بوابة الوفد:
2024-12-18@21:01:03 GMT

بيرم اﻟﺘﻮﻧﺴﻰ ﺷﺎﻋﺮًا وﺛﺎﺋﺮًا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

ﻛﺘﺐ «ﺷﻬﺮزاد» ﻟﺘﻜﺮيم اﻹﻧﺴﺎن المصري ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺳﻴﺪ دروﻳﺶ

 

تأثير بيرم كشاعر وزجال كان واضحاً، على الساحة الثقافية والفنية العربية على مدار العصور المختلفة، فهو شاعر له مدرسة مختلفة، اعتمد على مفردات لم تكن تستخدم فى عصره، وكان يتمتع بجرأة شديدة، استطاع بيرم أن يعرج بالأغنية المصرية والعربية إلى منطقة لم تعهدها من قبل، اعتمد فيها على التحرر من كل القيود التى يفرضها المجتمع على الشاعر والأديب، هناك عبارات قالها كبار الشعراء كانت تبرز تأثيره، لعل أبرزها، قول أمير الشعراء أحمد شوقى، «لا أخشى على الفصحى غير من عامية بيرم» لسهولة كلماتها وانتشارها الواسع بين الناس.

محمود محمد مصطفى بيرم الحريرى (23 مارس 1893–5 يناير 1961) وشهرته «بيرم التونسى» شاعر مصرى، ذو أصول تونسية، ويُعد من أشهر شعراء العامية. ولد الشاعر بيرم التونسى لعائلة تونسية، كانت تعيش فى مدينة الإسكندرية، بحى السيالة وفى وقت مبكر، ربط الفن بينه وبين سيد درويش، وعمق صداقتهما. كما كان بيرم شاعراً كبيراً، كان صحفياً له إبداعاته، دخل بيرم مجال الصحافة حيث أصدر صحيفة «المسلة»، تبعها بعد ذلك بالعمل فى عدة صحف مصرية.

نُفى بيرم التونسى عدة مرات؛ من مصر إلى تونس ثم إلى فرنسا، لتبدأ حياته كشاعر منفى يحن إلى وطنه وظهر ذلك فى أعماله التى كان يقوم بها وهو فى المنفى.

ﺑﻴﺮم اﻟﺘﻮﻧﺴﻰ

وقامت ثورة 1952 فى مصر فرح بها بيرم وأيدها وقال فيها الأشعار والأزجال.

وفى عام 1954 حصل بيرم على الجنسية المصرية. ثم دخل بيرم المجال الفنى فألَّف الكثير من الأغانى والمسرحيات الغنائية وتعاون مع أم كلثوم، وفريد الأطرش، وأسمهان، ومحمد الكحلاوى، وشادية، ونور الهدى، ومحمد فوزى، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية. وهو ما دفع الرئيس جمال عبدالناصر إلى منحه جائزة الدولة التقديرية عن جهوده فى الأدب والفن عام 1960.

ولم يمر عام على تقدير الدولة المصرية له حتى رحل عن الدنيا فى مايو 1961، بعد معاناة مع مرض الربو، تاركاً للأجيال التالية إرثًا كبيًرا من الأزجال والقصائد والمسرحيات، وتجربة عريضة مليئة بالدروس، خاصة فى مجال النضال الاجتماعى من أجل الوطن، مما جعله يستحق عن جدارة لقب فنان الشعب، وشاعر العامية، وهرم الزجل.

* كيف بدأت علاقته بالشعر والفن؟

** وكان لبيرم أخت من أبيه تُسمى لبيبة والتى كانت تكبره بعشرين عامًا. والتقى بيرم ذات يوم بأحد البنائين، الذين يأتون لخاله فى نهاية الأسبوع لأخذ أجرتهم، وتجاذب الحديث معه، فروى له البناء قصة «السلك والوابور» وهى محاورة خفيفة الظل بين التلغراف والقطار، وعشق بيرم حديث هذا البناء فصار ينتظره كل أسبوع، ليروى له بعض القصص الشعبية التى يحفظها، وتطورت تلك الهواية الجديدة عند بيرم، إلى حد أنه أصبح لا يكتفى بسماعها بعد أن عرف مصدرها حى الشمرلي؛ وبدأ يقتصد من مصروف يده ليشترى به من مكتبات هذا الحى كتب الأساطير الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، «أبوزيد الهلالى»، «عنترة»، و«سيف بن ذى يزن»، وغيرها. وكانت بعض تلك الأساطير تتخللها أبيات من الشعر، وجدت هوى فى نفسه، وأقبل على شراء دواوين الشعر، وقع فى يده مجموعة من أشعار ابن الرومى ففُتن بها وعدها أمتع ما قرأ، وتعلم منها روح الهجاء، فكانت هى وأزجال محمد أفندى توفيق صاحب جريدة «حمارة منيتي» بداية سريان روح النقد اللاذع فى دمه.

