هدف قطع طريق الهلال الإيراني عند الحدود السورية العراقية لم يعد سراً

كل المعلومات الآتية من العراق تشير إلى أن الأمريكيين رفعوا من جهوزيتهم العسكرية في قواعدهم، لا سيما في قاعدة "عين الأسد" في الأنبار التي تقع عند نقطة استراتيجية على طريق بغداد – القائم ثم سوريا. للتذكير، فإن وفداً عسكرياً عراقياً ترأسه وزير الدفاع ثابت العباسي دُعي في منتصف شهر آب (أغسطس) الماضي إلى العاصمة الأمريكية، وقابل مسؤولين أمريكيين كباراً في البنتاغون ووزارة الدفاع، وجرى إطلاعه على خطة أمريكية تقضي بتبديل قوات مرابطة في العراق، بأخرى جديدة، وبنيّة واشنطن العمل على إقفال الحدود العراقية السورية عند المعابر الرئيسية التي تسيطر عليها الميليشيات التابعة لإيران على جانبي الحدود، لا سيما عند نقطة القائم- البوكمال.

ولدى عودة الوفد إلى بغداد، جرى إطلاع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على فحوى اللقاءات، كما جرى إطلاع قيادات "الإطار التنسيقي"، أي التكتل الموالي لإيران في البرلمان، الذي يمثل الذراع السياسية للميليشيات المنضوية ضمن "الحشد الشعبي". وفي الوقت عينه، حصل لقاء بين السوداني وسفيرة الولايات المتحدة في بغداد إلينا رومانوفسكي، حيث نقلت الأخيرة تأكيدات على مضمون اللقاءات التي جرت في واشنطن، مشفوعة بطلب رسمي من القوات الأمريكية بأن تبتعد ميليشيات الحشد الشعبي من الحدود مع سوريا إلى مسافة 100 إلى 150 كيلومتراً. وبعدها بأيام بدأت أمريكا في استعراض نادر في الأعوام الأخيرة بإجراء تبديلات في قواتها المرابطة في العراق تحت عنوان "مستشارين"، يبلغ عددهم 2500 جندي (مستشار). وجرى نشر الفرقة العاشرة الجبلية القتالية، وارتفع عديد القوات الأمريكية إلى ما يفوق 4000 جندي. وأدخلت بالمناسبة آليات جديدة تحركت ضمن قوافل كبيرة في العديد من المناطق المؤدية إلى القواعد التي ترابط فيها القوات الأمريكية. وقد أعطيت تعلميات صارمة لـ"الحشد الشعبي" بعدم الاحتكاك مع هذه القوات، وبالتخفيف من التحركات في المناطق الحدودية مع سوريا، وقيل إن وحدات من الميليشيات انسحبت بالفعل، فيما أشارت معلومات إلى أن المسألة لم تصل بعد إلى حد الانسحاب، بل إلى الانكفاء ضمن مواقع الميليشيات والتقليل من التحركات مخافة الاحتكاك.

كل هذا حصل في وقت كان قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآني يرابط بين بغداد والنجف وينسق بين القوى السياسية العراقية الموالية لطهران. وكانت التعليمات تقضي بالانكفاء، وخصوصاً أن الأمريكيين أحدثوا ضجة خلال عمليات التبديل التي تزامنت مع نشر حاملتي طائرات في المتوسط والخليج العربي ومقاتلات من الجيلين الرابع والخامس في قواعد المنطقة وتعزيز قاعدة التنف بالسلاح والقوات، فضلاً عن القوى المسلحة العربية العاملة مع الأمريكيين عند المثلث الحدودي العراقي – السوري – الأردني. ولعل الحديث الذي أدلى به رئيس الوزراء السابق وزعيم كتلة "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي المقرب جداً من إيران، إلى إحدى القنوات التلفزيونية، أشار بصراحة إلى المعلومات التي سقناها، ولكنه لم يضعها في سياق قلب موازين القوى في العراق، بل في سياق قلبها في سوريا، وربما إسقاط نظام بشار الأسد. فكل المعلومات تقاطعت عند التأكيد أن التعزيزات الأمريكية حقيقية، وأنها تؤشر إلى احتمال كبير بقرب إطلاق عملية تستظل عنوان عملية "العزم الصلب" بقيادة الجنرال ماثيو ماكفارلين التي ترمز أساساً إلى محاربة تنظيم "داعش". حتى الآن لم يطلق على العملية الفرعية أي اسم. وربما أطلق عليها اسم بقي طي الكتمان، لأنها تتعدى الإطار الأساسي لـ"العزم الصلب". فهدف قطع طريق الهلال الإيراني عند الحدود السورية العراقية، لم يعد سراً. وبالرغم من النزاع المسلح الذي انفجر شرقي نهر الفرات في سوريا، بين قوات "قسد" وبعض العشائر العربية، وجرى استغلاله من قبل الإيرانيين والنظام في دمشق، فإن خطة التضييق على الهلال الإيراني، أي "الكوريدور" الإيراني الذي يربط بين طهران وبيروت عبر بغداد ودمشق، لا تزال قائمة. والأمريكيون يعملون على أكثر من مستوى عند الحدود العراقية - السورية، وبالتوازي عند الحدود الأردنية – السورية التي تمثل أحد التحديات الأمنية الكبيرة لكل المنطقة بفعل تنامي حركة تهريب المخدرات المنتجة في سوريا برعاية رسمية شبه معلنة، إضافة إلى تهريب السلاح الذي يصل إلى قلب الأردن، والضفة الغربية، وصولاً إلى سيناء وانتهاءً بشبه الجزيرة العربية عبر الصحراء السعودية المترامية الأطراف.

