2023) بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، والذي اشتركت في صياغته دولة الإمارات والمملكة المتحدة والذي يُقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية وأعمال التطرف مرتبطا ارتباطاً مباشراً بانتشار النزاعات، وتفاقمها، وتكرارها، والذي يعد قرار تاريخيا يضاف إلى عمل دولة الإمارات الدؤوب وقيمها الراسخة في دعم الجهود المبذولة لتعزيز التنمية والتسامح والتعايش بين الشعوب.
ورحب معاليه باعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرار مكافحة الكراهية الدينية بتاريخ 13 يوليو 2023، مؤكدا على التزام دولة الإمارات بصفتها عضوا في مجلس حقوق الإنسان للفترة 2022-2024 وعضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022-2023، بدعم التفاهم المشترك وتعزيز جسور التواصل والحوار بما يساهم في الاستقرار والازدهار إقليميا ودولياً، وسعيها إلى تجسيد الأخوة الإنسانية واحترام حرية المعتقد الديني، ومواصلتها تعزيز كافة الجهود الداعمة للتسامح والاعتدال، ورفضها لنشر خطاب الكراهية والتطرف.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعبر عن ازدياد قلقها من زيادة حدة حالة الاستقطاب والانقسام في النظام الدولي، وتداعيات هذا الوضع على السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتؤكد الدولة في هذا الصدد على ما نؤمن به من أهمية التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، والعمل متعدد الأطراف، واحترام مبدأ تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وضرورة إعلاء الحلول الدبلوماسية للنزاعات واستباق التحديات، ودعم استخدام الحوار والمفاوضات لمعالجة الصراعات القائمة إقليميا ودوليا.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات تركز على نهج تعزيز جسور التواصل واعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية في حل الخلافات بين الدول.
ولفت إلى أن هناك تحديات تتطلب عملا عربيا مشتركا جادا ومعالجات عقلانية مبتكرة، أبرزها أزمة الغذاء التي يواجهها العالم وتداعياتها السلبية على الدول العربية، والتغير المناخي وشح المياه، وتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب.
وأضاف معاليه: " أننا ندرك أن مجرد المحافظة على ما تم إنجازه في مكافحة جائحة كوفيد-19 بحد ذاته ليس حلا، وأنه لا بد من الاستمرار في بناء القدرات الصحية التي تؤمن تحصين دولنا لمواجهة التحديات المستقبلية لأية جوائح أو أوبئة والتغلب عليها”.
وفي مواجهة تحديات التغير المناخي، أكد معاليه على أهمية العمل معا لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ ودعم التنمية المستدامة والالتزام ببذل كافة الجهود لمعالجة هذه القضية الملحة، وأشار إلى أن دولة الإمارات تستضيف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) بمدينة إكسبو دبي في نوفمبر المقبل، حيث تواصل الاستعداد والتحضير له بنشاط وزخم كبيرين، لتسريع حدوث انتقال منظم وملموس وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي.
كما أكد أن مؤتمر الأطراف COP28 يشكل فرصة عالمية مهمة للتوافق على العودة إلى المسار الصحيح لمواصلة الالتزام بأهداف اتفاق باريس، ولضمان العمل المشترك لاتخاذ إجراءات فعالة وحاسمة تؤدي إلى نتائج تحقق تطورا جوهريا في العمل المناخي، بما في ذلك معالجة نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ التزامات اتفاق باريس، والتغلب على التداعيات، ومعالجة تحديات إجراءات التكيف، والوفاء بمتطلبات مسائل الخسائر والأضرار.
وأعرب معاليه عن تطلعه إلى مشاركة وإسهامات الأشقاء في الدول العربية في إنجاح أعمال مؤتمر (COP28) بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة، والتغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة.
وأضاف أن دولة الإمارات مصممة على تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 من خلال الاستراتيجية الوطنية الطموحة، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية، ومد جسور التعاون الدولي، انطلاقا من رؤية قيادة دولة الإمارات التي تؤكد أن العمل المناخي فرصة لتنمية الاقتصاد وتنويعه عبر مختلف القطاعات.