اكتملت علاقة الطفل بيرم بالفن والأدب عندما سكن فى منزلهم أستاذ تركى اسمه محمد طاهر، وقد رأى فى بيرم ميله للشعر فأهداه كتابًا فى فن العروض؛ فما كاد يقرأه حتى بدأ محاولاته فى عمل بعض الأزجال والأشعار. وقرأ بيرم وهو فى السابعة عشر كتابا فى الصوفية لمحيى الدين بن عربى، وما إن قرأ الكتاب وحل ألغازه حتى بدأ يبحث عن كتب أخرى من هذا النوع فاشترى كتبًا؛ للمقريزى والغزالى والميدانى، وقرأ فى الأدب الشعبى لعبدالله النديم، وحفظ أزجال الشيخ النجار والشيخ القوصى.

*علاقته بالتعليم؟

** جاءت من خلال مسجد المرسى أبوالعباس، حيث المعهد الدينى.التحق بيرم بكُتاب الشيخ جاد الله، حينما أتم الرابعة من عمره، وكانت عقدة بيرم مادة الحساب، ولم يعد يطيق الطفل قسوة الشيخ جاد عليه، فذهب لأبيه يرجوه أن يرحمه من قسوة الشيخ ولكن الأب لم يأبه، وكانت النتيجة عدم استيعاب وعندئذ لم يجد الأب أى فائدة من تعليم الطفل الذى كان يطمع فى رؤيته يوما ما فقيها، فاضطر لإخراجه من الكُتَّاب، ويجلسه مع أولاد عمه فى دكان الحرير الذى يمتلكه. ويحكى بيرم فى مذكراته عن تلك الفترة من حياته أنه لم يستفد من الكتُاب إلا فى الإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط وحاول والد بيرم أن يعود إلى محاولة جديدة لتعليمه، أرسله إلى مسجد المرسى أبوالعباس، حيث المعهد الدينى، الذى كان يتردد عليه أغلب أبناء تجار الحى. وأقبل بيرم على ما كان يلقى فى هذا المعهد من دروس فى شغف، ولكنه لم يكمل دراسته بسبب موت أبيه.

لماذا قال «شوقى» أخشى على اللغة العربية منه؟

* رحلته مع العذاب بدأت مبكراً؟

** فى العام الذى خرج فيه بيرم من الكُتاب، فُوجئ بحادثين: الحادث الأول هو مولد أخته وموتها بعد هذا الميلاد بثلاثة أيام، والحادث الثانى جاء عن طريق المصادفة، حينما اكتشفت أمه أن زوجها تزوج عليها سرًا من فنانة كانت تتردد على دكانه. وكان لهاتين الحادثتين أثر كبير على نفس الطفل حيث أصبح طفلًا حزينًا، لا يقبل اللعب مع الأطفال. وزاد من ذلك الحزن موت الأب الذى لم يترك للأم والأخت والابن غير المنزل الذى يعيشون فيه، حيث استولت زوجة أبيه على ثروته، واستولى أبناء عمه على تجارة أبيه. واضطر للمل كصبى محل بقالة، حيث أصبح رجل البيت، ثم طُرد منه. ولم ينته الأمر عند هذا الحد حيث تزوجت أمه، والتحق بيرم بالعمل مع زوج أمه فى عمله الشاق وكان يعمل بصناعة هوادج الجمال. ثم توفيت أمه عام 1910.

* زواج مبكر؟

* قرر بيرم الزواج وهو فى السابعة عشرة؛ فكلف شقيقته الكبرى للبحث له عن زوجة من أسرة محافظة، ووجدتها فى ابنة تاجر عطارة، وتم الزواج وعاش معها فى حجرة فى بيت أبيها. ولكن الحياة كشرت عن أنيابها مبكرًا فأغلق بيرم محل البقالة، باع المنزل الذى تركه له أبوه، وعمل فى تجارة السمن واشترى بباقى النقود بيتا صغيرا فى الأنفوشى. وماتت الزوجة بعد ست سنوات زواج؛ تاركة له ولدًا اسمُه محمد وبنتًا اسمها نعيمة. واحتار مع الطفلين، ولم يجد طريقة سوى الزواج مرة ثانية، فاضطر للزواج مرة أخرى بعد 17 يومًا من موت الزوجة.

