«ليندا توماس» ترد على عبدالرحيم دقلو
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
رصد – نبض السودان
ردت سفيرة وواشنطن في الامم المتحدة “ليندا غرينفيلد” الخميس على بيان قوات الدعم السريع التي انتقدت فيه القرار الامريكي بفرض عقوبات على قائد ثاني الدعم السريع وقائد قطاع غرب دارفور قائلة: إن الشئ المحجف وغير المعقول هو الفظائع التي ترتكب بحق الشعب السوداني، واضافت- في تغريدة على حسابها بتويتر- أن الامر يتعلق بالعدالة والمسائلة، مشددة على الاستمرار في التركيز على هذا النهج.
وزارت السفيرة الامريكية امس الاربعاء شرقي تشاد وإلتقت باللاجئين السودانيين الذين فروا من مدينة الجنينة عاصمنة غرب دارفور في مايو الماضي حيث واجهوا اعمال عنف من قبل المليشيات العربية، المتهمة بأنها تساند قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع اصدرت بيانا انتقدت فيه قرار الخزانة الامريكية بفرض عقوبات على قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وقائد قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بسبب الانتهاكات التي ارتكبت في مدينة الجنينة في مايو الماضي.
ووصف البيان القرار الأمريكي بأنه مؤسف وصادم ومجحف، وسياسيٌ محضٌ، وأنه تم اتخاذه دون تحقيق دقيق وشفاف حول الطرف المتسبب في اندلاع الحرب وما صاحبها من انتهاكات ارتكبت في الخرطوم ومدن أخرى من السودان.
وذكرت قوات الدعم السريع بأن القرار تجاهل بانتقائية بائنة الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها القوات المسلحة السودانية وكتائب النظام السابق على نطاق واسع بالقصف الجوي والمدفعي واعتقال المدنيين المناهضين للحرب في مختلف أنحاء السودان وتجويع وتعذيب المعتقلين، وخرق حظر الطيران في دارفور بالقصف الجوي المستمر على السكان المدنيين في نيالا.
كما وصف البيان اتهام قائد قوات الدعم السريع بغرب دارفور اللواء عبد الرحمن جمعة بالمسؤولية عن قتل والي الولاية وشقيقه خطوة معيبة، لم تتبع الأسس المعلومة في التحقيق، بل وتجاهلت دعوة قوات الدعم السريع الصريحة والمعلنة بإجراء تحقيق دولي مستقل بشأن الأحداث التي وقعت في الجنينة.
واضاف: إن قرار وزارة الخزانة الأمريكية أمرٌ لا يعقِّد عملية العدالة الانتقالية وحسب، إنما يصعِّب كذلك عملية تحقيق السلام الشامل في بلادنا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دور الوسيط، وهو دور رحبنا به في الماضي ونرحب به الآن وفي المستقبل، لكن اتخاذ مثل هذه المواقف الانتقائية التي لا تخدم إلا النظام القديم؛ ستلقي حتماً بظلال سالبة على دور الولايات المتحدة كوسيط وهو دور من وجهة نظرنا مهم للغاية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحشيد حول الفاشر ومدني.. والبرهان يجدد رفض التفاوض
مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، يزداد التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق حيوية من البلاد، حيث تركزت الأنظار في الأيام الأخيرة على مدينتي الفاشر في دارفور و"مدني" في ولاية الجزيرة، في وقت تزايدت فيه الاشتباكات والضربات الجوية بشكل مكثف.
في تطور ميداني، رفع طرفا النزاع في السودان من وتيرة التحشيد العسكري حول مدينتي الفاشر ومدني، فيما تواصل القوات التابعة للجيش والقوات الموالية للدعم السريع تعزيز مواقعها في تلك المناطق الاستراتيجية.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث مر عام كامل منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة مدني، التي تعد مركزاً اقتصادياً مهماً في البلاد.
وفي الفاشر، آخر معاقل الجيش بإقليم دارفور، أفادت مصادر ميدانية بتقدم جديد لقوات الدعم السريع داخل المدينة، مما يعزز من وضعها في الإقليم الحيوي الذي يشكل نقطة وصل بين السودان وكل من تشاد، أفريقيا الوسطى، وليبيا.
ويثير هذا التطور مخاوف من تزايد النفوذ العسكري لقوات الدعم السريع في المنطقة.
قتلى ودمار جراء الضربات الجوية
في الأثناء، واصلت الغارات الجوية التي ينفذها طيران الجيش السوداني قصف مناطق متعددة في دارفور، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص خلال الأيام الأربعة الماضية، وفقاً لتقارير من منظمات حقوقية.
ومن أبرز الهجمات، الهجوم الجوي على سوق مزدحم في بلدة "كبكابية" شمال دارفور، والذي أوقع عدداً كبيراً من القتلى في صفوف المدنيين.
ووصفت منظمة العفو الدولية هذا الهجوم بـ "جريمة حرب"، مؤكدة أن قصف السوق المزدحم بالمدنيين لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، حتى في حال وجود جنود من الطرفين المتنازعين في المنطقة. وصرح تيغيري تشاغوتا، المدير الإقليمي للمنظمة، قائلاً: "استخدام المدنيين كدروع بشرية أو استهدافهم بشكل متعمد يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".
الوضع الإنساني المأساوي
تفاقم الوضع الإنساني في السودان، حيث قدرت بيانات كلية لندن للصحة العامة أن أكثر من 60 ألف شخص قد لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في أبريل 2023، كما أُجبر نحو 14 مليون شخص على النزوح من ديارهم.
وتعاني البلاد من أزمة غذائية حادة، حيث يواجه أكثر من نصف السكان، الذين يقدر عددهم بحوالي 48 مليون نسمة، تهديدات جسيمة تتعلق بالجوع.
مواقف دولية ودعوات للتفاوض
في هذا السياق الميداني والإنساني المأساوي، كررت الولايات المتحدة وبريطانيا دعوتهما إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. لكن موقف قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ظل ثابتاً في رفض أي تسوية سياسية أو وقف لإطلاق النار.
وخلال تفقده لقوات "درع البطانة" في ولاية الجزيرة، التي يقودها أبوعاقلة كيكل المنشق عن الدعم السريع، أكد البرهان أن الجيش ماضٍ في القتال حتى النهاية، رافضاً أي دعوات للتفاوض أو الهدنة.
وأضاف: "لا تفاوض ولا هدنة، والمجتمع الدولي لا يهتم بما يجري في السودان".
ومع استمرار التصعيد العسكري وغياب أي حل سياسي يلوح في الأفق، تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الصراع المستمر إلى المزيد من التدهور في الوضع الأمني والإنساني في السودان.
في وقت يواجه فيه الشعب السوداني معاناة شديدة من القصف والدمار والتهجير، ويبدو أن فرص الوصول إلى اتفاق سلام أو هدنة تتضاءل بشكل كبير.