وقال معاليه: " إنه منذ الدورة (159) لمجلسنا الموقر وحتى الآن تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا مقلقا يهدد بتقويض حل الدولتين وسد طريق عملية السلام. لذا نرى أهمية أن يولي المجتمع الدولي أولوية عالية للدفع بمسار سياسي، وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوضع حد لكل ما يهدد إحياء عملية السلام، ووقف كافة الممارسات غير الشرعية تجاه الفلسطينيين ومدنهم وقراهم”.
كما جدد معاليه إدانة دولة الإمارات للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وأهمية توفير الحماية الكاملة له، واحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في مدينة القدس بموجب القانون الدولي، والتزام كافة الأطراف بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.
أخبار ذات صلةوأكد معاليه مجددا على موقف دولة الإمارات الداعم لكافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وخلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، مثمنا الدور الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتين في هذا الصدد.
وبالنسبة للشأن اليمني، أكد معاليه دعم دولة الإمارات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وللدور المحوري للمملكة العربية السعودية الشقيقة في الوصول إلى عملية سياسية يمنية لحل الأزمة بما يحقق مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وكذلك الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن الهادفة إلى إيجاد آلية لوقف دائم وشامل لإطلاق النار وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني الشقيق.
وفي ما يتعلق بالوضع في سوريا، رحب معاليه بنتائج اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، في القاهرة بتاريخ 15 أغسطس 2023، والذي تم خلاله التوافق على منهجية عمل اللجنة مع الحكومة السورية باعتباره أحد المحاور الرئيسية على طريق إنهاء الأزمة وتحقيق التسوية السياسية والمصالحة الوطنية في سوريا.
وفي هذا الصدد، أكد معاليه على أهمية إبقاء هذا الزخم من التضامن العربي لإنهاء الأزمة السورية وتحقيق كل ما يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق، ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.
وبشأن السودان، أكد معاليه بأن دولة الإمارات تتابع بقلق بالغ تطورات الأزمة في السودان الشقيق، وتدعو كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار والمضي قدما في المرحلة الانتقالية.
كما أكد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين والمنشآت المدنية والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية وتيسير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المتضررة، والتوصل إلى توافق وطني يجنب الشعب السوداني المزيد من المعاناة وصولاً إلى الاستقرار والازدهار المنشود في السودان.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي، أعرب معاليه عن قلق دولة الإمارات من تطورات الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس، وجدد دعوتها للأطراف كافة إلى خفض التصعيد ووقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات، والحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وأكد دعم دولة الإمارات الكامل لما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، وفق مخرجات خارطة الطريق، وقرارات مجلس الأمن، واتفاقية وقف إطلاق النار، لضمان نجاح الانتخابات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وأعرب معاليه عن سعادته بمشاركة الأشقاء العرب بما حققه "برنامج الإمارات للفضاء" ولا زال من إنجازات وطنية وعربية، وذلك مع عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من أول مهمة عربية طويلة الأمد في الفضاء، مشيرا إلى أن الدولة تستعد لإطلاق القمر الصناعي "محمد بن زايد سات" MBZ-SAT، في عام 2024، وهو أكبر الأقمار الاصطناعية وأكثرها تقدماً، مؤكدا أن الدولة ستواصل تعزيز إسهاماتها العلمية في مجال الفضاء بالتعاون مع شركائها.
وثمن معاليه قرار مجموعة البريكس (BRICS) بدعوة دولة الإمارات للعضوية الكاملة في المجموعة، وقدم التهنئة للأشقاء في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، والدول الصديقة الأخرى، المدعوة للعضوية ابتداء من الأول من يناير 2024، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تتطلع إلى العمل مع أعضاء المجموعة من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم.