* بيرم شاعرًا بأمر المجلس البلدى؟

** كاد بيرم أن يقنع تمامًا بعمله الجديد، ويمضى فى الكفاح من أجله إلى نهاية المشوار، لولا أنه فوجئ ذات يوم بالمجلس البلدى فى الإسكندرية، وهو يحجز على بيته الجديد، ويطالبه بمبلغ كبير عوائد. وكأن الدنيا أرادت بهذا الحدث أن تعلن عن مولد فنان، وقرر أن يرفع راية العصيان ضد المجلس البلدى بقصيدة يسخر فيها منهم، وهذه أجزاء من القصيدة تدل على نبرة السخرية والنقد التى بدأ بها بيرم حياته كشاعر ساخر

ونشرت القصيدة كاملة بجريدة «الأهالى» وكانت أول قصيدة تُنشر لبيرم، وقد طُبع من العدد الذى نشرت فيه أربعة آلاف نسخة، وكانت النسخة تباع بخمسة مليمات، وأحدث نشرها دويًا؛ فلم يعد فى الإسكندرية من لم يتكلم عنها،و يرددها، كما طلب موظفو المجلس البلدى ترجمتها إلى اللغات الأجنبية ليستطيعوا فهمها، فقد كانوا جميعًا من الأجانب.

ثم أصدر كتيبًا يتضمنها، بخمسة مليمات للنسخة الواحدة، طبعت منه مائة ألف نسخة، وهكذا بدأت رحلته مع مهنة الأدب وسيلة للرزق، ثم دأبت على إصدار كتيبات صغيرة بها مختلف الانتقادات الاجتماعية.

أدرك بعد فترة أن الشعر وسيلة محدودة الانتشار بين شعب 95 فى المائة منه لا يقرأ فاتجه إلى الزجل، ليقرب أفكاره إلى أذهان الغالبية العظمى من المصريين. وكانت أزجاله الأولى مليئة بالدعابة والنقد الذى يستهدف علاج سلبيات المجتمع.

* حكاية بيرم وسيد درويش؟

** فى سنة 1920 التقى سيد درويش بـ«بيرم التونسى» فى شارع عماد الدين ودعاه لتناول فنجان من القهوة.

يروى بيرم قصة لقائه بسيد درويش فيقول: «لازمت الشيخ سيد درويش وألفت له رواية شهرزاد نظير 40 جنيها يقبضها ذهبيا.»كان الناس يتعاملون بالذهب والفضة أما النقود الورق فلم تكن منتشرة» وعرِضت بعد رحيلى الأول منفيا إلى الخارج، وكان الاسم الذى اقترحناه للرواية هو «شهرزاد» إشارة إلى شهوات العائلة الحاكمة ولكن الرقابة منعت ذلك الاسم فعدلته» وكان سيد درويش قد طلب من بيرم أن يؤلف له أوبريت يلهب الحماسة فى نفوس المصريين، ويدفعهم لمناهضة الاحتلال. كان يقول لبيرم: «دائمًا حجة الإنجليز أمام العالم لتبرير استبعادنا أننا شعب ضعيف لا يستطيع حكم نفسه وأننا بحاجة إلى حماية مستمرة، وعلشان كده أنا شايف إن الأوبريت من أولها إلى آخرها لازم يكون فيها تمجيد للإنسان المصرى.

فقام بيرم بتأليف شهرزاد للشيخ سيد، وأحداث هذا الأوبريت مقتبسة عن أوبريت «دوقة جيرولستين الكبيرة» للكاتبين الفرنسيين: ميلهاك وهاليفى. ويأتى فى هذا الأوبريت أروع ماقيل عن الشعب المصرى:

بيرم التونسى أنا المصرى كريم العنصرين

بنيت المجد بين الإهرمين

جدودى أنشأوا العلم العجيب

* بيرم يكتب عن سيد درويش؟

** طاف الشاعر بيرم التونسى على تجار الفونوغراف بشوارع تونس، يسألهم عن أعمال الشيخ سيد درويش، فلم يجدها، وتعجب من عدم رواجها، ففهم أن الشيخ الدرويش عند الجماهير مغن كبقية المغنيين، وأدواره كسائر الأدوار يتلهى بها الناس برهة من الزمن ثم ينسونها إذا ظهر غيرها من الأغانى والألحان.