والسؤال المطروح بعد انتهاء مناسبة "زيارة الأربعين" في العراق التي شهدت دخول ملايين الحجاج الإيرانيين، وانتهاء الصراع المسلح شرقي الفرات هو: هل ستعود خطة عزل سوريا عن العراق إلى السكة؟ وكيف؟ ومتى؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا سوريا الهلال الإیرانی عند الحدود فی العراق

إقرأ أيضاً:

سوريا.. هجوم صاروخي عنيف على القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل غاز كونيكو

افادت قناة الميادين بتنفيذ هجوم صاروخي عنيف يستهدف القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل غاز كونيكو في ريف دير الزور.

وأشار المصدر ذاته إلى سقوط صاروخ على ساحة الدعم والإمداد في الأطراف الشمالية للقاعدة الأمريكية في حقل كونيكو.

ونُفذ في وقت سابق، هجوم بطائرات مسيّرة استهدف القاعدة الأميركية في حقل غاز كونيكو في دير الزور شرقي البلاد.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان انه جرى سماع دوي انفجارات قوية قرب قاعدة أمريكية بسوريا.

وأشار المرصد أنه وفق المعلومات، فقد وقعت 3 انفجارات قرب القاعدة الأمريكية بمعمل كونيكو للغاز وذلك تزامنا مع تحليق للطيران المروحي في المنطقة.

وسبق وأفاد المرصد عبر منصة "إكس": بحدوث "انفجارات في منطقة حقلي كونيكو للغاز والعمر للنفط بريف دير الزور والتي تتواجد ضمنهما قاعدتين عسكريتين للقوات الأمريكية.

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي بعد من القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أو وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بشأن أي هجمات قرب القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا أو حقيقة ما حدث.

الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية وإسقاط طائرة أمريكية من نوع MQ_9 وسائل إعلام روسية: طائرات مسيرة تهاجم قاعدة أمريكية في سوريا

مقالات مشابهة

  • البليهي يرد على صديقه الذي قدّره بعمر 25 عاماً: كذا تعجبني واحترمك .. فيديو
  • سوريا.. هجوم صاروخي عنيف على القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل غاز كونيكو
  • البدري: قضية الحدود بين ليبيا وتونس انتهت بقرار المحكمة الدولية
  • مواطنون يستغربون من عدم زيارة الفرق الجوالة لمنازلهم.. هل انتهى التعداد؟
  • مواطنون يستغربون من عدم زيارة الفرق الجوالة لمنازلهم.. هل انتهى التعداد؟- عاجل
  • السوداني في مقرّ قيادة قوات الحدود ببغداد
  • الجيش الأمريكي يمدّ جسراً جوياً من العراق لتعزيز قواعده في سوريا
  • كشف خطة الابعاد الثلاثة في معابر العراق الحدودية
  • عقيدة التوحش.. إعادة إعمار سوريا تبدأ بـحافظ الأسد
  • عبروا الحدود إلى سوريا... كم بلغ عدد مغادري لبنان منذ بدء الحرب؟