وأكد حرص دولة الإمارات على مواصلة التزامها ببناء اقتصاد معرفي ومتنوع يقوم على التقدم العلمي والتكنولوجي وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية في المنطقة والعالم، والعمل على مواصلة تعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة، كما أنها تدعم مسارات التعاون الاقتصادي المشترك بين دول العالم، وبما يضمن نمو وازدهار الاقتصاد العالمي، ويعمل على تحسين جودة حياة الشعوب، فضلاً عن المبادرات الريادية للدولة في دعم وتعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية، في ظل البنية التحتية المهيئة والتشريعات والقوانين المرنة التي استحدثتها الدولة مؤخراً في ضوء مستهدفات مشاريع الخمسين ومئوية الإمارات 2071.
وصدر بيان عن المجلس الوزاري للجامعة العربية يهنئ دولة الإمارات قيادة وشعبا بالإنجاز التاريخي لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في نجاح أطول مهمة عربية في الفضاء والتي استمرت 6 أشهر.
المصدر: وكالات
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامعة الدول العربية الإمارات إلى أن
إقرأ أيضاً:
شما بنت محمد تشارك في اجتماع ممثلي المجتمع المدني بالأمم المتحدة
شاركت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ، بصفتها عضوا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، التابع للأمم المتحدة، في الاجتماع السنوي للمدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، والذي انعقد أول أمس “الاثنين ” بمقر مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وذلك بحضور ممثلي المجتمع المدني الأعضاء في المكتب.
ودارت النقاشات خلال الاجتماع، حول أولويات وأنشطة مكتب الأمم المتحدة، ومشاركة المجتمع المدني في عمله، وخاصة في ظل التحولات والتداعيات المتسارعة حول العالم وتأثر المجتمع الدولي والسلم المجتمعي بهذه الأحداث، وأهمية التعاون الوثيق بين الأمم المتحدة وبين مؤسسات المجتمع المدني من أجل دعم العمل المجتمعي لتحقيق أعلى معدلات السلم والتعايش.
وقالت الشيخة الدكتورة شما، إنه لا وجود لمجتمع مدني بلا تسامح، ولا تسامح بلا مجتمع المعرفة والحكم الرشيد، موضحة أن الحديث عن قيام مؤسسات المجتمع المدني هام في هذا التوقيت، خاصة بعد سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي على مفردات الحياة اليومية للإنسان، وصار العالم في حالة اشتباك وتفاعل على مدار الساعة .
وأضافت أنه تم رصد تزايد خطاب الكراهية عبر شبكة الإنترنت، حيث أن الفضاء الرقمي كما حطم قيود الصمت عن الحقائق، وأعطي الحق لكل إنسان ليعبر عن حريته الفردية، فإنه أعطى مساحة أخرى من التعبير عن الكراهية التي لا تكدر السلم المجتمعي حول العالم فقط، بل تهدده بالصراعات طويلة الأمد.
وأشارت إلى تجربة دولة الامارات بإطلاق إستراتيجية شاملة لمواجهة خطاب الكراهية ، لافتة إلى أنه تم إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية في عام 2015 الذي يجرم نشر أي محتوى يهدد الوحدة الوطنية ويشجع على الكراهية أو التفرقة الدينية أو العرقية عبر الإنترنت أو أي وسائل إعلامية.
وأوضحت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد، أن دولة الإمارات أنشأت وزارة التسامح ، وهي الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، والتي تمارس عملها في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش ونبذ خطاب الكراهية، وتساهم بصورة فعالة في بناء الوعي الفردي والجمعي تجاه ذلك من خلال الورش والندوات والحملات التوعوية بين مختلف فئات المجتمع.
يذكر أن دولة الإمارات تسعى عبر مؤسساتها الحكومية والخاصة إلى خلق بيئة مستدامة تعزز التفاهم واحترام الآخر؛ مما يدعم رؤيتها كدولة يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية العلاقة بينهم قائمة على التعايش والتسامح نبذ الكراهية.وام