حين فوجئ بيرم بهذه الحالة قرر أن يعيد تقديم سيد درويش للتونسيين، فكتب مقالا طويلا عنه بعنوان «سيد درويش» نشره بمجلة «الزمان» الأسبوعية، 2 مايو 1933.

كان بيرم وقتئذ فى تونس يواصل سنوات تشرده بنفيه عن مصر بقرار من الملك فؤاد فى 25 أغسطس 1920، وعاش سنوات منفاه فى فرنسا، يتخللها فترات فى تونس، حتى عاد إلى مصر متسللا بعد نحو 18 عاما،ويبدأ مقاله بقوله: «ولدت أنا وهو فى عام واحد وهو عام 1893، وفى مدينة واحدة هى الإسكندرية، وفى حى واحد من هذه المدينة هو حى «المزار»، ولم يعرف كلانا الآخر إلا سنة 1920 فى مدينة القاهرة، إذ كان الشيخ سيد منهمكا فى تأسيس جوقته الخاصة بعد أن نفض يديه من التلحين للأجواق الأخرى، وهو فى حاجة شديدة إلى «زجال» يقدم له أزجال رواية الافتتاح، فى تلك الأيام كان جوقة الريحانى «كشكش بك» فى عنفوان شبابها، وكانت تستمد قوتها من ألحان الشيخ سيد، إلا أن نوع التمثيل الذى كانت تقوم به هذه الفرقة كان وبالا على الأخلاق، بما يحويه من دعارة وفجور، وكانت عشرات الألوف من الجنيهات تتدفق إلى جيب الريحانى نظير عمل يهرج لا يكلفه مجهودا يذكر، فضلا عما يبثه فى الشبيبة من روح النزق والتهتك». 

يضيف بيرم: كنت إذ ذاك أحرر جريدة «الشباب» الأسبوعية، وجعلت نصب عينى محاربة هذا الجوق وأمثاله بالحق والباطل، وكان الشيخ سيد يقرأ تلك الصحيفة، فيرى أن الحملة موجهة إليه قبل غيره، ويقرأ أنه متهم بسرقة الألحان التى يقدمها لجوق الريحانى، وكيف سرقها».

لا يعرفه، ولاحظ أحد الجالسين وجودنا، فقام ووضع يديه على كتفينا وبحسن نية قدمنا لبعض، وما كنت أنتظر بعد هذا الشر العظيم والعواصف التى أثرتها عليه فى الجريدة، أن يقوم لى مبتسما فرحا كأنما انفتح أمامه كنز، ولم يكن فرحه متكلفا، ولا بشاشته جبنا، فقد كان يتمتع بكل ضروب القوى، قوة بدنية هائلة، وقوة فنية لم يرزق غيره مثلها، وقوة مالية قلما تنفق لموسيقى فى الشرق، وقوة عصبية يستمدها من مئات الألوف من الأنصار المعجبين والأحباب المخلصين، ولكن الناظر للسيد درويش يدرك على الفور أن هذه القوى لا تساوى عنده جناح بعوضة، فقد كان يترك بدنه لجميع أنواع المهلكات، أو ينفق ما فى جيبه عن آخر درهم، ولا يهتم بمعرفة غنى أو وجيه».

يعترف بيرم: «فى تلك الليلة لم أفارقه إلا فى ظهر اليوم الثانى لنتقابل بعد ساعتين من هذا الفراق، ولله طبائع الإسكندريين وشمائلهم وأخلاقهم، فيهم الشراسة مع الاعتراف بالحق، وفيهم القوة والبطش مع التواضع والإغضاء، لقد كان معظم حديث السيد عما لاقه من المحن والبؤس، قال لى من أول الحديث ولم يمض على تعارفنا ساعات: هل مكثت فى حياتك ثلاثة أيام على الأرض بلا طعام ولا شراب «وضحك ضحكة رزينة» وقال: والله فعلتها، وهل تعلم أننى كنت أغنى فى قهوة حقيرة على شاطئ وترعة المحمودية حتى يستمع لى بحارة المراكب القادمة من الصعيد، ورشيد، ودمياط، السهرة والقهوة والسماع كل هذا بعشرين فضة «خمسة وعشرين سنتيما».

 تعاون مع أم كلثوم فى 33 عملاً غنائياً.. و«القلب يعشق» تتويج لمسيرتهما

* بيرم وأم كلثوم

تعاون بيرم مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى عدد كبير من الاعمال، أثمر التعاون بينهما عن 33 أغنية..

الأغانى التى ألفها بيرم التونسى لأم كلثوم

أم ﻛﻠﺜﻮم

تلحين زكريا أحمد: أنا وإنت، كل الأحبة، اكتب لى، أنا فى انتظارك، الآهات، إيه اسمّى الحب، حبيبى يسعد أوقاته، أهل الهوى، الأولة فى الغرام، غنى لى شوى، سلام الله على الحاضرين، قولى ولا تخبيش، يا عينى يا عينى، فى نور محياك، برضاك يا خالقى، الأمل، حلم، الورد جميل، نصرة قوية، هو صحيح الهوى غلاب.

تلحين محمد القصبجى: يا صباح الخير يا للى معانا، نورك يا ست الكل.

 

تلحين رياض السنباطى: بطل السلام، بعد الصبر ما طال، الحب كده، شمس الأصيل، صوت السلام، ظلمونى الناس، القلب يعشق كل جميل،غنتها بعد رحيله بـ 10 سنوات وهى الاغنية التى يحكى فيها حكايته مع الهدايه بعد المعصية، يا جمال يا مثال الوطنية، يا سلام على عيدنا.

تلحين محمد الموجى: بالسلام إحنا بدينا.

«قدم بيرم لعدد كبير من المطربين اعمال ناجحه منها، أحبابنا ياعين، وبساط الريح، لفريد الأطرش، شوف أنا فين وأنت فين، والمسحراتى لمحمد فوزى، ودور يا موتور لليلى مراد، ومحلاها عيشة الفلاح لمحمد عبدالوهاب،واوبريت «عزيزة ويونس»، التى لحنها الموسيقار زكريا أحمد، ومنها أغنية «يا صلاة الزين على عزيزة»، وكذلك أوبريت «ليلة من ألف ليلة» للموسيقار أحمد صدقى

* بيرم الثائر؟

** حاول الاستعمار الإنجليزى، آنذاك أن توقف مشروعه الصحفى، تحايل عليهم فكتب على رأس الصفحة الأولى «المسلة.. لاصحيفة ولا مجلة»، وكان يطبعها على نفقته ويوزعها بنفسه، وتعاملت معه الرقابة، باعتباره يوزع منشورات سرية ضد النظام، فأراد إبراز تمرده، فطلب من الحكمدار إذنا بالاتجار فى الحشيش، قائلا فى سخرية:»ماهو ما يمشيش معاكم غير تجار الحشيش». 

وكان يعتقد أنه فى أمان بحكم أنه تونسى الأصل، وتونس وقتها تحت الحماية الفرنسية. وبالتالى يحتاج القبض عليه إلى إبلاغ السفارة الفرنسية، وطالما أن فرنسا وانجلترا على خلاف،فهو فى أمان. ولكن العجيب هو اتفاق انجلترا وفرنسا معا، فضلاً عن إصدار الملك فؤاد الأول، قراراً بنفيه خارج البلاد، نتيجة زجل ساخر بعنوان «مرمر زمانى يا زمانى مرمر»، يقول فيه علنا ماكان يتهامس به البعض حول علاقات الملك فؤاد، وكانت النتيجة أن قضى التونسى الثائر الجريء 20 عاما منفيا بين تونس وفرنسا وعبر عن ذلك فى قصيدته الشهيرة:

الأولة مصر قالوا تونسى ونفونى

والتانية تونس وفيها الأهل جحدونى

والتالتة باريس وفى باريس جهلونى

ولما زاد حنينه إلى الوطن قرر الهروب والعودة إلى مصر، ويصف فى إحدى قصائده قصة هروبه قائلا:

وفى بورسعيد السفينة رسيت تفرغ وتملا

والبياعين حوطونا بكارت بوستال وعملة

لكن بوليس المدينة ماتفوتش من جنبه نملة

يا بورسعيد والله حسرة ولسه يا اسكندرية

هتف بى هاتف وقال لى انزل ومن غير عزومة

انزل دى ساعة تجلى فيها الشياطين فى نومة

انزل ده ربك تملى فوقك وفوق الحكومة

نطيت فى ستر المهيمن للبر يا حكمدارية

واقول لكم ع الصراحة اللى ف بلادنا قليلة

عشرين سنة فى السياحة اشوف مناظر جميلة

ماشفت يا قلبى راحة فى دى السنين الطويلة

إلا اما شفت البراقع واللبدة والجلابية

وعاش بيرم، مختبئا فى مصر، يخشى الإبلاغ عنه، حتى توسط له الفنان الجميل سليمان بك نجيب، الذى كان وقتها مديرا لدار الأوبرا الملكية، مخاطبا الملك فاروق، طالبا العفو للتونسى، فوافق الملك، شريطة أن يكتب بيرم قصيدة أو زجلاً فى مدحه، وبالفعل كتب بيرم أربعة أسطر وهو حزين وبعد قيام ثورة 23 يوليو، حول تلك الاشعار فى حب رجال الثورة.

* انتقد بيرم حال الأغنية قبل رحيله؟

** لم تسلم الاغنية من نقد بيرم، حيث كان حالها حال فيقول: مُنيت مصر بعدد هائل من المؤلفين الجهلاء الذين تنقصهم حتى الثقافة العامة، والذين يحفظون عددأً من الألفاظ يبدلونها ويغيرونها كأحجار الدومينو.

ولخص حال الاغنية ’يا أهل المغنى دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله. ده إحنا شبعنا كلام ما له معنى يا ليل ويا عين وياه‘«.

** 1960، حصل على جائزة الدولة التقديرية ليرحل بعدها بعام واحد عام 1961 عن 68 سنة.

** جمعت الهيئة المصرية للكتاب أعمال بيرم التونسى فى 12 مجلدًا وعلى الرغم من ذلك، لم تضم الأعمال الكاملة لأن بعض كتاباته على مدار رحلة حياته لم توثّق بشكل كامل.

** حصل بيرم على الجنسية المصرية عام 1953 بعد قيام ثورة يوليو التى كان من أشد المؤيدين لها لانتقاده الكثير من السياسات فى العهد الملكى، حتى إنه أول من ألقى شعرًا بصوته فى الإذاعة المصرية احتفاء بقيام الثورة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سنة ﺷﻬﺮزاد إنسان اﻹﻧﺴﺎن المصري ﺳﻴﺪ دروﻳﺶ شوقي اللغة العربية أم كلثوم سید درویش الذى کان وهو فى

إقرأ أيضاً:

نسرين طافش تحتفل بالكريسماس من باريس

شاركت الفنانة نسرين طافش متابعيها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، بصور جديدة لها خلال احتفالها بالكريسماس.

ظهرت نسرين في الصور بإطلالة أنيقة وساحرة، حيث التقطت لحظات احتفالها بأجواء الكريسماس من العاصمة الفرنسية باريس، وسط أجواء مليئة بالسعادة والدفء.


 

ظهرت نسرين طافش ، مجددا بعد الغياب عن دراما رمضان هذا العام، سواء في مصر أو سوريا، وذلك بعدما اعتذرت عن أكثر من عمل سوري منها الجزء التاني من مسلسل "كسر عظم"، و"تحت الرماد" الذى أصبح اسمه "مسار اجباري" إضافة إلى أكثر عمل في مصر تم عرضها في موسم "الأوف سيزون".

ويأتي غياب نسرين طافش عن دراما رمضان هذا العام بعدما عرض لها مؤخراً فيلم "أخى فوق الشجرة" والذي انطلق في السينمات يوم 18 يناير الماضى، حيث تحقق شخصية "كوليت" التي تقدمها في الفيلم نجاحا وردود أفعال مميزة،ويسجل "أخى فوق الشجرة" ثانى تجاربها السينمائية في مصر بعد فيلم "نادى الرجال السرى" الذى قدمته عام 2019 مع كريم عبد العزيز وغادة عادل.

مقالات مشابهة

  • أبوريدة والتحدى الصعب
  • على حافة الهاوية!!
  • الاستسلام عار!
  • الديمقراطية الزائفة «3»
  • درويش: لنبنِ معاً وطناً يحمي أبناءه ويحتضن اختلافاتهم
  • العلاج فى مستشفيات الحكومة.. رحلة عذاب
  • نسرين طافش تحتفل بالكريسماس من باريس
  • فيش وتشبيه الرئيس السورى القادم!!
  • آثار أفغانستان.. كنوز حضارية دمرتها ثلاثة عقود من الحروب
  • هل عاد الزمن «العثمانلى»؟!